موقع 24:
2025-07-13@10:00:08 GMT

إف 16 تقترب من أوكرانيا.. هل تنفذ موسكو وعيدها؟

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

إف 16 تقترب من أوكرانيا.. هل تنفذ موسكو وعيدها؟

في خطوة طال انتظارها، أعادت واشنطن الأمل لأوكرانيا، أمس الخميس، بالموافقة على تزويدها بمقاتلات "إف-16".

موسكو حذرت أمريكا وشركاءها من تزويد أوكرانيا بمقاتلات إف 16

وكان مسؤول أمريكي، أكد موافقة الولايات المتحدة على إرسال مقاتلات F-16 من الدنمارك وهولندا إلى أوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي، فور اكتمال تدريب الطيارين، وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

الإطار الزمني

وأضافت "نيويورك تايمز" في تقريرها، أن "الشرط الأمريكي لتزويد أوكرانيا بـ "إف 16"، هو إتمام الطيارين الأوكرانيين تدريبهم بالكامل على قيادتها وصيانتها، هذا ما سيجعل الموافقات الأمريكية تتأخر لعدة أشهر".

ومن غير المرجح أن يفاجئ الإطار الزمني للموافقات الأمريكية، أوكرانيا، فقد أعلن المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إهنات، مساء أمس الأول الأربعاء، أن "أوكرانيا لن تتمكن من استلام مقاتلات إف-16 من الحلفاء في فصلي الخريف أو الشتاء المقبلين"، فيما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تكثف إنتاج الطائرات المسيرة.

وأضاف إهنات لشبكة تلفزيون "يونايتد نيوز" أنه" لا ينبغي توقع وصول مقاتلات إف-16 إلى أوكرانيا في فصلي الخريف أو الشتاء المقبلين"، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم". وتابع "من الواضح بالفعل أننا لن نكون قادرين على حماية أوكرانيا بطائرات إف 16- هذا الخريف والشتاء"، مضيفاً  "كانت لدينا آمال كبيرة على هذه المقاتلات".

وأشارت الصحيفة إلى أن تقييم أجرته القوات الجوية الأمريكية في مارس (آذار)، قال إن "أسرع إطار زمني للتدريب الكامل للطيارين سيكون من 4  إلى 6 أشهر، فيما جاءت تقديرات أخرى لمدة أطول، كما  أن التدريب اللازم على صيانة الطائرات سيحتاج وقتاً طويلاً".

وبحسب الصحيفة، قال المسؤولون الأمريكيون إن "أوكرانيا حددت 8 طيارين مقاتلين فقط يتحدثون الإنجليزية جيداً بما يكفي لبدء التدريب. وهذا يعتبر أقل من اللازم لسرب واحد. كما تم إرسال حوالي 20 آخرين إلى بريطانيا هذا الشهر لتعلم اللغة الإنجليزية".

وأمس الخميس، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الجنرال باتريك رايدر، بهذا الشأن إن "الولايات المتحدة مستعدة لاستضافة الطيارين الأوكرانيين لتدريبهم"، مضيفاً أن واشنطن مستعدة أيضاً لدعم جهود التدريب بالتنسيق مع حلفائها.

وقبل أن يوافق بايدن في مايو (أيار)على السماح للطيارين الأوكرانيين بالتدريب على مقاتلات إف 16، أعلنت بريطانيا وهولندا عن تحالف دولي لتزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة والتدريب على طيرانها، وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في ذلك الوقت إن "التدريب سيبدأ هذا الصيف".

ويقول الخبراء إن الهجوم المضاد الأوكراني، والذي بدأ قبل شهرين،  لديه فرصة  للانتصار  على الروس دون الحاجة إلى المقاتلات إف 16 ولكن من المرجح أن يكون ذلك بطريقة أكثر صعوبة،، بحسب نيويورك تايمز.

وتمتلك أوكرانيا طائرات مقاتلة من الحقبة السوفيتية من طراز ميغ وسوخوي، لكنها سعت منذ فترة طويلة بقوة للحصول  على مقاتلات إف 16 أمريكية الصنع لمساعدتها في مواجهة روسيا.

Allies will be allowed to send F-16s to Ukraine after its pilots are trained, a U.S. official says https://t.co/3oPd4m3sVl

— New York Times World (@nytimesworld) August 18, 2023 موافقة واشنطن

وفي السياق ذاته، أكد مسؤول الأمريكي لوكالة "رويترز"، لم تكشف عن هويته، أن "واشنطن منحت الدنمارك وهولندا تأكيدات رسمية بتسريع إجراءات الموافقة على طلبات نقل المقاتلات إف 16 إلى أوكرانيا عند حصول الطيارين على التدريب".

