"قضية جديدة" تقتحم على الفلسطينيين، وكل العرب والمسلمين، انشغالاتهم المتعددّة في هذه الأيام العصيبة على الجميع، وإن كان الأمل يظللها.
القضية الجديدة الخطيرة، والشديدة الخطورة، تتمثل في تحرك الأجهزة الفلسطينية، التابعة لسلطة رام الله، لتصفية المقاومة الباسلة والشريفة والشجاعة. والتي تشكل مجداً للمقاومة الفلسطينية، والقضية الفلسطينية.
والأهم للتصدّي لمخططات سموتريتش وبن غفير، وعلى رأسهما نتنياهو، لتهويد الضفة الغربية، بمزيد من الاستيطان وتهجير الفلسطينيين. ومن ثم ضمها للكيان الصهيوني.
والضفة الغربية بالنسبة إلى العقيدة الأسطورية الصهيونية "موطن" ما قام من دولة عبرية، لا أثر لها، ولا وجود في فلسطين. وذلك استناداً إلى أكذوبة قيام دولة في "اليهودية والسامرة". وقد أثبتت كل الحفريات والوثائق التاريخية (المصرية والبابلية والفارسية) عدم وجودها في فلسطين يوماً.
المهم، وبغض النظر عن التاريخ، وعما يحمل المستوطنون الصهاينة من عقائد وهمية، فإن خطر تهويد الضفة الغربية داهم. كما خطر التهجير داهم. الأمر الذي لا ردّ عليهما، إلاّ بالمقاومة الشجاعة المجدية، التي تمثلها بداية كتيبة مخيم جنين.
وقد راحت الأجهزة الأمنية "الفلسطينية" تهاجمه وتصفي مقاتليه وقيادييه. وهي خطوة على طريق تصفية كل مقاومة مسلحة وغير مسلحة، وانتفاضية ضد الاحتلال.
ويا للهول، إن كانت مقدّمة لانتهاك تحريم سفك الدم الفلسطيني باليد الفلسطينية (ومن بينها الاغتيالات).
إنها لجريمة من حيث تنفيذها لمخطط الاحتلال الذي عجز، ويعجز، الجيش الصهيوني عن تنفيذه من جهة، وإنها لجريمة من جهة أخرى، وفي الآن نفسه في إغراق الداخل الفلسطيني بالدم الفلسطيني ـ الفلسطيني.
يجب أن ترتدع الأجهزة الأمنية، التي راحت تسفك الدم الفلسطيني في جنين، وخصوصاً كونها راحت تفتح باباً محرماً آثماً، سيعود على الجميع بالخراب، ولن يفيد غير العدو الصهيوني الذي يعمد على إبادة أهل غزة، ليوصم بمجرم حرب وبقاتل للأطفال، وليتحوّل إلى كيان "دولة" مارقة، لا تستحق الوجود، وليس لها، أصلاً، من شرعية للوجود، وفقاً للقانون الدولي.وهو ما أجمع على تجنبّه كل الأطراف الفلسطينية، بل وتجريمه، من قبل قادة المقاومة الفلسطينية، منذ الرصاصة الأولى التي أطلقتها فتح في 1/1/1965، بإعلان المقاومة والثورة لتحرير فلسطين كل فلسطين، وليس فقط قدسية مقاومة الاحتلال بعد 1967.
إن التخلي عن هذا المبدأ، الذي جنّب الساحة الفلسطينية الحرب الأهلية. واعتبر أن السلاح الفلسطيني الموّجه للفلسطيني، خيانة وحرام.
وكان هذا جزءاً من المبدأ، كما كان اتعاظاً من تجربة ثورة 1936 ـ 1938.
لهذا يجب أن ترتدع الأجهزة الأمنية، التي راحت تسفك الدم الفلسطيني في جنين، وخصوصاً كونها راحت تفتح باباً محرماً آثماً، سيعود على الجميع بالخراب، ولن يفيد غير العدو الصهيوني الذي يعمد على إبادة أهل غزة، ليوصم بمجرم حرب وبقاتل للأطفال، وليتحوّل إلى كيان "دولة" مارقة، لا تستحق الوجود، وليس لها، أصلاً، من شرعية للوجود، وفقاً للقانون الدولي.
فكيف بعد ارتكاب الكيان الصهيوني لجريمة الإبادة البشرية، وعلى مرأى العالم كله، وبالصوت والفعل والصورة.
