مسقط- الرؤية

نظمت شركة محسن حيدر درويش للمركبات- الموزع المعتمد لسيارات جيب في سلطنة عُمان- النسخة الثانية من فعالية "جيب جامبوري" والتي استمرت ثلاثة أيام. وأقيمت الفعالية وسط المناظر الطبيعة الخلابة في ولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية، بمشاركة 140 من عملاء جيب رانجلر من عشاق سيارات الجيب للاحتفال بالمغامرة واختبار القدرات الاستثنائية لسيارات الجيب في أجواء مفعمة بروح الصداقة والتعاون بين المشاركين.

وأقيمت الفعالية في ولاية بدية المعروفة بكثبانها الرملية الساحرة، حيث أتاحت هذه الفعالية للمشاركين تجربة مميزة للقيادة على الطرق الوعرة، وانطلق مالكو جيب رانجلر جنباً إلى جنب مع موظفي شركة محسن حيدر درويش للمركبات وفرق الدعم، في رحلة اختبرت قدرة سياراتهم على التحمل وعمّقت تواصلهم مع روح المغامرة التي تتميز بها العلامة التجارية.

وقال محسن هاني البحراني الرئيس التنفيذي لشركة محسن حيدر درويش للمركبات: "فعالية جيب جامبوري هي أكثر من كونها مجرد مناسبة للقيادة على الطرق الوعرة؛ إنها تمثل احتفاءً بشغف مجتمع محبي سيارات الجيب بالمغامرة والاستكشاف، واستضافة النسخة الثانية من هذه الفعالية التي أقيمت على الكثبان الرملية المذهلة في ولاية بدية أضفى تحدياً فريداً وإثارة على هذه التجربة، ونحن فخورون بمنح عملائنا الكرام مثل هذه اللحظات الرائعة."

وأعرب أحمد السعيد، أحد المشاركين، عن سعادته بهذه الفعالية قائلا: "تسنى لي اختبار القوة الحقيقية لسيارة الجيب رانجلر في التضاريس الصعبة، كما أن إرشاد الخبراء والشعور بالانتماء للمجتمع جعل منها مغامرة فريدة من نوعها".

واجتاز المشاركون المسارات الوعرة والكثبان الرملية شديدة الانحدار والتضاريس المتنوعة واختبروا عن كثب القدرات الفائقة لسيارات الجيب رانجلر. وقد تم تصميم مسار الرحلة بدقة لتلبية جميع مستويات المهارة، ما يتيح الفرصة أمام جميع مستويات المهارة ويوفر تحديات مثيرة لسائقي الطرق الوعرة المتمرسين مع ضمان مغامرة آمنة وممتعة للمشاركين الجدد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فاطمة محسن: أنا لا أكتب لأن لدي أجوبة.. بل لأنني مليئة بالأسئلة!

"العُمانية" الشاعرة البحرينية فاطمة محسن إحدى الأصوات الأدبية المتميزة في الساحة الثقافية البحرينية والعربية، برزت كصوت أنثوي يحمل شفافية الإحساس ورهافة الكلمة، تكتب بلغة تُشبه الهمس، هي شاعرةٌ تُراهن على الكلمة الصادقة، وتؤمن بأن القصيدة الحقيقية لا تحتاج إلى ضجيج كي تُسمع، بل يكفي أن تُقال بصوت القلب. وبين ما كتبته وما لم تكتبه بعد، تظل قصيدتها مفتوحة على الاحتمال والدهشة، وفي ديوانيها "أسقط منك واقفة" و "أخبئه كي لا ينبض"، تكشف عن تجربة شعرية ناضجة تتميز بالشفافية والعاطفة الصادقة، وتقدم مشاعرها بأسلوب ناعم ومؤثر.

كانت بدايات الشاعرة الأدبية في المدرسة، في دفاتر صغيرة ملأتها خربشات لا تشبه شيئًا سوى صوتها الداخلي الذي كان ولا يزال يحاول أن يتعرف على نفسه، فنصها الأدبي الأول نُشر في مجلة المدرسة بعنوان "أنهار دماء"، في محاولة للتعبير عن موقفها تجاه هذا العالم المجنون؛ لإيصال صوتها الصغير وهو يعبّر عن الوجع الإنساني للقضية الفلسطينية، وأول نص نشرته خارج حدود الصف والدهشة كان بعنوان "دفء عينيك"، وتتذكر حينها كم كانت الرعشة في يدها واضحة حيث وصفتها وكأنها ترسل قلبها للجمهور، وفيها تأكدت بأن الكاتب يرتجف مرتين، مرة حين يكتب، ومرة حين يقرر أن يشارك العالم ما كتبه.

وتقول الشاعرة إن ما جذبها للشعر إحساس ساحر، يجعل من اللغة طاقة روحية تحملك لعوالم واسعة من الحرية، فاللعب باللغة كجعل الشمس ترقص مثلًا، في تعبير للقدرة على التحليق مع الكلمات، كما ترى الشعر مساحة جميلة للتنفيس عن الذات وطرح الأسئلة المجنونة، إضافة إلى الموسيقى والإيقاع الذي يوقظ بداخلها شيئًا لا تقدر الفنون الأخرى على إيقاظه.

