جولة مايكروسوفت:كيف تعزز قطر مكانتها كمركز عالمي للابتكار؟
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
تحت مظلة رؤية قطر الوطنية 2030، شهدت العاصمة القطرية استضافة "جولة مايكروسوفت العالمية للذكاء الاصطناعي". الحدث الذي جمع قادة الأعمال وخبراء التكنولوجيا والمسؤولين الحكوميين لاستعراض القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز التنمية المستدامة.
الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمعخلال الفعالية التي تمت برعاية محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات القطري، استعرضت لانا خلف، المدير العام لمايكروسوفت قطر، أمثلة حية عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تحقق أثرًا ملموسًا في مختلف القطاعات في قطر، منها:
الإعلام والتحقق من الأخبار
طبقت شبكة الجزيرة تقنية التحقق بالذكاء الاصطناعي، مما خفّض وقت التحقق من الأخبار من 20 دقيقة إلى ثوانٍ معدودة، معززة دقة وسرعة نشر الأخبار.
الطاقة والتنبؤ لنظام الصيانة
أدخلت شركة قطر للطاقة نظام صيانة تنبؤية للمضخات العاملة بالغاز الطبيعي المسال بواسطة الذكاء الاصطناعي، موفرة مبالغ ضخمة وصلت لملايين الدولارات في المرحلة التجريبية.
السفر ودعم المسافر
أطلق مطار حمد الدولي المساعد الرقمي "نور"، الذي يقدم دعمًا فوريًا ومخصصًا لأكثر من 50 مليون مسافر سنويًا.
تحت شعار "الذكاء الاصطناعي للجميع"، أعلنت مايكروسوفت عن شراكتها مع أكثر من 340 جهة، منها 196 متخصصة في الذكاء الاصطناعي. كما استقطبت قطر 31 شركة دولية لافتتاح مكاتبها محليًا، إضافة إلى دعم 54 شركة ناشئة تعمل على تطوير حلول مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
إعلان تعزيز المهارات وبناء القدراتلضمان الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، درب مركز التميز الرقمي نحو 50 ألف متعلم على المهارات الرقمية، بما في ذلك 15 ألفًا اكتسبوا مهارات متخصصة في الذكاء الاصطناعي.
حلول متطورة لتطبيقات الذكاء الاصطناعيقدمت مايكروسوفت خلال الحدث مجموعة من الأدوات الجديدة، منها:
آزور إيه آي فوندري "Azure AI Foundry" وهي منصة متكاملة توفر أكثر من 1800 نموذج لتطوير التطبيقات بسرعة وسهولة.
وأيضا النسخة الجديدة من مايكروسوفت كوبايلوت "Microsoft Copilot" المساعد الرقمي الذكي المخصص لرفع الكفاءة وتعزيز الإنتاجية. ووكيل كوبايلوت "Copilot Agent" وهو أداة جديدة تضيف تحسينات كبيرة على العمليات المؤسسية.
تخلل الحدث تكريم جهات محلية أظهرت تميزًا في تبني الذكاء الاصطناعي، مثل مكتب رئيس مجلس الوزراء والخطوط الجوية القطرية ووزارة التجارة والصناعة، إضافة إلى الفريق الفائز في هاكاثون مايكروسوفت.
التزام بمستقبل تقني مستدامأكدت لانا خلف، المدير العام لمايكروسوفت قطر، أن الشركة ملتزمة بدعم طموحات دولة قطر قائلة: "نهدف إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من تحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز مكانة قطر كمركز عالمي للابتكار".
قطر والذكاء الاصطناعي: رؤية مستدامةتعكس جولة مايكروسوفت الأخيرة استمرار التعاون بين قطر والقطاع الخاص، حيث تتجه قطر إلى أن تكون رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مستندة إلى إستراتيجية واضحة تجمع بين الابتكار والتطوير المستدام، مما يضعها في طليعة الدول التي تبني مستقبلها على أسس تقنية قوية.
وهذا ما أكده السيد أيمن مجذوب من شركة تيك نولدج (Teknowledge) المسؤولة عن مركز التميز للتدريب حيث قال في تصريح للجزيرة نت: "هناك اهتمام ملحوظ في دول الخليج بشكل عام بتبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ولكن في قطر نلاحظ هذا الاهتمام بشكل أكبر وخصوصا من خلال عملنا في تدريب الموظفين الحكوميين والقطاع الخاص على هذه التقنيات" وأضاف "الاهتمام يظهر ليس فقط في توجه الدولة ولكن أيضا في اهتمام المسؤولين الحكوميين في إدخال هذه التكنولوجيا للدوائر الحكومية إيمانا منهم بقدرتها على تعزيز الإنتاجية وتحسين الكفاءة".
إعلان
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.
تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.
ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته.
تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية».
دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.