بوابة الوفد:
2025-07-31@04:08:39 GMT

تحديات سوريا الجديدة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

لا أحد يمكنه أن يصادر على فرحة قطاعات واسعة من الشعب السوري برحيل نظام الأسد.. لكن يجب النظر بحذر إلي تحديات ما بعد بشار، لأن التحديات صعبة جداً وأكثر تعقيداً، خاصة أن هناك أصابع إقليمية ودولية تلعب في سوريا وكانت لها الذراع الطولى في إسقاط بشار ونظامه الذي استمر لسنوات طوال لتحقيق مآربها وأطماعها. 

هنا يبقى التحدي الأصعب وهو الحفاظ على وحدة الدولة السورية، خاصة أنها تضم أطيافاً متنوعة من الأعراق والأقليات تطمح إلى الانفصال، بالإضافة إلى أن عودة المُهجرين وبناء الاقتصاد المنهار من أهم القضايا التي يجب أن تكون على رأس أولويات القيادة الجديدة.

ولا شك أن وضع مصلحة الشعب السوري كأولى الأولويات لن يتحقق إلا بتشكيل حكومة وحدة مدنية قادرة على تلبية مطالب وتطلعات السوريين.

في هذا السياق جاء الموقف المصري واضحاً تجاه ما يحدث في سوريا الشقيقة، وتضمن البيان أن مصر تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلى جانب الدولة والشعب السوري ودعمهما لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.. ودعا البيان جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلى واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولى.

مع الحديث عن مستقبل سوريا في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية المستفحلة، يبرز سؤال جوهري حول شكل الدولة السورية في مرحلة ما بعد بشار الأسد.

هذا السؤال يتعلق بمستقبل وطن دُمّرت مؤسساته وشُرّد شعبه على مدى أكثر من عقد من الزمان.

رحيل بشار الأسد، ليس نهاية للمشكلات السورية، بل بداية لمرحلة شديدة التعقيد.

 هناك عدد من التحديات الأساسية التي ستواجه سوريا الجديدة، منها إعادة بناء الدولة خاصة بعد تدمير المؤسسات الحكومية خلال الحرب التي تحتاج إلى إعادة هيكلة، بدءًا من القضاء والتعليم وصولاً إلى الأمن والاقتصاد.

وضرورة معالجة الانقسام المجتمعي خاصة أن الصراعات الطائفية والإثنية تركت جروحًا عميقة تحتاج إلى جهود مصالحة وطنية شاملة.

كما يجب التعامل بحنكة مع القوى الخارجية والتدخلات الأجنبية، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية، تُشكل عقبة أمام استعادة السيادة السورية.

على الرغم من كل هذه التحديات، هناك فرص حقيقية لإعادة بناء سوريا كدولة حديثة.

الأوضاع بعد بشار تحتاج إلى صياغة دستور يعكس تطلعات جميع مكونات الشعب السوري ويضمن الحقوق المتساوية.

سوريا تحتاج إلى دعم دولى ورعاية التوافق على حل سياسي شامل، يمكن أن يسهم الدعم الدولي في إعادة إعمار البنية التحتية والاقتصاد.

وتبقى سوريا في حاجة إلى ظهور قيادة قادرة على تجاوز الإرث القديم وفتح صفحة جديدة مع الداخل والخارج.

ونأمل أن يتم التحول السياسي في سوريا سلمياً عبر انتقال تدريجي للسلطة يتضمن إصلاح النظام من الداخل، وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على إعادة بناء الدولة.

أما  في حالة انهيار النظام ومؤسسات الدولة فقد تدخل البلاد في فوضى مؤقتة تتطلب جهودًا إقليمية ودولية لتثبيت الأمن.

سوريا بعد بشار ليست مجرد حلم وردي، بل معركة طويلة لإعادة بناء الوطن. التحديات كثيرة، لكن إرادة الشعب السوري وإمكاناته الثقافية والاقتصادية تمثل حجر الأساس لأي مستقبل مستدام. المهم هو أن يتوحد السوريون حول هدف مشترك وهو بناء دولة لكل أبنائها، بعيدًا عن الاستبداد والطائفية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عاطف خليل رؤية قطاعات واسعة الشعب السورى استمر التحدي الأصعب الدولة السورية الشعب السوری إعادة بناء تحتاج إلى بعد بشار

إقرأ أيضاً:

محمد معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة

أكد الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي، إن من أكثر التحديات التي تواجه مصر الحفاظ على معدلات تنمية عالية من أجل خلق فرص العمل، فمصر لديها معدلات خصوبة عالية، وشباب أعماره صغيرة، وهناك 900 إلى مليون شاب يدخلون سوق العمل سنويا ويبحثون عن فرص عمل جديدة.

ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيبخبير: حركة تنقلات وزارة الداخلية 2025 تحديث شامل للأمن المصري

وأضاف «معيط»، خلال حواره مع الإعلامي شادي شاش، ببرنامج «ستوديو إكسترا نيوز»، المُذاع عبر شاشة «إكسترا نيوز»: "وبالتالي، يجب أن نصل إلى اقتصاد يخلق مليون فرصة عمل جديدة سنويا، ولكن لا يمكن أن تعينهم الحكومة، فالحكومة تخلق عدد فرص محدودة، وبالتالي، فإن القطاع الخاص هو الذي يمكنه خلق مليون فرصة عمل".

وتابع: "ومن ثم، فإنه يتم العمل على زيادة نشاط القطاع الخاص من أجل زيادة النمو تتبعه زيادة في فرص العمل، ثانيا، استثمارات الحكومة تمولها من خلال موازنة الدولة أو تمويل بتكلفة عن طريق الاقتراض، ولكن إدخال القطاع الخاص للقيام بجزء من الاستثمارات الخاصة أو العامة، فإن هذه التكلفة أو العبء لا تتحملها الموازنة العامة للدولة، ما يمنح الدولة فرصة استدامة أكبر في النمو ويخفف العباء على الموازنة العامة للدولة ويحقق هدفا أساسيا بخلق فرص عمل أكثر".

طباعة شارك محمد معيط النقد الدولي فرص العمل

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعب
  • محمد معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة
  • المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة: دورة هذا العام ستعكس صورة سوريا الجديدة، الواثقة بقدراتها ومستقبلها
  • معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة المصرية
  • السلام والتعايش في سوريا سبيل الاستقرار
  • أول دولة أوروبية تصدر مذكرة توقيف دولية جديدة بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
  • مدير المؤسسة السورية للمخابز محمد الصيادي لـ سانا: وزارة الاقتصاد والصناعة تعمل رغم التحديات على إيصال الطحين إلى محافظة السويداء بشكل يومي، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والإنسانية
  • الاتصالات السورية تطلق مبادرة “شبكة المستثمرين السوريين”
  • وزير الثقافة يبحث مع المفكر جورج صبرة دور الثقافة في بناء سوريا الجديدة