عربي21:
2025-08-01@18:21:40 GMT

طفولة تحت النار: حقائق خطيرة حول واقع أطفال فلسطين

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

لم تعد كلمة "معاناة" تكفي لوصف ما يتعرض له الفلسطينيون من أهوال وضنك، في مختلف الأراضي الفلسطينية، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، فمن الإبادة الجماعية وتفشي المجاعة، وصولا إلى تردي الواقع الصحي وغيره الكثير. ولا تقف هذه الشدائد عند شريحة اجتماعية بعينها، بل تمتدّ إلى مختلف الشرائح والأعمار والفئات، وكانت أكثر الفئات تعرضا لهذه الويلات النساء والأطفال.



وفي سياق تسليط الضوء على ما يعانيه الأطفال الفلسطينيون داخل غزة وخارجها، نحاول في هذا المقال تقديم إطلالة على أبرز معاناتهم مع تطاول الحرب الهمجية إلى عامٍ آخر، وتصاعد حالات التهجير القسريّ، وفرض الحصار التي تقوم به قوات الاحتلال.

قتل الأطفال الفلسطينيين

مع تجاوز حصيلة العدوان على قطاع غزة 44 ألف شهيد، وعدد الجرحى أكثر من 100 ألفٍ آخرين، كشف تقرير للأمم المتحدة أن 70 في المئة من ضحايا العدوان من النساء والأطفال، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ارتقى منذ بداية العدوان على القطاع نحو 17580 طفلا، وتُؤكد المصادر الفلسطينية وجود أعدادٍ أكبر من الشهداء الأطفال، تحت أنقاض المنازل بسبب صعوبة انتشال جثامين الشهداء.

وقد شهدت الأشهر الأخيرة ولادة أطفال خلال الحرب ومن ثم ارتقائهم، فبحسب مسؤول توثيق بيانات الشهداء والمصابين في وزارة الصحة في غزة هناك نحو 180 طفلا ممن ولد واستشهد خلال الحرب، إلى جانب ارتقاء نحو 800 طفل لم يُكملوا عامهم الأول.

ولا ينحصر قتل الأطفال في غزة فقط، بل تقتل قوات الاحتلال الأطفال في مختلف المناطق الفلسطينية بذرائع واهية، إذ تُشير المصادر الفلسطينية إلى ارتقاء نحو 168 طفلا فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

حرمان الطفل الفلسطيني من دفء الأسرة:

تتكشف الفظائع التي ترتكبها سلطات الاحتلال في غزة يوما بعد آخر، فقد قتل الاحتلال أكثر من 12 ألف امرأة منذ بداية العدوان، وبطبيعة الحال فإن عددا كبيرا جدا من الشهيدات من الأمهات، وهو ما يعني حرمان آلاف الأطفال من دفء الأسرة واستقرارها، ومنذ بداية العدوان فقد آلاف الأطفال واحدا من الأبوين أو كليهما، وأشارت تقديرات لـ"يونسيف" صدرت في شهر تموز/ يونيو 2024 إلى أن عدد الأيتام في القطاع تجاوز 17 ألف يتيم، فقدوا إما أحد الوالدين أو كليهما، إضافة إلى أعداد كبيرة من الأطفال انفصلت عن عوائلها نتيجة العدوان البري وتقطيع أوصل القطاع، والعملية العسكرية المستمرة في شمال قطاع غزة، وحركة النزوح القسريّ التي لا تتوقف.

وقد كشفت العديد من المقاطع المصورة عن وصول أطفال إلى مشافي غزة دون سن النطق (جلهم من الأطفال الرضع)، لا تُعرف عوائلهم، وعلى أثر هذه الجرائم الفظيعة بدأت الجهات الأممية استخدام مصطلحٍ جديد يُختصر بـ "دبلو سي إن إس إف" (WCNSF)، ويعني "طفل جريح ولا عائلة على قيد الحياة لرعايته".

