نظَّم “بيت الحكمة” بالشارقة، ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض “جلال الدين الروميّ: 750 عاماً من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور”، الذي يستمر حتى 14 فبراير 2025، جلسة حوارية بعنوان “استكشاف الأبعاد الروحية: المنحوتات والمعارض المستوحاة من جلال الدين الرومي”، تحدّث فيها الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، الكاتب والباحث في الشؤون الاجتماعية والسياسية والثقافية لدول الخليج العربي، ومؤسِّس مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، والنحات العالمي خالد زكي.


كما شهد “بيت الحكمة” أمسية شعرية بعنوان “في رحاب أشعار الرومي”، شارك فيها نخبة من الشعراء والشاعرات، وهم: شيخة المطيري، وشهد ثاني، والدكتور حسن النجار، وأمل السهلاوي، وسارة النعيمي، وعلي الشعالي، وحصة الدحيل، وأسماء الحمادي، الذين أبحرت قصائدهم باللغتين العربية والإنجليزية في عوالم جلال الدين الرومي، مستلهمين من فلسفته وأفكاره نصوصاً تجمع بين عمق الفكرة وجماليات الأسلوب.
وهدفت الأمسية إلى إثراء فعاليات المعرض بتجارب شعرية وفنية تحتفي بالمنجز المعرفي والثقافي لجلال الدين الرومي، وتفتح الآفاق أمام الحضور لاستكشاف جماليات وأسرار المعرض المخصص للإرث المعرفي والثقافي الذي تركه الرومي، وذلك بمناسبة مرور 750 عاماً على وفاته.

إرث خالد ينهل من عمق التجربة الإنسانية
وفي مستهل الأمسية الثقافية، أكّدت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، أهمية إحياء الإرث الإبداعي لجلال الدين الرومي من خلال هذا المعرض الاستثنائي، مشيرةً إلى أن هذه المبادرة الثقافية جاءت امتداداً لرحلة أوسع بدأت من صحراء مليحة، في مهرجان تنوير، حيث تماهت فلسفة الرومي مع أفق الطبيعة وسكونها، وصولاً إلى “بيت الحكمة” وما يضمه من مقتنيات نادرة تُعرض للمرّة الأولى خارج تركيا.
وقالت العقروبي: “إن تنظيم معرض (الرومي: 750 عاماً من الغياب… ثمانية قرون من الحضور) يعكس احتفاءنا بإرثٍ خالد ينهل من عمق التجربة الإنسانية، حيث تشكّل هذه الأمسية خطوة جديدة في هذه الرحلة الثقافية”، وتوجهت بالشكر للفنانين والشعراء الذين أضاؤوا الأمسية بإبداعهم، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث على ما أتاحه من كتب قيّمة أشعلت خيال المشاركين”.
وكان بيت الحكمة قد نظّم في وقت سابق من العام الجاري، زيارة للشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية إلى مهرجان تنوير الذي أُسدل الستار عليه نهاية نوفمبر الماضي في صحراء مليحة، وجسّدت فعالياته فلسفة الرومي، إلى جانبهم مشاركتهم في خلوة لقراءة كتب تتناول جوانب متعددة من حياة الشاعر والفيلسوف الشهير قدّمها مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ووصولاً إلى زيارتهم وتجولهم في معرض “الرومي: 750 عاماً من الغياب… ثمانية قرون من الحضور” ببيت الحكمة.

تحف فنية تنبض بالحياة
وفي الجلسة الحوارية “استكشاف الأبعاد الروحية: المنحوتات والمعارض المستوحاة من جلال الدين الرومي”، أكد الشيخ سلطان بن سعود القاسمي أن هناك عدداً كبيراً من الفنانين المصريين الذين رسموا عادات وتقاليد الصوفية في مصر، مثل محمود سعيد، الذي رسم لوحة “الذكر” في عام 1936، وهي من أهم أعماله التي تعكس العمق الروحي للصوفية وتعابيرها الفنية المميّزة، مشيراً إلى أن “الكثير من الناس يترجمون مفاهيم الصوفية إلى كلمات مكتوبة، ولكن الفنانين هم من يترجمونها إلى تحف فنية تنبض بالحياة وتلامس الروح”.
وأضاف: “تتجاوز عوالم الرومي الحواجز الجغرافية والثقافية، ما يفسر تقبّل فلسفته من قبل الثقافات العالمية المختلفة؛ فالرومي، من خلال شعره وفلسفته، يقدّم رسالة إنسانية وروحية تتحدّث إلى قلوب الناس في كل مكان وزمان، والفن، بقدرته على تجسيد المشاعر والأفكار، يلعب دوراً محورياً في نقل هذه الرسالة بطرق تتجاوز الكلمات، ما يعزز من فهم وتقدير إرث الرومي العالمي”.

