الموقع بوست:
2025-06-17@07:48:05 GMT

تفاصيل الأيام الأخيرة من حكم بشار الأسد

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

تفاصيل الأيام الأخيرة من حكم بشار الأسد

استيقظت سوريا على خبر غير معتاد في صباح 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتابع فيه الملايين من الشعب السوري دخول قوات المعارضة إلى مدينة دمشق بعد ساعات من السيطرة على حمص، دون مقاومة كبيرة من قوات جيش النظام.

 

بالتوازي مع مشاهد توغل قوات المعارضة في أحياء العاصمة، تأكد خبر مغادرة الرئيس المخلوع بشار الأسد للبلاد على متن طائرة ركاب صغيرة، دون معرفة الوجهة النهائية للطائرة التي اختفت عن الرادارات، مما دفع وكالة رويترز لترجيح سقوطها على مقربة من محافظة طرطوس دون جزم نهائي بخصوص مصيره مع أسرته، حيث تداولت وسائل إعلام روسية رواية أخرى مفادها أنه التجأ إلى قاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية.

 

عاش النظام السوري فترات صعبة خلال أيامه الأخيرة، عندما كانت قوات المعارضة على مقربة من مدينة حماة التي تمثل بوابة مهمة للتقدم إلى دمشق، وأجرى اتصالات دولية مكثفة لتفادي نهايته.

 

استجداء الأسد تركيا

 

وأكدت مصادر دبلوماسية لموقع الجزيرة نت أن الأسد حاول منذ الأيام الأولى لهجوم قوات المعارضة السورية، استجداء الموقف التركي وإقناع أنقرة بالتدخل والتأثير عليها لوقف الهجوم.

 

ولجأ الأسد إلى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الذي يمتلك علاقات جيدة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أجرى اتصالا هاتفيا مع السوداني مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأبلغه استعداده لاستئناف المفاوضات مع تركيا.

 

وبرر للسوداني عدم استجابته لوساطته الأولى التي سعى من خلالها للتقريب بين أنقرة ودمشق بأنه لم يكن يثق بالموقف التركي، وكان لديه شعور بأنه يتم التجهيز لهجوم عسكري من قبل المعارضة في شمال سوريا.

 

لمس السوداني من خلال الاتصالات مع الجانب التركي عدم رغبة في التدخل، وأن هناك أجواء دولية تشير إلى قرب التخلي عن الأسد، وهنا اضطر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتوجه إلى أنقرة لمحاولة إقناعها بالعمل على العودة إلى خفض التصعيد مجددا في الشمال السوري.

 

لكن المساعي الإيرانية لم تنجح، وحمّلت أنقرة النظام السوري مسؤولية انفجار الأوضاع لأنه لم يقبل بالانخراط في العملية السياسية.

 

العمل على جلب الدعم العراقي

 

ووفقًا لمصادر أمنية مطلعة، فإن النظام السوري اقتنع تمامًا منذ بداية ديسمبر/كانون الأول الجاري بأن حزب الله اللبناني لن يتدخل في المواجهات مع قوات المعارضة إلا بشكل محدود، وقرب المناطق الحدودية مع لبنان حال اقتربت إليها المعارضة، وهذا ما دفعه إلى التوجه للعراق ومحاولة إقناعه بمساندته عن طريق إرسال فصائل تابعة للحشد الشعبي من أجل القتال إلى جانبه.

 

وبحسب المصادر، فإن وزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ ناقش مع رئيس الحكومة العراقية فكرة الدعم الرسمي العسكري العراقي للنظام، لكن الجانب العراقي لم يكن منفتحًا على الفكرة، وأكد أن بغداد ترى ضرورة النأي بنفسها عن الصراعات خارج الحدود لتجنب أي تبعات سياسية تترتب عليها أمام المجتمع الدولي.

 

تفاصيل آخر جولة من مسار أستانا

 

في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، انعقدت الجولة الـ23 من مسار أستانا -التي يبدو أنها ستكون الأخيرة- في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور أنقرة وطهران وموسكو، بالإضافة إلى مشاركة قطر والسعودية والأردن والعراق.

 

وأكدت مصادر مطلعة لموقع الجزيرة نت أن طهران طرحت ضمن الاجتماع فكرة وقف إطلاق النار، وتثبيت خطوط الاشتباك، ثم العمل على إطلاق حوار بين النظام السوري والمعارضة، لكن الجانب التركي نفى إمكانية السيطرة على قوات المعارضة التي اقتربت من دخول دمشق، وهذه القوات لا تقبل إلا إذا تحقق الانتقال السياسي.