من الترهيب النفسي إلى التجويع:

يتعرض الأطفال لترهيب نفسي متعمد، يمتد من اعتداءات قوات الاحتلال عليهم، واقتحام منازلهم، وهدمها، وهو ما يسبب تشوهات نفسية خطيرة، فبحسب متخصصين فإن الحالة النفسية للأطفال في فلسطين عامة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص تأثرت بشدة بسبب العدوان على القطاع، ففي غزة ظهرت على الأطفال أعراض مثل المستويات المفرطة من القلق المستمر، وفقدان الشهية، إضافة إلى وجود صعوبات في النوم، وإصابتهم بنوبات انفعالية شديدة، أو نوبات ذعر، وهي حالة تأتي على أثر سماع صوت القنابل والانفجارات، فيما كشفت العديد من المقاطع المصورة التي بثها النشطاء في غزة إلى ارتقاء الأطفال نتيجة خوفهم الشديد من أصوات الانفجارات.

ولم تكتف سلطات الاحتلال بهذه الجرائم فقط، بل زادت عليها جريمة التجويع، إذ تحرم الفلسطينيين عامة والأطفال خاصة من تناول ما يكفيهم من طعام ومياه نظيفة، وهو ما أدى إلى ارتقاء أعداد كبيرة من الأطفال بسبب المجاعة التي ضربت القطاع عامة، وشماله على وجه الخصوص، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" يُعاني 31 في المئة من الأطفال في شمال القطاع من سوء التغذية الحاد، ما يعني بأن 1 من كل 3 أطفال دون سن الثانية لديهم هذه العوارض الخطيرة، وبحسب المنظمة، ارتفع معدل انتشار سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة في الشمال من 13 في المئة إلى 25 في المئة، وتؤكد منظمة الصحة العالمية إلى أن سوء التغذية أصاب نحو 90 في المئة من الأطفال في غزة.

الحرمان من الرعاية الطبية

عمل الاحتلال على استهداف القطاع الصحي في قطاع غزة، لحرمان الفلسطينيين من أي مقومات صمود في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية في القطاع، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 90 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ واحد، ومع شح الأدوية تفتك هذه الأمراض بأجساد الأطفال التي تعاني من سوء التغذية. وبما يتصل بجرائم الاحتلال واستهدافه الفلسطينيين بشكلٍ مكثف، كشفت تقارير منظمات أممية في شهر كانون الثاني/ يناير 2024 بأن نحو ألف طفل في غزة فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما منذ بداية عدوان الاحتلال. وكشفت هذه التقارير بأن معظم العمليات الجراحية للأطفال أجريت دون تخدير، كما لفت إلى عدم توفر الفرق والمعدات الطبية في قطاع غزة.

اعتقالات الأطفال الفلسطينيين:

تعتقل قوات الاحتلال مئات الأطفال سنويا من مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتتعامل قوات الاحتلال معهم المعاملة ذاتها التي يتلقاها الأسرى الفلسطينيون، فهي تعتقل الأطفال والفتيات القاصرات، وتمارس بحقهم اعتداءات جسدية ونفسية قاسية، تبدأ بتعرضهم للضرب المبرح فور اعتقالهم، ونقلهم في الآليات العسكرية تحت الضرب المستمر والشتائم، وصولا إلى مراكز التحقيق، حيث يتعرض الأطفال لضغوط نفسية تؤدي بهم إلى الاعتراف بجرائم لم يرتكبونها، وما يتصل بذلك من حرمانهم من أبسط الحقوق لمن هم في مثل أعمارهم. ولا تقف انتهاكات الأطفال عند هذا الحدّ، بل تقوم سلطات الاحتلال بتغريم ذوي الأطفال مبالغ مالية كبيرة، إلى جانب فرض الحبس المنزلي وحرمانهم من متابعة الدراسة وغيرها.

