سواليف:
2025-12-12@22:17:19 GMT

سوريا… بزوغ فجر الحرية بعد عقود من الاستبداد

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

#سواليف

#سوريا… بزوغ #فجر_الحرية بعد عقود من #الاستبداد

بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة

لم يكن سقوط نظام الأسد مجرد حدث عابر في تاريخ سوريا، بل هو نقطة تحول تاريخية تحمل معها أحلام الملايين من أبناء هذا الشعب الذي عانى لعقود تحت وطأة الطغيان والقمع. إنه لحظة انتصار للإرادة الشعبية التي رفضت الاستسلام، وأكدت أن الشعوب قادرة على كسر قيود الظلم مهما طال أمده.

مقالات ذات صلة أبرز شخصيات المشهد السياسي السوري بعد سقوط نظام الأسد / تفاصيل وصور 2024/12/08

منذ أن سلم حافظ الأسد الجولان لإسرائيل عام 1967 دون أن يطلق رصاصة واحدة، اتضح أن هذا النظام لم يكن يوماً معنيّاً بحماية الأرض أو الدفاع عن الوطن. لقد تحوّل النظام إلى حارس لحدود الاحتلال الإسرائيلي، بينما انشغل بتدمير سوريا من الداخل. لم يُحرر شبراً، ولم يبنِ وطناً، بل قاد البلاد نحو الخراب، وحوّلها إلى سجن كبير لشعبها. تحت شعار المقاومة، ارتكب أبشع الجرائم بحق السوريين وشعوب المنطقة، فكانت المجازر والاعتقالات والتعذيب عنوان حكم الأسد.

ما فعله نظام الأسد يفوق في وحشيته ما ارتكبه المستعمرون الفرنسيون في الجزائر أو الإيطاليون في ليبيا. فقد كان قمعه لشعبه بلا هوادة، واستهدف المدنيين الأبرياء بالبراميل المتفجرة والغازات السامة، وشرّد الملايين، وهدم مدناً بأكملها. لم يكن هذا النظام سوى رمز للظلم والاستبداد، حيث سحق الكرامة الإنسانية وقضى على كل أمل في الحرية والعدالة.

الثورة السورية لم تكن يوماً مؤامرة خارجية كما يحاول البعض تصويرها، بل كانت صرخة شعب بأكمله ذاق طعم الذل لعقود تحت حكم آل الأسد. إنها ثورة كل سوري حمل في قلبه حلماً بالحرية والكرامة. إنكار هذه الحقيقة هو إهانة لتضحيات السوريين، واستخفاف بدماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل مستقبل أفضل. إنها ثورة ولدت من رحم المعاناة، وستبقى شاهدة على أن الشعب السوري لم يرضَ الظلم ولم يرضخ للطغيان.

اليوم، ومع سقوط هذا النظام المجرم، تبدأ سوريا صفحة جديدة من تاريخها. أمام السوريين تحديات جسيمة لإعادة بناء الوطن الذي دمرته آلة القمع والاستبداد. إعادة الإعمار ليست مجرد إعادة بناء حجر على حجر، بل هي إعادة بناء وطن يتسع للجميع، وطن يسوده العدل والمساواة، ويقوم على احترام حقوق الإنسان والحريات. سوريا الجديدة لن تكون إلا دولة مدنية ديمقراطية، تليق بعراقة تاريخها وحضارتها.

إلى أولئك الذين يتباكون على سقوط الطاغية، نقول: أين كنتم عندما كان الأطفال يدفنون تحت الأنقاض؟ أين كان حزنكم عندما مزّقت البراميل المتفجرة أجساد الأبرياء؟ التاريخ لن يرحم المدافعين عن الظلم، ولن يغفر لمن اختاروا الوقوف إلى جانب الطغاة. سوريا اليوم تنتصر، لا فقط على نظام الأسد، بل على كل من برر جرائمه وصمت عن معاناة شعبها.

الشعب السوري الذي تحمل كل هذه الآلام قادر على بناء وطن جديد. سوريا التي يتطلع إليها الأحرار ستكون نموذجاً للعدالة والكرامة، وستعيد مكانتها كقلب العروبة النابض. إن هذا الشعب العظيم، الذي صمد في وجه أعتى أنواع القمع، سيواصل نضاله حتى تتحقق كل أحلامه.

