لمواجهة أزمة المناخ.. شركة ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز عملية زراعة المحاصيل
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ارتبطت الزراعة قبل نحو 10 آلاف عام بصحة الكوكب، وتتسبب أزمة المناخ الآن بتعطيل الزراعة في جميع أنحاء العالم.
ومع تزايد تهديد أنماط الطقس غير المتوقعة، وتغيرات درجات الحرارة للمحاصيل، تأمل إحدى الشركات الناشئة أن تساعد تقنية الذكاء الاصطناعي المزارعين على التكيف مع بيئة سريعة التغير.
وتستخدم شركة "Avalo"، لتطوير المحاصيل ومقرها في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية، نماذج التعلم الآلي لتسريع إنشاء أصناف محاصيل جديدة ومرنة.
وتتمثل الطريقة التقليدية لاختيار السمات المواتية للمحاصيل في تحديد النباتات الفردية التي تظهر سمة مثل مقاومة الجفاف، واستخدام تلك النباتات لتلقيح نباتات أخرى، قبل زراعة تلك البذور في الحقول لمعرفة أدائها.
لكن هذه العملية تتطلب زراعة نبات طوال دورة حياة كاملة لمعرفة النتيجة، الأمر الذي قد يستغرق سنوات عديدة.
وتستخدم "Avalo" خوارزمية لتحديد الأساس الجيني للسمات المعقدة للزراعة مثل الجفاف، أو مقاومة الآفات في مئات الأصناف من المحاصيل.
ويجري التلقيح المتبادل للنباتات بالطريقة التقليدية، لكن الخوارزمية يمكنها التنبؤ بأداء البذرة من دون الحاجة إلى زراعتها، ما يؤدي إلى تسريع العملية بنسبة تصل إلى 70%، وفقًا لما ذكره ماريانو ألفاريز وهو كبير مسؤولي التكنولوجيا لدى شركة "Avalo".
وقال ألفاريز لـCNN: "ما نقوم به في النهاية، يُعد العملية ذاتها التي حدثت منذ آلاف السنين"، مضيفًا: "يوجد شخص في بيوتنا الزجاجية كل يوم تقريبًا يأخذ زهرتين ويفركهما معًا لإنتاج البذور ... الفرق في عمليتنا أن الحاسوب يخبر الشخص أي الزهور التي يحتاج إلى قطفها لتجميعها".
وتابع:"نحن في الواقع نقوم بعملية التهجين التقليدية، لكننا نقوم بتسريعها باستخدام المعلومات، بدلاً من محاولة تغيير الطريقة التي يتبعها الناس للقيام بذلك".
الحد من هدر الغذاءتعمل شركة "Avalo" على زراعة الهندباء التي يمكن زراعتها لصنع المطاط، والطماطم المقاومة للحرارة، والقطن المقاوم للجفاف، بالإضافة إلى البروكلي الصالح للأكل بالكامل، والذي أنشئ للحد من هدر الغذاء.
قال الرئيس التنفيذي لشركة "Avalo"، بريندان كولينز، إنه يتم استهلاك 20% فقط من إجمالي الكتلة الحيوية لمحصول البروكلي بالكامل عادة.
ويُعد البروكلي المعروف باسم "البروكليني" صالح للأكل بالكامل، لكنه نوع مختلف، وهو مزيج بين البروكلي والكرنب الصيني.
واستعانت شركة "Avalo" بمئات أنواع البروكلي لتمكين الذكاء الاصطناعي من تحديد الصفات المطلوبة، ما أدى إلى إنتاج نوع من البروكلي يمكن تناوله بالكامل بما في ذلك الأغصان والأوراق.
وذكرت شركة "Avalo" Hki من المقرّر أن يكون هذا المنتج الأول تجاريًا للشركة في عام 2026، بعد ثلاث سنوات من العمل على تطويره، أي بنصف المدة الزمنية المعتادة لتطوير نوع جديد من البروكلي.
أضاف كولينز أن "الأوراق تشبه الكرنب الأجعد أو عنصرا تراه عادة في طبق السلطة. أما الغصن ذاته فهو مثل غصن البروكلي اللذيذ والطري للغاية الذي قد يكون مألوفا لك"، موضحًا أن البروكلي يمكن زراعته باستخدام طاقة وأسمدة أقل من أي صنف آخر متاح.
أشارت الدكتورة شروتي ناث، وهي عالمة مناخ في جامعة أكسفورد إلى أن "أداء الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الجينات أظهر نتائج واعدة"، لافتة إلى أن هناك ضرورة لإنشاء ربط نهائي لتوفير معلومات حول تحسين النوع النباتي المستقبلي ما يساعد في مواجهة تغير المناخ.
وقالت ناث: "هذا النوع من التكنولوجيا، إذا نفّذ بشكل صحيح، يشكل تغييرا جذريا، وسيسمح بتخطيط أفضل قبل مواسم الزراعة"، محذرة في الوقت ذاته من أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإبلاغ قرارات تحسين النوع النباتي له مخاطر محتملة أيضا.
وأوضحت ناث: "قد تكون بعض السمات التي تعتبر مفيدة للجفاف، على سبيل المثال، التقطت بشكل خاطئ بسبب الخصائص الجينية العديدة التي تدفع المرونة في مواجهة الجفاف".