 

وفي الدوحة، ناقشت الأطراف الدولية فكرة الانتقال السياسي، ومسألة تشكيل هيئة حكم انتقالية قد يتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة، مما جعل إيران مقتنعة تمامًا أن الأمور تسير باتجاه إسقاط بشار الأسد، وهذا ما دفعها لتغيير لهجتها للمرة الأولى واستخدام مصطلح "المعارضة السورية" في إعلامها الرسمي، بالإضافة إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني عن انفتاحهم باتجاهها.

 

حماية الأسد مقابل الحكم الانتقالي

 

وبحسب مصادر على اتصال مع وزارة الخارجية الروسية، فإن موسكو عرضت على الأسد قبل يوم واحد من وصول قوات المعارضة إلى دمشق الحماية له ولعائلته ومغادرة البلاد، بعد إعلانه الموافقة على الحكم الانتقالي، لكن الأخير رفض وأكد قدرته على الاستمرار في المواجهة، لكن الوحدات العسكرية الموجودة في محيط دمشق توقفت عن الاستجابة لأوامر الاستمرار في القتال، خاصة مع شعورها بأن روسيا مؤيدة لرحيل الأسد وإنهاء القتال، والعمل على مرحلة انتقالية جديدة تديرها شخصيات تمثل الأطراف السورية.

 

ووفقًا لمصادر أمنية في دمشق، فقد كانت مغادرة بشار الأسد على متن الطائرة الصغيرة سرية ومفاجئة، ولم يعلم بها حتى رئيس جهاز الأمن الوطني التابع للنظام اللواء كفاح ملحم، ويسود اعتقاد بأن الأسد موجود حاليا في قاعدة حميميم، أو أن طائرته سقطت دون وجود تأكيد نهائي لإحدى الروايتين.

 

وأكدت مصادر أمنية عراقية وصول شخصية كبيرة من النظام السوري إلى الأراضي العراقية صباح اليوم قبل أن تسيطر إدارة العمليات التابعة للمعارضة على معبر البوكمال الحدودي مع العراق، والترجيحات أن هذه الشخصية هي ماهر الأسد شقيق بشار.

 

وتنسق روسيا حاليا مع غرفة عمليات الجنوب من أجل ترتيب الأوضاع في العاصمة السورية دمشق، ومحاولة استمرار عمل الحكومة التي تختص بالخدمات لضمان استمرار عمل مؤسسات الدولة، حيث يتصدر عمل غرفة عمليات الجنوب أحمد العودة قائد اللواء الثامن، الذي كان سابقا قائدا في الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة، قبل أن يعقد اتفاق تسوية برعاية روسية ويبقى ضمن منطقة بصرى الشام، وينطلق منها باتجاه دمشق خلال الأيام الماضية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: دیسمبر کانون الأول قوات المعارضة النظام السوری بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

ما هي أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها تركيا؟

أنقرة (زمان التركية) – أدت الهجمات الصاروخية المتبادلة بين إسرائيل وإيران إلى تسليط الضوء مرة أخرى على أهمية أنظمة الدفاع الجوي. وفي هذا السياق، تبرز تركيا بأنظمتها محلية الصنع.

بعد دخول الطائرات الحربية الإسرائيلية المجال الجوي الإيراني بسهولة، يبرز مرة أخرى مدى أهمية الدفاع الجوي. فكيف تحمي تركيا مجالها الجوي؟

مع عدم تمكنها من الحصول على منظومة باتريوت من الولايات المتحدة، قامت تركيا بتأمين دفاعها الجوي على ارتفاعات عالية بشكل مؤقت بواسطة منظومات S-400 روسية الصنع، بينما تعمل على بناء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات بأنظمة محلية الصنع. في هذا الإطار، يُعد مشروع “القبة الفولاذية” الذي يضم أنظمة SIPER، HİSAR-A+، HİSAR-O+، KORKUT، SUNGUR، وأنظمة الحرب الإلكترونية، أحد الركائز الأساسية لرؤية تركيا الدفاعية.

SIPER: حل محلي بعيد المدى

وتم تطوير نظام الدفاع الجوي SIPER بالتعاون بين ASELSAN، ROKETSAN، و TÜBİTAK SAGE، ويتميز بمدى يتجاوز 100 كيلومتر. دخل النظام مخزون القوات المسلحة التركية اعتبارًا من عام 2024، ويوفر حماية فعالة ضد التهديدات على ارتفاعات عالية. لا يمثل SIPER إنجازًا تقنيًا فحسب؛ بل يُنظر إليه أيضًا كخطوة استراتيجية تعزز استقلال تركيا في مجال الدفاع.

