ألمانيا.. اليمين المتطرف يطالب بإعادة النظر في الانتماء للناتو
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أعلن الرئيس المشارك لحزب البديل من أجل ألمانيا (يمين متطرف) تينو كروبالا أن على برلين إعادة النظر في انتمائها للحلف الأطلسي إن لم يأخذ التحالف العسكري الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، بالاعتبار مصالح الدول الأوروبية "بما في ذلك مصالح روسيا".
وقال كروبالا متحدثاً لصحيفة "فيلت" إن "أوروبا أرغمت على تطبيق مصالح الولايات المتحدة، إننا نرفض ذلك".
وتابع "الحلف الأطلسي ليس في الوقت الحاضر تحالفاً دفاعياً. على مجموعة دفاعية أن تقبل وتحترم مصالح جميع الدول الأوروبية، بما فيها مصالح روسيا".
وتابع "إن لم يكن بمقدور الحلف الأطلسي ضمان ذلك، فعلى ألمانيا أن تتساءل إلى أي مدى لا يزال هذا التحالف مفيداً لنا؟"
ويحظى الحزب اليميني المتطرف بـ18-19% من نوايا الأصوات في استطلاعات الرأي التي أجريت قبل انتخابات مبكرة يتوقع تنظيمها في 23 فبراير (شباط)، بعد التصويت على مذكرة بحجب الثقة الإثنين ستقود على الأرجح إلى حل مجلس النواب.
وأطلق المستشار أولاف شولتس بنفسه آلية حل البرلمان بتقديمه طلب التصويت على مذكرة حجب الثقة بعد سقوط ائتلافه الحكومي في نوفمبر (تشرين الثاني).
وتبقى حظوظ "البديل من أجل ألمانيا" في تشكيل حكومة ضئيلة جداً إذ استبعدت الأحزاب المتبقية أي تعاون مع الحزب اليميني المتطرف.
لكن الحزب قد يحقق نجاحات انتخابية ملفتة بعد انتصاره في تورينغن، إحدى مناطق ألمانيا السوفياتية سابقاً. البديل من أجل ألمانيا يرشح زعيمته إلى منصب المستشار - موقع 24سييرشح المجلس التنفيذي لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي زعيمة الحزب أليس فايدل، اليوم السبت، للمنافسة على منصب المستشار في الانتخابات العامة في فبراير(شباط) المقبل.
وانتقد الحزب بشدة الدعم العسكري الألماني لأوكرانيا داعياً إلى حل سريع للحرب التي باشرتها روسيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال كروبالا "على الحكومة الألمانية أن تصل أخيرا إلى حد يجعلها تريد وضع حد للحرب".
واعتبر أن "روسيا ربحت هذه الحرب. والواقع تغلب على الذين يدعون أنهم يريدون جعل أوكرانيا قادرة على الانتصار في الحرب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحلف الأطلسي ألمانيا الناتو ألمانيا البدیل من أجل ألمانیا
إقرأ أيضاً:
نظرية المجال الحيوي ودورها في سياسة العنف اليميني بأوروبا
فوزي عمار
الجذور الفكرية لنظرية المجال الحيوي (Lebensraum) التي نشأت في نهاية القرن التاسع عشر وأسس لها الجغرافي الألماني فريدريك راتزل الذي صاغ فكرة أن "الدولة كائن حي" يحتاج إلى التوسع الجغرافي لضمان بقائه، تمامًا كما يحتاج الكائن الحي إلى موارد للنمو.
في كتابه "الجغرافيا السياسية"، حدد عالم الاجتماع والجغرافيا الألماني فريدريك راتزل 7 قواعد لنمو الدول، من أهمها تمدد حدود الدولة مع نمو حضارتها.
واستخدام القوة لضم الأراضي الغنية بالموارد (كالمناطق الزراعية أو الموانئ الاستراتيجية).
لكن الجغرافي الألماني كارل هاوسهوفر أعاد إحياء هذه الأفكار بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. كمؤسس لمدرسة الجيوپوليتيكا في ميونخ، ربط بين نظرية المجال الحيوي والحق الطبيعي لألمانيا في التوسع شرقًا نحو روسيا وأوروبا الشرقية، بحجة سد احتياجات الشعب الألماني من الغذاء والموارد. وقد تحولت أفكاره إلى إطار أيديولوجي للنازية، حيث استخدمها هتلر في كتابه "كفاحي" لتبرير الغزو حين قال: "الدول التي لا تتوسع مصيرها الانهيار... يجب أن نخلق مجالًا حيويًا للشعب الألماني بحدود السيف".
وقد أدت سياسات المجال الحيوي إلى مقتل 6 ملايين بولندي خلال الحرب العالمية الثانية، نصفهم من اليهود في معسكرات الإبادة، كما ادت الى تفكيك دول مثل تشيكوسلوفاكيا عبر "اتفاقات ميونخ".
لكن الكارثة الأكبر كانت في تحويل النظرية إلى عقيدة عنف دائمة تتبناها الحركات اليمينية المتطرفة إلى اليوم من خلال الاقصاء الديمغرافي خاصة للمسلمين في أوربا ودعوة صفاء العرق،
ومن خلال مؤامرات نقل المهاجرين إلى دول أخرى خارج الدول الغربية.
اليوم يواجه العالم موجة جديدة من اليمين المتطرف يعيد إنتاج نفس المنطق، لكن بأساليب معاصرة منها، استبدال التوسع العسكري بـ"الحروب الثقافية" وتحويل الحدود إلى جدران عازلة (كما بين الولايات المتحدة والمكسيك).
ونمو اليمين المتطرف الذي يدعو إلى كراهية الآخر. كما يقول المفكر الهولندي كاس مود: "اليمين المتطرف يزدهر حين يتحول الخوف إلى كراهية".
والحل ليس في أسوار أعلى، بل في جسور أوسع.
ولمواجهة هذا الإرث يتطلب تفكيك أسطورة "المجال الحيوي" نفسها، عبر التأكيد أن الأمن لا يُبنى بالعنف، بل بالتعايش في فضاءات إنسانية مشتركة.
رابط مختصر