الجزيرة:
2025-12-13@04:02:51 GMT

مكتبة الشيخ الخليلي منارة للعلم والمعرفة في القدس

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

مكتبة الشيخ الخليلي منارة للعلم والمعرفة في القدس

مكتبة أسسها الشيخ محمد الخليلي في البلدة القديمة للقدس عام 1727م، واحتوت على نحو 7 آلاف كتاب، منها 500 مخطوط، ووضع لها صاحبها معايير صارمة للحفاظ على محتوياتها.

الموقع

تقع مكتبة الشيخ الخليلي في المدرسة البلدية التي تعود إلى العهد المملوكي وتقع إلى الشمال من باب السكينة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، أنشأ الشيخ الخليلي مكتبة وقفها بموجب وثيقة وقفية مؤرخة في عام 1727م.

وقد أشار أحمد الحسيني في أحد كتبه إلى هذه المكتبة بقوله "وجمع مولانا الشيخ خزانة كتب علم فريدة، من الكتب الصحيحة المجيدة، أوقفها وسلبها، وهي للآن نفع نافع لكل طالب، وصدقة جارية كافية لكل راغب".

مكتبة الشيخ الخليلي كانت تضم آلافا من الكتب والمخطوطات (الجزيرة) تاريخ مكتبة الخليلي

كانت مكتبة الشيخ محمد الخليلي مخزّنة في المتحف الإسلامي في صناديق وخزائن، ثم نقلت إلى دار كتب المسجد الأقصى سنة 1776م، وتم ترتيبها ترتيبا أوليا في تلك الفترة، وتركت على حالها إلى حين الانتهاء من مخطوطات مكتبة المسجد الأقصى.

وبقيت مكتبة الشيخ الخليلي في المدرسة البلدية المجاورة للمسجد الأقصى، وهذا سهل على طلاب العلم -والراغبين في الإفادة منها من المذاهب الأربعة- الوصول إليها.

إعلان

أراد الشيخ الخليلي من إنشاء مكتبة في القدس الشريف أن يكون قدوة لأهالي المدينة في التنافس على تحصيل العلوم والكتب. وفي عام 1786م، عُيّن الشيخ محمد بن يوسف بن محمد الخليلي متوليا لأوقاف جده محمد الخليلي في القدس وخارجها، إضافة إلى المكتبة الموقوفة على طلبة العلم في المدرسة البلدية. وبذلك استمر آل الخليلي في نشاطهم العلمي ورعاية المكتبة.

من الشيخ محمد الخليلي؟

الشيخ محمد الخليلي من كبار علماء وأعيان القدس في القرن الـ18 الميلادي. وكان تاجرا، وهو ما مكنه من شراء كميات كبيرة من الكتب حينئذ، فأسس لنفسه مكتبة ضخمة.

وقد وصل الخليلي إلى بيت المقدس عام 1692، وسكن في المدرسة البلدية، وبدأ يعظ ويدرّس فيها وفي المسجد الأقصى، كما عُيّن مفتيا للشافعية في القدس، وكان من مشايخ الطريقة القادرية، ودوّن الفتاوى الكبرى في مجلدين، والصغرى في مجلد واحد.

نظّم الشيخ محمد الخليلي الشعر الديني بلغة بسيطة، وأجازه الشيخ عبد الغني النابلسي، ولقبه بـ"علامة البلاد المقدسية" و"فخر العلماء الصالحين" و"عمدة الفقهاء الكاملين".

معايير صارمة

وفقا لما ورد في كتاب "القدس في العهد العثماني" لأحمد حسين عبد الجبوري، وضع الشيخ الخليلي شروطا ومعايير دقيقة وصارمة، أوجب على متولي وقف مكتبته اتباعها للحفاظ على الكتب وضمان ديمومتها، وهذا يحقق النفع الذي قصده الواقف. هذه المعايير تشبه إلى حد كبير ما أصبح يُطبق فيما بعد في المكتبات العامة، وهي:

حظر البيع والإهداء: إذ لا يجوز بيع هذه الكتب أو إهداؤها أو رهنها، كما لا يمكن تقديمها هدية لأحد من الحكام أو الأعيان، أو استبدالها. صيانة الكتب: يجب على من يتولى مسؤولية هذه الكتب أن يصونها ويحافظ عليها، ويجب عليه تجليد ما يحتاج إلى تجليد وترميم ما يحتاج إلى ترميم، وذلك باستخدام عائدات الوقف. الإعارة: من يعين ناظرا على هذه الكتب يحق له إعارة الكتب، ولكن لا يجوز إعارة أي كتاب كاملا. وتكون الإعارة فقط لطلبة العلم المعروفين بالصلاح في بيت المقدس، والمجاورين لها، سواء كانوا من أهلها أو من غيرهم، وفقا للمذاهب الأربعة، شرط أن يكون الهدف من الإعارة الاستفادة. منع الإعارة للمقصرين: لا يسمح بالإعارة لمن يعرف عنه التقصير في الحفاظ على الكتب أو إتلافها. إرجاع الكتب: يجب إعادة الكتب عند الانتهاء منها لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من طلبة العلم. تطبيق الشروط: يجب تطبيق الشروط المتعلقة بالإعارة على الجميع من دون استثناء أو محاباة. تعيين النظار: اشترط الشيخ الخليلي أن يكون له النظر في حياته، ثم ينتقل للأرشد فالأرشد من أهل العلم من الذكور من ذريته الموقوف عليهم، وإذا انقرضوا، فيكون الأمر للفقهاء الشافعية، وفقا للأفضل فالأفضل في الفقه والورع. حفظ الكتب: يجب أن تبقى الكتب تحت أيدي الموقوف عليهم في المدرسة البلدية ما داموا فيها، وإذا غادروها، تكون تحت يد الناظر في مسكنه، ولا يُخرج منها شيء إلا لضرورة التجليد أو الترميم. التقوى في الإعارة: من يتولى أمر هذه الكتب أو يستعير منها، عليه أن يتقي الله في السر والعلانية، ويراقب الله في تصرفاته، ولا يتساهل في شروط وقفها. بيت شعر بخط الشيخ الخليلي وجد ضمن مخطوطاته التي رُممت وحُفظت في مكتبة المسجد الأقصى (الجزيرة) وقف الشيخ الخليلي

