مسام.. نزع 2967 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة خلال نوفمبر 2024
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
المناطق_أحمد حماد
انتصاراً للحياة وإصراراً على عودتها لطبيعتها الآمنة واستجابة لنداء الإنسانية في اليمن، يواصل مشروع مسام لنزع الألغام – اليمن، دوره الحيوي في مكافحة أدوات الموت المنفجرة التي مازالت تكيد للحياة في هذا البلد، عبر نزع وإتلاف فرق هذا المشروع الإنساني للمواد غير المنفجرة، والتي بزوالها تتعافى الحياة من جائحة الموت الملغوم.
وفي هذا الإطار، أصدر المركز الإعلامي لمشروع «مسام» لنزع الألغام في اليمن تقريره الشهري، عن شهر نوفمبر 2024م، حيث بين هذا التقرير أن إجمالي ما تم نزعه في هذا الشهر قد بلغ 2967 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
أخبار قد تهمك وزير الداخلية اليمني: «مسام» يزرع الأمل حيثما أراد المعتدي صناعة الموت 30 سبتمبر 2024 - 9:28 مساءً القصيبي يؤكد أهمية تنسيق منظومة نزع الألغام في اليمن 25 سبتمبر 2024 - 9:46 مساءًويشار إلى أن المشروع، قد تمكن خلال نوفمبر 2024 من نزع 2715 ذخيرة غير منفجرة، و214 لغماً مضاداً للدبابات، بينما بلغ إجمالي المساحة المطهرة خلال نفس الشهر 940.792 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، كما أنه من الجدير بالذكر الإشارة إلى أن المشروع قد قام خلال شهر نوفمبر بإتلاف 2026 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وقد بلغ إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق عمل مشروع مسام نهاية يونيو 2018 وحتى الآن 471.034 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية مرعبة في مختلف المحافظات اليمنية، وقد وصلت إجمالي المساحة المطهرة 62.389.146 متراً مربعاً، منذ انطلاق المشروع وحتى اليوم.
سباق التطهير المتواصل
تمكن الفريق 19 “مسام” من تأمين وتطهير 3 حقول ملوثة بالألغام، بإجمالي مساحة قدرها 43 ألف متر مربع في منطقة الشيخ سعيد، بساحل مضيق باب المندب، التابعة لمديرية ذوباب بمحافظة تعز غرب اليمن.
وفي تصريح خاص بمكتب “مسام” الإعلامي، أوضح المهندس خالد داوود، قائد الفريق 19، أن الفريق استجاب لمناشدات السلطات المحلية في ذوباب لتأمين ساحل باب المندب الذي شهد عدة حوادث مؤلمة جراء انفجار الألغام
وأشار كذلك إلى وقوع إصابات عديدة بين الصيادين اليمنيين الذين يرتادون الساحل لمزاولة صيد الأسماك، كما تسببت الألغام في نفوق الكائنات البحرية التي تلجأ إلى الساحل لوضع بيضها في الرمال.
وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي لم تكتفِ بزراعة الألغام بكثافة وعشوائية، بل عمدت إلى تفخيخها بوسائل إجرامية لضمان إيقاع أكبر عدد من الضحايا الأبرياء، منوها بأن الفريق سيواصل جهوده الإنسانية لتأمين ساحل باب المندب من كافة الألغام ومخلفات الحرب الأخرى، نظراً لأهمية المنطقة الاستراتيجية للسلطة المحلية والصيادين من أبناء المنطقة.
الإتلاف.. أولوية قصوى
وقد نفذ مشروع مسام عملية إتلاف 1071 قطعة من مخلفات الحرب غير المنفجرة في منطقة دوفس بمديرية زنجبار، التابعة لمحافظة أبين، جنوب اليمن.
كما نفذ المشروع عملية إتلاف وتفجير لـ 955 لغم وعبوه ناسفه وقذائف غير متفجره ومخلفات حرب، في منطقة غيل وركه بمديرية جبل حبشي بمحافظة تعز، قام بها فريق المهمات الخاصة لدى مسام.
جهود توعوية لا تتوقف
وفي سياق آخر، نفذ الفريق الإعلامي لمشروع “مسام” حملة توعوية استهدفت طلاب مدرسة الكويت في مخيم السويداء للنازحين بمحافظة مأرب، بهدف تعزيز وعيهم بمخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، والحفاظ على سلامتهم.
وأوضح الفريق الإعلامي أن الحملة تضمنت توجيهات وإرشادات للتعامل مع الأجسام الغريبة والمشبوهة، إلى جانب معلومات حول الطرق الآمنة التي يجب اتباعها في المناطق الملوثة بالألغام.
