يمانيون:
2025-05-14@21:07:08 GMT

ترامب المسكون بوهم العظمة

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

ترامب المسكون بوهم العظمة

مقالات:

بقلم/ وديع العبسي

كان واضحا منذ الفترة الرئاسية الأولى سيطرة وهم العظمة على المعتوه ترامب الذي أخذ يُمني نفسه طويلا باستعادة المكانة الأولى المطلقة لكيانه الأمريكي، بالعمل تحت شعار (أمريكا أولا) غير أن ما أنجزه لم يكن سوى زيادة في مراكمة الدين العام على الأمريكيين والذي تجاوز حتى نوفمبر الماضي الـ(36) تريليون دولار، وربما قد يكون هذا الأمر هو القاصم لهذا الكيان وقد بدأ يترنح بظهور فكرة الانفصال لدى بعض الولايات، وهزّ ما لم يكن حاصلا إلى ما قبل عقدين من الزمن في حالة الاتحاد.


ترامب بالعودة النارية التي استهلها بإطلاق التهديد والوعيد، رسم سياسته بوضوح تجاه الشرق الأوسط القائمة على العنف، وهي في ظاهرها تستهدف المنطقة لكنها لا تقف عند هذا الحد، وإنما تعني ردع باقي القوى العالمية الناهضة والتي تنافس البيت الأبيض بقوة على سيادة العالم وإن لم يكن بنفس الطريقة الأمريكية، كما أنها بطبيعة الحال محاولة لاستعادة الهيبة المهدورة والهيمنة على دول المنطقة وتزويد خزينة واشنطن بمليارات شعوبها المستضعفة، غير أن التحديات اليوم تبدو أكثر وضوحا وقساوة، وتعمُد ترامب تجاهلها لا يعني امتلاكه لمفاتيح حلحلتها بقدر ما هي استمرار للسياسة الأمريكية في البناء على ما تريده، وما هي مقتنعة به وإن كان ذلك متعارضا مع الواقع، كما أنها في عين الوقت محاولة للهروب من غيومها التي قد تثبّط عن الاستمرار إلى بلوغ الأهداف.
ولا يبدو أن ترامب كان بمقدوره اكثر من التلويح بمساعٍ وأهداف ويريدها أن تتحقق من تلقاء نفسها دون عناء أو جهد، مستندا في ذلك إلى أوهامه بالعظمة الأمريكية الكفيلة- حسب اعتقاده- بأن تدفع للرضوخ لها، فقبل أيام هدد بجحيم ينتظر الشرق الأوسط إن لم يتم الإفراج عن المستوطنين الأسرى لدى حماس، ويريد أن يكون ذلك كافيا لإخافة دول المنطقة كي تضغط للإفراج عن هؤلاء الأسرى، مع أن ذلك يعني إقراراً بهزيمة الكيان في تحقيق هدفه باستعادة الأسرى، ليستعين بصديق، وقبل أشهر تحدث عن توسيع خارطة الكيان الصهيوني، ويريد من ذلك إرهاب من بقي من أحرار الأمة بالعودة إلى مخطط توسع الكيان في تجرؤ سافر على كل المواثيق والعهود والمبادئ الدولية التي جاءت لحفظ حقوق الإنسان وحق الدول بالسيادة على أراضيها.
لا يتجاوز ترامب وحسب في مطالبته غير العقلانية، عشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال وكبار السن، بلا أي سبب سوى أنهم فلسطينيون، ولا يتجاوز كمّ مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبها ولا يزال الكيان الصهيوني في غزة والضفة، لكنه وهو المؤلم ربما، تجاوز، توقع أي مستوى من ردة فعل أنظمة المنطقة، باستضعاف واضح لها، وهو ما تسبب به وهن هذه الأنظمة منذ البداية فجعلها في متناول يد أمريكا متى ما أرادت، كما جعلها هامشية في حسابات أخرى للبيت الأبيض فلا يعيرها اهتماما ولا يحسب لها وزنا.
وإذا كانت فترة بايدن قد شهدت محاولات خجولة لإشعال الحرائق هنا وهناك فإن ترامب بنهج حزبه الذي يميل أكثر للحلول العسكرية، سيُدخل العالم في فوضى لتعويض عجزه في تحقيق أي مكسب لصالح شعار «أمريكا أولا»، لكنه أيضا سيجلب الكوارث لبلاده، إذ سيتجرأ الجميع أمام المخاوف من ما يمكن أن يلحق بهم، إلى فعل مضاد لأي تحرك أمريكي طائش، والقاعدة العلمية تقول إن «لكل فعل رد فعل»، وسيكون من الغباء أن يعتقد ترامب أنه سيمضي إلى أهدافه على طرق مفروشة بعبارات الترحيب والتمكين.
من حظ ترامب السيئ أنه يأتي على واقع مرتبك وفوضى يعيشها الشرق الأوسط بسبب بلطجة الكيان الصهيوني على العرب، وحقيقة أن هذه البلطجة تسببت في حصار بحري على الكيان الذي سمع صرخاته القاصي والداني بسبب آثار هذا الحصار عليه، كما يأتي ترامب وقد أجرت بلاده ما أمكن لها من المحاولات لاستعادة السيطرة على الوضع والتخلص من الأطراف التي ظهرت في مشهد المعركة بقوة كاليمن والعراق، إلا النتيجة كانت خلو البحر الأحمر من البارجات والمدمرات الأمريكية، ولن نقول انه يأتي وقد أصبحت مصداقية الشعارات الأمريكية مثيرة للسخرية، لأنه يدرك ذلك ويعي أن قاعدة أمريكا في اللعبة هي تجاوز كل شيء من أجل الوصول إلى الهدف.
ما ينتظر ترامب قد لا يهيء له أي فرصة من النجاح، لكنها يمكن أن تكون محاولته الأخيرة لإثبات أهليته في الإدارة السياسية، كما هو في الاقتصاد، خصوصا وأن الأمريكيين يؤكدون أنه لا يفقه شيئا في السياسة ودهاءه اكثر في الاقتصاد، رغم انه في نسخته الرئاسية الأولى أثبت أنه فاشل حتى في الاقتصاد بمفهومه الاستراتيجي الواسع الذي يعني الدولة، دون الاعتماد على البلطجة وفرض الجبايات على دول العالم.

