نقش الأجداد على المعابد يُبعث فى كل حين بخطوات مدروسة من الأحفاد، يرتدون الجلباب والقفطان ويُمسكون بالعصا الخيزران، يرقصون بفخر وعزة، محتفظين بأصالة «التحطيب»، الذى برع فيه المصريون القدماء كأحد فنون القتال، وزاد من إبهار العالم بقدراتهم.

ومع تتابع الأجيال، يحفظ أبناء الأقصر ومحافظات الصعيد ذلك التراث المتفرد، ويستعرضونه فى مزج رائع بين الحاضر والماضي كل عام خلال فعاليات المهرجان القومي للتحطيب، ليستعرضوا تراثهم العالمي المسجل على قوائم اليونسكو لصون التراث.

وفي ساحة أبوحجاج بوسط مدينة الأقصر، انطلقت فعاليات المهرجان القومى للتحطيب في دورته الرابعة عشرة، بحضور شيوخ اللعبة من 7 محافظات مصرية، والذي يستمر حتى 9 ديسمبر الجاري. ويحيطه معرض للوحات فنية للإدارة العامة للفنون التشكيلية، الذي يضم نتاج ملتقى الأقصر، والذي أقيم بالأقصر على مدار ثلاث سنوات ضمن فعاليات مهرجان التحطيب، بقرية حسن فتحي، واختصت لوحاته بلعبة التحطيب، وأشهر معالم محافظة الأقصر.

مهرجان التحطيب في الأقصر 

وعبر الفنان أحمد الشافعى، رئيس مهرجان التحطيب، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، عن سعادته الكبيرة بنسخة المهرجان القومى للتحطيب بالأقصر الـ14: «معظم أعمالي في الصعيد، ومهرجان التحطيب من أجمل أعمالي اللي بشتغل عليها ونفذتها بالتعاون مع محافظة الأقصر علشان تخرج بالشكل الجميل ده، وسعيد جداً بوجودي في الأقصر خلال أيام المهرجان».

«الشافعي»: التحطيب هي لعبة فرعونية قديمة

وأوضح الفنان أحمد الشافعي، أن لعبة التحطيب هي لعبة فرعونية قديمة تم اكتشافها من خلال النقوش على المعابد وبمقابر بني حسن، ويتميز لاعبوها بالثقة بالنفس والقوة والشهامة والرجولة، والعصا فيها جزء أساسي، إذ إنها تعد فناً شعبياً تراثياً يعبر عن البيئة المصرية.

وأشار إلى أن الهيئة العامة لقصور الثقافة حرصت على تأسيس المهرجان القومي للتحطيب بمحافظة الأقصر، حفاظاً على مكتسبات فنوننا الشعبية وتأكيداً على دورها الثقافي والجماهيري، مؤكداً أن اليوم يتم نقل لعبة التحطيب من الساحات الشعبية إلى ساحة أبوحجاج على أنغام المزمار.

شيوخ اللعبة يشاركون في المهرجان

وفي ساحة الرقص، يتابع أحمد العمدة، أحد شيوخ اللعبة المشاركين فى المهرجان، الاستعدادات وحركات لاعبي العصا، فهو متمرس بها منذ 20 عاماً: «بقالي 20 سنة بلعب العصاية وده تراث بلدنا اللي اتربينا عليه، لعب العصاية دي لعبة فرعوني ومرسومة على أحد معابد الأقصر، وبنستنى مهرجان التحطيب من السنة للسنة».

المهرجان يجذب الأجانب وأهالي الأقصر من مختلف الأعمار

توافد مبهر على المهرجان من الأجانب وأهالي الأقصر من مختلف الأعمار، حيث رصدت عدسات الكاميرات اكتمال الأعداد التى جاءت لمشاهدة العروض التراثية، إذ قدمت فرق الفنون الشعبية بهيئة قصور الثقافة من محافظات بنى سويف والمنيا وملوي وأسيوط وسوهاج والأقصر وفرقة النيل للموسيقى والغناء الشعبي، إضافة للاعبي التحطيب ومشايخ اللعبة من محافظات الصعيد ومحافظة الأقصر والذين قدموا عروضاً تفاعلية أبهرت الضيوف الأجانب، كما تم تكريم بعض الشخصيات المهتمة بلعبة التحطيب التي شاركت في المهرجان على مدى السنوات السابقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مهرجان التحطيب الأقصر التراث الفرعوني لعبة العصا شيوخ اللعبة الفنون الشعبية اليونسكو التراث المصري هيئة قصور الثقافة محافظة الأقصر مهرجان التحطیب لعبة التحطیب

إقرأ أيضاً:

«ليوا للرطب» يسدل الستار على إحدى أنجح دوراته

إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)

