عبد الفتاح حيدرة

يُعد الإحسان إلى الآخرين بالقول والفعل من أعزّ وأشرف وأكرم وأطهر وأفضل الأعمال عند الله. ويسطره اليوم القائد اليمني والجيش اليمني والشعب اليمني، الذين حاصروا كيان العدو الإسرائيلي بحريًا، وأغلقوا أمام سفنه وتجارته مضيق باب المندب لأول مرة في التاريخ، وذلك انتصارًا لمظلمة الأشقاء الفلسطينيين، ومؤازرة ودعمًا للمقاومة في قطاع غزة، التي يرزح أبناؤها تحت القصف والقتل والتدمير والتجويع الذي تقوم به الآلة العسكرية الإسرائيلية، بدعم وتأييد أمريكي أوروبي وقح، وصمت عالمي فاضح، وذل وهوان عربي تافه ومنحط.

ومع هذا الإحسان العظيم، نجد بعض الأقوال والأفعال التي تخدش صور المواقف البطولية التي يسطرها قائدنا وجيشنا وشعبنا، والتي منها بعض أقوال وأفعال وتصرفات وكتابات ومنشورات الوصاية المتعجرفة، ورسائل التنفير البغيضة، وتوزيع صكوك الغفران، والنخيط، وإلقاء التهم الكاذبة، والتقزيم والتهميش. وبعضها، للأسف، تصدر ممن نكنّ لهم الحب والود والاحترام والتقدير، سواء كانوا أقارب أو أصدقاء أو أساتذة. أصبحت أفعالهم وأقوالهم مستفزة، وأسلوبهم ينفر ويكفّر ويشحن الصدور بالحقد والبغضاء.

نحن في مرحلة انتصار وتمكين أعزّنا الله بها، ونحمد الله ونشكره على هذه النعمة العظيمة. وكل ما نحتاجه في هذه المرحلة هو الإحسان للناس وللأمة بالقول والفعل. ففي هذه المرحلة، لا أعزّ ولا أشرف ولا أكرم من الإحسان للناس بالقول والفعل. وهل هناك ما يقدمه قائدنا وجيشنا وشعبنا للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني واللبناني والسوري، بل ولأحرار وشرفاء الأمة كلها، غير الإحسان بالقول والفعل؟ إنها مرحلة لا نحتاج فيها إلا لطهارة ونُبل وعظمة وبيان ورسائل وعي وقيم، وأسلوب ما يقوله ويفعله ويكتبه أولئك القلة من المحسنين، الذين لم نعرفهم أو نلتقِ بهم حتى. والذي يشهد الله، لو كنت مرتزقًا وتابعت الإحسان في أقوالهم التي تتبعها أفعالهم، بل لو كنت حتى تكفيريًا داعشيًا، وأسمع وألمس إحسانهم بالقول والفعل الذي سطروه في الدفاع عن شرف وعرض وأرض اليمن تسعة أعوام، ويسطرونه اليوم في الموقف الجاد لدعم مقاومة غزة ولبنان، وانتصار غزة على كيان العدو الإسرائيلي، أو أدخل صفحاتهم وأقرأ ما يخطونه فيها من كلمات وأقوال عظيمة، لعدلت عن رأيي واتبعت هداهم، وسرت على نهجهم، وكنت جنديًا تحت أمرتهم. فوالله، لا أعزّ ولا أنبل ولا أشرف ولا أكرم ولا أطهر من الإحسان بالقول الذي يتبعه الفعل الصادق لوجه الله.

أنا لا أدّعي هنا شيئًا ضد أحد، ولا أبحث عن شهرة فيما أكتبه في هذه الصفحة اليتيمة، لكن كل ما عرفته وتعلمته وتفكرت فيه هو أن جوهر التنوير (الوعي بهدى الله) هو استخدام العقل، وعدم الارتهان لرؤى الآخر أو السير فيها انتقامًا من أحد أو لشيطنة أحد أو لعزل وتهميش أحد، سواء كان هذا الآخر شخصًا ذا سلطة عليك، أو كان تراثًا وتقليدًا أعمى يمارس سياسة السلطة أو المصلحة. لأن التعلق بما يراه الآخر، سواء كان مصلحة أو خوفًا أو كسلًا أو حتى دافعًا ماديًا، هو توقيف للعقل عن إدراك حقيقة الانتصار اليمني على العالم، والذي نعيشه اليوم بفضل الله وتأييده وعزته ونصرته لأولئك الذين أحسنوا لشعبنا تسعة أعوام عجافًا بالقول، واتبعوا قولهم بالفعل، حتى أعزّهم الله بهذا النصر العظيم الذي نشاهده على فم كل حر وشريف من أرجاء المعمورة كلها.