أوقف الشيخ الخليلي جميع ما يملكه من كتب متنوعة في العلوم الشرعية والأدبية على نفسه مدة حياته، ثم بعده على أولاده وأولاد أولاده بطنا بعد بطن، طبقا بعد طبق، وعلى طلبة العلم منهم. وإذا انقرضوا، يكون الوقف للزاوية المحمدية (تسمى أيضا قبة الشيخ محمد الخليلي) المشهورة في صحن الصخرة الشريفة، وللفقهاء الشافعية، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

إعلان

وقد عيّن الشيخ عبد المعطي بن محيي الدين الخليلي متوليا وناظرا على أوقاف الشيخ محمد الخليلي، بما في ذلك مكتبته، للإشراف عليها وإدارتها.

محتويات المكتبة

بلغ عدد الكتب الموقوفة في مكتبة الشيخ الخليلي عند وقفه إياها حوالي 650 كتابا، من ضمنها مجاميع تحتوي على أكثر من 200 مخطوط. وفي نهاية القرن الـ18 وبداية القرن الـ19، بلغ عدد الكتب 7 آلاف كتاب، منها 500 مخطوط، وتم ترتيب الكتب في الوقفية في 20 علما وفنا من فنون المعرفة.

وعند إحصاء الكتب في كل موضوع منها، تبين أن اهتمامه كان منصبا بالدرجة الأولى على كتب الحديث وكتب الفقه. كما كان له اهتمام بكتب النحو والتاريخ والتصوف بدرجات متفاوتة، وكان متبحرا في علوم اللغة العربية، وهذا يشير إلى مدى اهتمام العلماء والفقهاء بهذه اللغة.

وبوقف مكتبة الشيخ محمد الخليلي على طلبة العلم، حُفّز بعض العلماء ومقتني الكتب والمخطوطات في فترات لاحقة على إيداع ما لديهم من كتب في هذه المكتبة، سواء وقفا أو هبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المسجد الأقصى طلبة العلم الخلیلی فی هذه الکتب فی القدس

إقرأ أيضاً:

مراقب تعليم الرجبان: نعتذر من أولياء الأمور بسبب تأخر توزيع الكتب المدرسية

الوطن| رصد

تحدث مراقب تعليم الرجبان سعيد أمليص، عن تأخر توزيع الكتب المدرسية وما يسببه ذلك من معاناة للطلاب والمعلمين في مدارس المدينة، مؤكداً أن سوء الإدارة أدى إلى تكرار الأزمة رغم انطلاق العام الدراسي.

وأوضح أمليص أوضح في تصريحٍ له، أن المراقبة أصبحت تقدم الاعتذار لأولياء الأمور وللمعلمات بسبب هذه المأساة المتكررة، مشيراً إلى استمرار التكاسل والتباطؤ، في توفير الكتب رغم بدء الدراسة، وأن موظفي المخازن حافظوا علىكميات محدودة من الكتب السابقة ليتم توزيعها بشكل جزئي على المدارس.

وأشار إلى أن المراقب يفترض به متابعة أداء المعلمين، لكن الأزمة جعلته يتهرب من سؤال المعلمين والمعلمات عن الكتب، متسائلاً: “كيف سيدرس الطالب من ورقة مصورة؟ وكيف ستدرس الأم والمعلمة؟”.

وبيّن أمليص أنه لا يمتلك إجابة واضحة حول سبب عدم وصول الكتب، قائلاً إن الرد المتكرر في الاجتماعات كان: “سيأتي الكتاب”، محذراً من أن الأزمة ليست بسيطة وتتطلب جهداً من الوزارة لإيجاد حل عاجل.

وختم أمليص بالقول إن الوضع أصبح مملًّا، وأن المراقبة التعليمية باتت تعتذر بدلاً من مطالبة المعلمين بالواجبات، داعياً الدولة للتدخل السريع لضمان سلامة العملية التعليمية وحماية مصلحة الطلاب والمعلمات.

الوسومسعيد أمليص ليبيا مراقب تعليم الرجبان

مقالات مشابهة

  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الشيخ محمد بجاش
  • مراقب تعليم الرجبان: نعتذر من أولياء الأمور بسبب تأخر توزيع الكتب المدرسية
  • رئيس منطقة الشرقية الأزهرية يفتتح معهد العراقى الإعدادي للفتيات بأبوحماد
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة منارة للتنمية والتدريب
  • مدبولي: نؤمن بأن مستقبل الأمم يُبنى بالعلم والمعرفة
  • شرطة الاحتلال تقتحم الشيخ جراح وتفرض غرامات على المركبات الفلسطينية
  • خبيرة دولية تشيد بجهود مصر فى الشمول المالي والشراكة بين العلم والمعرفة
  • الاحتلال يقتحم حي الشيخ جراح بالقدس ويفرض مخالفات على المركبات
  • مكتبة محمد بن راشد تنظّم ورشة متخصّصة في إدارة الوثائق والأرشيف الحكومي
  • منها ٢٪؜ بعقود عرفية.. تسجيل أكثر من ٣٥٠ ألف حالة طلاق بمصر في ٢٠٢٤