قالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة الكويتية تمارس تمييزا ضد أطفال البدون (معدومو الجنسية في البلاد) عبر حرمانهم من التعليم المجاني لهم على قدم المساواة مع المواطنين المعترف بهم، ما يدفع أهليهم إما للجوء إلى المدارس الخاصة باهظة الرسوم أو حرمانهم من التعليم كليا.

وأوضحت المنظمة، في تقرير نشرته، الخميس، بعنوان: ("ﻟﻴﺲ لي ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ".

. اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﻮن ﻋﺪﻳﻤﻮ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻟﺤﻖ في اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ)، بمناسبة قرب بدء العام الدراسي الجديد بالبلد الخليجي، أن الحكومة تُجبر أطفال البدون – الذين وُلدوا بدون جنسية في الكويت – على دفع رسوم التعليم الخاص الذي يعدّه الآباء والأمهات والأطفال دون مستوى التعليم في المدارس الحكومية المجانية التي يلتحق بها المواطنون الكويتيون.

وبحب التقرير، يولد أطفال البدون في الكويت، غالبًا لأبوين وأجداد ولدوا أيضًا في البلاد، لكن الحكومة لم تعترف بهم كمواطنين كويتيين. ونتيجة لذلك، فهم عديمو الجنسية ومعرضون لمجموعة من أوجه الحرمان على المستوى الاجتماعي-الاقتصادي.

اقرأ أيضاً

أوضاع البدون ومنع التجمعات.. أبرز انتقادات رايتس ووتش لحقوق الإنسان بالكويت

تمييز في التعليم

وتقول هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية إن "الكويت طرف في عدد من المعاهدات الدولية التي تعترف بحق جميع الأطفال الذين يعيشون في البلاد بالحصول على التعليم المجاني على قدم المساواة بدون تمييز، ومع ذلك ترفض السلطات ضمان ذلك الحق عندما يتعلق الأمر بأطفال البدون".

وتضيف: "عاملت الحكومة ما يزيد على جيل من هؤلاء السكان كـ "مقيمين بصورة غير قانونية"، كما تسميهم، وحرمت أطفالهم من الدخول إلى المدارس الحكومية المجانية التي يلتحق بها الأطفال الكويتيون – وهذا تمييز واضح، على حد قولها.

وتقدم الكويت تعليمًا ابتدائيًا ومتوسطًا وثانويًا مجانيًا لجميع المواطنين الكويتيين المعترف بهم وذلك في المدارس الحكومية وتدفع أيضأ رسوم التعليم العالي للمواطنين المعترف بهم الذين يحصلون على الدرجات المطلوبة.

اقرأ أيضاً

الكويت.. تفاعل واسع مع وسم "البدون أولوية" ودعوات لإنهاء معانتهم

المدارس الخاصة.. رسوم باهظة وخدمة متدنية

وقد وصف الآباء والأمهات والأطفال البدون لمنظمة العفو الدولية تجربتهم مع المدارس الخاصة التي أُرغموا على الالتحاق بها؛ إذ حُشر تلامذة في فصول دراسية يزيد عدد الحضور، في القاعة الواحدة منها، على 50 تلميذًا، أحيانًا بدون مكيفات هواء، وتابع آخرون فصول دراسة الحاسوب بدون عدد كاف من الأجهزة اللازمة للتلامذة.

ومع ذلك، اضطرت العائلات أن تدفع جزءًا ملموسًا من دخلها كرسوم لهذه المدارس الخاصة.

ويندرج البدون ضمن فئات إدارية مختلفة، تبعًا لمزيج وثائق الهوية التي يستطيعون الحصول عليها، وهذا يؤثر في إمكانية حصولهم على التعليم، من جملة حقوق أخرى.

وأوضحت المنظمة أنها قابلت 5 عائلات من البدون أكدوا أن فردًا واحدًا - على الأقل - من العائلة لم يتلق تعليمًا بسبب عدم توفر المال أو وثائق الهوية.

ويتأهل الكويتيون المعترف بهم الذين يحصلون على الدرجات المطلوبة للدراسة في جامعة الكويت مجانًا، كما تدفع الدولة رسوم تعليمهم إذا قُبلوا بجامعات في الخارج.

وعلى عكس ذلك، لا يُقبل الطلاب البدون في جامعة الكويت إلا بموجب حصة قبول صغيرة نسبيًا.

اقرأ أيضاً

تحركات إيجابية.. الكويت تبدأ تعيين البدون بدلا من الوافدين بالوظائف

وعلاوة على ذلك، لا تقبل جامعة الكويت إلا الطلبة البدون الذي بحوزتهم بطاقة هوية حكومية سارية الصلاحية.

