رحيل شاعر قصيدة: (نحن لا نهزم.. ومنا عطاء الدم)
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
وأعلن اتحاد أدباء العراق في بيان له عن نعيه لهذا الشاعر الكبير، مؤكدا أن رحيله يمثل خسارة كبيرة للوسط الأدبي في العراق. كما نعت مؤسسة السجناء السياسيين الشاعر عبد الحسين فرج، مؤكدة في بيان لها أنه كان "مصدر إبداع وتميز"، وأشارت إلى أن الراحل جمع في حياته بين مجالات متعددة، فكان العامل المجتهد الذي سعى لتحصيل لقمة العيش بشرف، والسياسي الذي وقف ضد الدكتاتورية ورفض النظام السابق.
وكانت كلماته بمثابة شمعة في ظلمة الإرهاب، وصوتا يهدر في وجه الظلم، تلهم المجاهدين وتحفز المدافعين عن أرض العراق. ولد عبد الحسين فرج في البصرة عام 1955م، وله سيرة جهادية كبيرة ضد النظام السابق حيث تعرض للسجن والاضطهاد، وله عدة دواوين شعرية من أبرزها "تفاصيل قلقة"، "عشب أزرق"، "يعود إلى عزلته"، "عزلة البرتقال"، و"أريد مطرا يدنو".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
استدراكات على ترجمة شعر الحاردلو الي الإنجليزية
عبد المنعم عجب الفَيا
يقول الشاعر الشعبي الكبير الحاردلو في أول شطرين أو بيتين برباعية (مربع) من رباعيات الدوبيت:
الخبر الأكيد قالوا البطانة اترشت
سارية تبقبق للصباح ما انفشت
تناهي الي مسمع الشاعر خبر حلول الخريف في سهل البطانة، واغلب الظن انه كان وقتها بالخرطوم، فقد كان ابوه مديرا لمديرية الخرطوم في العهد التركي.
واترشت من الرشاش، وهو المطر الخفيف الذي ينزل في أول فصل الخريف، يقال: مطر الرشاش. والكلمة من رش يرش فهو رش ورشاش. ولكنه لم يكن رشاشا هذه المرة وإنما كان مطرا ليليا غزيرا.
فالسارية، وتنطق أيضا سراية، هي المطرة الليلية التي تنهمر الليل كله بلا توقف. من سري يسري ليلا. يقال في الفصحى سري الليل بمعنى قطعه سيرا. والسري بضم السين مع التشديد السير الليل كله.
وهناك نوع من الجراد في السودان يسمى ساري الليل. سمي بذلك كونه يزحف في الليل بكثافة مذهلة فيغطي النبات والشجر وما يحل الصباح حتى يكون قد يقضي على مساحات واسعة من الخضرة.
والبقبقة هنا صوت سقوط قطرات المطر على الأرض فوق بعضها البعض مكونة فقاعات أو فقاقيع. وانفشت تعبير سوداني، يعني فيما يعني، يشفي الغليل أو "يبرد البطن" من غضب كامن على سبيل المثال. ويقولون في المعني الذي عناه الشاعر هنا: المطرة لسع بطنها طامة اي لم تنفش بعد.
وفش لفظة عربية فصيحة وتعني في المعجم اخرج ما في جوفه من ريح أو تجشا. ونحن نقول في كلامنا من باب الكناية: فش غبينته ومغسته.
والمعنى في كلام الشاعر انه مع ان السماء ظلت تمطر الليل كله الا انها لم تشفي غليلها او تقضي وطرها، والضمير هنا يرجع إلى السماء كأنما نزول المطر هو زواج بين السماء والأرض. وهذه الصورة البلاغية للمطر، أعني زواج السماء والأرض، نجدها في الشعر والنثر العربي القديم والحديث.
هذا، وقد اخضع شعر الحاردلو لبعض المحاولات في الترجمة الي الإنجليزية، ومن ذلك ترجمة الأستاذ الجامعي والشاعر والإذاعي الدكتور حسن عباس صبحي، عليه الرحمة، لأول بيتين أو شطرين من هذا المربع من شعر الحاردلو. والدكتور حسن عباس صبحي معروف بأنه قد أنجز ترجمات لعدد من قصايد الشعر االانحليزي الي العربية. وجات ترجمته لأول شطرين من الرباعية التي نحن بصدد الحديث عنها كما يلي:
The certain news was said that
Butana had been showered
And the lightning bubbling till morning
Never stop
تلاحظ ان المترجم لم يهتد الي معنى كلمة "سارية" إذ ترجمها lightning وهو البرق. ولكنه وفق في اختيار كلمة showered ارتشت، وكلمة bubbling تبقبق. ولكنه نسب الفعل الي البرق وليس الي انهمار المطر. البقبقة صوت الماء على وجه العموم. وكلمة bubble تعني في الإنجليزية فقاعة وجمعها فقاقيع.
كما ان عبارة never stop "ما انفشت" في حاجة إلى معالجة افضل لنقل الشحنة الشعورية لعبارة الشاعر. وقد اعدنا النظر في ترجمة الدكتور حسن عباس صبحي للبيت الثاني :
سارية تبقبق للصباح ما انفشت
وقد خلصنا الي ترجمة البيت هكذا:
The all night long rain till morning sustains
عبد المنعم عجب الفَيا
٢٥ مايو ٢٠٢٥
abusara21@gmail.com