زيارة أممية وإشادات
وقد أشاد المستشار العسكري للمبعوث الأممي إلى اليمن أنطوني هيوارد بجهود وإنجازات مشروع مسام، وذلك خلال زيارته لمقر مشروع «مسام» في محافظة مأرب، رفقة وفد أممي، حيث اعتبر أن استمرار مثل هذه المشروعات الإنسانية على غرار مسام مسألة في غاية الحيوية.
والتقى هيوارد خلال الزيارة عدد من مسؤولي المشروع، كما استمع والوفد المرافق إلى عرض موجز قدمه رتيف هورن نائب المدير العام ومدير العمليات في «مسام»، تطرق فيه إلى ما يقدمه المشروع من أعمال في الأراضي اليمنية منذ بدء أعماله منتصف العام 2018م.
من جانبه، أكد المستشار الأممي أهمية العمل الذي يقوم به مشروع «مسام»، حيث ساهم في حماية أرواح المدنيين وتأمين مساحات شاسعة من الأراضي اليمنية رغم التحديات التي تفرضها الألغام على حياة المدنيين، مؤكداً أهمية استمرار مثل هذه المشروعات الإنسانية لتحقيق الاستقرار في اليمن وحماية حياة المدنيين.
تحديات تصافح أخرى
ويواجه مشروع مسام في إطار مهمته الإنسانية في اليمن، تحديات بالجملة، ففي قلب صحراء محافظة شبوة، ومن بين الكثبان الرملية التي تتوسع وتتشكل مع كل هبّة ريح يتقدم الفريق السادس في مهمة محفوفة بالتحديات والمخاطر؛ في واحدة من أصعب مناطق انتشاراً للألغام الفردية في اليمن وأكثرها تعقيداً.
فتحت لهيب الشمس الحارقة يعمل الفريق السادس في منطقة شقة الطيار، الرابطة بين مديرية عسيلان في شبوة ومديرية حريب في مأرب، وهي منطقة ذات طبيعة خاصة، بسبب الانشار الواسع للكثبان الرملية، مما يعمّق من خطورة دفن الألغام تحت أكوام الرمال المتنقلة باستمرار، ويعقّد من مهمة اكتشافها وإزالتها.
وفي هذا الإطار، صرح المهندس ناصر عوض، قائد الفريق السادس، قائلاً: يعتبر التعامل مع الألغام الفردية في منطقة ذات طبيعة صحراوية متغيرة مهمة معقدة للغاية، وتتطلب مهارات استثنائية، وهذا العمل يُحتم علينا بذل أقصى جهدنا، ليس فقط لكشف الألغام، بل لتأمين محيطنا في كل خطوة نخطوها”.
وأضاف عوض أن الرمال المتحركة لا تتسبب فقط في دفن الألغام، بل تعمل على محو معالم الحقول ودفن الإرشادات والعلامات التحذيرية التي نضعها لإرشاد المارة ورعاة الإبل حول خطورة الدخول إلى المناطق الملغومة.
وأضاف: “رغم الصعوبات ودقة التحديات، يواصل الفريق العمل بشجاعة وصبر، مدركا أن كل لغم يُزال يعني حياة تُنقذ وأرض تُحرر، ويقرب خطوة نحو الأمان للسكان المحليين الذين طالما عانوا من الخوف الدائم بسبب الألغام”.
إنجازات قيمة حققها مسام في اليمن حتى اليوم، يعتبروها هذا المشروع الإنساني حافزاً للمضي قدما في تحقيق هدفه المنشوب ” يمن بلا ألغام”.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: مسام غیر منفجرة وعبوة ناسفة مشروع مسام فی منطقة فی الیمن فی هذا
إقرأ أيضاً:
من اليمن إلى فلسطين: المشروع القرآني يفرض معادلاته
محمد الجوهري
الاتفاق الأخير بين صنعاء وواشنطن لم يكن وليدَ ضعفٍ أو تراجع، بل هو نتيجةٌ طبيعية لمسار طويل من العمليات البطولية التي فرضت على العدو الأمريكي إعادة حساباته، والقبول بالمهادنة مقابل الحفاظ على مصالحه الخاصة، حتى لو كلّفه ذلك التخلي عن حماية الكيان الصهيوني، حليفه التقليدي. وهذه سابقة غير معهودة في تاريخ السياسة الأمريكية، التي طالما قدمت مصالح “إسرائيل” على حساب شعوبها ومبادئها، لكن يبدو أن الموازين قد تبدلت، وأن الزمن قد أذن بمرحلة جديدة، عنوانها التحرر والاستقلال، وبوّابتها بإذن الله تحرير الأقصى.
