سواليف:
2025-06-06@20:33:23 GMT

سوريا… بزوغ فجر الحرية بعد عقود من الاستبداد

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

#سواليف

#سوريا… بزوغ #فجر_الحرية بعد عقود من #الاستبداد

بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة

لم يكن سقوط نظام الأسد مجرد حدث عابر في تاريخ سوريا، بل هو نقطة تحول تاريخية تحمل معها أحلام الملايين من أبناء هذا الشعب الذي عانى لعقود تحت وطأة الطغيان والقمع. إنه لحظة انتصار للإرادة الشعبية التي رفضت الاستسلام، وأكدت أن الشعوب قادرة على كسر قيود الظلم مهما طال أمده.

مقالات ذات صلة أبرز شخصيات المشهد السياسي السوري بعد سقوط نظام الأسد / تفاصيل وصور 2024/12/08

منذ أن سلم حافظ الأسد الجولان لإسرائيل عام 1967 دون أن يطلق رصاصة واحدة، اتضح أن هذا النظام لم يكن يوماً معنيّاً بحماية الأرض أو الدفاع عن الوطن. لقد تحوّل النظام إلى حارس لحدود الاحتلال الإسرائيلي، بينما انشغل بتدمير سوريا من الداخل. لم يُحرر شبراً، ولم يبنِ وطناً، بل قاد البلاد نحو الخراب، وحوّلها إلى سجن كبير لشعبها. تحت شعار المقاومة، ارتكب أبشع الجرائم بحق السوريين وشعوب المنطقة، فكانت المجازر والاعتقالات والتعذيب عنوان حكم الأسد.

ما فعله نظام الأسد يفوق في وحشيته ما ارتكبه المستعمرون الفرنسيون في الجزائر أو الإيطاليون في ليبيا. فقد كان قمعه لشعبه بلا هوادة، واستهدف المدنيين الأبرياء بالبراميل المتفجرة والغازات السامة، وشرّد الملايين، وهدم مدناً بأكملها. لم يكن هذا النظام سوى رمز للظلم والاستبداد، حيث سحق الكرامة الإنسانية وقضى على كل أمل في الحرية والعدالة.

الثورة السورية لم تكن يوماً مؤامرة خارجية كما يحاول البعض تصويرها، بل كانت صرخة شعب بأكمله ذاق طعم الذل لعقود تحت حكم آل الأسد. إنها ثورة كل سوري حمل في قلبه حلماً بالحرية والكرامة. إنكار هذه الحقيقة هو إهانة لتضحيات السوريين، واستخفاف بدماء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل مستقبل أفضل. إنها ثورة ولدت من رحم المعاناة، وستبقى شاهدة على أن الشعب السوري لم يرضَ الظلم ولم يرضخ للطغيان.

اليوم، ومع سقوط هذا النظام المجرم، تبدأ سوريا صفحة جديدة من تاريخها. أمام السوريين تحديات جسيمة لإعادة بناء الوطن الذي دمرته آلة القمع والاستبداد. إعادة الإعمار ليست مجرد إعادة بناء حجر على حجر، بل هي إعادة بناء وطن يتسع للجميع، وطن يسوده العدل والمساواة، ويقوم على احترام حقوق الإنسان والحريات. سوريا الجديدة لن تكون إلا دولة مدنية ديمقراطية، تليق بعراقة تاريخها وحضارتها.

إلى أولئك الذين يتباكون على سقوط الطاغية، نقول: أين كنتم عندما كان الأطفال يدفنون تحت الأنقاض؟ أين كان حزنكم عندما مزّقت البراميل المتفجرة أجساد الأبرياء؟ التاريخ لن يرحم المدافعين عن الظلم، ولن يغفر لمن اختاروا الوقوف إلى جانب الطغاة. سوريا اليوم تنتصر، لا فقط على نظام الأسد، بل على كل من برر جرائمه وصمت عن معاناة شعبها.

الشعب السوري الذي تحمل كل هذه الآلام قادر على بناء وطن جديد. سوريا التي يتطلع إليها الأحرار ستكون نموذجاً للعدالة والكرامة، وستعيد مكانتها كقلب العروبة النابض. إن هذا الشعب العظيم، الذي صمد في وجه أعتى أنواع القمع، سيواصل نضاله حتى تتحقق كل أحلامه.

لن يكون هناك مكان للطغاة في سوريا المستقبل. العدالة ستطال كل من أجرم بحق هذا الوطن، والحرية ستشرق من جديد على كل شبر من أرضها. عاشت سوريا حرة أبية، والمجد للشعب الذي لم يعرف يوماً الخضوع. سوريا ستنهض من تحت الركام، وستبنى بسواعد أبنائها، وستبقى منارة للأمل لكل الشعوب الحرة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف فجر الحرية الاستبداد نظام الأسد

إقرأ أيضاً:

عقود نفط أربيل تثير حفيظة بغداد

عقود نفط أربيل تثير حفيظة بغداد

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: إيران تُزعزع استقرار سوريا والجولاني يواجه تحديات داخلية وخارجية
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. سوريا تسمح للمفتشين بالوصول إلى المواقع النووية
  • 175 مليون يورو دعم أوروبي إلى سوريا.. وموافقة أولية على دخول مفتشين دوليين
  • عقود نفط أربيل تثير حفيظة بغداد
  • المفوضة الأوروبية: أنا هنا لنقل رسالة واضحة بأننا كما دعمنا الشعب السوري في الأعوام الـ14 الماضية نتابع دعمه اليوم في سوريا الجديدة.
  • الوزير الشيباني: تقوم القوات السورية بملاحقة هذه العناصر لحماية الشعب السوري ونناشد الاتحاد الأوروبي وجميع الدول لدعم مساعي سوريا بحماية أمنها واستقرارها.
  • الوزير الشيباني: نشيد بالدور الحيوي الذي أداه الاتحاد الأوروبي بدعم اللاجئين حيث فتحت أوروبا أبوابها لمن فر من جرائم النظام البائد.
  • حجاج أنغولا: سعادتنا لا توصف مع بزوغ شمس يوم التروية.. شكرًا للمملكة على كرم الضيافة وخدمات الحج
  • هارفارد في مرمى الاستبداد.. معركة التعليم والفكر الحر في وجه إدارة ترامب
  • سوسن أرشيد تروي تفاصيل هروبها المؤلمة من سوريا.. فيديو