المراجع:

الجزيرة نت، 22/2/2024: https://tinyurl.com/b7dsjhs3
منظمة الصحة العالمية: https://tinyurl.com/2sp4pvjx
الجزيرة نت، 8/10/2024: https://tinyurl.com/58mr5b4v
الجزيرة نت، 8/11/2024. https://tinyurl.com/ycrmjc3m
تلفزيون العربي، 1/10/2024: https://tinyurl.com/2s3snvw
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني: https://tinyurl.com/39tdxm6n
مرصد شيرين: https://www.shireen.ps/home
الأمم المتحدة: https://news.un.org/ar/gallery/1128367

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات معاناة الفلسطينيون غزة الأطفال انتهاكات فلسطين غزة أطفال انتهاكات معاناة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الاحتلال سوء التغذیة فی المئة من فی قطاع غزة الأطفال فی من الأطفال منذ بدایة فی غزة وهو ما دون سن

إقرأ أيضاً:

ما بعد نقطة اللاعودة: طبيب أمريكي متطوع في غزة يكشف واقع المجاعة

#سواليف

قال الدكتور مارك براونر، وهو #طبيب #طوارئ #أمريكي تطوّع مؤخرًا في قطاع #غزة، إن #الأطفال #الفلسطينيين تجاوزوا بالفعل ” #نقطة_اللاعودة “، محذرًا من أن شهري أغسطس وسبتمبر قد يشهدان أعدادًا ضخمة من #الوفيات نتيجة #التجويع، وفق ما نشر موقع “هاف بوست”.

ورغم السماح الجزئي بدخول مساعدات غذائية محدودة استجابةً للغضب العالمي، تواصل حكومة الاحتلال – بدعم أمريكي – تنفيذ سياسات تُعمّق التجويع الشامل، ما ينذر بآلاف الوفيات القابلة للتفادي في ظل التدهور الحاد في الظروف الإنسانية، بعد حرب دموية أسفرت عن استشهاد أكثر من 60,000 فلسطيني حتى الآن.

وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن #سوء_التغذية يسير في مسار خطير، مشيرة إلى أن حجم الكارثة قد يكون أكبر من المعلن بسبب عدم قدرة آلاف العائلات على الوصول إلى المرافق الصحية لتشخيص وعلاج أطفالها.

مقالات ذات صلة متظاهرون مناهضون للحرب على غزة يحتجون على وصول سفينة سياحية إسرائيلية بجزيرة كريت اليونانية (فيديو) 2025/07/29

براونر، الذي عمل بمستشفى ناصر الطبي في خانيونس، وصف الظروف على الأرض بالمروعة، وقال: “الانفجارات كانت تقع كل عشر دقائق تقريبًا قرب المستشفى. رأيت أجسادًا هزيلة لأطفال لم يعد بإمكانهم امتصاص الغذاء أو الماء بسبب تدهور بطانة الأمعاء، ما يجعل إعادة التغذية نفسها تهديدًا لحياتهم”. وأضاف: “هؤلاء الأطفال يموتون أمامنا، والموت الجماعي بات حتميًا”.

وأشار إلى أن معدلات سوء التغذية الحاد لدى أطفال غزة تجاوزت 15%، فيما يعاني ما لا يقل عن 10% من الأطفال من سوء تغذية حاد خطير. وقال: “الأطفال الذين ينجون، سيواجهون على الأرجح إعاقات عصبية دائمة، نتيجة نقص فيتامينات أساسية كالثيامين، ما يؤثر على قدراتهم المعرفية مدى الحياة”.

وتحدّث عن حالات لرضع وأطفال تُوفيوا بسبب أمراض مرتبطة بالجوع، مثل “التهاب الأمعاء السام” الناتج عن تحلل الأمعاء ذاتيًا بسبب نقص الغذاء.

أما بالنسبة للبالغين، فأوضح براونر أنهم في حالة “هزال شديد”، حيث أجريت عمليات جراحية لمرضى أظهرت أضلاعهم بشكل واضح، و”لم تكن هناك صعوبة في إدخال أنابيب الصدر بين الأضلاع لأن الجسم كان شبه عظمي”.