وتابعت: "من الواضح أن القدرة على اختبار ذلك أمر صعب للغاية، حيث لا يمكنك إنشاء مرشح تحكم للتحقق منه"، حيث وجدت أنه "يجب تقييد نماذج الذكاء الاصطناعي لهذه الأساليب، للتأكد من أنها لا تتناسب بشكل مفرط مع خصائص غير موجودة، خاصة بالنظر إلى تعقيد مشكلة النمذجة هذه".
وأضافت ناث: "نظرًا لأن عواقب التنبؤ الخاطئ في هذه الحالة قد يكون له تأثيرات غير متناسبة، فإن التأكد من ذلك يُعد أمرا ضروريا".
الجهود العالميةوتُبذل الجهود في خضم تفاقم أزمة المناخ، للعثور على أصناف محاصيل أكثر مرونة. وتعاونت شركة التكنولوجيا الزراعية "سلال" ومقرها دولة الإمارات مع شركاء دوليين مثل شركة التكنولوجيا الحيوية "Bayer"، لفحص مجموعة متنوعة من البذور وتقييم مقاومتها للجفاف، والحرارة، والملوحة، واختبارها بمزارعها في أبوظبي.
وقد أمضت "سلال" العامين الماضيين في تطوير نوعين جديدين من الكينوا، مناسبين للزراعة في بيئة الصحراء القاحلة في الإمارات، وتأمل أن يصبحا محصولًا بديلاً في المنطقة.
وقال رئيس قسم التكنولوجيا الزراعية لدى "سلال"، شامال محمد، لـ CNN: "كانت التجربة ناجحة للغاية حتى الآن".
وتابع: "سننظر في كيفية تطوير سلسلة توريد الكينوا في الإمارات، ومن ثم تقديم هذا الغذاء الصحي للأمة".
وتأمل "Avalo" أن تساعد مثل هذه الابتكارات في حماية سبل عيش المزارعين لمواجهة الظروف الجوية غير المستقرة بشكل متزايد مع استعادة المزيد من التنوع الطبيعي لتنمية المحاصيل.
أمريكاالإماراتالتغيرات المناخيةزراعةنشر الخميس، 05 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التغيرات المناخية زراعة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الصين تُغري الآباء بـ1500 دولار لكل طفل لمواجهة أزمة المواليد
صراحة نيوز-
الصين تقدم دعماً مالياً سنوياً للآباء بهدف رفع معدلات المواليدأعلنت الحكومة الصينية عن برنامج دعم مالي جديد يقدّم للآباء مبلغ 3600 يوان سنوياً (نحو 500 دولار أميركي) عن كل طفل دون سن الثالثة، في أول مبادرة دعم على المستوى الوطني تهدف إلى مواجهة التراجع المستمر في معدلات المواليد.
ويأتي هذا الإجراء بعد نحو عقد من إلغاء سياسة الطفل الواحد التي تبناها الحزب الشيوعي الصيني سابقاً، والتي استمرت لعقود وأثارت جدلاً واسعاً. ومن المتوقع أن تستفيد من هذه الإعانات نحو 20 مليون أسرة، لتخفيف الأعباء المالية المرتبطة بتربية الأطفال، وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.
البرنامج، الذي أُعلن عنه يوم الاثنين، سيتيح للأسر الحصول على ما يصل إلى 10800 يوان (حوالي 1500 دولار) لكل طفل على مدار ثلاث سنوات. كما سيُطبّق بأثر رجعي اعتباراً من بداية عام 2024، ما يسمح للأسر التي أنجبت أطفالاً بين عامي 2022 و2024 بالتقدم للحصول على إعانات جزئية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع تبذلها الحكومات المحلية لتحفيز الإنجاب، إذ بادرت مدينة هوهيهوت في شمال الصين في مارس الماضي بتقديم دعم مالي يصل إلى 100 ألف يوان للأزواج الذين لديهم ثلاثة أطفال أو أكثر، فيما تمنح مدينة شنيانغ في شمال شرقي البلاد 500 يوان شهرياً للعائلات التي لديها طفل ثالث دون سن الثالثة.
وفي تطور إضافي، دعت بكين الأسبوع الماضي الحكومات المحلية إلى تطوير خطط لتوفير التعليم المجاني لمرحلة ما قبل المدرسة، في محاولة لتقليل التكاليف المرتبطة بإنجاب الأطفال.
وتُعتبر الصين من بين الدول الأعلى تكلفة لتربية الأطفال، إذ تشير دراسة صادرة عن معهد يووا لأبحاث السكان إلى أن متوسط تكلفة تربية طفل حتى سن 17 عاماً يبلغ نحو 75,700 دولار أميركي.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة في يناير 2025، شهدت الصين انخفاضاً في عدد السكان للعام الثالث على التوالي، إذ سُجل 9.54 مليون مولود جديد في عام 2024، بزيادة طفيفة عن العام السابق، إلا أن العدد الإجمالي للسكان البالغ 1.4 مليار نسمة واصل التراجع، وسط تزايد مخاوف بكين من شيخوخة سريعة وركود ديموغرافي متصاعد.