هذا التحول يعيد إلى الأذهان اتفاقاً مشابهاً حصل قبل نحو عقدين، وتحديدًا خلال الحرب الثالثة على صعدة، أواخر عام 2006. فقد اضطر حينها نظام علي عبدالله صالح، ولأول مرة، إلى وقف عدوانه عبر اتفاق مباشر مع المجاهدين، في سابقة كسرت غرور السلطة وغيّرت قواعد المواجهة. ذلك الاتفاق الذي قاده السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – كان بمثابة إعلان هزيمة للسلطة العميلة رغم تفوقها العددي والتسليحي، بعدما عجزت عن تحقيق نصر عسكري حاسم. وتضمّن الاتفاق حينها الإفراج الكامل عن مئات الأسرى من المجاهدين، في خطوة مثلت ضربة قاصمة لنظام صالح وأدواته من الخونة المحليين، الذين انخرطوا في العدوان بدوافع نفاقية بحتة.
وكما هي عادتهم، لجأ الخونة بعد تلك الهزيمة إلى تبرير موقفهم بترويج فرضية “المسرحية”، واعتبار الحرب مؤامرة استهدفتهم هم لا غيرهم، في محاولة بائسة للتنصل من نتائج الفشل. فاضطر كثير منهم إلى الرضوخ للمشروع القرآني، وقبوله كأمر واقع، فيما اختار آخرون الهروب بعدما أدركوا أن الحسم العسكري لم يعد مطروحاً، وأن المشروع القرآني لم يعد فكرة قابلة للإجهاض، بل أصبح واقعاً قائماً يتعذر تجاوزه.
واليوم، تتكرر مأساة الخونة، ولكن هذه المرة على نطاقٍ أوسع بكثير وأكثر فداحة. فلم يعد الخونة مجرد زعامات محلية أو شيوخاً مأجورين من أبناء صعدة، بل أصبحوا أنظمة بأكملها، يقودها حكام أغلب الدول العربية الذين باعوا قضايا الأمة في سوق الذل والتطبيع، وارتموا في أحضان العدو الصهيوني، ظنًّا منهم أن الولاء له يحمي عروشهم من السقوط. ومعهم، أيضاً، جحافل من الفصائل المسلحة المرتزقة، ممن ارتضوا أن يكونوا أدوات للعدوان وأذرعاً عسكرية تخدم أجندات الاستكبار العالمي.
هؤلاء الخونة، على اختلاف مواقعهم ومسمياتهم، وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف أمام حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: أن المشروع القرآني الذي ولد من رحم المعاناة والتضحيات، لم يعد ظاهرة محلية أو حركة مقاومة محاصرة، بل تحوّل إلى قوة إقليمية عظمى، لها كلمتها ومشروعها وأهدافها، وتتمدد بثباتٍ في وعي الأمة وساحات المواجهة. لقد أدركوا – مكرهين – أن لا مفر من التعايش مع هذه القوة الجديدة، بل والخضوع لمعادلاتها، لأنها ببساطة باتت تمسك بزمام المبادرة وتفرض شروطها على الأرض، كما فعلت في اليمن، وفي البحر الأحمر، وعلى أبواب فلسطين.
فالمعادلة انقلبت، والمشروع القرآني بات في موقع المهاجم، لا المدافع، والمبادر، لا المنتظر. أما هم، فانتقلوا من موقع السيادة إلى خانة الترقب والارتهان، يحسبون كل صيحة عليهم، ويراقبون كل بيان، وكل عملية، وكل موقف، لأنهم يعلمون جيدًا أن هذا المشروع لا يعرف المهادنة مع الخيانة، ولا يقبل التعايش مع الاحتلال، وأن أول تحركاته الحاسمة – والتي بدأت فعلياً – هي فتح الطريق نحو تحرير فلسطين من دنس الصهاينة، وإعادتها إلى حضن الأمة، طاهرةً محرّرة، مرفوعة الراية.
إن ما جرى ويجري اليوم، ليس مجرد تحولات سياسية عابرة، بل هي دلائل قاطعة على اقتراب وعد الله لعباده الصادقين، وتبدل سننه في الأرض. فالأقصى اليوم أقرب من أي وقت مضى، والخونة، في كل مكان يعيشون أسوأ لحظات الانكسار والتهميش. لقد سقطت الأقنعة، وتكشفت النوايا، وباتت الأمة قادرة – بمشروعها القرآني – أن تصنع التاريخ بيدها، وأن تعيد العزّة والكرامة إلى ديارها، وما النصر إلا من عند الله.