تجميد الجثث أملا في إعادة إحيائها مستقبلا لم يعد يقتصر على الخيال العلمي
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
قررت بيكا زيجلر، البالغة من العمر 24 عامًا، تجميد جثتها في براد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها في المستقبل.
ووقّعت هذه المرأة الأمريكية، التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقدًا مع شركة «تومورو بايوستيتس» الناشئة، المتخصصة في حفظ الموتى عند درجات حرارة منخفضة جدًا، بهدف إعادة إحيائهم إذا ما توصل التقدم العلمي إلى ذلك يومًا ما.
وعند وفاة زيجلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.
وتقول زيجلر، وهي مديرة قسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لوكالة فرانس برس: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».
لم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد، الذي ظهر في ستينيات القرن العشرين، مقتصرًا على أصحاب الملايين أو على الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» حيث تم تجميد هان سولو، أو فيلم «هايبرنيتس» الذي يعود فيه رجل تحرر من الجليد القطبي إلى الحياة.
وتوفر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة منذ فترة، ويُقدّر عدد الأشخاص الذين وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بحوالي 500 فرد.
وتأسست شركة «تومورو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.
وفي حديث لوكالة فرانس برس، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة: «إن أحد أهدافنا هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».
ومقابل مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار)، تتقاضاه الشركة من زبائنها طوال حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.
ويُضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة، أو 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده، ويمكن تغطية هذه التكاليف من خلال نظام تأمين على الحياة.
ويقول كيندزورا (38 عاما)، المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا: إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.
وتشير شركة «تومورو بايوستيتس» إلى أنّ لديها نحو 700 زبون متعاقد معها، وتؤكد أنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بنهاية عام 2023.
ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما، وهم يعملون في قطاع التكنولوجيا، ومعظمهم من الذكور.
وعند وفاة أحد الزبائن، تتعهد «تومورو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصا لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء، ثم يتم حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.
«دماغ أرنب»
وفي عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحالة مثالية بفضل عملية التبريد، وفي مايو من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، وأظهرت الدراسات أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهرا من التخزين المبرد.
مع ذلك، يرى هولجر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، أن الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جدا.
ويقول: «نشكّ في ذلك، وأنصح شخصيا بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».
ويضيف: «في الممارسة الطبية، إن الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينيات القرن العشرين».
ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكنًا أم لا، وأعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعًا لا».
وبغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيجلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها.
وتضيف: «قد يبدو الأمر غريبا، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».
وكالة فرانس بريس العالمية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی المستقبل
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: حرب غزة أوقفت ميناء إيلات وأضرت بالبحث العلمي
ناقشت وسائل إعلام إسرائيلية أثر الحرب على قطاعي الاقتصاد والبحث العلمي في إسرائيل، والخسائر الناجمة عن توقف حركة السفن تماما في ميناء إيلات.
كما تطرقت تلفزيونات إسرائيلية لما وصفه ضيوف إسرائيليون بأنه تماهي موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايم: هكذا أصبحت الملكة فيكتوريا أكبر تاجر مخدرات على الإطلاقlist 2 of 2غارديان: أرقام صادمة عن كراهية الإسلام في بريطانياend of listوذكرت قنوات إسرائيلية أن هناك عواقب درامية للحرب في غزة وللصور القاسية التي تخرج من هناك على مكانة وعمل العلماء الإسرائيليين، وقالت إن المنح العلمية تراجعت بشكل كبير.
وحسب البروفيسور عيران سيغل من معهد وايزمن للعلم، فإن الحرب تضر بالبحث العلمي، إذ بلغ التراجع في الموازنات الأوروبية 70%، أي في المخصصات التي يحصل عليها إسرائيليون من الاتحاد الأوروبي.
كما ألحقت حرب غزة أضرارا هائلة بميناء إيلات، وأوردت القناة كان 11 أن 50 ألف سيارة جديدة كانت تقف في الميناء قبل وقت قصير من بدء الحرب، ولكن الآن لا توجد أي سيارة.
وأشارت القناة إلى أن المسار البحري والميناء تضررا بشكل عام بسبب هجمات جماعة أنصار الله (الحوثيين).
ونقلت عن المديرالعام لميناء إيلات، جدعون غولبر قوله إن الحوثيين أغلقوا فعليا ميناء إيلات منذ 20 نوفمبر/تشرين الثاني عندما استولوا على سفينة تابعة لشركة ملاحة يابانية مع طاقمها، وأغلقوا باب المندب.
تصريحات ترامب
وعن تصريحات ترامب بشأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال باراك رفيد، وهو محلل سياسي في موقع "والا " و"سي إن إن" إنه لا يعرف إذا كانت تصريحات الرئيس الأميركي "لهدف تكتيكي وهو إخافة حركة حماس أم إن هناك تغييرا إستراتيجيا". وأضاف أن ترامب يقول "أنا لا أريد المفاوضات، بل أريد حربا أخرى وسنحاول القضاء على حماس".
وأقر بأن ترامب منح نتنياهو -المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية– مطلق الحرية في غزة على مدى نصف السنة الأخير، سواء فيما يتعلق بالحرب ميدانيا أو بالمفاوضات حول صفقة الأسرى، مشيرا إلى أن ترامب تبنى إستراتيجية نتنياهو عبر الصفقة الجزئية وكذلك بشأن الوضع الإنساني.
إعلانورأى المحلل السياسي الإسرائيلي أن الولايات المتحدة وإسرائيل فشلتا في تلك الجوانب حتى الآن، موضحا أن إسرائيل تواصل تدمير غزة، ومع ذلك لم يتم القضاء على حماس، فهي موجودة هناك.
وفي قضية الأسرى، فإن الأسير الوحيد الذي أطلق سراحه منذ تولي ترامب الرئاسة هو عيدان ألكسندر، وأفرج عنه عبر مفاوضات مباشرة بين واشنطن وحماس دون علم إسرائيل، كما قال.
وفي القضية الإنسانية، يقول رفيد إن "واشنطن وتل أبيب أنشأتا الصندوق الإنساني لغزة، وهذا الأمر لم يفشل فقط، بل أصبح الوضع الإنساني في غزة في أسوأ أحواله منذ بداية الحرب".
أما حاييم ليفنسون، وهو مقدم برامج سياسية في القناة 12، فخاطب رئيس هيئة الأركان إيال زامير قائلا "توقف عن مخاطبة المجلس المصغر.. فهم صم بكم، وأنت تتلقى تعليمات مستحيلة التنفيذ ولا تحقق أي نتائج على الأرض"، وطالبه بأن يخبر الجمهور الإسرائيلي بما يحدث.
وقال "بدلا من انتهاء الحرب جاءوا إلينا بكارثة على الساحة الدبلوماسية مع الصور الفظيعة عن المجاعة في غزة".