لجريدة عمان:
2025-07-04@08:31:12 GMT

أضواء مكتب هيكل المطفأة!

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

صباح الأربعاء الماضي تحدث عاصم الشيدي في جامعة صحار عن كتابه الرحلي «رأيتُ الأضواء مطفأة» (صادر عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع دار «الآن ناشرون وموزعون» الأردنية، 2022)، دون أن يعلم أن مساء اليوم نفسه يخبئ له خبرًا سعيدًا عن هذا الكتاب، وهو فوزه بجائزة الجمعية لأدب الرحلات لهذا العام، الفوز الذي عدَّه الشيدي في تصريحه لبرنامج «المشهد الثقافي» لحظة مهمة في حياته تلقي على عاتقه مسؤولية أكبر تجاه ما سيكتبه في مقبل الأيام.

يقسّم عاصم كتابه إلى قسمين؛ يعنون الأول «نهارات الأنس» ويتحدث فيه عن يومياته في القاهرة في زيارات متباعدة، وعن رحلاته في فرنسا وإسبانيا، أما القسم الثاني «مهنة المتاعب» فكما يتبدى من عنوانه يسجل فيه الشيدي مشاهداته في رحلة صحفية له إلى لندن، إضافة إلى يومياته كصحفي يتابع أخبار جائحة كورونا أولًا بأول، وفي كلا القسمين يمزج المؤلف لغة الصحافة بلغة الأدب الراقية.

عن أول زيارة له للقاهرة في صيف عام 2001 يروي عاصم الشيدي أنه لم يكن ميدان التحرير يعني له شيئا في ذلك الوقت، وربما يكون قد مرّ به كثيرا دون حتى أن يعرف اسمه، لأنه لم يكن للميدان في ذلك الوقت أية رمزية كما يقول، وكانت أماكن نجيب محفوظ هي الأهم: الحسين وخان الخليلي والسكرية وقصر الشوق وبين القصرين، وزقاق المدق، وحيّ الجمالية. وهنا يجيب عاصم عن تساؤل كان يراودني كثيرًا وأنا أتابع هوسه بالبحث عن الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، ومحاولاته المتكررة لمقابلته وإجراء حوار صحفي معه، (وقد رافقتُه في رحلة له إلى القاهرة عام 2012 لغرض مقابلة هيكل): لماذا لم يكن يولي مقابلة الأديب الكبير نجيب محفوظ الأهمية نفسها؟ يقول عاصم: «كنت مهووسا بهذه الأماكن الروائية الأثيرة وبالمقاهي التي كان يجلس فيها محفوظ وحرافيشه، أو بالبحث عن بعض أبطاله على اعتبار أنه كان ينقل أجواء رواياته من بعض تفاصيل حياته اليومية. ولذلك بحثت عن مقهى الفيشاوي ومقهى ريش، وفي الفيشاوي سألت عنه لكن كان قد ترك هذا المقهى وغيره لسوء حالته الصحية وتقدمه في العمر. أحد أصدقاء تلك الرحلة عبدالعزيز الغافري كان يكرر في كل حين: هلكتنا بنجيب محفوظ هذا، لكنه تكرم وذهب معي إلى الحسين بحثا عن محفوظ وبحثا عن أماكنه».

