لجريدة عمان:
2025-12-13@19:03:01 GMT

دول مجلس التعاون..الطريق نحو «الوحدة»

تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT

في زمن التكتلات الكبرى، فإن الغلبة والبقاء للأقوى، والأصلح، ولا مكان لأي دولة تعمل بمفردها بعيدا عن التحالفات سواء الاقتصادية أو العسكرية أن تكون بمنأى عن أطماع الآخرين، ولذلك كان «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» واحدا من تلك التكتلات الناشئة التي تحاول استثمار العوامل المشتركة بين دوله لتحقيق أهدافها، ومن أهمها: الاعتماد على الذات، وإبعاد المنطقة عن الاضطرابات، والأطماع الخارجية، ورغم ذلك يبقى هذا المجلس صغيرا فـي حجمه، وعدد سكانه، ولكنه كبير بإمكانات دوله إذا ما أرادت التمسك بعوامل نجاحه، وبقائه.

وعلى مدى أكثر من خمسة أربعين عاما كان هذا المجلس بمثابة بارقة الأمل لأبنائه، ومواطنيه، وفـي كل اجتماع كانت الأعين تتوجه إلى القمة، بتفاؤل، بأن يحمل أي بشارة خير لهم، وهو الهدف الأسمى لإقامة هذا التكتل، ورغم أن أحلام الخليجيين لم يتحقق معظمها، إلا أنها قد تكون قابلة للتحقق مستقبلا، فأي بناء صلب يجب ألّا يُبنى على العاطفة بل على أسس موضوعية، ومدروسة، حتى يكتب له البقاء، والديمومة، ولعل عناصر التلاحم بين أعضاء المجلس أكثر من عوامل الاختلاف البسيطة، والتي يمكن تذليلها، والتغلب عليها، وتجاوزها بالإرادة، والعزيمة، وتغليب المصلحة العليا، على المصالح المحلية الضيقة.

ورغم ذلك فهناك طريق طويلة للعمل، والجهد، للوصول إلى الغاية الكبرى من إنشاء هذا التحالف وهو «الوحدة» بأي شكل من أشكالها، كما هو الحال فـي الاتحاد الأوروبي والذي يضم 27 دولة، لا تجمعها إلا المصالح المشتركة، بينما يجمع دول مجلس التعاون أكثر من ذلك، فهي تتشارك فـي الدين، واللغة، والتاريخ، والجغرافـيا، والعلاقات الاجتماعية، والمصير المشترك، والمصالح المتداخلة، لذلك فإن عوامل ثبات، وبقاء كيان المجلس أكثر عمقا، ورسوخا من أي كيان آخر فـي العالم، ولكن كل ذلك يحتاج إلى كثير من العمل، والتفاهم حول قضايا قد تتفاوت فـيها الآراء، وتراها كل دولة من زاويتها الخاصة، ورغم ذلك فلا تختلف دول المجلس فـي الأهداف الكلية، ولكن قد تتفاوت رؤاها فـي وسائل الوصول إلى الغايات.

إن مجلس التعاون الخليجي فـي ظل التطورات المتسارعة فـي العالم بحاجة إلى تسريع خطاه نحو التكامل، وصولا إلى «الوحدة»، ولا يعني ذلك بالضرورة التخلي عن السيادة، ولكن يعني وحدة الأهداف والوسائل، وهو أمر غير بعيد المنال، خاصة حين تتشابك المصالح، وتتشارك الرؤى، وتنظر دول المجلس إلى أن مصلحتها الكبرى هي فـي بقائها متوحدة، وبعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية، وأنها دول قوية بذاتها، وقدراتها، وإمكاناتها الاقتصادية، والبشرية، وأن عليها أن تخاطب «الآخر» بلغة المصالح، والندية، وليس بلغة الطرف المحتاج لحماية غيره دائما، فدول الخليج لديها أوراق قوة يمكن أن تناور بها، وتستخدمها بثقة، بدءا من حاجة العالم إليها كممر مائي، ونفطي، وموقع استراتيجي يجعلها فـي موضع التفوق فـي أي تفاوض، وكل ذلك لا يمكن تحقيقه دون مجلس تعاون قويّ، ومتماسك، وذي أهداف محددة، وواضحة، يغلّب المصلحة العليا لدوله التي لا يمكن أن تسير إحداها منفردة دول بقية أخواتها، فـ«الاتحاد قوة»، كما يرد فـي الحكايات العربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مجلس التعاون

إقرأ أيضاً:

(صور) العرادة يشهد تخرج أكثر من ألف طالب وطالبة من جامعة أقليم سبأ

شهد عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان بن علي العرادة، اليوم، حفل تخرج 1139 طالباً وطالبة من مختلف كليات جامعة إقليم سبأ.

وهنأ العرادة في كلمته خلال الحفل، أبنائه وبناته الخريجين والخريجات، ناقلاً لهم تهاني وتبريكات فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وتمنياته لهم بالتوفيق والنجاح في مسيرتهم العلمية والعملية.

