عضو بمركز الأزهر: الوضوء عبادة عظيمة ذات أثر نفسي وروحي ومادي
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الوضوء ليس مجرد طهارة مادية، بل هو عبادة عظيمة وشرط أساسي لصحة الصلاة، كما أنه يحمل أبعادًا نفسية وروحية راقية.
وقالت عضو الأزهر للفتوى في تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين: "نحن نتوضأ في المقام الأول لأننا مقدمون على عبادة عظيمة كالصلاة، ولا صلاة لمن لا وضوء له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، والوضوء شطر الإيمان".
وأوضحت عضو الأزهر للفتوى أن الوضوء له بعدان مهمان: الأول روحي يتعلق بتزكية النفس وتطهير الجوارح، إذ أن الإنسان يغسل في الوضوء أعضاءً يستخدمها في الخير أو الشر؛ مثل العين التي قد تنظر إلى ما حرم الله، واللسان الذي قد ينطق بما لا يرضي الله، واليدين والقدمين اللتين تتحركان في أفعال الخير أو الشر. فالوضوء يعيد الإنسان إلى نقاء الجوارح ونظافة الروح، بل ويمحو الخطايا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابعت عضو الأزهر للفتوى "أما البعد الثاني، فهو البعد النفسي، حيث بيّنت أن من فوائد الوضوء تهدئة النفس والسيطرة على الغضب، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا غضب أحدكم فليتوضأ، فإن الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من نار، وإنما تطفئ النار بالماء".
وأكدت أن "الوضوء كذلك طهارة مادية ملموسة، فهو يغسل الأوساخ الظاهرة ويحقق النظافة الجسدية، وهو من جمال الإسلام الذي جمع بين الطهارة الحسية والمعنوية في آنٍ واحد. ومن أحسن الوضوء خرجت خطاياه مع الماء، حتى من تحت أظافره، كما جاء في الحديث الشريف".
أما عن أركان الوضوء الأساسية، فأوضحت عضو الفتوى بالأزهر أن القرآن الكريم حددها في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ، وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ، وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ، وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ"، وهذه الأركان الأربعة هي: غسل الوجه، وغسل اليدين إلى المرفقين، ومسح الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين.
وأضافت عضو الأزهر للفتوى أن بعض الفقهاء أضافوا النية كركن خامس للوضوء، بل وزاد بعضهم أيضًا الترتيب والموالاة، أي التتابع الزمني بين غسل الأعضاء، مشيرة إلى أن الأخذ بالأحوط في الوضوء يضمن تمام العبادة وصحتها وخروج المسلم من الخلاف الفقهي.
وتابعت: "الوضوء عبادة عظيمة ينبغي أن نقبل عليها بوعي وبحُسن نية، وأن نحسِّن أداءها، لما فيها من أثر على صحة العبادة وعلى صفاء النفس ونقاء الجسد".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر العالمي للفتوى الأزهر هبة إبراهيم الوضوء الصلاة عضو الأزهر للفتوى عبادة عظیمة
إقرأ أيضاً:
هل يجب على مدخن السجائر المضمضة قبل الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي بشأن حكم المضمضة بعد تدخين السجائر وقبل الدخول في الصلاة وما إذا كان التدخين يؤثر على صحة الوضوء ويستوجب إعادته فأوضحت أن شرب السجائر وإن كان محرما شرعا لما فيه من أضرار مؤكدة على صحة الإنسان وإهدار واضح للمال إلا أن التدخين لا يعد من نواقض الوضوء وبالتالي لا يلزم المتوضئ بإعادة وضوئه إذا دخن سيجارة بعده لأن نواقض الوضوء محددة في الشريعة ولم يذكر من بينها التدخين
وأضافت دار الإفتاء أن المضمضة بعد التدخين ليست واجبة من الناحية الفقهية ولكن يستحب فعلها لمن شرب السجائر وكان يريد الدخول في الصلاة وذلك لإزالة الرائحة الكريهة التي يتركها التدخين في الفم والتي قد تؤذي المصلين من حوله أو تسيء إلى وقوفه بين يدي الله وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم مما يدل على أهمية الحرص على الطهارة الحسية والمعنوية عند أداء الصلاة
وأوضحت دار الإفتاء أن الحكم الفقهي في هذه الحالة يتمثل في التمييز بين التحريم والبطلان فشرب السجائر محرم لأنه يؤدي إلى الهلاك البدني والضرر المالي لكنه لا يبطل الطهارة التي أتمها المسلم قبل التدخين فلو توضأ شخص ثم دخن سيجارة فإن وضوءه يظل صحيحا ولا يلزمه إعادته لكنه إذا أحب أن يتوضأ مرة أخرى أو يكتفي بالمضمضة فذلك من باب الاستحباب وليس الوجوب حرصا على أدب الوقوف بين يدي الله عز وجل في أفضل حال.
نواقض الوضوء
وفي سياق توضيح الأحكام المرتبطة بنواقض الوضوء أشارت دار الإفتاء إلى أن العلماء حصروا النواقض في أمور محددة من أبرزها
أولا خروج شيء من السبيلين سواء كان بولا أو غائطا أو ريحا وهو ما دل عليه قول الله تعالى أو جاء أحد منكم من الغائط النساء 43 وقوله صلى الله عليه وسلم لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا متفق عليه
ثانيا خروج الدم الكثير أو القيح أو الصديد وكذلك القيء الكثير بحسب رأي بعض الفقهاء كأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رغم ضعف الحديث المروي في هذا الباب عند بعض أهل العلم مما يجعل القول بعدم النقض راجحا عند جمهور العلماء
ثالثا زوال العقل سواء بالجنون أو الإغماء أو السكر وكذلك النوم الكثير وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ إلا أن النوم اليسير من الجالس أو القائم لا ينقض الوضوء كما ثبت من حال الصحابة رضي الله عنهم
رابعا مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل استنادا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم من مس فرجه فليتوضأ
خامسا تغسيل الميت وقد ورد عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء كما قال أبو هريرة أقل ما فيه الوضوء
سادسا الردة عن الإسلام لأن الله تعالى قال لئن أشركت ليحبطن عملك الزمر 65 ومن العمل الصالح الطهارة
سابعا أكل لحم الإبل وهو من المسائل التي وقع فيها خلاف لورود حديث عن جابر بن سمرة قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم توضؤوا من لحوم الإبل رواه مسلم
ثامنا لمس المرأة بشهوة بناء على قول الله تعالى أو لامستم النساء النساء 43 وهو مذهب بعض العلماء
تاسعا خروج المذي أو الودي فالمذي ماء أبيض رقيق يخرج عند التفكير في الجماع أو الملاعبة أما الودي فهو ماء أبيض غليظ يخرج بعد البول
أما فيما يتعلق بفرائض الوضوء وسننه فقد بين العلماء أن للوضوء سبعة فرائض لا تصح الطهارة إلا بها وثلاثة عشر سنة يستحب فعلها ومن هنا كان الوضوء هو الركن الأساس الذي لا تقبل الصلاة إلا به وقد أمر الله تعالى بإحسانه وإتمامه كما ورد في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) المائدة 6