وقال المسؤول إن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن أرسل خطابين لنظيريه الدانماركي والهولندي يؤكد لهما أن الولايات المتحدة ستوافق على الطلبات".

وقال بلينكن، في خطابيه: "أكتب للتعبير عن دعم الولايات المتحدة الكامل لنقل طائرات إف-16 المقاتلة إلى أوكرانيا وتدريب الطيارين الأوكرانيين ليصبحوا مُدَرّبين مؤهلين على الطائرة".

وأضاف بلينكن أنه "يظل من الحيوي أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد عدوان روسيا المتواصل وانتهاكها سيادتها"، لافتاً إلى أن "الموافقة على الطلبات ستتيح لأوكرانيا الاستفادة الكاملة من قدراتها الجديدة بمجرد اكتمال تدريب أول مجموعة من الطيارين".

وتعد موافقة الولايات المتحدة "لازمة" لنقل أي طائرات عسكرية من حلفائها إلى أوكرانيا، وهو ما طلبت الدنمارك وهولندا التأكيد عليه حديثاً.

❗️ The #UnitedStates has approved sending F-16 fighter jets to #Ukraine from #Denmark and the #Netherlands, reports Reuters. https://t.co/qY5TgZ3q60

— NEXTA (@nexta_tv) August 17, 2023 تدريب الطيارين

وأعطى الرئيس الأمريكي جو بايدن رسمياً الشهر الماضي الضوء الأخضر للشركاء الأوروبيين لبدء برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين على المقاتلات إف 16، مؤكداً أن بلاده ستقدم الدعم اللازم لتسهيل التدريب.

وكان من المقرر أن يبدأ تحالف من 11 دولة في تدريب الطيارين الأوكرانيين على تشغيل الطائرات من طراز إف-16 هذا الشهر في الدنمارك.

وأكد وزير خارجية الدنمارك، لارس لوكه راسموسن، أن "بلاده حصلت على موافقة أمريكية لإرسال طائراتها المقاتلة طراز "إف16-" لأوكرانيا، بمجرد تدريب الطيارين".

وطبقاً لمقابلة بثتها القناة التلفزيونية الرئيسية "دي.آر" لهيئة الإذاعة الدنماركية، فقد ذكر راسموسن إنه حصل على "رسالة ودية" من وزير الخارجية الأمريكي، بلينكن تعطي الدنمارك "خيارات معينة للعمل"، حسب وكالة "بلومبرغ" للأنباء اليوم الجمعة.

ولكنه امتنع عن الكشف عن الموعد المحتمل لإرسال الدنمارك الطائرات.

مقاتلات إف 16

ومقاتلة "إف 16"، التي تصنعها شركة فالكون الأمريكية، دخلت الخدمة للمرة الأولى بالقوات الجوية الأمريكية عام 1980.

وصممت المقاتلة ذات المقعد الفردي للقتال الجوي والضربات الجوية، وحظيت بشعبية لدى الجيوش بجميع أنحاء العالم، لكن عدداً منها بدأت الآن في بيعها لاستبدالها بطائرات أكثر تطوراً.

وتتميز مقاتلة إف 16 بقدرتها على الطيران بسرعات عالية والتحليق بارتفاعات كبيرة، كما أنها مجهزة بأحدث التقنيات العسكرية للتحكم والتصويب والمراقبة.

تحذير روسي وتهديد نووي

وتنذر هذه الخطوة الأمريكية، بإشعال غضب الكرملين مجدداً، حيث تتهم موسكو الولايات المتحدة وحلف الناتو، باختلاق أخطار اشتباك مسلح مباشر معها، مؤكدة أن تزويد أوكرانيا بمقاتلات إف 16 سيترتب عليه عواقب كارثية.

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، حذر الشهر الماضي في مقابلة مع صحيفة "لينتا دوت رو" الإلكترونية، من أن مقاتلات "إف 16" التي ستستلمها أوكرانيا، ستكون بمثابة تهديد "نووي" لبلده.

وقال لافروف: "سنعتبر مجرد امتلاك القوات الأوكرانية أنظمة مماثلة تهديداً من الغرب في المجال النووي"، مؤكداً "لا يمكن لروسيا أن تتجاهل قدرة هذه الأجهزة على حمل شحنات نووية"، مشيراً إلى أن "موسكو حذرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا"، فهل سيشهد العالم على حرب نووية جديدة؟.


