طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الختامي لـ"إم جي إكس"
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
ترأس الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي رئيس مجلس إدارة شركة "إم جي إكس" الاجتماع الختامي لمجلس إدارة الشركة لهذا العام.
وأكد الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان خلال الاجتماع، أن دولة الإمارات تعمل على تحقيق الريادة العالمية في مجال التطوير والابتكار في تكنولوجيات المستقبل، وعلى تعزيز استدامتها وتنافسيتها ومكانتها كمركز عالمي للعلوم والتكنولوجيا، علاوة على تأهيل القدرات الوطنية وتمكين مطوري التكنولوجيا ورواد الأعمال وشركات التكنولوجية الناشئة من تطوير أعمالهم في رحلة التحول الرقمي.
وقال إن شركة "أم جي أكس" تسير بخطوات ثابتة وفق الخطط الموضوعة لتصبح إحدى أبرز الشركات العالمية التي تعمل على تسريع التحول التكنولوجي على مستوى العالم، وذلك من خلال تمكين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وشركات التكنولوجيا المتقدمة بالاستثمارات التي تدفع إلى الوصول لحلول في القطاعات الصناعية والإنتاجية بما يعزز من جودة ورفاهية حياة البشر، ويحقق مستقبلا مزدهرا للمجتمعات كافة.
واستعرض المجلس، خلال الاجتماع، الأداء التجاري والمالي للشركة لعام 2024، واستثماراتها وشراكاتها القائمة، كما أقر عددا من الاستثمارات الجديدة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة بما يتماشى مع استراتيجية الشركة المعتمدة.
وقال أحمد يحيى الإدريسي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة "إم جي إكس": "نحرص في "إم جي إكس" على تنفيذ استراتيجية استثمارية تدعم رواد الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، والعمل بشكل وثيق مع شركائنا العالميين في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والتكنولوجيا، بما يلبي طموحاتنا في أن نساهم بدور فاعل في الثورة التكنولوجية القادمة".
وكان مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في إمارة أبوظبي قد أعلن عن تأسيس شركة "إم جي إكس" في مارس 2024؛ ويتولى المجلس الذي تأسس في يناير من عام 2024 برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، مسؤولية تطوير وتنفيذ السياسات والإستراتيجيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في أبوظبي.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الإمارات أم جي أكس الذكاء الاصطناعي أبوظبي الإمارات شركات اقتصاد عربي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الإمارات أم جي أكس الذكاء الاصطناعي أبوظبي أخبار الإمارات طحنون بن زاید إم جی إکس
إقرأ أيضاً:
كيف حوَّلت الدول المتقدمة المخلفات إلى ثروة؟
عباس المسكري
في عالمٍ باتت فيه التحديات البيئية تتعاظم يومًا بعد يوم، لم تعد النفايات تُعدّ مجرد مخلفات تُلقى جانبًا أو تُوارى في باطن الأرض، بل تحوّلت في بعض الدول إلى مورد اقتصادي ثمين، يُستثمر بذكاء ويُدار باحتراف، وفي طليعة هذه الدول، تقف الدول المتقدمة شاهدةً على نجاح تجربة فريدة، تمزج بين الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي المجتمعي، وتفتح بابًا واسعًا للاستثمار الأخضر.
ففي مراكز التسوق الكبرى هناك، لا يقتصر الأمر على عرض البضائع وتنظيم المتاجر، بل تمتد المسؤولية لتشمل البيئة نفسها، وتُوضع في هذه المراكز مكائن ذكية صُممت خصيصًا لجمع المخلفات، وقد تم تخصيصها بعناية لاستقبال الزجاجات البلاستيكية، والعلب المعدنية، ومخلفات الكرتون، وهذه الآلات التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة في فكرتها، تُعدّ ثمرة تفكير مستقبلي يربط التكنولوجيا بالسلوك الإنساني، ويمنح كل شخص فرصة لأن يكون شريكًا في إنقاذ البيئة، دون أن يُكلفه ذلك جهدًا يُذكر.
يقوم الفرد بوضع مخلفاته المفروزة داخل الآلة، لتقوم الأخيرة بفرزها ووزنها وإصدار وصل إلكتروني أو ورقي يحمل قيمة رمزية، تُحسب بناءً على كمية المخلفات المدخلة ونوعها. اللافت أن هذا الوصل ليس مجرد مكافأة شكلية، بل يمكن استبداله مباشرة بمنتجات من نفس المركز التجاري، أو استخدامه كرصيد مالي مخفّض، ما يجعل من إعادة التدوير تجربة مفيدة على المستويين الشخصي والعام.
لقد أثبتت هذه المبادرة جدواها الفعلية، ليس فقط من حيث تقليص حجم النفايات العشوائية أو رفع نسب التدوير، بل في ترسيخ ثقافة جديدة تقوم على الشراكة البيئية بين المواطن والمؤسسة. فالأفراد باتوا أكثر وعيًا بقيمة ما يلقونه في سلة المهملات، والشركات الخاصة التي استثمرت في هذه المكائن وجدت في هذه المنظومة فرصة لجمع مواد أولية قابلة للبيع، وبناء صورة مجتمعية إيجابية تُعزّز من حضورها كمؤسسات مسؤولة.
ومن اللافت أن هذه التجربة، رغم بساطتها الظاهرة، تعتمد على رؤية اقتصادية دقيقة، فهي لا تكتفي بتحقيق الربح المادي من المواد المعاد تدويرها، بل تُسهم في تخفيف الضغط على البلديات، وتقليل استخدام المواد الخام، وتوفير الطاقة، وكل ذلك يصب في خانة التنمية المستدامة التي تسعى إليها معظم دول العالم اليوم.
وفي ظل هذا النموذج المتكامل، تبرز تساؤلات مشروعة، لماذا لا نبدأ بتطبيق مثل هذه المبادرات في مدننا؟ ألا نملك الموارد والبنية التحتية والمراكز التجارية الكبرى؟ أليست الشركات المحلية قادرة على المساهمة في هذا التغيير الحضاري الذي لا يخدم البيئة فحسب، بل يعزز قيمة المسؤولية المجتمعية لديها؟
إن الخطوة الأولى قد لا تكون سهلة، لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة، فحين تتحوّل المخلفات إلى قيمة، ويتحوّل السلوك اليومي البسيط إلى فعل بيئي راقٍ، نكون قد بدأنا بالفعل في إعادة تشكيل علاقتنا مع هذا الكوكب. وبين ركام النفايات، قد يختبئ ذهبٌ لا يُقدّر بثمن، ينتظر فقط من يمدّ يده إليه بفكرٍ واعٍ ونية خالصة.
ومن هنا، فإن الأمل معقود على الجهات المختصة في السلطنة، للنظر بعين الجدّ إلى مثل هذه النماذج العالمية التي أثبتت نجاحها، وتبنّيها بفكر وطني خالص، يُراعي خصوصية المجتمع ويستثمر في وعيه المتزايد بالقضايا البيئية ، بل إن من الجدير التفكير في تأسيس شركة مساهمة عامة تُعنى بإدارة تدوير المخلفات بشكل مبتكر، يكون لها فروع في مختلف محافظات السلطنة، وتتولى مسؤولية بناء منظومة تدوير حديثة ترتكز على التكنولوجيا والتحفيز المجتمعي، وتشرك القطاعين العام والخاص في تحقيق بيئة أكثر نقاءً، واقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة ، إننا بحاجة اليوم إلى مبادرات لا تنتظر التغيير، بل تصنعه.