رياضتنا العُمانية.. إلى أين؟
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
أحمد السلماني
تشهد الرياضة العُمانية تراجعًا ملحوظًا في مختلف الألعاب والمسابقات والبطولات، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبلها، خاصة في ظل النتائج المخيبة للآمال على كافة الأصعدة: الأولمبية والقارية والخليجية. الأداء المتواضع في أولمبياد باريس مؤخرًا جاء ليُؤكد أن المسيرة تحتاج إلى مراجعة شاملة وجادة، وبعد كل بطولة أولمبية ننسى خيبة الأمل ولا نُعالج العوار ليستقيم العود.
كرة القدم.. سنوات عجاف
منتخباتنا الوطنية في الفئات السنية عانت من غياب طويل عن الساحة القارية، إذ لم تتمكن من التأهل للنهائيات القارية لأكثر من عقدين. صحيح أن منتخب الناشئين حقق التأهل مؤخرًا، لكنه جاء بشق الأنفس، ما يعكس حجم المعاناة. أما على مستوى الأندية، فالوضع لا يقل سوءًا؛ فبطولات الدوري والكأس تعاني من ضعف المنافسة وهجر الجماهير للمدرجات. أندية عريقة مثل ظفار، فنجاء، أهلي سداب، السويق، والمصنعة تراجعت بشكل غير مسبوق، حيث توقف بعضها عن نشاط الفريق الأول، والبعض الآخر هبط إلى دوري المظاليم، دون أي جهود حقيقية لإنقاذها.
اتحاد الكرة بدوره، بدلًا من أن يكون جزءًا من الحل، بدا وكأنَّه جزء من المشكلة، في ظل غياب الخطط الفعالة للنهوض بالمستوى الكروي.
تراجع شامل للألعاب الأخرى
لا تقف معاناة الرياضة العُمانية عند كرة القدم، بل تمتد إلى الألعاب الأخرى. ففي الكرة الطائرة، رغم الاجتهادات، بدا واضحًا أن منتخباتنا تواجه صعوبات كبيرة، حيث عجز منتخب الصالات عن مقارعة المنتخبات القوية في البطولة العربية. أما منتخب الشواطئ، الذي كان يومًا ما بطلًا للعرب وآسيا، فقد أصبح يُمنى بالخسائر المتتالية، لتتبدد أحلام المنافسة.
كرة السلة واليد تعيش حالة من الركود التام، مع ضعف قاعدة الأندية المشاركة، حيث لا تتجاوز الجمعيات العمومية لكل منهما 10 أندية تزيد أو وتنقص قليلا. المشاركات الخليجية والآسيوية خجولة ولا ترتقي للطموح.
في رياضة الهوكي، التي كانت تُعد مصدر فخر للرياضة العُمانية، نجد أنفسنا اليوم أمام تراجع كبير، حيث أصبح من المعتاد أن نخسر بنتائج كبيرة أمام منتخبات كنا نتفوق عليها. ورغم نجاح اتحاد الهوكي في تنظيم الأحداث الرياضية واستضافة البطولات، إلا أن القاعدة المحلية للأندية الفاعلة في اللعبة لم تشهد أي تطور.
استراتيجيات غائبة ونتائج مخيبة
المشكلة لا تكمن فقط في النتائج؛ بل في غياب رؤية واضحة واستراتيجيات فعّالة. على الرغم من إعلان العديد من المؤتمرات، والندوات، وتشكيل لجان لصناعة الأبطال، إلّا أن التوصيات بقيت حبيسة الأدراج. استراتيجية تمَّ الإعلان عنها قبل أكثر من عامين لم تر النور، ما يعكس حالة من عدم الجدية في التعامل مع هذا الملف الحيوي.
سؤال لا إجابة له
إننا نطرح سؤالًا مصيريًا: "ما الذي نريده من الرياضة العُمانية؟". إن الإجابة على هذا السؤال هي المفتاح لوضع الرياضة العُمانية على المسار الصحيح، سواء كان الهدف هو المنافسة القارية والعالمية أو التركيز على تطوير الرياضة كوسيلة لتعزيز الصحة ونمط الحياة.
وأخيرًا.. إنَّ ما تعانيه الرياضة العُمانية اليوم ليس مجرد مشكلة أداء أو نتائج؛ بل هو انعكاس لغياب رؤية شاملة ومنهجية سليمة، ولا شك أن مستقبل الرياضة يجب أن يكون أولوية وطنية، لأنها ليست مجرد منافسات وميداليات؛ بل جُزء لا يتجزأ من بناء المجتمع والهوية الوطنية، وتأثيرها مباشر بالعوائد الاقتصادية للبلد.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني لـ"العُمانية": نتطلع لتحقيق شراكة استراتيجية مبنيّة على المصالح المشتركة
◄ لبنان يأمل فتح صفحة جديدة في المنطقة تقوم على السلام العادل والشامل
مسقط- العُمانية
أكّد فخامةُ الرئيس العماد جوزاف عون رئيسُ الجمهورية اللُّبنانية أنَّ زيارته إلى سلطنة عُمان ولقاءه حضرة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- ستدفع بمستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أوسع للتعاون الاقتصادي والاستثماري وتهيئ الاستثمارات وتيسِّر التبادل التجاري.
وشدد فخامتُه- في تصريح خاص لوكالة الأنباء العُمانية- على عمق العلاقات التاريخيّة العُمانية اللبنانية، وسعي البلدين للمضي قدمًا لتطوير هذه العلاقات في مختلف المجالات بما يعود عليهما وعلى شعبيهما الشقيقين بالنفع. وأوضح فخامته أن سلطنة عُمان والجمهورية اللُّبنانية تتطلّعان إلى تحقيق شراكة استراتيجية مبنيّة على المصالح المشتركة، وعلى رأسها تعزيز الشراكات في قطاعات التجارة والتجزئة، والتشييد، والصناعة التحويلية، والنقل، والخدمات الغذائية، والذكاء الاصطناعي والتعليم والزراعة والخدمات والرعاية الصحية وتفعيل الترانزيت بين البلدين، ويُستدلُّ على ذلك من الأرقام التي سُجِّلت أخيرًا؛ حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان والجمهورية اللُّبنانية خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 29.4 بالمائة كما بلغ عدد الشركات اللبنانية المسجلة في سلطنة عُمان أكثر من 1035 شركة حتى سبتمبر 2025، مشيرًا فخامته إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات الثنائية في المجالات التّجارية والزّراعية والصحّية والثقافية.
وأشاد فخامته بدور سلطنة عُمان الدّبلوماسي المشهود له، مؤكدًا أن الجمهورية اللبنانية تثمن الدور الرائد القائم على السياسة المتوازنة التي تقف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف مما مكّنها من القيام بوساطات محورية لحلّ النّزاعات والتوتر في المنطقة، مضيفًا أن بلاده حريصة على إعادة العلاقات مع الدول العربية؛ بما في ذلك تعزيز التواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال فخامةُ رئيس الجمهورية اللبنانية إن بلاده تعمل على تغليب لغة الحوار؛ حيث أوضح أنَّه أطلق دعوة لنبذ الحروب وإطلاق الحوار والتفاوض باعتباره حلًّا للمسائل العالقة، مُعربًا عن أمله في فتح صفحة جديدة في المنطقة تقوم على السلام العادل والشامل، وفقًا لمبادرة السلام العربية التي أُقرّت في بيروت عام 2002.