FM #Lavrov on plant to supply #F16 to Kiev: We will regard the very fact that the????????armed forces have such systems as a threat from the West in the #nuclear sphere. pic.twitter.com/bu52QqWTpu

— Russian Embassy, UK (@RussianEmbassy) July 15, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية واشنطن روسيا الحرب في أوكرانيا أوكرانيا الطیارین الأوکرانیین الولایات المتحدة تدریب الطیارین إلى أوکرانیا مقاتلات إف 16

إقرأ أيضاً:

هل تحلق أجنحة التنين في سماء إيران؟

منذ دخولها الخدمة مطلع الألفية عام 2006، شكّلت طائرة "تشنغدو جيه-10 (Chengdu J-10) أو "التنين القوي" حجر الزاوية في تحديث سلاح الجو الصيني، كونها أول مقاتلة متعددة المهام تُنتجها بكين محليًا بتكنولوجيا متقدمة، وبقدرات تنافس مقاتلات غربية وروسية من نفس الجيل.

وتتميز نسخة "جيه-10 سي" (J-10C) المطورة بأنظمة طيران متقدمة تضاهي تلك الموجودة في أغلب الطائرات الحربية الغربية، مما يعزز من قدرات الطيار على تنفيذ المهام بفعالية عالية.

وقد أثار الحديث مؤخرا عن صفقة عسكرية محتملة بين الصين وإيران -لبيع طائرات "جيه-10 سي" وذلك بعد أيام قليلة من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران– تساؤلات حول أهداف هذه الصفقة ودلالاتها الإستراتيجية.

فهل هي مجرد صفقة أسلحة لتعزيز قدرات إيران الدفاعية، أم خطوة إستراتيجية تعكس تحولا في الدور الصيني بالمنطقة؟ وهذا التقرير يحاول تفكيك أبعاد الصفقة المحتملة، ويقاربها ضمن السياقات الإقليمية والدولية الراهنة.

وزير الخارجية الصيني ونظيره الإيراني يوقعان اتفاقية الشراكة الإستراتيجية عام 2021 (الأوروبية) تفاصيل الصفقة

وبينما يسود الغموض حول تفاصيل هذه الصفقة الجوية التاريخية، تطفو على السطح تساؤلات مثيرة حول ماهية هذه الطائرات وقيمتها الإستراتيجية؟

وتعد طائرة "جيه-10 سي" من مقاتلات الجيل الرابع المتقدمة، وتُصنف ضمن فئة "الجيل 4.5" وهي مزوّدة برادار "إيه إي إس إيه" (AESA) ومحرك مطور من طراز "دبليو إس-10 بي" (WS-10B) وتتمتع بقدرات مناورة وتسليح متقدمة تشمل صواريخ جو جو طويلة المدى.

ويُعتقد أن إيران تسعى منذ سنوات لامتلاك هذه الطائرة لتعويض عجز سلاحها الجوي الذي يعتمد على أسطول قديم من مقاتلات أميركية وروسية.

ووفق ما نقلته صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، في 26 يونيو/حزيران 2025، نقلا عن مصادر استخباراتية آسيوية، فإن "الاتفاق بين بكين وطهران يشمل تسليم 24 طائرة على دفعات تبدأ نهاية العام الجاري، مقابل دعم طهران لتمركز الشركات الصينية في ممرّات الطاقة الإيرانيّة".

إعلان

وقد بدأت المحادثات حول الصفقة منذ عام 2021، لكنها تسارعت في أعقاب توقيع اتفاق التعاون الإستراتيجي بين البلدين عام 2021، والذي مهّد لإطار تعاون عسكري واقتصادي أوسع.

ففي 27 مارس/آذار 2021، وقّعت الصين وإيران "اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة" تمتد إلى 25 عاما، لتكون بمثابة خارطة طريق لتعاون طويل الأمد بين البلدين في مجالات الاقتصاد والطاقة والبنية التحتية والدفاع.

وتستند الاتفاقية إلى مبدأ المنفعة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتشمل التزامات صينية ضخمة تبلغ قيمتها 400 مليار دولار، بالاستثمار في قطاعات إيرانية حيوية مثل تطوير الموانئ والسكك الحديدية، والنفط والغاز والبتروكيماويات، مقابل حصول بكين على إمدادات طاقة مستقرة بأسعار تفضيلية.

