اليمن تتصدّر المشهدَ في محور المقاومة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
بعد أن وافق الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار، وشعر بأن المقاومة الفلسطينية لم تعد قادرة على إطلاق الصواريخ على المدن في الأراضي المحتلّة، وبعد أن حرّك عملاءَه في سوريا، وبعد الجهود التي بذلتها أمريكا لإسكات جبهة اليمن، بعد كُـلّ ذلك توقع الكيان الصهيوني أن صافرات الإنذار سوف تصمت في المدن المحتلّة ويخف القلق لدى المغتصبين الصهاينة، ولكن ما حدث أن صافرات الإنذار انطلقت من جديد وكانت اليمن هي المتسببة في ذلك بالاشتراك مع المقاومة العراقية بعد أن تم إطلاق صواريخ ومسيرات نحو الكيان الصهيوني، وقد جاءت تلك التحَرّكات بعد أن أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي موقف اليمن الثابت والمُستمرّ في دعم حركات المقاومة في غزة والضفة الغربية، وتأكيده على أن جبهةَ اليمن لن تتوقفَ إلَّا بعد وقف العدوان والحصار على غزة بغض النظر عن الضغوط والإغراءات التي تقوم بها وتقدمها أمريكا الراعية الأولى للجرائم الصهيونية في عدة دول عربية من فلسطين إلى لبنان، وُصُـولًا إلى سوريا.
إن موقفَ اليمن مما يجري على الساحة الفلسطينية والعربية قد تكونُ له تبعاتٌ خطيرةٌ عليه، ولكن إذَا تم المقارنة بين الأخطار المتوقعة؛ بسبب ذلك الموقف وبين المسؤوليات الواجب القيام بها من منطلق ديني إسلامي ومن منطلق إنساني، فسوف نجد أن القيام بمسؤوليتنا هو الموقف الصحيح، وأما التهديدات والإغراءات الأمريكية فهي تَصُـــبُّ في خانة الباطل، وما عزَّزَ الموقفَ اليمني هو توحُّدُ القيادة الثورية والقيادة السياسية والجيش والشعب في ذات الموقف، وهذا هو الذي أربك المخطّطات العدوانية التي تعمل أمريكا وأدواتها في المنطقة على تنفيذها ضد اليمن، وهذا لا يعني أن الخطر قد زال ولكنه ما زال قائمًا وسوف يستمر ما دام الموقف اليمني من غزة مُستمرًّا، ويجب على الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية في مواجهة أي خطر قد تتعرض له البلاد.
إن اتِّخاذ اليمن هذا الموقف الواضح من الأحداث الجارية على الساحة العربية لا يعتبر موقفًا تفاعليًّا أَو عاطفيًّا، ولكنه موقف ينبع من دين وثقافة الأُمَّــة الذي يلزم المسلم بنصرة أخيه المسلم بشكل خاص والمستضعفين بشكل عام في مواجهة الأعداء، وهذا ما تقوم به اليمن من خلال إغلاق الممرات البحرية وإرسال الصواريخ والمسيَّرات إلى الكيان الصهيوني؛ مما جعلها تتصدر محور المقاومة في هذه الفترة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی موقف ا بعد أن
إقرأ أيضاً:
عضو بحزب النهضة الفرنسي: موقف باريس يعكس تحولًا إنسانيًا أوروبيًا تجاه القضية الفلسطينية|فيديو
قالت الدكتورة منال خليفة، عضو حزب النهضة الفرنسي، إن الموقف الفرنسي يعكس تحولًا عامًا في الموقف الأوروبي من القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنه أصبح أكثر انسجامًا مع القيم الإنسانية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي.
وأضافت خليفة، في تصريحات للإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج «منتصف النهار» على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذا التحول جاء نتيجة تعاطف متزايد مع الفلسطينيين، خاصة في ظل التدهور الكبير للأوضاع في قطاع غزة، مشبهةً هذا التعاطف بالموقف الأوروبي تجاه الحرب في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى مصر والعريش كانت خطوة مهمة لفهم الواقع على الأرض في غزة، حيث منحت العالم صورة أوضح عن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان هناك.
وأكدت أن هذا التحول في الموقف الفرنسي يعكس تأثيرًا إنسانيًا عميقًا على السياسة الفرنسية، لافتة إلى أن أوروبا باتت تنظر إلى القضية الفلسطينية من منظور مختلف، معتبرة أن الحرب في غزة لم تعد مبررة.
وقالت: «بعد أن كانت هناك تعاطفات مع إسرائيل في البداية، بهدف مواجهة حركة حماس وإضعاف سيطرتها، أصبح واضحًا أن إسرائيل قد حققت أهدافها، خاصة مع التزام حماس بالاتفاقات، ومن ثم، أصبح من الصعب تبرير استمرار القصف والحصار على القطاع من قبل المجتمع الدولي».