اختتمت، مساء أمس، فعاليات مهرجان ليوا للرطب في دورته الـ21، والتي تحظى برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وتنظيم من هيئة أبوظبي للتراث، وسط حضور جماهيري كبير ومشاركة واسعة من مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية.
شهدت فعاليات النسخة الـ21 من مهرجان ليوا للرطب إقبالاً جماهيرياً كبيراً منذ انطلاق الفعاليات في الـ 14 من الشهر الجاري، وتجاوز عدد الحضور، خلال 5 أيام فقط، أكثر من 50 ألف زائر من مختلف الدول، حرصوا على متابعة مختلف الفعاليات والأنشطة التي قدمها المهرجان للزوار على مدى 14 يوماً متتالية.
وبفضل جهود اللجنة المنظمة والتخطيط السليم، لم يعد مهرجان ليوا للرطب مجرد مهرجان أو مزاينة للرطب، بل أصبح عرساً تراثياً زراعياً متكاملاً يحتفي بالنخلة ومنتجاتها، ويساهم في تطوير القطاع الزراعي وإنتاج التمور داخل الدولة، كما أن الآثار التي انعكست على مزارع النخيل، ولمسها أصحاب المزارع، تعكس مدى النجاح الذي تحقق على مدى السنوات الماضية.
تنافست الشركات الزراعية المتخصصة والمهتمون بزراعة النخيل على عرض أحدث الابتكارات الزراعية، ليصبح ملتقى يجمع المزارعين والخبراء وروّاد الصناعات والشركات ومراكز البحوث حول هدف دعم القطاع الزراعي والإسهام في استدامته، إضافة إلى دوره في تفعيل الحركة الاقتصادية وتنشيطها في منطقة الظفرة، عبر برامجه التي تجذب آلاف الزوّار كل عام.
وتضمنت النسخة الحالية من مهرجان ليوا للرطب 24 مسابقة في المهرجان، هناك 12 مسابقة للرطب، تشمل فئات «الدباس، والخلاص، والفرض، والخنيزي، وبومعان، والشيشي، والزاملي، وأكبر عذج، ومسابقتا الظفرة وليوا لنخبة الرطب، ومسابقتا فرض وخلاص العين»، و7 مسابقات للفواكه لفئات «الليمون المنوع والمحلي، والمانجو المنوع والمحلي، والتين الأحمر والأصفر، وسلة فواكه الدار»، و3 مسابقات للمزرعة النموذجية لفئات «المحاضر الغربية، والمحاضر الشرقية، ومدن الظفرة»، ومسابقة أجمل مخرافة، ومسابقة إبداع من جذع النخلة.
كما تضمن أيضاً سوقاً شعبياً يبلغ عدد محلاته 50 محلاً للمنتجات التقليدية في إطار دعم المجتمع المحلي والأسر المنتجة في منطقة الظفرة، وركناً للحرف التراثية يضم 14 ورشةً حية للحرف تقدم من خلالها حاميات التراث معارفهن الحرفية والتراثية أمام الزوار، إضافة إلى 50 محلاً لبيع الرطب، و30 محلاً لفسائل النخيل والأدوات الزراعية، وعدد من الكافيهات، وركن للأطفال يسهم في تقريب الأطفال إلى تراثهم بطريقة تفاعلية، ويغرس فيهم روح التعاون والعمل الجماعي، إلى جانب عروض الفنون الشعبية والمسابقات التفاعلية اليومية وفقرات التوعية على المسرح، وغيرها من الأنشطة.


كرنفال شامل 

أجمع الزوار والمشاركون في ليوا للرطب على أن المهرجان نجح في أن يحفر له مكانة كبيرة في قلوب جميع من تابع فعالياته؛ بفضل ما يقدمه من أنشطة وبرامج متنوعة تلامس اهتمام الجميع كباراً وصغاراً، رجالاً وسيدات، من داخل الدولة وخارجها، ليكون بالفعل كرنفالاً تراثياً رائعاً يجمع عشاق الأصالة والعراقة حوله.