 

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

عاجل- انطلاق القمة الخليجية - الأمريكية الخامسة في الرياض بمشاركة ترامب والشرع

انطلقت منذ قليل أعمال القمة الخليجية - الأمريكية الخامسة في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس السوري أحمد الشرع، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، في خطوة تعكس أهمية التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة التحديات المتصاعدة في الشرق الأوسط.

جولة خليجية للرئيس الأمريكي تبدأ من السعودية

تأتي هذه القمة في إطار جولة إقليمية للرئيس ترامب تشمل السعودية وقطر والإمارات، وتُعد بمثابة انطلاقة جديدة لمرحلة متقدمة من التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج.

زيارة ترامب إلى الخليج.. تريليونات تستثمر و"دبلوماسية المال" تتقدم على السياسة عاجل- ترامب يلتقي أحمد الشرع في الرياض قبيل القمة الخليجية الأمريكية

وتشكل هذه الجولة تأكيدًا على التزام واشنطن بدعم أمن واستقرار المنطقة، وحرصها على بناء شراكات استراتيجية متجددة مع الحلفاء الخليجيين.

تسلسل القمم السابقة ومكانة النسخة الخامسة

تُعد قمة اليوم الخامسة في سلسلة القمم الخليجية - الأمريكية، حيث انعقدت الأولى في مايو 2015 في منتجع كامب ديفيد، بينما استضافت الرياض النسخ الأربع التالية، في إبريل 2016، مايو 2017، ويوليو 2022، وشارك في الأخيرة أيضًا قادة مصر والأردن والعراق، ما أضفى عليها طابعًا إقليميًا موسعًا.

جدول أعمال القمة.. الأمن، غزة، والملف النووي الإيراني

ركزت القمة على رسم معالم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتطرقت إلى الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث ناقش الزعماء سُبل تعزيز المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها إلى القطاع في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون.

كما بحثت القمة التطورات في الملف النووي الإيراني، وآخر المستجدات في المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، إلى جانب التغييرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، وخاصة تراجع نفوذ "المحور الإيراني" في عدة دول عربية.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية ودور المملكة

يأتي انعقاد القمة انطلاقًا من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الهادفة إلى تعزيز العمل الخليجي المشترك، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية إقليميًا ودوليًا، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز من قدرات دول الخليج على مواجهة التحديات السياسية والأمنية الراهنة.

الشأن الاقتصادي حاضر على طاولة النقاش

ولم تغب القضايا الاقتصادية عن جدول الأعمال، حيث تناول الزعماء الوضع الاقتصادي في المنطقة والعالم، وتباحثوا بشأن آليات تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، في ضوء التحولات العالمية والضغوط التي تواجهها الاقتصادات الناشئة، ومن ضمنها دول الخليج.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: القمة الخليجية الأمريكية ركزت على السلام في المنطقة
  • ترامب: نريد إعطاء سوريا فرصة للبقاء على الحياة وتحقيق العظمة
  • عاجل- انطلاق القمة الخليجية - الأمريكية الخامسة في الرياض بمشاركة ترامب والشرع
  • الخارجية الأمريكية: نريد رؤية السلام والازدهار في الشرق الأوسط
  • سوريا.. محمد بن سلمان يثير تفاعلا بفيديو رد فعله على حديث ترامب عن رفع العقوبات
  • مصالح أمريكا في المنطقة تتعارض مع مصالح الكيان
  • الخارجية الأمريكية: نثمن دور مصر في الوساطة بغزة
  • الخارجية الأمريكية: نسعى كي نكون شريكًا أساسيًا مع دول الشرق الأوسط
  • ترامب: العلاقات الأمريكية - السعودية تدعم أمن واستقرار المنطقة
  • حساب الخارجية الأمريكية بالعربية يغرّد عن زيارة ترامب للشرق الأوسط وأبرز الملفات التي ستناقش