وأضاف: “حتى لو لم تكن مصابًا، فإن البيئة نفسها كفيلة بتدميرك. الجروح البسيطة لا تلتئم بسبب نقص البروتين والماء، وتؤدي إلى التهابات متكررة لا تجد من يعالجها”. وروى مشاهداته لأطباء وممرضين كانوا يفقدون وعيهم أثناء العمل أو خلال العمليات الجراحية، بسبب سوء التغذية وعدم توفر وجبات غذائية منتظمة لهم.

وأكد على الضغط الهائل على الطواقم الطبية في غزة، الذين يعملون ساعات طويلة وسط نقص الأدوية والإمدادات، مع تعرضهم المستمر للتهديدات الجوية وعمليات القصف. يقول أحد الأطباء إنهم يعيشون حالة انهيار نفسي وجسدي متزامن، حيث تفقد الكوادر الطبية القدرة على الاستمرار بسبب الإرهاق والصدمة.

وقال إن الطواقم الطبية في غزة كانت تعمل يوميًا ما بين 16 و18 ساعة، ثم تعود مشيًا إلى خيامها قبل الفجر، لتعود مجددًا في اليوم التالي، وأكد: “لم أرَ مسلحين أو شعارات حاقدة، بل رأيت شبابًا مرهقين، في جيوبهم فراغ، وفي أقدامهم نعال ممزقة”.

ويروي الطبيب مشاهد مأساوية حيث يعاني المرضى من حالات متقدمة من سوء التغذية، بحيث تبدأ أمعاؤهم تهضم نفسها نتيجة نقص الغذاء الحاد، مما يؤدي إلى فشل أعضاء حاد ومضاعفات لا علاج لها. يصف أحد الأطباء هذه الحالة على أنها “جوع من نوع مختلف، حيث يصبح الجسم عدو نفسه”.

ويشير كذلك إلى تجاهل الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن، وتاريخ سياسات ترامب في دعم الاحتلال الإسرائيلي بلا حساب، ما أدى إلى تفاقم الكارثة في غزة؛ فـ”الصمت الأمريكي يعتبره الأطباء والمراقبون تواطؤًا واضحًا يسمح للاحتلال بممارسة الإبادة دون محاسبة”.

ويؤكد وجود حالات إطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين حتى في أماكن تجمعهم عند نقاط توزيع المساعدات، حيث لا يجد الأطفال ملاذًا آمنًا، ويقع القتل بشكل مباشر أمام أعين الجميع. تُروى شهادات عن استهداف متعمد للأطفال وهم ينتظرون المساعدات الغذائية والطبية.

قال براونر إنه أطلق حملة أميركية لتفعيل “قانون ليهي”، الذي يمنع تقديم الدعم العسكري الأميركي لأي قوة أجنبية يُشتبه بارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأشار إلى أنه نشر مقالة في منصة “كومن دريمز”، وبدأ بجمع توقيعات على عريضة إلكترونية. وأكد: “نريد من الأميركيين، ديمقراطيين وجمهوريين، أن يفهموا حجم مسؤوليتهم عن تمويل هذه الإبادة، ونطالب بوقف الدعم العسكري والمالي للاحتلال فورًا”.

مقالات مشابهة

  • الإبادة والمجاعة مستمرتان في غزة: قصف إسرائيلي متواصل على النازحين / شاهد
  • ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
  • ويتكوف يصل تل أبيب..وعيون العالم على وقف العدوان
  • بعربات الأطفال الفارغة وقرع الأواني.. كوريون جنوبيون ينددون بتجويع غزة
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة إلى 60 ألفًا و138 شهيدًا
  • بالصور: طفولة مسروقة تحت القصف والجوع في غزة
  • شهداء بنيران الاحتلال قرب 3 مراكز مساعدات في غزة
  • خطوة خطيرة.. جيش الاحتلال يجهز سيناريوهات جديدة لغزة
  • ما بعد نقطة اللاعودة: طبيب أمريكي متطوع في غزة يكشف واقع المجاعة
  • نشطاء في غزة يحذرون من “تزييف المعاناة” عبر توزيع فواكه: “الناس بحاجة إلى خبز لا مانجا”