تنظيم محكم وفعاليات متنوعة
يؤكد محمد ممدوح، مدير شركة بتروجيت في الإمارات، أنها المرة الأولى التي يزور فيها مهرجان ليوا للرطب، وفوجئ بمستوى التنظيم المحكم والفعاليات المتنوعة التي يقدمها للزوار، والتي تنوعت بين التراثي والفعاليات التي تهتم بالأسرة والطفل، بجانب مسابقات الرطب المختلفة التي اشتملت على أنواع وأصناف عديدة تم عرضها أمام الجمهور خلال المهرجان. وأضاف ممدوح أنه قام بجولة في السوق الشعبي الذي يضمُّ محالَّ بيع الرطب، ومنتجات التمور، وما يرتبط بالنخيل، والمقاهي المتنقلة، والمصانع والمشاتل، بجانب أجنحة الجهات الراعية والداعمة والمشاركة. وتشمل فعالياته أنشطة يومية للمسرح تضمُّ مسابقات وجوائز يومية للحضور وعروضَ فرقِ الفنون الشعبية، والمحاضرات والندوات والأمسيات المتنوّعة.
ويشير محمد مبارك المرر، من أهالي الظفرة، إلى أن مهرجان ليوا للرطب أصبح علامة مميزة لدى المهتمين بزراعة النخيل وإنتاج الرطب، ويجمع إليه المهتمين بهذا القطاع من مختلف دول العالم، موضحاً أن مستوى المشاركات في المسابقات المختلفة التي تنظمها اللجنة المنظمة للمتسابقين اختلفت كثيراً، فأصبحت أكثر تميزاً وقوة بفضل الجهود المبذولة لتطوير الإنتاج وتحسينه.
ويعتبر شريف محمد زائر أن المهرجان قدم باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات المتميزة التي تعكس مدى نجاح المهرجان في الوصول إلى أكبر شريحة من أفراد المجتمع، مستشهداً بأن عدداً كبيراً من الزوار لمهرجان ليوا للرطب لم يكونوا من المزارعين أو المهتمين بالقطاع الزراعي، ومع ذلك حرصوا على التواجد يومياً في المهرجان للاستمتاع بما يقدمه من فعاليات متنوعة تلامس اهتمام الجميع ونجحت في ترسيخ الهوية الإماراتية من خلال الأنشطة التراثية المختلفة التي قدمها المهرجان للزوار.
ويوضح وليد الطريفي، مدير فرع بنك أبوظبي الأول في مدينة زايد، أن مهرجان ليوا للرطب يختلف من دورة إلى أخرى، ودائماً ما يحرص على تقديم فعاليات جديدة في كل دورة، وأنه حريص على متابعة فعالياته منذ سنوات، ويستمتع بما يقدمه من مسابقات متميزة تجمع خلالها أصحاب المزارع والمهتمين بزراعة النخيل في أجواء تنافسية قوية تتكلل بالفرحة والسعادة مع إعلان النتائج، والمبهر أن السعادة تغمر جميع المشاركين، سواء من فاز أو من لم يحالفه الحظ في الفوز، وهذه الأجواء لا تلمسها إلا في ليوا للرطب.

أخبار ذات صلة «أبوظبي للتراث» تكرم شركاء نجاح «ليوا للرطب» «بيئة أبوظبي»: 7900 سلحفاة بحرية في مياه الإمارة


المسابقات

توج معالي فارس خلف المزروعي، رئيس هيئة أبوظبي للتراث، الفائزين في مسابقة «ليوا لنخبة الرطب»، ضمن مسابقات مهرجان ليوا للرطب بدورته الـ21 التي أقيمت في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة، وسط حضور عدد من ممثلي الجهات المشاركة والمزارعين وعشاق المسابقات التراثية وزوار المهرجان.
وأسفرت النتائج في مسابقة ليوا لنخبة الرطب عن فوز صلهام حرموص سعيد صالح المزروعي بالمركز الأول، وجاءت في المركز الثاني نصيفة سعيد زوجة سيف ثامر خلفان سيف المرر، وحل في المركز الثالث سعيد سالم جابر سعيد المنصوري، ونال المركز الرابع نصيب أحمد حمد دمينه المنصوري، وفي المركز الخامس سريعة عامر جديد المنصوري.
وجاء في المركز السادس مصبح سالم سعيد سالم المرر، وذهب المركز السابع إلى سالم عبدالله محمد هاشل القايدي، ونالت المركز الثامن ميرة علي مرشد المرر، وفي المركز التاسع طلال عبدالله حمد الكنيبي المزروعي، وحل بالمركز العاشر عبدالله خلف هلال راشد المزروعي.
وشهدت مسابقة ليوا لنخبة الرطب منافسات قوية بين أصحاب مزارع النخيل في الدولة، إذ خصصت اللجنة المنظمة للمهرجان 15 جائزة بقيمة 540 ألف درهم، ويحصل الفائز بالمركز الأول على جائزة مالية قيمتها 125 ألف درهم. 

مقالات مشابهة

  • الجمعة.. بدء فعاليات "مهرجان الجبل الأخضر" لتسليط الضوء على المقومات السياحية وجذب الزوار
  • ملتقى جماهيري بمكتبة مصر العامة بالأقصر
  • بعد غد.. افتتاح فعاليات مهرجان الجبل الأخضر 2025
  • افتتاح مهرجان تسوق “صيف طرطوس الأول” بمشاركة أكثر من 84 فعالية متنوعة
  • كيف تعيد فعاليات الصيف رسم خريطة السياحة الخليجية؟
  • مانجا تطلق لعبة “Sonic Racing” في الشرق الأوسط
  • اليوم.. تكريم ميمي جمال ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح
  • تحديات جديدة.. تعرف على مزايا لعبة الحبار «Squid Game 2025» وطريقة التحميل
  • وكيل إمارة منطقة الجوف يفتتح مهرجان "خيرات الجوف" الرابع
  • «ليوا للرطب» يسدل الستار على إحدى أنجح دوراته