لهذا يجب إيقاف البعض عن الدوران حول عقول لا تعيش عصر انتصار أقوال وأفعال قائدنا وجيشنا وشعبنا، سواء كانت تلك العقول قد جاءت من الماضي، لأنها غير قادرة على قراءة عصر النصر والعزة المرتبط بالإيمان والصبر والتقوى والإحسان، أو كانت عقولًا تمارس وصاية مصالح السلطة تحت أي مبرر، لأنها عقول لا تؤمن بمنهجية الصبر والتقوى والإحسان، ولا حتى تؤمن بروح عصر القول والفعل، حتى لو كانت تعيش في ظله.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء اليمني يصدر توجيهات عاجلة لإنقاذ قطاع الكهرباء في عدن

 

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أصدر رئيس مجلس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، تعليمات عاجلة لتوفير إمدادات وقود طارئة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة الناجمة عن تزايد فترات انقطاع التيار الكهربائي، والتي تسببت في معاناة شديدة للسكان.

جاءت هذه التوجيهات خلال اتصالات مكثفة أجراها بن بريك مع وزير النفط والمعادن سعيد الشماسي، ووزير الكهرباء مانع بن يمين، ومحافظ عدن أحمد لملس، ومدير مؤسسة الكهرباء في المحافظة سالم الوليدي، لمراجعة الإجراءات العاجلة الرامية إلى معالجة الانهيار المتكرر لخدمة الكهرباء، وفق وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

وأكدت مصادر حكومية أن بن بريك حثّ على تسريع توفير الكميات المطلوبة من المشتقات النفطية المخزونة، بما في ذلك كميات من الديزل تابعة لتاجر محلي في مصافي عدن، بالإضافة إلى تسهيل وصول شحنتين وقوديتين مخصصتين للمحطات، تحتويان على 13 ألف طن من الديزل و13 ألف طن من المازوت.

وأشارت المصادر إلى أن رئيس الوزراء يركز على تعزيز التعاون مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والدول الشقيقة والصديقة، لتأمين إمدادات مستدامة من الوقود تدعم استقرار الخدمة الكهربائية، مع السعي لإيجاد حلول استراتيجية طويلة الأمد لتجنب تكرار الأزمات في شبكات التوليد والتوزيع، ليس في عدن فحسب، بل في المحافظات الأخرى التي تسيطر عليها الحكومة.

يُذكر أن هذه الخطوات تأتي في إطار مساعي الحكومة لتخفيف الضغط على المواطنين، عبر تحسين ساعات تزويد الكهرباء بالاعتماد على الإمكانات المتاحة، رغم التحديات الميدانية والصعوبات اللوجستية القائمة.

تفاعل واسع مع “ثورة النسوان” في عدن نساء عدن ينتفضن ضد انقطاع الكهرباء وغلاء الأسعار ويوجهن رسالة شديدة للحكومة ناشطة حقوقية: حملات التشويه لن تثني نساء عدن عن المطالبة بالخدمات الأساسية

مقالات مشابهة

  • سعر الريال اليمني أمام العملات الأجنبية اليوم
  • لهذا السبب... حجاج عبد العظيم يتصدر تريند جوجل
  • الاتفاق الأمريكي اليمني صار واضحاً
  • الرئيس اليمني يُشكل منطقة عسكرية جديدة وسط البلاد
  • رئيس الوزراء اليمني يصدر توجيهات عاجلة لإنقاذ قطاع الكهرباء في عدن
  • للاستفادة من الخبرات المصرية.. وزير التعليم يستقبل السفير اليمني
  • الحظر اليمني يعطل الملاحة في المطارات الإسرائيلية - شاهد
  • وردنا للتو.. رسالة عاجلة من الرئيس المشاط لكافة أبناء الشعب اليمني.. إليكم ما جاء فيها
  • الرئيس المشاط يتوجه بالشكر والعرفان لجماهير الشعب اليمني لتلبيتهم نداء الواجب ودعوة السيد القائد
  • السيد فضل الله يشيد بمواقف الشعب اليمني ومقاومته تجاه الشعب الفلسطيني