ناقشت محكمة الجنح بدار البيضاء اليوم الإثنين عدة ملفات قضائية تتعلق بمحاولة تهريب العملة الصعبة إلى الخارج باستعمال طرق احتيالية وأخرى تدليسية، وهذا خلال سفريات مبرمجة انطلاقا من مطار هواري بومدين، حيث تم متابعة المتهمين بالجرم بجنحة مخالفة الشريع والصرف الخاصين بحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.
وفي ملف جزائي مثل المتهم المدعو ” ب.

عبد الغني” أمام هيئة المحكمة لمواجهة التهمة المنسوبة إليه بعد ترقيفه بالمطار الدولي وهو بصدد السفر إلى دولة تركيا، بعدما ضبط متلبسا بحيازة 10الاف و820 أورو بدون سند بنكي، حيث اعترف المتهم بحيازته المبلغ المالي المذكور منذ الوهلة الأولى، غير أنه رفض المحاكمة لاجل تحضير دفاع، وعليه قررت المحكمة وضع المتهم تحت إجراءات الرقابة القضائية إلى حين محاكمته الأسبوع القادم.
وفي ملف آخر أوقف رجال الشرطة بمطار هواري بومدين المتهمة المسماة “ر.فاطمة الزهراء” التي كانت تتأهب للسفر إلى الخارج بمعية ابنتها، حيث ولدى اجتيازها جهاز التفتيش سكانير عثر بحوزتها على مبلغين ماليين بالعملة الاجنبية، المتمثلين في 300 ألف أورو، و 30 جنيه أسترليني، حيث اعترفت المتهمة بحيازتها المبلغين الماليين بدون تصريح بنكي، بسبب حالتها المستعجلة، الأمر الذي جعلها لا تنسى التصريح بالمبالغ المالية لدى البنك قبل سفريتها.
وعليه التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة 6أشهر حبسا نافذا و20 الف دج مع المصادرة، لتقرر المحكمة بعد المداولة في القضية بادانة المتهمة ب50 الف دج، مع الزامها بدفع تعويض للوكيل القضائي للخزينة العمومية قدره 50 الف دج جبرا بالاضرار اللاحقة.
وفي ملف جزائي ثالث سلطت المحكمة عقوبة 50 ألف دج ، في حق المتهمة ” ز.غ.ماريا” لضبطها متلبسة بحيازة 3 الاف أورو و58 جنيه استرليني، وهي بصدد السفر مع والدتها الى دولة تركيا.
حيث اعترفت المتهمة في الجلسة بحيازتها المبلغ المالي محل الجريمة، بدون أي سند بنكي، لسهوها يوم سفريتها .
وأمام ماورد من معطيات التمس وكيل الجمهورية بالجلسة تسليط عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية ضعف المبلغ المحجوز في حق المتهمة، قبل أن ينطق القاضي بالحكم السالف الذكر.
ياسمينة دهيمي

