ألقى محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديش، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، اليوم الخميس، محاضرة عامة، من رحاب الأزهر الشريف، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، بحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، ولفيف من قيادات الجامعة والقيادات السياسية والدبلوماسية، وجموع من طلاب بنجلاديش الدارسين في الأزهر.

وأعرب رئيس حكومة بنجلاديش، عن شعوره بسعادة بالغة لتواجده في رحاب الأزهر الشريف ووسط طلابه وأساتذته، قائلا: «شرف عظيم أن أحضر إلى مؤسسة الأزهر العريقة، فكلما زرت مصر كنت أنظر إلى الأزهر من بعيد، إنها خبرة لا تضاهيها خبرة حصلت عليها من قبل»، مشيدًا بتمكن الأزهر ونجاحه في رعاية تلك الأعداد الهائلة من الأكاديميين والطلاب المصريين والوافدين، موجهًا تحية خاصة لطلاب بلاده الدارسين بالأزهر، قائلا لهم: «دراستكم بالأزهر تتيح لكم نظرة ثاقبة على العالم والإنسانية جمعاء».

كلمة رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديش

وقال رئيس حكومة بنجلاديش: «في طفولتي، كان والدي يحكي لي ولإخوتي عن جامعة الأزهر كمرتكز علمي جوهري في الشرق، وليس كمجرد مؤسسة للتعليم العالي؛ وارتحل المئات من منطقتنا إلى هذه المؤسسة العظيمة طلبا للعلم. وبالنسبة لي، تمثل جامعة الأزهر تجسيداً للاستنارة، والتعاطف، والوئام، والتسامح، والشمول، وهي المفاهيم الجوهرية لدينا نحن المسلمين، وكذلك لدى الإنسانية جمعاء، وفي ذلك يتجاوز الأزهر الحدود التقليدية للدراسات الإسلامية».

وأضاف: «نحن ننظر إلى الأزهر كبوتقة لمذاهب عدة؛ تشمل الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي. ولطالما تمسك الأزهر بقيم العدالة والمساواة والبحث الفكري، والتي جذبت الناس إلى الإسلام في سنواته الأولى، كما سعى إلى إلهام روح البحث خارج نطاق الدين، وتعزيز تلك الروح»، مؤكدًا أن تأثير الأزهر في بنجلاديش قد امتد على نطاق واسع منذ زمن بعيد، حين جلب العلماء الذين تخرجوا من الأزهر التصوف إلى بنغلاديش، والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والروحي، قائلا: «حتى يومنا هذا، تحظى آراء علماء الأزهر بتقدير كبير في بنغلاديش، وما تزال تسهم في تشكيل الخطاب الديني والاجتماعي المعاصر».

تجربة في مساعدة الفقراء

وتحدث رئيس حكومة بنجلاديش عن تجربته في مساعدة فقراء في بلاده وتوفير المساعدات الإنسانية لهم بشكل مستدام، ومحاولاته لإقناع البنوك والمصارف لإعطاء قروض ميسرة للفقراء وعدم اقتصارها على المستثمرين فقط، داعيا الشباب للتفكير الجاد والبحث عن الحلول والطرق الأقرب لمساعدة الناس والفقراء، مؤكدا أنها مسألة مهمة ينبغي مراعاتها والحرص على تطبيقها، ومسؤولية جسيمة تقع على عاتق الشباب لإحداث التغيير الإيجابي والتقدم المنشود.

وتابع رئيس حكومة بنجلاديش، أنه حان الوقت لاتخاذ موقع جديد لنا في هذا العالم، في ضوء قيم الإسلام ومبادئه، والتفاعل ثانية مع العالم ونحن متحدون، قائلا: «أتطلع إلى الأزهر لقيادة التحول الضروري في مجتمعاتنا، حيث أن رسالته الجامعة فكريا وأخلاقيا وروحيا يمكن أن تلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم وكذلك الإنسانية جمعاء لتبني حضارة متوازنة ومتجانسة»، مؤكدًا: «نعيش في وقت يجب أن تتوجه فيها المساعي البشرية نحو البحث عن العدل والتصالح وعن نظام عالمي مُنصِف تمثل روح التعاطف الإنساني فيه أولوية تتغلب على روح الانتقام والظلم والمنظورات الضيقة للنظام العالمي».

