عربي21:
2025-12-02@07:47:44 GMT

روح الروح

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

في أواخر نوفمبر من سنة 2023، هزّت العالم مقولة لشيخ فلسطيني من غزة، يدعى خالد نبهان، أصبح على خبر استشهاد حفيدته ريم، في قصف صهيوني إرهابي، ضمن مخطط الإبادة الشاملة، لكل ما ينبض بالحياة.

لم يجد الرجل، وقد دأب على شرب الحنان من بسمات حفيدته الصغيرة كل صباح، من كلمات وتنهيدات تشفي حزنه، سوى أن يصيح واصفا إياها، بأنها “روح الروح”، وكانت فعلا مثل كل الفلسطينيات والفلسطينيين، الذين قضوا في حرب الإبادة الصهيونية روح الروح، أو كما قال هو نفسه بأنه يحس بأن كل عربي وكل مسلم “روح الروح”.



مرّت أكثر من سنة على صيحة روح الروح، التي سافرت إلى كل بقاع العالم، وأحدثت هزة مشاعر، فتُرجمت إلى كل اللغات الشفوية والقلبية والروحية أيضا، وعرّفت العالم بأن ما يقوم به الصهاينة في غزة ليس تتبّعا لأرواح المقاومين، وإنما إبادة للرُّضع، وحرمان الحفيد من جدته، والجد من حفيدته، في أقذر الحروب التي عرفها العالم في تاريخه الدموي.

وقد انزوى الحاج خالد نبهان “روح الروح”، زاهدا بعيدا عن العالم، لا يدري لروحه روحًا، ينتظر دوره ليرتقي بروحه إلى أرواح الروح، في حضرة باعث الروح، ومع ذلك تتبع الإرهاب الصهيوني آخر “روح”، بعد أن قتل روح الروح، واغتاله، في قصف استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليرتقي حيث الأحبّة ومنهم حفيدته ريم “روح الروح”.

وكما منح الغرب وبعضُ العرب للصهاينة ما سمّوه “حقّ الدفاع عن النفس” بتتبّع من سمّوهم “الإرهابيين” من شباب المقاومة، فقد أطبقوا الصمت كعادتهم، وهم يشاهدون بأمّ العين قتل حفيدة دون سنتها الأولى، وجد يفوق السبعين، في مشهد يؤكد بأن الإرهاب الذي بلغه الصهاينة ومن معهم فاق كل أعمال الطغاة.

يوجد في كتب التاريخ العديد من القصص والأساطير، عن التضحيات التي قدّمتها الأمم من أجل حريتها بالخصوص، وحكايات عن همجية الظالمين، ولكن ما حدث في العدوان على غزة، قدّم متناقضين لا يمكن سوى استشراف نهايتهما، من طاغية مستعدٍّ لأن يبيد كل شيء، من أجل نفسه، التي هي في الحقيقة لا شيء، ومقاوم مستعد ليضحي بكل شيء من أجل الشيء الأعظم.

اسمه خالد نبهان، واسمها ريم، كانا يعيشان حياة الرقي بين جدٍّ وحفيدته، إحساس لا يعرف مذاقه إلا الراقيون، فارتقت وأبى إلا أن يرتقي، حيث المرتقين، هناك حيث الطهارة، بعيدا عن قذارة “هنا”.

لقد قتلوا ذات خريف روح الروح، وعادوا ذات شتاء ليقتلوا صاحب صيحة روح الروح، ولكن ستبقى منبع روح الروح، فلسطين، تطل في كل ربيع لتطلق مزيدا من روح الروح.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة خالد نبهان روح الروح غزة شهداء مجازر روح الروح خالد نبهان مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة روح الروح

إقرأ أيضاً:

رمضان عبدالمعز: الحياة الطيبة هي سكينة الروح لا وفرة المال

دعا الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبدالمعز إلى ضرورة تجديد وتحديث أسلوب مخاطبة الأبناء عند تعليمهم عن حقيقة الإيمان بالله وأهميته.

رمضان عبدالمعز: “تعلّموا التواضع من النبي الذي عرج إلى السماء وجلس يأكل على الأرض” رمضان عبدالمعز: أهل البلاء من أولياء الله الذين اصطفاهم بالصبر وجبرهم بالجنة


وأكد الشيخ عبدالمعز ، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، على أهمية توضيح ثمرات الإيمان للمؤمنين بلغة بسيطة، مشيراً إلى أن هذه الثمرات تشمل "خير الدنيا والآخرة". ودعا إلى تدبر القرآن الكريم والسنة النبوية لتوضيح هذه المعاني.

و استشهد الشيخ عبدالمعز بقوله تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً"، منبهاً إلى الفهم الخاطئ الشائع لمصطلح "الحياة الطيبة".

وأوضح أن الكثيرين يربطونها خطأً بكثرة المال والمظاهر المادية، مشدداً على أن "الحياة الطيبة ليست في كثرة المال"، مستدلاً بحالات الانتحار التي تحدث بين الأثرياء.

وأكد الداعية أن السعادة الحقيقية تكمن في تقوى الله، وأن الحياة الطيبة تخص "النفس والروح" وليس الجسد. وقدم شواهد تاريخية لإثبات ذلك، أبرزها قصة الصحابي بلال بن رباح الذي كان يقول "أحدٌ أحد" تحت وطأة التعذيب، مشيراً إلى أن قوة إيمانه جعلته لا يشعر بلهيب الصحراء أو التعذيب الجسدي.

كما استشهد بقصة ماشطة بنت فرعون التي رأت جزاءها في الجنة رغم العذاب.

و بيّن الشيخ رمضان عبدالمعز أن الحياة الطيبة هي السكينة النفسية والاطمئنان الروحي، مستذكراً حال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي مرت عليه الأشهر دون أن يُوقَد في بيته نار (أي دون طبخ)، ومع ذلك كانت حياته أسعد البيوت.

وأشار إلى أن المؤمن حين يضعف جسده، تقوى روحه، ويستقبل لحظة لقاء الله بفرح وسرور، قائلاً: "غداً نلقى الأحبة رسول الله وصحبه".

 

https://youtu.be/7oG8WGfOLJI?si=bvI-1wJjuD3RBDZk

مقالات مشابهة

  • رمضان عبدالمعز: الحياة الطيبة هي سكينة الروح لا وفرة المال
  • في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز.. ما هي المصاعب التي تواجه المرضى في العالم العربي؟
  • تعرف إلى طائرة إيرباص إيه 320 التي أربكت حركة الطيران في العالم
  • التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة بالبلاد
  • شرطة دبي تُتوّج الفائزين في سباق «الروح الإيجابية» للدراجات
  • دول العالم الثالث التي حظر ترامب استقبال المهاجرين منها:
  • يمنى العيد في سيرتها «أرق الروح» نضال من أجل العلم وكسر للتقاليد البالية
  • بين حصار لا ينتهي وموت بطيء .. الحقيقة التي يحاول العالم تجاهلها في غزة
  • حكم الإجهاض في حالات تشوه الجنين ومراحل الحمل ..دار الإفتاء توضح
  • صفاء الروح