لم يقابل الشيدي نجيب محفوظ قط، لكنه قابل هيكل وسرد في فصل رحلته إلى باريس حكاية لقائه الأول به صدفةً في العاصمة الفرنسية، كان ذلك في نوفمبر من عام 2014، حين كان عاصم يسير ومجموعة من أصدقائه في شارع الشانزليزيه، وإذا بهيكل يمر إلى جواره وبصحبته غسان سلامة وزير الثقافة اللبناني الأسبق، وبعد ثوانٍ من الذهول هتف عاصم: «الأستاذ هيكل!» فالتفت الأستاذ وردّ: «أهلا وسهلا يا فندم». يصف عاصم هذه اللحظة بالقول: «شعرت وكأن الدنيا لا تسعني أبدا. أي قدر هذا الذي ساقني إلى هنا في هذه اللحظة من هذا الصباح الخريفي الذي تسطع شمسه وتنير سماء مدينة الجمال والأحلام باريس. كان ذلك اليوم من الأيام التي لا يمكن أن أنساها أبدا، ولا أستطيع ذلك». دارت أحاديث مقتضبة بين عاصم وأصدقائه من جهة، وهيكل من جهة أخرى غلب عليها الفرحة والبهجة، ولاحظ الأستاذ هيكل أنهم لا يعرفون غسان سلامة فتبرع بتعريفهم به، ولثلاثة أيام لاحقة بعد ذلك اللقاء كان عاصم يتعمد التسكع على أرصفة ومقاهي باريس على أمل أن تتكرر الصدفة الجميلة مرة أخرى.

ولكن مثل هذه الصدف لا تتكرر. غير أن أهم ما في هذه الصدفة عدا تحقيق عاصم حلمه بلقاء الصحفي الكبير، هو انتزاعه وعدًا منه بحوارٍ معه، أجراه عاصم بالفعل بعد ذلك بسنتين في مكتب هيكل بالقاهرة، ولكنه كان حوارًا ودّيًا لا صحفيا، ولم ينشره عاصم إلى اليوم.

واحدة من جماليات هذا الكتاب أن عاصم الشيدي لا يتوقف فيه عن إجراء المقارنات، بين زمان حديث وآخر قديم، وبين مكان كان شيئًا فأصبح شيئًا آخر. في سرده لتفاصيل رحلته إلى قرطبة قادمًا من مدريد، وهي رحلة عائلية هذه المرة، رافقه فيها زوجته وابنته الصغرى شهد وكان إلى جوارهم طوال الرحلة، التي استغرقت حوالي أربع ساعات بالسيارة، عائلتان كولومبيتان، وسائق إسباني يدعى نيكولاس يتحدث إضافة إلى الإسبانية اللغة الإنجليزية بالقدر الذي يكاد يوصل به المعلومة إلى السياح الذين يقلهم، أما العائلتان الكولومبيتان فلا تتحدثان إلا الإسبانية، لغة كولومبيا الرسمية. يقول الشيدي: «بدا أن هدف زيارتنا متضاد تماما؛ ففي الوقت الذي جئنا فيه لرؤية بقايا حضارة أجدادنا الذين بنوا مجد هذه البلاد وكانوا ملوكها وأسيادها لأكثر من ثمانية قرون، أتى الكولومبيون لرؤية أسيادهم الذين احتلوهم لسنوات طويلة، وأعادوا تسمية بلادهم، يا للغرابة، باسم يذكرهم بأسيادهم العرب: غرناطة الجديدة». بل إن عنوان الكتاب نفسه جاء نتيجة لهذه المقارنات، ففي خلال زيارة أخرى للقاهرة سنة 2019 سكن عاصم في فندق بالزمالك. وكان أول مشوار مسائي له في هذه المدينة زيارة الحسين. وفي الطريق تذكر زيارته السابقة التي قابل فيها هيكل لمدة ساعتين حين رأى أضواء مكتب الأستاذ مطفأة هذه المرة، وكان مشهدًا مؤلمًا له. ومن هنا وُلِد عنوان «رأيتُ الأضواء مطفأة».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مكتب مؤسسة غزة الإنسانية المشبوهة في سويسرا يواجه الإغلاق

جنيف"رويترز":

أعلنت منظمة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل والتي توزع الطعام على سكان غزة بموجب نظام مساعدات أدانته الأمم المتحدة أنها تعتزم إغلاق فرعها في جنيف بعد أن بدأت السلطات السويسرية إجراءات في هذا الصدد.