وأكد رئيس حكومة بنجلاديش، أن قتل حوالي 45,000 فلسطيني في المجزرة المستمرة في غزة على مدار 14 شهراً يُعد تذكيراً مخيفا بمحدودية المعايير والمؤسسات الدولية، قائلًا: «لابد أن نوقف آلام الفلسطينيين ونتكاتف من أجلهم»، موضحا أن المفاهيم المغلوطة تنتشر في كثير من أنحاء العالم، وتتكاثر المعلومات المضللة، وتتفوق الأساطير تتفوق على الحقائق، وأنه غالباً ما يقع الإسلام والمسلمين ضحايا للتشويه والصور السلبية، وأن كل هذه الأزمات تشير في النهاية إلى أزمة أعمق فيما يتعلق بفهمنا للتعاطف أو للافتقار إليه.

ودعا رئيس حكومة بنجلاديش، إلى التفكير في كيفية تجديد نظام التعليم في العالم الإسلامي، ووضع الأكاديميين والباحثين والمفكرين المسلمين في طليعة الثورة العلمية والتقنية، قائلًا: «نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون بين دول العالم الإسلامي، وكذلك إلى التفاعل النشط مع الدائرة الأوسع للمعارف العالمية».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رئيس حكومة بنجلاديش الأزهر جامعة الأزهر بنجلاديش رئیس حکومة بنجلادیش جامعة الأزهر

إقرأ أيضاً:

وفاته تهز الأزهر.. 10 معلومات عن العالم الجليل أحمد عمر هاشم

توفي صباح اليوم الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عن عمر ناهز 84 عامًا بعد صراع مع المرض.


وشيّع جثمانه عقب صلاة الظهر من الجامع الأزهر، إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة في الزقازيق، وسط حالة من الحزن بين طلابه ومحبيه.


وُلد الراحل عام 1941 بمحافظة الشرقية، وتخرج في كلية أصول الدين، وتدرج في المناصب حتى تولى رئاسة جامعة الأزهر عام 1995.


عُرف بعلمه الغزير وأسلوبه البليغ في الدعوة، وألف العديد من الكتب في الحديث والسنة. 

نعى الأزهر ودار الإفتاء الفقيد، مؤكدين أنه كان من كبار علماء الحديث في العصر الحديث.


 ونستعرض المزيد من التفاصيل من خلال الفيديو جراف التالي...

طباعة شارك أحمد عمر هاشم الأزهر الشريف هيئة كبار العلماء وفاة أحمد عمر هاشم الحديث النبوي

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة أسيوط يترأس اجتماع مركز رعاية الطلاب ذوي الإعاقة
  • وفاته تهز الأزهر.. 10 معلومات عن العالم الجليل أحمد عمر هاشم
  • رئيس جامعة القاهرة يتابع انتظام طلاب الجامعة الأهلية
  • داعية من طراز فريد.. محافظ الشرقية ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم
  • رئيس جامعة طنطا: الجامعة الأهلية تمثل إضافة قوية للمنظومة التعليمية
  • رئيس جامعة طنطا يشدد على أهمية المشاركة في الأنشطة الطلابية
  • رئيس جامعة طنطا يتابع انتظام الدراسة ويلتقي طلاب الجامعة الأهلية
  • رئيس جامعة طنطا يتابع انتظام العملية التعليمية بكلية التجارة
  • جامعة الأزهر تفتح باب التقدم لبرنامج اللغة العربية للناطقين بغيرها لخريجيها
  • رئيس جامعة بنها يتفقد سير العملية التعليمية بالمعهد الفنى للتمريض