كشف علماء الآثار عن أدلة على وجود وصفة الأرز المتخمر تعود إلى حوالي 10 آلاف عام في موقع أثري بشرق الصين، مما يقدم رؤى جديدة حول أصل المشروبات الكحولية في آسيا.

يأتي هذا الاكتشاف من موقع "شاشان" الأثري في مقاطعة تشجيانغ الصينية، حيث يكشف عن السياق الثقافي والبيئي لممارسة تخمير الأرز في المنطقة وكذلك عن تطور الزراعة المبكرة في آسيا.

وفي الدراسة التي نُشرت يوم الاثنين في مجلة "PNAS"، إذ حلل العلماء 12 قطعة فخارية من المرحلة المبكرة لموقع شاشان، والتي تعود إلى حوالي 10 آلاف عام.

وقال جيانغ ليبينج، المؤلف المشارك للدراسة من معهد تشجيانح للموروثات الثقافية وعلم الآثار: "كانت هذه القطع الفخارية مرتبطة بأنواع مختلفة من الأوعية، بما في ذلك أوعية للتخمير، وأخرى للتقديم، والتخزين، والطهي، والتحضير."

وحلل الباحثون الرواسب من الأسطح الداخلية للأواني الفخارية، بالإضافة إلى الطين المستخدم في صناعة الفخار والرواسب المحيطة بها، وركزوا بشكل خاص على تحديد مصدر بقايا النباتات الصغيرة والفوسفات النشوية والفطريات في هذه العينات، مما كشف عن معلومات حول استخدامات الأواني وطرق معالجة الطعام التي كانت تستخدمها الشعوب القديمة في ذلك الوقت.

وعثر الباحثون على بقايا الأرز المدجن في رواسب الأواني الفخارية، بالإضافة إلى بقايا صغيرة من حبات النشا، والدموع المقدسة، وعشب الحقل، وعائلة التريتيكيا، والبلوط، وزهور الزنبق، وفقًا للعلماء.

وأشار ليبينج إلى أن "هذه الأدلة تشير إلى أن الأرز كان مصدرًا أساسيًا للموارد النباتية لشعب شاشان."

كما اكتشف علماء الآثار أن قش الأرز وأوراقه كانت تستخدم في إنتاج الفخار، مما يظهر الدور الأساسي للأرز في الثقافة الصينية القديمة.

وقد أظهرت حبيبات النشا علامات على التحلل والتجمد بواسطة الإنزيمات، وهي عمليات مميزة لعملية التخمير.

كما عثروا  على أنواع من الفطريات والخمائر، وهي عادةً ما تستخدم كمحفزات في طرق التخمير التقليدية.

وأظهرت بقايا الفطريات مراحل نمو مميزة للتخمير، وكان تركيزها أعلى بشكل خاص في الأواني الكروية مقارنة بأنواع الأواني الفخارية الأخرى التي تم اكتشافها في الموقع.

تشير هذه الاكتشافات إلى أن الأواني التي استخدمها الشعب القديم كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بوظائف محددة، وأن الأواني الكروية ربما تم إنتاجها خصيصًا من أجل عملية تخمير الكحول.

وقد تم تحليل الرواسب من الموقع كنماذج تحكم، ووجد أن لديها بقايا من النشا والفطريات أقل بكثير من تلك الموجودة في رواسب الأواني الفخارية.

بشكل عام، تؤكد هذه النتائج أن رواسب الأواني الفخارية كانت مرتبطة مباشرة بأنشطة التخمير.

تسلط هذه الدراسة الضوء على ظهور تكنولوجيا التخمير في ثقافة شاشان المبكرة كجزء لا يتجزأ من تدجين الأرز والمناخ الدافئ والرطب في تلك الفترة.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأرز الصين علم الآثار الأوانی الفخاریة

إقرأ أيضاً:

مقر المؤثرين ينظم «أسرار الدحيح» في صناعة المحتوى

دبي: «الخليج»
ينظم مقر المؤثرين، أول مقر للمؤثرين في الإمارات والشرق الأوسط، والذي ينضوي تحت مظلة مجموعة «فيجينيرز» أكبر منصة لإدارة وتطوير المحتوى في دولة الإمارات، ورشة عمل تفاعلية، بعنوان «أسرار الدحيح.. ماستر كلاس في صناعة المحتوى على يوتيوب» يقدمها فريق «الدحيح» ويتقدمهم صانع المحتوى الإبداعي أحمد الغندور المشهور ب«الدحيح».
ويشارك في الورشة، التي تهدف إلى تمكين المواهب الشابة في مجال صناعة المحتوى الرقمي، عدد من صناع المحتوى الصاعدين والمؤثرين الموهوبين الذين يتطلعون إلى تطوير مهاراتهم في صناعة المحتوى الطويل على منصة يوتيوب، بما يمكنهم من تقديم محتوى هادف قادر على جذب المتابعين عبر المنصات الرقمية، وينشر الإيجابية في المجتمعات ويقرب بين الشعوب، ويحقق لهم المزيد من المشاهدات ويكسبهم دخلاً مستداماً.

