لجريدة عمان:
2025-06-19@14:10:52 GMT

دول مجلس التعاون..الطريق نحو «الوحدة»

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

في زمن التكتلات الكبرى، فإن الغلبة والبقاء للأقوى، والأصلح، ولا مكان لأي دولة تعمل بمفردها بعيدا عن التحالفات سواء الاقتصادية أو العسكرية أن تكون بمنأى عن أطماع الآخرين، ولذلك كان «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» واحدا من تلك التكتلات الناشئة التي تحاول استثمار العوامل المشتركة بين دوله لتحقيق أهدافها، ومن أهمها: الاعتماد على الذات، وإبعاد المنطقة عن الاضطرابات، والأطماع الخارجية، ورغم ذلك يبقى هذا المجلس صغيرا فـي حجمه، وعدد سكانه، ولكنه كبير بإمكانات دوله إذا ما أرادت التمسك بعوامل نجاحه، وبقائه.

وعلى مدى أكثر من خمسة أربعين عاما كان هذا المجلس بمثابة بارقة الأمل لأبنائه، ومواطنيه، وفـي كل اجتماع كانت الأعين تتوجه إلى القمة، بتفاؤل، بأن يحمل أي بشارة خير لهم، وهو الهدف الأسمى لإقامة هذا التكتل، ورغم أن أحلام الخليجيين لم يتحقق معظمها، إلا أنها قد تكون قابلة للتحقق مستقبلا، فأي بناء صلب يجب ألّا يُبنى على العاطفة بل على أسس موضوعية، ومدروسة، حتى يكتب له البقاء، والديمومة، ولعل عناصر التلاحم بين أعضاء المجلس أكثر من عوامل الاختلاف البسيطة، والتي يمكن تذليلها، والتغلب عليها، وتجاوزها بالإرادة، والعزيمة، وتغليب المصلحة العليا، على المصالح المحلية الضيقة.

ورغم ذلك فهناك طريق طويلة للعمل، والجهد، للوصول إلى الغاية الكبرى من إنشاء هذا التحالف وهو «الوحدة» بأي شكل من أشكالها، كما هو الحال فـي الاتحاد الأوروبي والذي يضم 27 دولة، لا تجمعها إلا المصالح المشتركة، بينما يجمع دول مجلس التعاون أكثر من ذلك، فهي تتشارك فـي الدين، واللغة، والتاريخ، والجغرافـيا، والعلاقات الاجتماعية، والمصير المشترك، والمصالح المتداخلة، لذلك فإن عوامل ثبات، وبقاء كيان المجلس أكثر عمقا، ورسوخا من أي كيان آخر فـي العالم، ولكن كل ذلك يحتاج إلى كثير من العمل، والتفاهم حول قضايا قد تتفاوت فـيها الآراء، وتراها كل دولة من زاويتها الخاصة، ورغم ذلك فلا تختلف دول المجلس فـي الأهداف الكلية، ولكن قد تتفاوت رؤاها فـي وسائل الوصول إلى الغايات.

إن مجلس التعاون الخليجي فـي ظل التطورات المتسارعة فـي العالم بحاجة إلى تسريع خطاه نحو التكامل، وصولا إلى «الوحدة»، ولا يعني ذلك بالضرورة التخلي عن السيادة، ولكن يعني وحدة الأهداف والوسائل، وهو أمر غير بعيد المنال، خاصة حين تتشابك المصالح، وتتشارك الرؤى، وتنظر دول المجلس إلى أن مصلحتها الكبرى هي فـي بقائها متوحدة، وبعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية، وأنها دول قوية بذاتها، وقدراتها، وإمكاناتها الاقتصادية، والبشرية، وأن عليها أن تخاطب «الآخر» بلغة المصالح، والندية، وليس بلغة الطرف المحتاج لحماية غيره دائما، فدول الخليج لديها أوراق قوة يمكن أن تناور بها، وتستخدمها بثقة، بدءا من حاجة العالم إليها كممر مائي، ونفطي، وموقع استراتيجي يجعلها فـي موضع التفوق فـي أي تفاوض، وكل ذلك لا يمكن تحقيقه دون مجلس تعاون قويّ، ومتماسك، وذي أهداف محددة، وواضحة، يغلّب المصلحة العليا لدوله التي لا يمكن أن تسير إحداها منفردة دول بقية أخواتها، فـ«الاتحاد قوة»، كما يرد فـي الحكايات العربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مجلس التعاون