بيد أن العديد من البدون لا يتسجلون لدى الهيئة الحكومية التي تُصدر البطاقات، أو يتوقفون عن تجديد البطاقة الصالحة لمدة سنة واحدة لأن الهيئة يمكن أن تُصنفهم تعسفًا كمنتمين إلى جنسية أخرى، كما يقول التقرير.

وينقل التقرير، في ختامه، عن هبة مرايف قولها إن "الحل النهائي لمحنة البدون يقتضي وضع حد لانعدام جنسيتهم؛ وإلى أن يتمّ ذلك، يجب على الكويت اتخاذ إجراءات فورية تكفل تمكّن الأطفال البدون من تلقي التعليم الجيد على قدم المساواة مع الكويتيين المعترف بهم".

البدون

ويطلق لفظ البدون على السكان عديمو الجنسية في الكويت.

وبحسب التقديرات الحكومية هناك قرابة 100 ألف شخص من البدون في البلاد.

وتفاقم وضع البدون عام 1980 عندما غيّرت الكويت قانون الجنسية المعمول به في البلاد لرفض الاعتراف بجنسية الأطفال من آباء عديمي الجنسية، حتى ولو كانت الأم كويتية معترفًا بها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: التعليم في الكويت منظمة العفو الدولية المدارس الخاصة العفو الدولیة فی البلاد

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم: نسعى لتحويل المدارس الفنية لـ تكنولوجيا تطبيقية

أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية شهدت توسعًا كبيرًا، حيث يبلغ عددها 90 مدرسة مع بداية العام الدراسي المقبل 2026/2025، في إطار شراكات مع القطاع الخاص وشراكات دولية مع عدة دول، أبرزها إيطاليا وألمانيا وفرنسا والسعودية.

وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إن الوزارة تسعى لتحويل عدد من المدارس الفنية لمدارس تكنولوجيا تطبيقية مع التوسع في التخصصات المطلوبة في سوق العمل بالتعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية.

جاء ذلك خلال مشاركة محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في فعاليات الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي، برئاسة المهندس معتز رسلان، تحت عنوان "تطوير التعليم الفني في مصر".

وشارك في الندوة المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، وسامح شكري، وزير الخارجية السابق، والفريق طيار محمد عباس حلمي، وزير الطيران المدنى السابق، والدكتور هاني هلال، الأمين العام للشراكة المصرية اليابانية للتعليم، وعدد من السفراء ونواب البرلمان المصري وخبراء التعليم وممثلي القطاع الخاص والمؤسسات الدولية.

وحضر من جانب وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور أحمد المحمدي، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجى والمتابعة، والدكتورة هانم أحمد، مستشار الوزير للتعاون الدولي والاتفاقيات.

وشكّلت الندوة منصة حوارية رفيعة المستوى لمناقشة مستقبل التعليم الفني ودوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز المهارات البشرية لمواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة ومتطلبات سوق العمل الحديث، حيث دارت مناقشات حول أهمية التعليم الفني كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل التوسع في تطبيقات الرقمنة والتحول التكنولوجي في مختلف قطاعات العمل.

وفي ختام الندوة، أشاد الحضور بالطرح الذي قدمه الوزير محمد عبد اللطيف حول الجهود المبذولة على مدار العام الدراسي لتطوير المنظومة التعليمية والخطوات والقرارات التي تم اتخاذها للتغلب على التحديات المزمنة التي تواجه المنظومة التعليمية، فضلا عن جهود تطوير التعليم الفني.

طباعة شارك وزير التربية والتعليم التربية والتعليم التعليم التعليم الفني

مقالات مشابهة

  • العفو الدولية ورايتس ووتش تطالبان الحوثيين بالإفراج عن موظفين أمميين
  • العفو الدولية وهيومن رايتس تدعوان الحوثيين إلى الافراج عن موظفين إنسانيّين وحقوقيّين
  • العفو الدولية: تعليق المساعدات الأميركية يؤثر على حياة الملايين
  • الكويت.. قرار هام يتعلق بسفر آلاف النساء المسحوبة جنسياتهن
  • مصر: اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة تتعاونان لدعم العائلات التي تواجه الانفصال
  • فين القيادات؟..نواب تنتقد تمثيل وزراة التعليم باجتماع لجنة الموازنة
  • خطة النواب تنتقد تمثيل التعليم خلال مناقشة الموازنة: غير مقبول
  • امتحانات الدبلومات الفنية 2025.. قرار عاجل من التعليم لسد العجز في المدارس
  • وزير التعليم: نسعى لتحويل المدارس الفنية لـ تكنولوجيا تطبيقية
  • عبد اللطيف: تغلبنا على مشاكل التعليم ووضعنا خطة طموحة لتقليل الكثافة