وتُعد الاتفاقية جزءا من سياسة الصين لتعزيز نفوذها عبر "مبادرة الحزام والطريق" في حين تسعى إيران عبرها إلى التخفيف من وطأة العقوبات الغربية وتثبيت حضورها في التوازنات الآسيوية.

كما تفتح الاتفاقية الباب أمام تعاون عسكري وأمني، من خلال تبادل الخبرات، وتنظيم تدريبات مشتركة، وتعزيز الصناعات الدفاعية، وهو ما انعكس لاحقا في تسارع التنسيق العسكري بين الجانبين، وصولا إلى صفقة مقاتلات "جيه-10 سي".

وجاءت المواجهات بين إسرائيل وإيران في يونيو/حزيران 2025 لتُعيد تحفيز الصين على تفعيل هذا التعاون مع طهران، في إطار سعيها لتقويض النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وفق تحليل معهد ستراتفور.

هل تكسر الصين قواعد اللعبة؟

وبينما تتسارع الأحداث في الشرق الأوسط، تبرز الصين كلاعب جديد يحمل مفاتيح تغيير الموازين، مما قد يؤدي إلى تحول جذري في دور بكين من شريك اقتصادي إلى ضامن أمني في المنطقة.

ففي 24 يونيو/حزيران الماضي، وضعت المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل أوزارها بعد 12 يومًا من القصف المتبادل، وخلّفت دمارا واسعا في منشآت عسكرية وبنى تحتية إيرانية، مقابل استهدافات دقيقة للبنية التحتية العسكرية الإسرائيلية خاصة في الجليل والنقب.

وفي هذا السياق، تبدو الصفقة الإيرانية المحتملة مع الصين بمثابة رد إستراتيجي لتعويض الخسائر، وخطوة تعكس مزيدا من الانفتاح الإيراني على المعسكر الشرقي.

وقد غرد الأمين السابق لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في 28 يونيو/حزيران، قائلًا "العقيدة الدفاعية الإيرانية بحاجة إلى إعادة هيكلة جوية، والتعاون مع الصين ليس مجرد خيار تكتيكي بل هو تحوّل إستراتيجي".

لطالما آثرت بكين أدوات النفوذ الاقتصادي على التدخلات العسكرية المباشرة في الشرق الأوسط. لكن الصفقة المرتقبة -إن تمّت- فستكون أول صفقة علنية تبيع فيها الصين طائرات قتالية لدولة تخوض مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، وتحت طائلة العقوبات الأميركية.

ووفق تحليل صادر عن مركز الدراسات التابع لوزارة الدفاع الأميركية، فإن "بكين تُدشّن مرحلة جديدة من الدبلوماسية الدفاعية، تعيد تشكيل موازين القوى التقليدية، وتخترق هيمنة واشنطن على أمن الشرق الأوسط".

تداعيات الصفقة

من المتوقع أن تلقي هذه الصفقة بين طهران وبكين بظلالها على المنطقة والعالم، وأن تثير ردود الفعل المتوقعة من القوى الكبرى، فهل نحن على أعتاب مرحلة جديدة من التوتر الجيوسياسي الذي سيشعل صراعات خفية وعلنية؟

إعلان

ورغم عدم صدور أي تصريح رسمي مباشر من الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة الصينية الإيرانية المحتملة، فإن مصادر استخباراتية إسرائيلية أعربت عن قلقها من تداعياتها.

فقد نقل تقرير نشره موقع صحيفة "إنديا تودي" عن مسؤول سابق باستخبارات الجيش الإسرائيلي قوله إن الصفقة "قد تتضمن تبادل معلومات عسكرية وتقنيات حساسة، وهو ما يثير قلقا إستراتيجيًا متزايدا في إسرائيل".

وأشار المصدر إلى أن امتلاك إيران مقاتلات من نوع "جي-10 سي" قد يقلص من هامش التفوق الجوي الإسرائيلي في أي مواجهة مستقبلية.

وفي المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي إسرائيلي من وزير الدفاع يسرائيل كاتس أو مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه محاولة لتفادي توتير العلاقات مع بكين، أو إعطاء الصفقة طابعًا تضخيميًا إعلاميًا يخدم طهران.

ويعكس هذا الصمت الرسمي ترددا إسرائيليا في الدخول بمواجهة علنية مع الصين، خاصة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية واشتباك واشنطن وبكين على أكثر من جبهة.