وأخيراً، هل سمعت تلك الأجهزة، ومن أصدر الأمر لها، بتاريخ 1/1/1965، وهل سمعوا بمعركة الكرامة؟ وهل لهم صلة بتاريخ فتح، ومنطلقاتها وشهدائها؟
إنهم إذا تذكروا، سيعرفون بأنهم يقترفون الجريمة المزدوجة، خدمة الاحتلال، وإراقة الدم الفلسطيني- الفلسطيني. ويا للهول!!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينيين الضفة فلسطين امن مواجهات الضفة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدم الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
غزة بين مطرقة الصهيوني وسندان الخيانة العربية!
في ظل استمرار المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومع تصاعد الدعوات الدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية، خرج الناطق الرسمي باسم الفريق القانوني المغربي أمام المحكمة بتصريح صادم، يؤكد فيه أن دولا عربية -بعضها من الصف الأول- تعرقل بوضوح جهود المحكمة وتمنع إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وقادة جيشه.
هذا التصريح ليس مجرد فضيحة سياسية، بل هو جريمة أخلاقية كبرى تمثل سقوطا مدويا للعالم العربي الرسمي، في اختبار إنساني وتاريخي لا يتكرر. فبينما تناضل الشعوب لدعم غزة وإدانة الاحتلال، تمارس حكوماتها أدوارا خفية وعلنية لحماية الجناة وعرقلة العدالة.
نماذج من التواطؤ العربي في المحافل الدولية
1. الضغط على المحكمة الجنائية الدولية: مارست بعض الحكومات العربية ضغوطا دبلوماسية من خلف الستار، مطالبة المحكمة بتأجيل أو تعليق التحقيقات في ملف غزة، بحجة أنها قد تؤثر على "التوازن الإقليمي".
2. الامتناع عن تقديم أدلة: رفضت هذه الدول تقديم أي وثائق أو ملفات استخباراتية تُدين قادة الاحتلال، رغم امتلاكها تسجيلات وصورا عبر الأقمار الصناعية ترصد بدقة الغارات على المدنيين.
3. محاربة الفريق القانوني الدولي: تم التضييق على خبراء ومحامين عرب مشاركين في الفريق الدولي، وتهديدهم بالمنع من العمل داخل بلدانهم إن استمروا في الترافع.
4. رفض توثيق الإبادة الجماعية: بعض الجهات الرسمية ضغطت لمنع اعتماد مصطلح "الإبادة الجماعية" في الملفات القانونية، واعتباره تعبيرا "متسرعا وغير دقيق".
يعود هذا التخاذل إلى تحولات جذرية في العقيدة السياسية لأنظمة عربية مركزية، أبرزها:
- الاندماج في التحالف الأمريكي الإسرائيلي الإقليمي ضد "الخطر الإيراني".
- رهانات التطبيع الاقتصادي والتكنولوجي مع إسرائيل كمفتاح للبقاء في السلطة.
- ثم الخوف من عدوى الثورة، فنجاح المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال يُلهم الشعوب المقهورة ويحرج الحكومات المطبعة.
هذا وقد ترجم هذا التواطؤ على الأرض بإجراءات جميعها غير مبررة على الاطلاق منها:
- إغلاق المعابر بحجة السيادة، وفرض قيود تعجيزية على دخول المساعدات.
- رفض استقبال الجرحى إلا ضمن اتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي.
- منع الفرق الإعلامية والإغاثية المستقلة من الوصول إلى غزة.
- تجميد أي تنسيق قانوني أو سياسي مع المبادرات الدولية لملاحقة مجرمي الحرب.
أمثلة على الدعم العربي غير المباشر للاحتلال
1. الدعم الاقتصادي: حديثا استثمارات إماراتية وسعودية في شركات تكنولوجيا وتجسس إسرائيلية ("NSO " نموذجا)، فضلا عن مشاريع التطبيع الاقتصادي في مجالات الزراعة والطاقة والتكنولوجيا.
2. الدعم الإنساني المغشوش: عبر مستشفيات ميدانية داخل إسرائيل لاستقبال الجنود المصابين، تحت لافتة "العمل الإنساني".
3. الصمت الإعلامي الرسمي: عبر تغطية باهتة وناقصة للعدوان على غزة، والترويج لأكاذيب إسرائيلية عن "استخدام المدنيين كدروع بشرية".
4. استمرار العلاقات رغم المجازر، وعدم سحب السفراء.. وكذلك استمرار الرحلات الجوية واللقاءات الرسمية، هذا فضلا عن التطبيع الأمني والعسكري والدعم غير المعلن من قبل الدول المركزية في التخاذل على النهج التالي:
1. مصر:
- إغلاق متكرر لمعبر رفح ومنع المساعدات بحجج أمنية.