إقرأ أيضاً:

الزرقاء: المنفي يتخلى عن الحياد ويصطف مع الحكومة.. وقراراته تهدف لحماية الدبيبة من غضب الشارع

ليبيا – قال عضو مجلس النواب حسن الزرقاء إن قرارات المجلس الرئاسي باتت تتماهى مع قرارات حكومة الوحدة الوطنية، معتبرًا أن الهدف منها هو امتصاص غضب الشارع وتخفيف الضغط عن الحكومة.

انحياز تدريجي لحكومة الدبيبة
الزرقاء، وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، أشار إلى أن المجلس الرئاسي، ورئيسه محمد المنفي، كان قد التزم في بداية ولايته بمسافة متساوية من جميع الأطراف، لكن هذا الموقف لم يستمر طويلًا، ومع تصاعد الخلاف بين البرلمان وحكومة عبد الحميد الدبيبة، مال المجلس الرئاسي تدريجيًا لدعم الحكومة.

قرارات تعكس اصطفافًا سياسيًا
وأوضح الزرقاء أن معظم قرارات الرئاسي خلال الأشهر الـ18 الماضية تبنتها حكومة الوحدة أو صدرت بالتنسيق معها، مستشهدًا بقرار المنفي بعزل محافظ المصرف المركزي السابق الصديق الكبير، وما ترتب عليه من أزمة مالية خانقة نتيجة الخلاف بين الكبير والدبيبة.

هيئة الاستفتاء نموذج إضافي للتماهي
كما أشار الزرقاء إلى أن المنفي أنشأ قبل نحو شهرين هيئة المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام الوطني، في توقيت يتقاطع مع دعوات الدبيبة المتكررة لإجراء استفتاء على مسودة مشروع الدستور المعد عام 2017، مما يعكس تداخلاً في الصلاحيات، ومواجهة غير مباشرة مع البرلمان.

ترتيبات أمنية لدعم الحكومة
واعتبر الزرقاء أن دعوة المجلس الرئاسي للتوافق حول قانون الميزانية، وقراراته المتعلقة بالترتيبات الأمنية في طرابلس، تأتي في إطار مساندة حكومة الوحدة، ومساعدتها على تجاوز تداعيات أخطائها، وخوض معاركها السياسية بدلًا عنها.

مقالات مشابهة

  • الزرقاء: المنفي يتخلى عن الحياد ويصطف مع الحكومة.. وقراراته تهدف لحماية الدبيبة من غضب الشارع
  • دول الخليج تحذر من ''سيناريوهات مقلقة'' في الحرب الإسرائيلية الإيرانية
  • دول الخليج تحذر من سيناريوهات مقلقة جراء الهجوم الإسرائيلي على إيران
  • "التعاون الخليجي": عدوان إسرائيل على إيران يحمل سيناريوهات مقلقة
  • تحذير عاجل وقلق من دول مجلس التعاون الخليجي جراء الغارات الإسرائيلية على إيران وتتحدث عن سيناريوهات مبهمة
  • "التعاون الخليجي" يُحذّر من سيناريوهات مقلقة للعدوان إسرائيل على إيران
  • البُعد اللوجستي للأمن الخليجي.. رؤية استباقية للاستدامة عند الأزمات
  • «الوزاري الخليجي»: الدعوة إلى ضبط النفس ومنع الانزلاق إلى أي صراع يهدد استقرار الخليج والعالم
  • مجلس التعاون يبحث التصعيد الإقليمي في اجتماع استثنائي ويُفعّل مركز الطوارئ
  • أمين مجلس التعاون: هجمات الاحتلال على إيران والرد عليها زادت حدة التوترات