لن يكون هناك مكان للطغاة في سوريا المستقبل. العدالة ستطال كل من أجرم بحق هذا الوطن، والحرية ستشرق من جديد على كل شبر من أرضها. عاشت سوريا حرة أبية، والمجد للشعب الذي لم يعرف يوماً الخضوع. سوريا ستنهض من تحت الركام، وستبنى بسواعد أبنائها، وستبقى منارة للأمل لكل الشعوب الحرة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف فجر الحرية الاستبداد نظام الأسد

إقرأ أيضاً:

اتحاد العلويين السوري في أوروبا يعلن نواة كيان معارض

أعلن اتحاد العلويين السوريين في أوروبا، الاثنين الماضي، عن تشكيل نواة كيان سياسي جديد للمعارضة السورية، في خطوة وصفت بأنها محاولة لإعادة تنظيم القوى الديمقراطية السورية في المهجر وتقديم جسم سياسي جامع يمكن أن يحظى باعتراف دولي.

ودعا الاتحاد، وهو أكبر جهة سياسية ممثلة للطائفة العلوية في أوروبا، إلى مؤتمر صحفي في العاصمة الألمانية برلين، بالشراكة مع قوى سياسية وشخصيات عامة سورية في الخارج، لمناقشة “التطورات الجارية في سوريا، ووضع السوريين عموما، والأقليات خصوصا”، بحسب نص الدعوة.



وقال علي عبود، رئيس اتحاد العلويين السوريين في أوروبا، إن المؤتمر يشكل “طليعة إعلان مقبل عن تشكيل تجمع القوى الديمقراطية السورية، الذي سيمثل المشاركين وأحزابا أخرى من خلفيات طائفية وعرقية سورية متنوعة”.

وفي اتصال مع شبكة بي بي سي، أكد عبود أن “الساحة السورية اليوم تفتقر إلى جسم سياسي معارض يمثل جميع أطياف الشعب السوري”، مضيفا أن المجتمع الدولي “لا يرى أي قوى سياسية جامعة للسوريين، بل كيانات منفردة لا تعكس التمثيل الحقيقي”.

دعم دولي للعملية الانتقالية
وتزامن إعلان الاتحاد مع رسائل دعم من عدة دول للعملية الانتقالية الجارية في سوريا. كما تلقى رئيس الحكومة أحمد الشرع برقيات تهنئة بمناسبة الذكرى الأولى لـ"عيد التحرير" وسقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.

وفي موقف لافت، دعت منظمة العفو الدولية السلطات السورية الجديدة إلى “الانفصال عن الماضي”، والالتزام بمبادئ العدالة والحقيقة والتعويضات، وضمان احترام حقوق الإنسان للجميع، في إطار عملية الانتقال السياسي.


الطائفة العلوية.. ركيزة النظام السابق
وشكلت الطائفة العلوية لعقود طويلة القاعدة الاجتماعية والسياسية للنظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد ووالده حافظ الأسد، مع حضور واسع في المناصب السياسية والرتب العسكرية العليا، ما يجعل دورها الحالي في سوريا الجديدة موضع اهتمام داخلي ودولي متزايد.

ورغم ارتباط النظام السابق بالطائفة، إلا أن العلويين يعدون أقلية سكانية في البلاد. وتشير تقديرات النظام السوري لعام 2016 إلى أنهم يشكلون ما بين 12% و15% من سكان سوريا، أي نحو ثلاثة ملايين نسمة، في ظل غياب بيانات حديثة.

ويتركز العلويون تاريخيا على الساحل السوري في محافظتي اللاذقية وطرطوس، مع وجود تجمعات في دمشق، وفي محيط حمص وحماة، إضافة إلى انتشار واسع للعلويين السوريين في دول المهجر، ولا سيما أوروبا.

مقالات مشابهة

  • فرنسا وسوريا تطالبان لبنان باعتقال مهندس قمع السوريين
  • رئيسة مجموعة الأزمات: أميركا لم تعد واثقة في النظام الذي بنته وهناك أزمة مبادئ
  • مصرف سوريا المركزي: لدينا خطة للاندماج في النظام العالمي فور إنهاء قانون قيصر
  • جدل بعد تسريب يظهر سخرية الأسد ولونا الشبل من وجه بوتين
  • بوغالي: مظاهرات 11 ديسمبر أصر فيها الشعب الجزائري على درب الحرية والسيادة
  • اتحاد العلويين السوري في أوروبا يعلن نواة كيان معارض
  • حقيقة إعدام أحمد حسون
  • الأيوبي.. قصة دبلوماسي عائد إلى دمشق بعد انشقاقه عن الأسد
  • كيف تظهر تسريبات بشار الأسد أسلوب عمل النظام السوري المخلوع؟
  • سوريا.. فيديو وسيم الأسد وكيف ظهر خلال تحقيقات قبل إحالته إلى المحاكمة