امتلاك إيران مقاتلات "جيه-10 سي" قد يقلص من هامش التفوق الجوي الإسرائيلي في أي مواجهة مستقبلية (شترستوك)

وتُعد الصفقة أيضا اختبارا حقيقيا للسياسة الأميركية تجاه كل من الصين وإيران، فإذا التزمت واشنطن الصمت، فقد تُتهم بالعجز عن فرض الانضباط الإستراتيجي على خصومها، أما إذا ردّت بعقوبات على الصين فإنها تخاطر بتأزيم علاقاتها مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفي هذا السياق، صرّح السيناتور الجمهوري جيم ريش -خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ مطلع يوليو/تموز الجاري- بأن الصفقة "تتجاوز الخطوط الحمراء، ويجب معاقبة أي كيان صيني يزود إيران بتقنيات قتالية تهدد حلفاءنا في المنطقة".

أما روسيا، التي لطالما كانت المزود الأساسي لطهران بالسلاح عبر صفقات شملت مقاتلات سوخوي ومنظومات دفاع جوي، فتتابع بقلق دخول الصين على خط السوق العسكرية الإيرانية.

وقد عبّر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي -خلال مؤتمر أمني في موسكو– عن قلق بلاده من "التسرع في تسليح أطراف إقليمية خارج نطاق التفاهمات التقليدية بين موسكو وطهران".

عقيدة عسكرية إيرانية جديدة

رغم أن العمود الفقري لقوة الردع الإيرانية لا يزال قائما على الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، فإن المواجهات الأخيرة مع إسرائيل أعادت إلى الواجهة نقاشا متزايدا داخل الأوساط العسكرية والإعلامية الإيرانية حول ضرورة تحديث القدرات الجوية الهجومية التقليدية.

ويرى مسؤولون ومحللون إيرانيون أن أي صفقة محتملة لشراء مقاتلات متطورة -في إشارة ضمنية إلى طائرات "جيه-10 سي" الصينية- من شأنها أن تعزز من قدرة طهران على فرض معادلات ردع جديدة، وتقليص الفجوة في ميزان التفوق الجوي، التي شكلت تقليديا نقطة ضعف في البنية العسكرية الإيرانية.

ومع إدخال البعد الجوي إلى الشراكة الصينية الإيرانية، يبدو أن طهران تمضي في تعزيز تموضعها ضمن محور الشرق، مستفيدة من انشغال الولايات المتحدة في ساحات التوتر الأخرى، مثل أوكرانيا وتايوان.

وتُقرأ الصفقة في هذا السياق بوصفها رسالة صريحة إلى واشنطن: النفوذ الصيني لم يعد محصورا في مشاريع البنية التحتية بل بات يمتد إلى أدوات الردع الصلبة.

وفي خضم هذه التحولات الدراماتيكية، تبقى الأعين شاخصة نحو السماء: هل ستحلق أجنحة التنين الصيني فوق الشرق الأوسط لترسم خريطة جديدة للمنطقة، أم أن التحديات الجيوسياسية ستحد من طموحاته؟

وإذا تمت صفقة "جيه-10 سي" بين الصين وإيران، فلن تكون مجرد صفقة سلاح، بل هي إعلان عن مرحلة جديدة من التموضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

فإيران تسعى لتعويض خسائرها العسكرية وإعادة هيكلة عقيدتها الجوية، في حين ترسل الصين رسالة ضمنية بأنها باتت فاعلا أمنيا لا يُستهان به في المنطقة. أما إسرائيل والولايات المتحدة، فتقفان أمام تحدي الردّ على هذا التطور دون إشعال حرب إقليمية جديدة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تسقط التهم عن طبيب متهم بإتلاف لقاحات كورونا
  • أوكرانيا تقصف هدفين إستراتيجيين جنوبي موسكو وروسيا تتقدم بدونيتسك
  • زيلينسكي يعلن استئناف شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا
  • سفير أوكرانيا في بريطانيا: نقترح نقل الصواريخ الأمريكية القديمة إلى كييف
  • إسرائيل تدعو الولايات المتحدة لاستئناف ضرباتها على الحوثيين
  • ترامب: الناتو سيدفع ثمن الأسلحة الأمريكية التي سترسل إلى أوكرانيا
  • هل تحلق أجنحة التنين في سماء إيران؟
  • قرار قضائي جديد بشأن منح الجنسية الأميركية للمولودين في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة الأمريكية: اكتشاف حفرية ديناصور نباتي نادر تحت موقف سيارات متحف دنفر
  • ألمانيا: مستعدون لشراء منظومات صواريخ "باتريوت" من الولايات المتحدة لإرسالها إلى أوكرانيا