يمانيون | تقرير
في ظل العدوان الصهيوني الأمريكي المتواصل على الشعب الفلسطيني، برز اليمن، بقيادته وشعبه وقواته المسلحة، كلاعب محوري ومبادر في مشهد المقاومة الإقليمي، حيث تتوالى الإشادات العربية والدولية بصلابة الموقف اليمني وفاعليته في إسناد غزة المحاصرة، بينما تواصل قوى التطبيع الرسمية انكفاءها المريب عن ساحات المواجهة.

وقد شكّلت تصريحات شخصيات عربية مرموقة من تونس والأردن ولبنان، صورة واضحة لمكانة اليمن ودوره المستعاد كقلب نابض للأمة العربية في زمن الهوان الرسمي.

وزير الخارجية التونسي الأسبق، رفيق عبد السلام،

 اليمن ملأ فراغ الخذلان العربي وتحوّل إلى رافعة ضغط استراتيجي ضد الكيان
اعتبر وزير الخارجية التونسي الأسبق، رفيق عبد السلام، أن اليمن أدى دوراً استثنائياً في المشهد العربي الراهن، من خلال قدرته على ملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه انسحاب الأنظمة العربية من مسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية.

وأكد في مقابلة مع صحيفة عرب جورنال أن صنعاء لم تكتفِ بالموقف الرمزي، بل تحركت ضمن معادلة فعلية للردع والضغط على الاحتلال الصهيوني، سواء من خلال الحظر البحري أو القصف الصاروخي الذي اخترق عمق الكيان.

وقال عبد السلام إن «الموقف اليمني أثبت أنه ليس مجرد تسجيل موقف، بل صياغة لتوازن جديد في المنطقة»، مضيفاً أن ما قدمته القوات المسلحة اليمنية من إسناد مباشر لغزة أحرج كل الأطراف العربية المتقاعسة، وفرض حضور اليمن كقوة وازنة في محور المقاومة.

وأشار الوزير التونسي الأسبق إلى أن الفلسطينيين والعرب على حدّ سواء باتوا ينظرون إلى اليمن باعتزاز كبير، لما قدمه من تضحيات ومبادرات عسكرية وسياسية، داعياً إلى الالتفاف الشعبي العربي خلف هذا النموذج المقاوم الذي استعاد الكرامة المهدورة للأمة.

وأضاف أن تأييد الشارع العربي والإسلامي للموقف اليمني هو الذي جعله أكثر صلابة وثباتاً.

جمال غنيمات، عضو المؤتمر القومي العربي

 اليمن يحقق وحدة الساحات ويعيد روح الأمة
ومن الأردن، جاءت الشهادة من جمال غنيمات، عضو المؤتمر القومي العربي، الذي أكد في تصريح صحفي أن الإسناد اليمني للمقاومة الفلسطينية كان «فاعلاً بكل المقاييس» وأنه ساهم بشكل مباشر في تعزيز صمود الفصائل في غزة.

واستحضر غنيمات مشاعر الأردنيين المتابعة لبيانات العميد يحيى سريع، الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، قائلاً: “كنا ننتظرها بشغف، وكأنها بيانات من قلب المعركة التي تخصنا جميعاً”.

وأوضح أن الشعب الأردني والعربي وجد في اليمن تجسيداً حيّاً لوحدة الساحات، بعد أن سقطت أقنعة الخذلان الرسمي والتطبيع.

وأضاف: “اليمن لم يكتفِ بالشعارات، بل ذهب نحو الفعل الحاسم، وأسس لمرحلة جديدة لا مكان فيها للمساومة ولا الخضوع لقوى الاستكبار العالمي”.

وتوقع السياسي الأردني أن يكون اليمن أحد المحاور الرئيسة في إعادة تشكل خارطة المقاومة الإقليمية خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أن الشعوب العربية باتت ترى فيه نواة مشروع عربي حر يرفض الهيمنة.

الباحث اللبناني المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور رضا إسكندر

 التحام الجماهير حول المقاومة في اليمن وإيران يرعب واشنطن وتل أبيب
من جانبه، تناول الباحث اللبناني المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور رضا إسكندر، بُعداً عميقاً في قراءته للمشهد، معتبراً أن القوة الحقيقية لمحور المقاومة لا تنبع فقط من القدرات العسكرية أو التوازنات السياسية، بل من الالتحام الشعبي العميق حول خياراته المصيرية، كما هو الحال في اليمن وإيران.

وأشار إسكندر إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بُنيت على قاعدة دعم شعبي صلب، وهذا ما مكّنها من الصمود أمام العقوبات والضغوط والحملات الإعلامية المستمرة، مؤكداً أن هذا النموذج ينسحب تماماً على التجربة اليمنية، حيث خرج الملايين أسبوعياً دعماً لغزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.