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

كيف ينجح مارك سافايا في مهمته العراقية الصعبة؟

آخر تحديث: 8 دجنبر 2025 - 9:52 ص بقلم :حميد الكفائي  لا شك في أن تعيين الرئيس ترامب مبعوثاً أميركياً للعراق أمر ذو دلالة هامة بخصوص علاقة أميركا بالعراق، أما أن يكون المبعوث الأميركي عراقياً، فإن المنفعة المأمولة من مهمته ستكون مضاعفة، أميركياً وعراقياً.لكن نجاح المبعوث الأميركي مارك سافايا في مهمته غير مضمون، إن لم يتعرف بعمق على أسباب تدهور علاقات العراق بأميركا أولاً، وأسباب تعثر الديموقراطية والتنمية في العراق، ثانياً.المشكلة العراقية معقدة، وليس بإمكان رجل أعمال، متشعب الاهتمامات ويعيش خارج العراق، أن ينجح فيها، وإن كان مصمماً على خدمة بلده الأول، وعازماً على خدمة بلده الثاني، وتحقيق النجاح في مهمته التي كلفه بها الرئيس الأميركي شخصياً. النجاح الأولي الذي حققه سافايا بإطلاق سراح الباحثة الروسية المختطفة، كان بداية تبشر بخير، وتُنبئ بنجاحات مستقبلية، بل هو مفتاح لفهم الوضع المأزوم في العراق. فالذي خطف الباحثة الروسية ميليشيات تابعة لإيران، وهي مليشيات متنفذة تمتلك السلاح والمال والمعلومات والصفة الرسمية التي تبيح لها التصرف بإمكانيات الدولة العراقية، وفقما تشاء، لذلك تمكنت من خطف إليزابث سوركوف وإخفائها لسنتين، بينما عجزت الحكومة العراقية أن تعثر على مكان احتجازها، أو الأشخاص الذين نفذوا المَهمة. إذن، يجب أن تبدأ مَهمة المبعوث الأميركي – العراقي بتفكيك هذه الميليشيات ونزع سلاحها ومحاسبة قادتها الذين اعتدوا على الدولة العراقية وفرطوا بسيادتها وقتلوا وخطفوا العراقيين والأميركيين طوال عقدين من الزمن ونهبوا المال العام ونقلوه إلى إيران كي تموِّل به نشاطاتها الموجهة ضد دول المنطقة أولاً، وضد أميركا ثانياً. هؤلاء هم الذين قتلوا وخطفوا وغيبوا مئات العراقيين من العلماء والصحافيين والأكاديميين والكتاب والناشطين، وقتلوا الأجانب، سياحاً وموظفين وديبلوماسيين وعمال إغاثة، أميركيين وبريطانيين وآسيويين وأوروبيين وعرباً وغيرهم. وهم الذين ملأوا المؤسسات العراقية بأتباعهم غير الأكفاء الذين سخروها لمصالحهم الشخصية وتسهيل مهمة إيران في العراق والبلدان العربية. وهم الذين أصابوا الديموقراطية بمقتل، فصارت الانتخابات لا تعبِّر عن إرادة الشعب بل عن إرادة الولي الفقيه وأتباعه. وصار الناشطون العراقيون يقتلون بفتاوى من خلف الحدود، كما اعترف أحدهم بذلك. وتحولت وسائل الإعلام، بما فيها إعلام الدولة الرسمي، إلى أدوات تطبيل لوكلاء إيران وسياساتها التخريبية. وهم الذين أضاعوا فرصة إقامة دولة عصرية مزدهرة ومنسجمة مع العالم. كل شيء في العراق الآن يحتاج إلى إعادة هيكلة، من مؤسسات القطاع العام، متمثلة بجهاز الخدمة المدنية والجيش والشرطة والبنك المركزي والبنوك الحكومية، إلى القطاع الخاص متمثلاً بالشركات وزبائن الجماعات السياسية الذين خربوا الاقتصاد وساهموا في تدهور الخدمات والمرافق العامة. إن معالجة هذه الأمور ليست معضلة عصية على الحل، بل يمكن تنفيذها عبر اتخاذ قرارات سياسية شجاعة، ومن يخالف هذه القرارات يُحاسب قضائياً ويُردع أمنياً. يجب أن يعود المهجّرون العراقيون، في الداخل والخارج، إلى ديارهم، ويمارسوا دورهم في بناء الدولة، وأن يُرفع الحيف عنهم وتلغى الأحكام التعسفية الصادرة بحقهم. ولا بد من ملاحقة سراق المال العام واستعادة الأموال المنهوبة. قد تكون هذه المهمة معقدة، ولكن يجب ألا تترك للصدفة لأنها خطيرة. لن يكتفي السراق بحرمان العراقيين من أموالهم، بل سيسخرون الأموال المسروقة لعرقلة تقدم البلد ولعب دور تخريبي. مارك سافايا لا يمتلك حلولاً سحرية إن بقي وحيداً في تنفيذ المهمة، وإن لم يحصل على الدعم الذي يحتاجه، من العراقيين والأميركيين. لكنه بحاجة إلى الاستعانة بالعراقيين في الداخل والخارج، كي يسندوه في مهمته ويوفروا له الدعم الذي يحتاجه، كما يحتاج لأن يسترشد بأهل الخبرة في الشأن العراقي كي يساعدوه على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة عراقيا وأميركياً. على الأمد المتوسط، لا بد من تعديل الدستور وإزالة المواد الغامضة منه، أو تلك التي تجعل تعديله صعباً، كالمادة 142- رابعاً، التي تشترط عدم معارضة ثلثي الناخبين في ثلاث محافظات لأي تعديل للدستور. من الضروري أن يحظر الدستور توظيف الدين لأغراض سياسية وانخراط رجال الدين والقضاة وضباط الجيش والشرطة في العمل السياسي. كل الدول الديمقراطية تحظر انخراط هذه الفئات في العمل السياسي، لأن هناك تناقضاً بين الوظائف التي يؤديها هؤلاء، والتي تتطلب الحياد، وبين العمل السياسي الذي ينطوي على الانحياز. السياسي منحاز لحزبه وأفكاره، بينما القاضي ورجل الدين ومنتسب الأمن والجيش يجب أن يكونوا محايدين كي لا يميزوا بين الموطنين. المشروع الإيراني في العراق ليس مشروعاً إسلامياً أو شيعياً كما يتوهم البعض، بل هو مشروع قومي إيراني يستهدف الاستيلاء على العراق وجعله دولة تابعة تُسخَّر لخدمة إيران وفق ما يرتضيه حكامها، فهكذا كان يفكر حكام إيران عبر القرون، ولن يستطيع العراق أن يكون دولة مستقلة ذات سيادة إلا عبر التماسك الوطني والتحالف مع الولايات المتحدة. إن لم يتمكن العراقيون من وأد المشروع الإيراني الآن، فإن مستقبل العراق والمنطقة آيل إلى نهاية غير سعيدة، ولن يكون هذا في صالح العالم.

مقالات مشابهة

  • احذر.. غرامة 1500 جنيه عقوبة السير بالسيارة بدون فرامل بقانون المرور
  • الشرطة تُنجز قضية نصب واحتيال بقيمة 24 ألف شيكل في خانيونس
  • رد هيئة المحكمة.. طلب من محامي المتهمين في قضية سارة خليفة بتصنيع المخدرات
  • وكيل موازنة النواب: فرص واعدة للاستثمارات الأجنبية يوفر العملة الصعبة
  • كيف ينجح مارك سافايا في مهمته العراقية الصعبة؟
  • ما هي عقوبة إنشاء مصنع بدون ترخيص؟.. القانون يجيب
  • ميرز: سبب عدم زيارة نتنياهو لألمانيا هو مذكرة توقيف المحكمة الجنائية
  • صلاح يتهم ليفربول وسلوت بمحاولة تدميره
  • الحبس 5 سنوات وغرامة 250 ألف جنيه عقوبة تهريب البضائع بقصد الاتجار
  • مع ترقب لقرار «المركزي».. استمرار صرف مستحقات شهادات الادخار لمدة سنة في بنكي مصر والأهلي