- تنسيق يومي مع الاستخبارات الإسرائيلية، والضغط على فصائل المقاومة لقبول التهدئة مقابل فتح المعابر.
2. الأردن::
- إبقاء السفارة الإسرائيلية مفتوحة رغم المجازر.
- استمرار التنسيق الأمني والعسكري مع الاحتلال، رفض تجريم التطبيع شعبيا أو برلمانيا.
3. الإمارات:
- مشاركة في مناورات بحرية وجوية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
- دعم لوجستي عبر القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، وتمويل مشاريع تقنية وعسكرية إسرائيلية.
4. السعودية:
- فتح المجال الجوي للطيران الإسرائيلي.
- تنسيق أمني في البحر الأحمر.
- دعم إعلامي غير مباشر عبر قنوات تنشر الرواية الصهيونية أو تهاجم حماس والمقاومة.
5. المغرب:
- شراء معدات عسكرية من إسرائيل (طائرات درون، أنظمة رصد).
- تدريبات مشتركة علنية في إطار "AFRICOM " والقيادة الأمريكية، وتوقيع اتفاقيات استخباراتية مفتوحة.
يؤكد هذا الدعم صور الدعم الإعلامي والنفسي والعلاقات الناعمة، إعلانات شكر لجنود الاحتلال في منصات خليجية بدعوى "السلام"، وترويج لمسلسلات وأعمال درامية تطبع صورة الإسرائيلي في الوجدان العربي، وظهور شخصيات إسرائيلية في مؤتمرات عربية رسمية، وتكريم بعضها.
ما قبل 7 أكتوبر وما بعده: الثابت والمتغير
قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كانت بعض الدول تتفاخر باتفاقيات أبراهام وتبني على التطبيع آمالا اقتصادية، لكن بعد المجازر، لم يتغير هذا السلوك، بل تأكد:
- استمرار التعاون العسكري والاستخباراتي.
- صمت رسمي مريب عن المجازر، ومواقف دبلوماسية مترددة،
- عرقلة علنية أو خفية لأي تحرك قانوني حقيقي ضد إسرائيل.
- الدفاع العسكري عن إسرائيل عبر منظومات الرادارات العربية ضد الصواريخ.. وإمداد إسرائيل بسلاسل تموين لتعويض فقد إسرائيل لميناء إيلات، عبر سلسلة تموين برية تسير خليجيا عبر الأردن وبحريا عبر الموانئ المصرية.
- رفض المشاركة في حملات المقاطعة الاقتصادية والسياسية للكيان، وقيام بعض الأنظمة بتجريم من يقوم بذلك
الخلاصة؛ إذا كانت الخيانة السياسية تُغتفر في الحسابات الاستراتيجية، فإن الخيانة الأخلاقية لا تُغتفر. إن ما جرى-وما يزال يجري- من تواطؤ رسمي عربي على مستوى الدول المركزية (مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، المغرب) يمثل أبشع صور التحالف مع القاتل ضد الضحية، ويمتد إلى التنسيق الأمني والمناورات العسكرية والدعم المالي والاستخباراتي، بل والإعلامي والنفسي.
إن هذه الدول لم تكتفِ بالصمت، بل شاركت عمليا في خنق غزة، ووفّرت الغطاء للمجرم الدولي كي يُفلت من العدالة، بل وعرقلت محاولات محاسبته.
ولا يمكن أن تتقدم الأمة في معركة التحرير ما لم يتم تفكيك شبكات التنسيق العربي الإسرائيلي تحت أي مسمى.
مراجع موثقة:
1. تقارير الفريق القانوني الدولي- لاهاي- آذار/ مارس 2024.
2. تقارير المبادرة العربية لمقاطعة إسرائيل- نيسان/ أبريل 2024.
3. تقارير شبكة "AP" و"رويترز" حول التبادل التجاري الإماراتي الإسرائيلي- تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.
4. بيانات رسمية من وزارة الدفاع المغربية حول الصفقات العسكرية مع إسرائيل- 2021-2024.
5. أرشيف الجزيرة والقدس العربي عن اللقاءات التطبيعية العربية- 2020-2024.
6. تصريحات قادة حماس والجهاد الإسلامي حول الدور العربي في إعاقة الدعم- كانون الأول/ ديسمبر 2023.