وأوضح الباحث اللبناني أن واشنطن وتل أبيب تنظران بقلق بالغ إلى هذا الالتفاف الشعبي غير المسبوق، خصوصاً أن الشعوب بدأت تفقد ثقتها بالحكومات التابعة، وتجد في اليمن نموذجاً صادقاً يجسّد القيم التي تخلّت عنها الأنظمة الرسمية.

وأضاف: “إذا قررت أمريكا أو الكيان الصهيوني استهداف اليمن، فإن من سيواجههم لن يكون الجيش فقط، بل الشعب اليمني كله”، لافتاً إلى أن هذا التلاحم هو الذي يجعل من اليمن قوة غير قابلة للكسر.

وتطرق إسكندر إلى الجوانب الأخلاقية والإنسانية التي يتمتع بها قادة اليمن وإيران، مبيناً أن هذا التواضع والارتباط العضوي بالشعب يمثل عامل جاذبية وشرعية لا يمكن شراؤها أو تصنيعها في غرف السياسة.

وخلص إلى أن “القادة الصهاينة يعيشون هاجساً أمنياً دائمًا، أما القادة المقاومون فيعيشون وسط شعوبهم.. هذه المعادلة التي لا تستطيع أمريكا ولا حلفاؤها قلبها”.

اليمن كقوة إقليمية جديدة تعيد تعريف مفهوم القيادة في زمن الضعف العربي
إن ما تكشفه هذه الشهادات العربية ليس مجرد إشادة ظرفية بموقف مؤقت، بل هو توصيف دقيق لتحول استراتيجي عميق يجري في المنطقة، عنوانه أن اليمن، رغم سنوات الحرب والحصار، أعاد إنتاج موقعه كقلب للأمة، وكرأس حربة في معركة التحرر من الهيمنة الصهيوأمريكية.

لقد تمكّن اليمن من فرض معادلات ردع بحرية وصاروخية لم يسبق لها مثيل، وجعل من قضية غزة حلبة للاشتباك المفتوح مع الاحتلال، في وقت التزمت فيه الأنظمة العربية الصمت أو الاصطفاف إلى جانب العدو.

وفي الوقت ذاته، ظل الشعب اليمني يخرج بالملايين في مسيرات أسبوعية تؤكد ثباته ووفاءه لقضية فلسطين.

وإذا كانت الأنظمة قد خذلت فلسطين، فإن الشعوب – كما قال وزير الخارجية التونسي الأسبق – وجدت في صنعاء ضميراً عربياً حياً وفعّالاً، وليس مجرد صوتٍ خارج السياق.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: التونسی الأسبق فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسيرات مليونية بصنعاء والمحافظات نصرة لـ غزة

الجديد برس| خرجت مسيرات مليونية، اليوم الجمعة، في العاصمة صنعاء وعدة محافظات، مجددة تأكيدها على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية ومشيدة بصمود المقاومة وتضحياتها الجسيمة. وشدد بيان المسيرات على عدة نقاط رئيسية، منها الدعوة إلى تجريم الصهيونية كنظام عنصري، وضرورة نزع سلاح الكيان الصهيوني الذي يمثل تهديداً للسلم العالمي وفقاً للبيان. كما طالبت المسيرات بتعزيز قدرات المقاومة في لبنان وفلسطين، معتبرة إياها خط الدفاع الأول ضد جرائم الحرب والإبادة. ووجهت المسيرات انتقادات حادة لبعض الأنظمة العربية، متهمة إياها بالتعاون مع “الكيان الصهيوني”. وحذر البيان من المخططات التوسعية الصهيونية، معرباً عن رفض مشروع “إسرائيل الكبرى” بكافة أشكاله. وتأتي هذه المسيرات في إطار الحراك الشعبي والعسكري اليمني الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، والذي يشهد تصاعداً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • الحراك الجنوبي: تصريحات نتنياهو تؤكد صوابية الموقف اليمني تجاه فلسطين
  • وزير أردني أسبق: نتنياهو يسعى لإعادة بناء مملكة "يهوذا" في فلسطين (فيديو)
  • «ألعاب القوى» يعتمد مشاركة 12 لاعباً في «عربية تونس»
  • مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق: الشعب يمتلك القدرة على المقاومة
  • دولة عربية بصدد إطلاق أول مستشفى رقمي في أفريقيا
  • مسيرات مليونية بصنعاء والمحافظات نصرة لـ غزة
  • «ألعاب القوى» يعتمد مشاركة 12 لاعباً ولاعبة في «عربية تونس»
  • العنابي يواجه تونس في عربية سلة الناشئين
  • السيد القائد يدعو لمليونية غدا الجمعة نصرة لغزة ويشيد بالخروج العظيم للشعب اليمني
  • يشمل مساحات واسعة من سوريا ولبنان والأردن.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل عن المشروع الذي يتبناه اليمين الإسرائيلي