أسرار «الدحيح»


ويستعرض فريق عمل «الدحيح» خلال ورشة العمل أسرار صناعة المحتوى الطويل على يوتيوب، ويكشف صانع المحتوى أحمد الغندور، طريقة عمل الفريق في إنتاج محتوى هادف يلبي تطلعات المتابعين، ويحقق انتشاراً ويترك أثراً إيجابياً في المجتمع، ويقود المشاركين في رحلة شاملة تبدأ من تطوير الفكرة، مروراً بمرحلة الإعداد، وصولاً إلى الإنتاج والنشر، ويكشف عن الأساليب الإبداعية، والأسرار الإنتاجية التي تجعل المحتوى مشوّقاً وفعّالاً. بما يمكن صناع المحتوى الموهوبين من تحويل أفكارهم إلى محتوى رقمي هادف ومتقن يترك أثراً لدى المتابعين.

بيئة نموذجية


وقال الدكتور محمد الغفلي، مدير مقر المؤثرين: يشكل مقر المؤثرين منصة حقيقية لدعم المواهب الإبداعية في صناعة المحتوى، ويوفر بيئة نموذجية تساهم في تدريب صناع المحتوى الصاعدين على تقديم محتوى هادف يجمع بين العلم والترفيه، ويمنحهم تجربة إعلامية تفاعلية تلبي متطلباتهم المعرفية وتواكب التحول الرقمي في المنطقة والعالم.
وأضاف، تأتي ورشة عمل أسرار الدحيح، ضمن سلسلة برامج تدريبية ينظمها مقر المؤثرين، وتهدف إلى دعم صناعة المحتوى الهادف في المنطقة العربية، من خلال تمكين المواهب العربية من أدوات وتقنيات صناعة المحتوى، وبما يمكنهم من تحقيق النمو والتميز على الساحة العالمية. وأكد أن مقر المؤثرين مستمر في تنظيم فعاليات نوعية وبرامج وورش عمل تفاعلية وعقد شراكات مع أبرز الأسماء العالمية في صناعة المحتوى، بهدف بناء جيل جديد من صناع المحتوى والمؤثرين الذين يجمعون بين الإبداع والمعرفة والالتزام المهني، وترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي في صناعة المحتوى الهادف.

تجربة متكاملة


من جهته، قال صانع المحتوى أحمد الغندور: «يعتبر مقر المؤثرين في دبي، نقطة التقاء للمبدعين وصناع المحتوى من مختلف أنحاء العالم، ويعمل على ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي لصناعة المحتوى الهادف حيث يوفر بيئة عمل مشجعة ومحفّزة، وتحتوي على كل ما يحتاج إليه المبدع ليطوّر أدواته، ويصل بصوته إلى العالم».
وأضاف: «ما تقدمه ورشة عمل «أسرار الدحيح في صناعة المحتوى على يوتيوب» يتجاوز مجرد صناعة فيديو ناجح، ونسعى إلى أن يخوض المشاركون في الورشة، تجربة متكاملة عن صناعة المحتوى الطويل على يوتيوب، بدءاً من لحظة الإلهام الأولى، وبناء الفكرة، مروراً بالبحث والكتابة، ثم الإنتاج والمونتاج، وصولاً إلى التفاعل مع الجمهور».

سفير قمة المليار متابع


وأحمد الغندور هو أحد أكثر صنّاع المحتوى العربي متابعة، بنحو 12 مليون متابع على منصات مواقع التواصل الاجتماعي: (يوتيوب، فيسبوك، إنستغرام، تيك توك)، وسجلت حلقات برنامجه «الدحيح»، الذي يقدمه بالتعاون مع أكاديمية الإعلام الجديد أكثر من 1.215 مليار مشاهدة، فيما بلغ مجمل المشاهدات مع حلقات البرنامج الذي دخل موسمه السابع أكثر من 59.8 مليون مشاهدة.
وتم اختياره سفيراً للنسخة الثانية من قمة المليار متابع، وفي النسخة الثالثة من القمة اختير سفيراً وعضواً في لجنة تحكيم جائزة قمة المليار متابع، تقديراً لإسهاماته في صناعة المحتوى الإيجابي والهادف.

مقالات مشابهة

  • ورش ومعارض حول التراث الريفي وصناعة البردي في ثقافة الشرقية غدًا
  • الأنامل الذهبية..شاب يحول بقايا الأشجار لقطع فنية بالقصيم  
  • أكلات مناسبة لعلاج الإسهال بسرعة
  • التشكيلي فهد المعمري يختتم مشاركته في مبادرة طريق إلى الحرير بالصين
  • الصحة: 10 كوادر طبية تشارك في برامج تدريبية بالصين لبناء القدرات
  • الصحة: مشاركة 10 كوادر طبية من الوزارة في برامج تدريبية بالصين لبناء القدرات وتنمية المهارات
  • الذكاء الاصطناعي وصناعة القرار السياسي: هل حان وقت التغيير؟
  • الشهري : البرغل أفضل من الأرز لمرضى السكري
  • من هي روبرت مجموعة الهاكرز التي تهدد بفضح أسرار ترامب؟
  • مقر المؤثرين ينظم «أسرار الدحيح» في صناعة المحتوى