واستشهد مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات منذ أن بدأت المؤسسة في توزيع الطرود الغذائية في غزة في نهاية مايو بموجب نظام تقول إسرائيل إنه يهدف إلى منع وصول المساعدات إلى المسلحين. وتصف الأمم المتحدة هذا النظام بأنه انتهاك خطير لمبادئ حياد العمل الإنساني.

وقالت الهيئة الاتحادية السويسرية للرقابة على المؤسسات في إشعار نشر في الجريدة الرسمية السويسرية للتجارة اليوم إنها قد تأمر بحل فرع مؤسسة غزة الإنسانية في جنيف ما لم يتقدم الدائنون بطلباتهم خلال 30 يوما.

وكانت مؤسسة غزة الإنسانية المسجلة في الولايات المتحدة قد سجلت فرعا لها في 12 فبراير في جنيف حيث مقر معظم وكالات الأمم المتحدة الإنسانية والصليب الأحمر والعديد من المؤسسات الخيرية الأخرى المشاركة في توزع المساعدات على مستوى العالم.

وأبلغت المؤسسة رويترز بأنها اتخذت قرارا استراتيجيا بعدم بدء عملياتها في سويسرا وأنها تعمل الآن على حل كيانها الذي يتخذ من سويسرا مقرا له.

وقالت الهيئة الاتحادية السويسرية للرقابة على المؤسسات لرويترز إن مؤسسة غزة الإنسانية لم تستوف المتطلبات القانونية للعمل في الدولة مثل العدد الصحيح من أعضاء مجلس الإدارة أو عنوان بريدي أو حساب مصرفي سويسري.

وأصدرت سلطات جنيف الأسبوع الماضي أوامر لفرع مؤسسة غزة الإنسانية بإصلاح أوجه القصور خلال 30 يوما، أو سيواجه إجراءات محتملة.

وأعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة إن أكثر من 500 شخص قتلوا بالقرب من مراكز توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة في غزة أو على الطرق المؤدية إليها التي تحرسها القوات الإسرائيلية منذ بدء المؤسسة عملها.

واعترف الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين بتعرض مدنيين فلسطينيين للأذى بالقرب من مراكز التوزيع .

ووقعت أكثر من 170 منظمة إنسانية هذا الأسبوع على دعوة موجهة للدول للضغط على إسرائيل لوقف نظام المساعدات الجديد ومعاودة السماح بدخول المساعدات بشكل رئيسي عبر القنوات التي تديرها الأمم المتحدة.

ومنعت إسرائيل دخول جميع الإمدادات إلى غزة في بداية مارس آذار وحتى أواخر مايو مما أدى إلى تفاقم النقص الحاد في الغذاء بالقطاع الذي نزح جميع سكانه تقريبا، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بسبب الحرب التي اندلعت في عام 2023.

مقالات مشابهة

  • ترامب يعمل على تسريح 750 موظفاً من مكتب استخبارات الأمن الداخلي الأمريكي
  • محفوظ رمزي: 100 مليار جنيه قيمة الأدوية المستوردة خلال 2025
  • مكتب السوداني يؤكد إيقاف التعيين والتعاقد في دوائر الدولة كافة
  • متحف نجيب محفوظ يفتح أبوابه لفترة مسائية يومى السبت والأحد
  • يعلن حمزة النجار عن فقدان سجل تجاري باسم / مكتب واحة السعيدة للسفريات
  • يعلن مكتب الصحة م إب عن فقدان ترخيص مخزن البسمة للأدوية
  • يعلن مكتب الاقتصاد م ذمار عن شطب وإلغاء السجل التجاري رقم 3820/7
  • مكتب مؤسسة غزة الإنسانية المشبوهة في سويسرا يواجه الإغلاق
  • قوة أمنية تداهم مكتب فضائية في بغداد وتوقف البث
  • شكوى ضد ريهام سعيد بتهمة الترويج للدجل والخرافات.. ومحامٍ يطالب بوقف برنامجها