فلسفة الرومي تتجسّد نحتاً
بدوره، قال النحات العالمي خالد زكي: “بعد رؤيتي للدراويش ازددت من قراءاتي حول عوالم الصوفية”. وأضاف: “حب العزلة يربطني بالصوفية، وبيت الشعر الذي أثر في نفسي هو: (لا تجزع من جرحك.. وإلا فكيف للنور أن يدخل إلى باطنك)، وهذا ما صورته في أعمالي مثل (رجل في القيلولة) و(الرجل الحكيم)، وغيرهما من القطع التي تجسّد الحكم التي تخرج من داخل الإنسان المنحوت، وفي نفس الوقت، يحتاج المنحوت إلى الصبر لإيصال الحكمة”.
وحول المحاور التي استلهمها من منهج الرومي في أعماله قال زكي: “معظم الأعمال التي أعملها في مجال الصوفية تتسم بالسكون والتأمل الذي ينبع من داخل القطعة، حيث تتماشى مع صفاء الروحانية الصوفية، وأتبنى نوعاً من التواضع والتخلّي، الذي يعني ترك الزينة والزخارف في القطعة النحتية، ما يعكس مبدأ الزهد الذي تتميّز به الصوفية. بالإضافة إلى ذلك، أحرص على تجريد أعمالي بطريقة تسمح للثقافات المتعددة بأن ترى فيها رؤيتها وتستلهم منها، وذلك بشكل مشابه لأشعار الرومي التي تتجاوز الحواجز الثقافية. هذا النهج جعل أعمالي تحظى بطلب كبير في العديد من الدول الأوروبية، حيث يجد المشاهدون فيها تجسيداً للروحانية والتنوع الثقافي الذي يتناغم مع تجاربهم الشخصية”.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عبد الوهاب شوقي: آخر المعجزات لا يتناول الصوفية.. والبوستر لم يكن دقيقا

كشف المخرج عبد الوهاب شوقي، عن سر حماسه تقديم فيلمه الاول"آخر المعجزات"، عن قصة قصيرة للكاتب الراحل نجيب محفوظ. 

وقال عبد الوهاب شوقي لـ صدى البلد: كنت أعمل علي مشروع آخر ليكون أولي اعمالي السينمائية القصيرة، وقد كانت قريبة من عالم قصة نجيب محفوظ، فاقترح علي منتج العمل ان اقوم تقديم قصة نجيب محفوظ، وحين قراءتها مرة ثانية تحمست لتقديمها، رغم ان الامر كان شاق، وصعب للغاية. 

إجمالي إيرادات الأفلام.. فرحة أمير كرارة وصدمة أحمد حاتمعلى أنغام قمرين وليلي نهاري.. عمرو دياب يتألق في حفل خاص بأبو ظبي

وأضاف عبد الوهاب شوقي: الفيلم لا يتناول عن الصوفية، ولكنه يتحدث عن أنسان هش مهزوم يرغب في التحقق، وفي الحقيقة ان بوستر الفيلم ربما كان يوحي ان العمل يتحدث عن الصوفية، وهذا ربما خطأ منا، ولم يكن ادق بوستر لطرحه. 

طباعة شارك المخرج عبد الوهاب شوقي آخر المعجزات نجيب محفوظ

مقالات مشابهة

  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • جلال كشك.. الذي مات في مناظرة على الهواء مباشرة وهو ينافح عن رسول الله
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986
  • بالفيديو.. ياسر مدخلي لـ"ياهلا بالعرفج": مسرح الخشبة هو الحياة الموازية التي نتمناها ونبحث عنها ونصلح فيها ما نعجز عن إصلاحه في الحياة!
  • ترامب يتهم “نيويورك تايمز” بالخيانة.. والصحيفة ترد: الشعب يستحق الاطلاع على صحة القائد الذي انتخبه
  • آخر إيرادات فيلم فيها إيه يعني أمس
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية
  • عبد الوهاب شوقي: آخر المعجزات لا يتناول الصوفية.. والبوستر لم يكن دقيقا
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى