حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أن ملايين الأطفال في اليمن معرضون لخطر الإصابة بالأمراض، إذا لم يحصلوا على التطعيمات الروتينية، وخدمات التغذية الأساسية، منوّهة بأن نصف مليون طفل لم يتمكنوا من الوصول إلى التعليم.

وفي بيان، ذكرت «يونيسيف» أن عدم توفر التمويل في الوقت المناسب يعرض ملايين الأطفال للخطر، حيث «يفتقد أكثر من مليون طفل دون سن الواحدة التطعيمات الروتينية، ولن يحصل أكثر من 4.

8 ملايين طفل على خدمات التغذية الأساسية، ولن يتمكن نحو 3.7 ملايين شخص؛ بينهم 1.8 مليون طفل، من الحصول بانتظام على مياه الشرب المأمونة، ولن يتمكن نصف مليون طفل من الوصول إلى التعليم الرسمي أو غير الرسمي، الأمر الذي يعرض الأطفال لمخاطر كبيرة».

احتياجات متفاقمة

ومع تأكيد الأمم المتحدة أن هناك 11 مليون طفل في اليمن بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، ذكرت المنظمة أن النظم الاجتماعية والاقتصادية في البلاد لا تزال في خطر بعد ثماني سنوات من الصراع، ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات في جميع القطاعات والفئات؛ خاصة الأطفال، بالتالي فـ«الافتقار إلى التمويل للتدخلات العاجلة، يشكل تحدياً لاستمرارية الخدمات الرئيسة، ما يضع حياة الأطفال، ورفاههم، في خطر». ووفق ما ذكرته «يونيسيف»، فإنها قامت بمراجعة الاحتياجات بما يتواءم مع خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري، من أجل «الوصول بالبرامج الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد»، واستهداف السكان في المناطق الأكثر احتياجاً عبر تقديم المساعدة المباشرة المنقذة للحياة، وبناء أنظمة لتعزيز الصلة بين العمل الإنساني، وبرامج التنمية والقدرة على الصمود».

المنظمة في ندائها قالت إنها تحتاج إلى 475.2 مليون دولار، للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، وتلبية الاحتياجات الحرجة في مجالات الصحة، والتغذية، والمياه، والصرف الصحي، وحماية الطفل، والتعليم، والحماية الاجتماعية، خلال العام الجاري. في منحى آخر، عاد الوسطاء الإقليميون إلى صنعاء برفقة فريق المفاوضين الحوثيين، لمناقشة مقترحات إبرام اتفاق جديد للسلام، يشمل هدنة طويلة، واستئناف العملية السياسية، ومعالجات إنسانية واقتصادية.

وبعد أيام على تأكيد مصادر دبلوماسية، تحقيق تقدم مهم في لقاءات الوسطاء مع الأطراف اليمنية، أعلن وصول فريق الوسطاء الإقليميين إلى العاصمة اليمنية، للتشاور مع قيادات الحوثيين، وتقييم المرحلة، واستئناف العملية التفاوضية، في مقدمتها: معالجة الملفات الإنسانية العالقة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن، هانس غروندبيرغ، أكد أن عمله مع الطرفين اليمنيين، ودول الإقليم، حيث زار الرياض، وعقد اجتماعات مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، وغيره من كبار المسؤولين اليمنيين، كما التقى مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى. وعقد لقاءات مع ممثلي الحوثيين، ومسؤولين عُمانيين رفيعي المستوى.

وأكد غروندبيرغ أن مكتبه عقد لقاءات عدة خلال الأسبوعين الماضيين مع مسؤولين حكوميين في عدن، وممثلين عن الحوثيين في صنعاء. وأن الأطراف لا تزال تبدي استعداداً عاماً للبحث عن الحلول، لكنه شدد على الحاجة إلى أن يترجم ذلك الاستعداد إلى خطوات ملموسة، خصوصاً فيما يتعلق بالوصول إلى اتفاق واضح حول طريق للتقدم يشمل البدء في عملية سياسية يمنية جامعة.

وأكد المبعوث الأممي أنه رغم انتهاء الهدنة أكتوبر الماضي، لم تعد الأعمال العدائية على الجبهات إلى مستويات ما قبل الهدنة، كما انخفضت أعداد الإصابات بين المدنيين انخفاضاً كبيراً، إلا أن القتال المتقطع، وتبادل النيران، مستمران على بعض الجبهات، خاصة في تعز، ومأرب، والضالع، والحديدة، وشبوة، وصعدة. وانتقد غروندبيرغ التهديدات العلنية لقادة الحوثيين بالعودة إلى الحرب، وقال إن ذلك خطاب لا يساعد في المحافظة على بيئة مواتية لوساطة مثمرة، داعياً الطرفين إلى الامتناع عن التصعيد الخطابي، وإلى الاستمرار في استخدام قنوات الحوار، التي أنشأتها الهدنة من خلال لجنة التنسيق العسكري، والبناء على القنوات لخفض التصعيد.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: ملیون طفل فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مجلة أمريكية: إسرائيل لا تمتلك ورقة رابحة ضد الحوثيين سوى قصف ما تبقى من بنية تحتية في اليمن (ترجمة خاصة)

قالت مجلة "فوربس" الأمريكية إن إسرائيل لا تمتلك أي ورقة رابحة ضد الحوثيين تُضاهي في أهميتها عملية النداء ضد حزب الله في لبنان.

 

وأضافت المجلة أن تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن إسرائيل لا يبدو أنها تملك أي وسيلة أخرى للرد على هجمات الحوثيين الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة سوى قصف أهداف ثابتة تُشكّل جزءًا من البنية التحتية اليمنية التي تسيطر عليها الجماعة.

 

في الوقت الحالي، رجحت المجلة أن تكتفي إسرائيل بإرسال طائراتها المقاتلة مئات الأميال كل بضعة أسابيع لضرب ما تبقى من البنية التحتية الاقتصادية في المناطق الفقيرة التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

 

وقالت المجلة "من المحتمل أنه إذا فشلت الضربات الانتقامية المتكررة لإسرائيل على اليمن في ردع الحوثيين، وهو أمر يبدو مرجحًا، فقد تميل إسرائيل أكثر إلى إصدار أوامر لسلاحها الجوي بالتحليق لمسافة مماثلة لمهاجمة إيران الداعم الرئيسي للجماعة".

 

وذكرت أن إسرائيل نفذت غاراتها الجوية الأخيرة على مطار صنعاء الدولي في اليمن يوم الأربعاء، وهي ثاني غارة بعيدة المدى تستهدف البنية التحتية التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أن أنهت الولايات المتحدة حملتها الجوية التي استمرت شهرين ضد الجماعة في أوائل مايو.

 

وحسب المجلة الأمريكية فإن هذه الضربات تُذكّر بأن إسرائيل تواجه الحوثيين بمفردها مجددًا، ويبدو أنها لا تملك أي وسيلة أخرى للرد على الجماعة على هجماتها الصاروخية والطائرات المسيرة سوى قصف أهداف ثابتة تُشكل جزءًا من البنية التحتية اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد غارة الأربعاء: "نعمل وفق مبدأ بسيط: من يؤذينا سنؤذيه. من لا يفهم هذا بالقوة سيفهمه بمزيد من القوة".

 

في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على الحديدة والصليف في 16 مايو/أيار، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس بقتل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي إذا استمرت جماعته في استهداف إسرائيل.

 

وقال خبراء، نقلاً عن صحيفة فاينانشيال تايمز، إنهم يعتقدون أنه محتجز في معقل الحوثيين في صعدة، في أقصى شمال اليمن الجبلي، حيث لا يستطيع الوصول إليه إلا السكان المحليون الموثوق بهم.

 

وذكر كاتس تحديدًا زعيم حزب الله الراحل، حسن نصر الله، عند تهديده لزعيم الحوثيين. اغتالت إسرائيل زعيم حزب الله المخضرم في مخبأه ببيروت في سبتمبر/أيلول 2024، عقب تفجيرها آلاف أجهزة النداء المفخخة التابعة لحزب الله، والتي أسفرت عن إصابة ومقتل عدد من أعضاء الجماعة، وشلّت قيادتها وسيطرتها. قبل تلك العملية السرية والحملة الجوية الإسرائيلية المدمرة المصاحبة لها، كان حزب الله يُشكّل التهديد الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل، نظرًا لترسانته الهائلة من الصواريخ والقذائف أرض-أرض، التي كانت على أعتابها مباشرة، والموجهة إلى مدنها الرئيسية وبنيتها التحتية.

 

تضيف "فوربس" إنه في حين استشهد كاتس بسلسلة هزائم حزب الله الاستراتيجية، إلا أنه من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تكرارها ضد الحوثيين. على سبيل المثال، وعلى عكس حزب الله، تمتلك إسرائيل معلومات استخباراتية أقل بكثير عن الحوثيين، وعليها محاربتهم على مسافات أبعد بكثير.

 

وختمت المجلة الأمريكية تحليلها بالقول إن "اليمن منطقة جغرافية مختلفة تمامًا عن منطقة حزب الله في شمال إسرائيل القريب. ونظرًا للمسافات الأكبر والتضاريس المختلفة، لا تستطيع إسرائيل نشر المدرعات والقوات كما تفعل في لبنان أو غزة. ولا يُعرف أنها شنت أي غارات كوماندوز في اليمن. ومن غير المعروف أيضًا ما إذا كانت إسرائيل قد نفذت أي عمليات سرية كبيرة في اليمن أم لا".

 

 

 

 


مقالات مشابهة

  • رئيس هيئة الأركان: أمن اليمن والمنطقة مرهون بهزيمة الحوثيين وقطع التدخلات الإيرانية
  • بين التأييد والنقد.. تصريحات العليمي عن الحوثيين وطائرات اليمنية تُثير الجدل في اليمن
  • الأمم المتحدة: الهجمات الأخيرة على موانئ الحديدة أثرت على الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • العليمي: اليمن عازم اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين
  • مجلة أمريكية: إسرائيل لا تمتلك ورقة رابحة ضد الحوثيين سوى قصف ما تبقى من بنية تحتية في اليمن (ترجمة خاصة)
  • «يونيسيف»: أطفال غزة في خطر.. وندعو إلى رفع كل القيود أمام دخول المساعدات |فيديو
  • يونيسيف: أطفال غزة عرضة للجوع والبرد.. وندعو لرفع القيود أمام دخول المساعدات
  • السفير البريطاني الأسبق: المنظمات الإنسانية حرّفت مواقف المجتمع الدولي لصالح الحوثيين
  • “يونيسيف”: أكثر من 50 ألف طفل استشهدوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة
  • إسرائيل تكشف شن ضربات في اليمن وما هي مواقع الحوثيين المستهدفة