HİSAR-O+ للمدى المتوسط، HİSAR-A+ للمدى المنخفض

ويتم تأمين الدفاع الجوي التركي على ارتفاعات متوسطة بواسطة نظام HİSAR-O+ الفعال حتى مسافة 50 كيلومترًا. أما في الدفاع قصير المدى، فيُستخدم نظام HİSAR-A+ للحماية من التهديدات حتى مسافة 15 كيلومترًا، خاصة في حماية الوحدات التكتيكية. تعمل هذه الأنظمة بدقة عالية ضد الطائرات، المروحيات، الصواريخ الجوالة، والطائرات بدون طيار.

KORKUT و SUNGUR: دفاع رشيق في الميدان

ويُعد KORKUT نظام دفاع جوي فعال يحمي الوحدات البرية من التهديدات على ارتفاعات منخفضة، بمدفع آلي مزدوج عيار 35 ملم بمدى يصل إلى 4 كيلومترات. يعمل هذا النظام بشكل خاص ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة.

أما SUNGUR فيبرز بخصائص قابليته للنقل. يصل مدى النظام إلى 8 كيلومترات، ويمكن دمجه في المركبات المدرعة أو استخدامه من قبل جندي واحد. وقد بدأت عمليات تسليم SUNGUR إلى القوات المسلحة التركية اعتبارًا من عام 2022.

القبة الفولاذية: هندسة درع متكاملة

يهدف مشروع “القبة الفولاذية” التركي إلى دمج جميع عناصر الدفاع الجوي هذه في شبكة مشتركة، مما يتيح للأنظمة المحلية العمل معًا. توفر هندسة النظام حماية متعددة الطبقات ضد التهديدات الجوية، وتعمل بشكل متكامل مع رادارات الإنذار المبكر وطائرات الإنذار والتحكم المبكر المحمولة جواً (HİK). وهكذا، يتم إنشاء شبكة مراقبة واستجابة مستمرة على مستوى البلاد.

KORAL-2: الدرع الخفي

يُعد KORAL-2 أحد عناصر الدفاع السلبي، ويؤدي مهامًا حاسمة في مجال الحرب الإلكترونية. قادر على تعطيل الرادارات في نطاق ترددي واسع، وخلق انقطاع في الاتصالات، وتضليل أنظمة العدو، يُطلق على KORAL-2 اسم الدرع الخفي لتركيا.

يمنع هذا النظام الطائرات المأهولة وغير المأهولة من تحديد الاتجاه، مما يجعل عناصر العدو غير وظيفية. كما يوفر KORAL إمكانية المناورة الآمنة من خلال إخفاء مواقع العناصر الصديقة.

رؤية الاستقلال الاستراتيجي

لا تقتصر هندسة الدفاع الجوي التركية على الدفاع فحسب، بل تشمل أيضًا هدف الاستقلال والردع في الصناعات الدفاعية. فتركيا، التي لا تعتمد فقط على الأنظمة المستوردة، تواصل إنتاج حلول محلية ضد التهديدات الإقليمية باستخدام أنظمة الرادار، الصواريخ، القيادة والتحكم، وأنظمة الحرب الإلكترونية الخاصة بها.

 

Tags: SIPERSUNGURأردوغانإسرائيلإيرانتركياطائراتمسيراتنظام الدفاع الجوي SIPER

مقالات مشابهة

  • محافظ ريف دمشق يبحث مع السفير التركي التعاون المشترك
  • تفعيل العمل لتسجيل البروكار في التراث السوري خلال محاضرة في ثقافي أبو رمانة
  • ما هي أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها تركيا؟
  • الخطوط الجوية السورية تعدل مواعيد رحلتيها اليوم بين دمشق وإسطنبول وتؤكد سلامة الأجواء التي تمران بها
  • غضب شعبي بتوغو بعد تعديلات دستورية ترسخ سلطة الرئيس
  • تقرير يكشف كيف نجا الرئيس السوري من محاولتي اغتيال في قلب دمشق؟
  • وزير خارجية السعودية ومبعوث واشنطن إلى دمشق يبحثان دعم سوريا
  • بها قوات أمريكية.. انفجارات عنيفة داخل محيط قاعدة عين الأسد بالعراق
  • باسم سليماني.. إيران تكشف طبيعة الصواريخ الأخيرة التي استهدفت بها إسرائيل
  • ماذا بعد الضربة التي صعقت رأس النظام ؟!