وأكد العرادة، أن التعليم يمثل الركيزة الأساسية لبناء الدولة، والطريق الأمثل لاستعادة الوطن، وتحقيق التنمية المستدامة..مشيراً الى ان قيادة محافظة مأرب تولي قطاع التعليم اهتماماً خاصاً، وتضع الاستثمار في العقول في مقدمة أولوياتها، انطلاقاً من الإيمان بأن التعليم هو بوابة التنمية، والوسيلة لإعداد الكفاءات القادرة على قيادة المستقبل، باعتبار أن الإنسان هو غاية التنمية ووسيلتها.

وجدد عضو مجلس القيادة، تأكيد إلتزام قيادة المحافظة بدعم المؤسسات التعليمية، وتسخير كافة الإمكانيات لتعزيز أدائها وتمكينها من أداء رسالتها السامية في بناء الإنسان اليمني.

وأشار العرادة، إلى أن جامعة إقليم سبأ وُلدت من رحم المعاناة وفي ظروف استثنائية بالغة الصعوبة، لكنها تمكنت من تجاوز التحديات، وشحّ الإمكانيات، لتشكل نموذجاً وطنياً مضيئاً، وصرحاً أكاديمياً شامخاً، ومنارةً للعلم تحتضن آلاف الطلاب من مختلف محافظات الجمهورية.

وأشاد عضو مجلس القيادة، بدور الجامعة المحوري في رفد الوطن بالكوادر المؤهلة، والكفاءات العلمية المتخصصة في مختلف التخصصات العلمية والمهنية والمجالات النوعية، عبر تخريج عشرات الدفعات من كلياتها القائمة حالياً، وفي مقدمتها كلية الطب..معبراً عن شكره لرئيس الجامعة، ونوابه، وعمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، وكافة العاملين فيها على جهودهم المخلصة التي أثمرت هذه النجاحات المشرفة.

وخاطب العرادة الخريجين قائلاً "إن فرحة تخرجكم اليوم تمثل إنجازاً علمياً ووطنياً كبيراً، ونتيجة لأعوامٍ من الجد والاجتهاد والمثابرة، وإن الوطن يرى فيكم أمل المستقبل، ويعوّل على علمكم وإخلاصكم، وينتظر منكم المشاركة الفاعلة في بناء اليمن الحديث".

وأضاف عضو مجلس القيادة "إن نيلكم الشهادة الجامعية ليس نهاية الطريق، بل بداية لعطاءٍ جديد ومتجدد ، واليمن اليوم بحاجة إلى علمكم وطاقاتكم وانتمائكم الوطني، فكونوا أوفياء للقيم والمبادئ الوطنية، وقدوةً في الإبداع والعمل لخدمة وطنكم ومجتمعكم"..مجدداً تهانيه لأبنائه وبناته الخريجين والخريجات وأسرهم بهذا الإنجاز العلمي المهم..متمنياً لهم مستقبلاً حافلا بالعطاء يليق بطموحاتهم.

وكان رئيس جامعة إقليم سبأ الدكتور محمد القدسي، قد أعرب في كلمته عن جزيل الشكر والتقدير لعضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، الذي أسس لبنية جامعية حديثة جعلت من مأرب حاضنة للعلم والمعرفة..مشيراً إلى ان جامعة إقليم سبأ ستظل وفية لرسالتها، ومتمسكة برؤيتها، منفتحة على ما يعزز جودة التعليم العالي.

كما دعا نائب رئيس جامعة إقليم سبأ، رئيس اللجنة التحضيرية للحفل، الدكتور علي الرمال، الخريجين إلى تطبيق ما تعلموه، وما اكتسبوه من معارف، وبداية فصل جديد من فصول العطاء والمسؤولية.

وتخلل الحفل، كلمة للخريجين، ووصلات غنائية وفنية، كما قدّم عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء سلطان العرادة، جهاز كمبيوتر محمول لأوائل الخريجين من كليات الجامعة.

مقالات مشابهة

  • مدبولى يتفقد وحدة طب الأسرة بمركز طحانوب بمحافظة القليوبية
  • مدبولى يصل إلى القليوبية لتفقد عدد من مشروعات حياة كريمة
  • برلمان ليختنشتاين و«العالمي للتسامح والسلام» يبحثان تعزيز التعاون
  • علي ناصر محمد تحدث عن تشكيل المجلس اليمني المشترك بين الشمال والجنوب
  • الصحة: تقديم أكثر من 7.8 مليون خدمة طبية بمحافظة القليوبية خلال 11 شهرًا
  • أخبار التوك شو| وزير العمل: نكثف جهودنا لدمج ذوي الهمم في سوق العمل.. وكامل الوزير: خطة عاجلة لدفع صناعة الصعيد
  • يمنيون يردون على طارق صالح: إعادة التموضع تواطؤ يستهدف الوحدة يوازي التآمر لاسقاط صنعاء
  • (صور) العرادة يشهد تخرج أكثر من ألف طالب وطالبة من جامعة أقليم سبأ
  • الدبيبة وبرنت يبحثان التعاون الاقتصادي وتطوير قطاع النفط‎ ‎
  • نقيب الصحفيين: مجلس الوزراء اختار الطريق العكسي لمواجهة الشائعات