إن الشاعرة قارئة نهمة للروايات، تعيش في العوالم السردية كما لو كانت أوطانًا لها، لكن الشعر بالنسبة لها يأتي دون استئذان كحلم جميل يستقر في روحها، حيث ترى أن الشعر ليس اختيارًا واعيًا فقط، بل هو انجذاب غريزي غذّته البيئة القروية التي عاشت فيها، فهي تجاور البحر والنخل فأصابتها زرقته بالسحر، وملأتها الدنيا خضارًا اسمه القصيدة.

وتؤكد على أن كل شاعر قرأت له كان يدًا ترفعها لعالم القصيدة، ودرسًا منفردًا في الكتابة، تعلمت منهم الكثير بدءًا من المتنبي، سيد الطموح الذي لا يقنع بما دون النجوم، إلى نزار قباني، الذي رافقها في مراهقتها وشبابها حسب وصفها، فتعلمت منهم أن الشعر جرأة وعمق، جمال وحرية، ومحمود درويش الذي علّمها أن الشعر ليس لغة باذخة وحسب، بل موقف من الحياة والعالم نسطّره بفيض من إنسانيتنا ونحوّل القصيدة منه إلى وطن، وبدر شاكر السياب بغموضه وعمقه.

ثم من بين الشعراء الذين تأثرت بهم، فتقول بأنها غرقت في إبداعات لا حصر لها للشاعر يوسف حسن، وقاسم حداد، والدكتور علوي الهاشمي، وأمين صالح رغم أنه يكتب الرواية لكن رواياته تقطر شعرًا، تأثرت بكل من جعلها تقرأ نصّه أكثر من مرة، لا لأنها لم تفهمه، بل لأنها أحسّت بأنه قالها.

وفي حديثها عن ديوانها "أسقط منك واقفة" وهو انطلاقتها الأولى قالت، إنه أشبه بصرخة داخلية، كتبت فيه الألم والحب والخسارات كما شعرت بها، نثرت فيه الكثير من الأسئلة دون انتظار لأي إجابة، فالنصوص التي جاءت فيه ليست محاولة لإقناع أو فرصة لإيصال رسالة، فالشاعر ليس ساعي بريد ولا واعظًا يحمل خطابًا أخلاقيًّا، إنه يطرق باب الأسئلة ويتركها مواربًا مع فسحة كبيرة للتأمل، في إشارة إلى أن الشعر لا يفرض على الشاعر شيئًا، هو فقط يمسك بيده ليأخذه لما يريد، يمسح على قلبه، يطرح أسئلته، يطبطب على روحه، ويجعله يلمس الأشياء التي لا تُلمس، كالحب والصدق والخديعة، إنه يدل على الجمال، يرتقي بالإنسانية، فلا تحتاج بعده لوعظ ولا رسائل.

أما عن ديوان "أخبئه كي لا ينبض"، فتقول إن ما يميز هذا العمل هو كونه تجربة تفاعلية مع الفن البصري، فالنصوص بُنيت على لوحات الفنان حامد البوسطة، فحسب قولها، لم أكن أكتب وحسب، بل كنت أتحاور مع اللون والخط والمساحة، فكانت تجربة جمالية ومغامرة مختلفة في عالم الكتابة الشعرية، كيف تقرأ اللوحة، كيف تحوّل اللون إلى حرف، كيف تصل لروح اللوحة؟ كانت الكتابة تعبّر عن دهشة العين للصورة، للظل وللضوء، أما المساحات المتروكة فكانت الصمت، وكان لزامًا أن أجد الكلمات التي تعبر حاجز صمت اللوحة، كان حامد يبحر في اللون بلوحاته، وصرت أبحر بالكلمات، لنتقاطع في لحظة نجاة لا توصف إلا بالشعر المكثف والومضات المدهشة.

تميل الشاعرة إلى الشعر النثري كمساحة للتعبير حيث تقول إن الشعر النثري يسمح لها بممارسة حريتها بلا قيد أو قالب معين، ويسمح لها أن تأخذ القصيدة إلى حيث تريد، إلى الدهشة، إلى عالم لا يحدّه شيء، ففيه لا تستند القصيدة إلى البحر، بل إلى الكون بأكمله، فتصبح كالموسيقى التي لا تُعزف بنوتة مكتوبة فتأسرك بارتجالاتها، هي ليست ضد القصيدة العمودية، بل لون مختلف لكتابة الشعر.

وترى الشاعرة البحرينية فاطمة محسن أن للمرأة لغة شعرية خاصة بها، فالمرأة حسبما ذكرت لا تكتب بصفتها أنثى فقط، بل بصفتها إنسانًا صنعته التجربة، وتحمل بوجدانها وجسدها مشاعر مركبة وعميقة لا تشبه سواها، حيث إنها ليست مفردات أنثوية بالمعنى السطحي، بل غوص في التفاصيل الصغيرة، هي تكتب من زاوية نظر خاصة، من موقع تأملي لا يخلو من العاطفة والاحتجاج، وأن المرأة تكتب من موقع الوجود، لا من رغبة في التحدي، فهي تكتب بصوت أصيل.

ووضحت الشاعرة أن الدور الحقيقي الذي يجب أن يؤديه الشاعر في مجتمعه هو الكتابة فقط، ومن خلالها يعزز الحس الإنساني وسط هذه الفوضى وهذا الضجيج، يضفي الجمال على هذا الصخب الهائل من الدم والموت، لا يفرض شيئًا على أحد، لكنه يفتح كوة في عتمة هذه الحياة، يكثف الأسئلة ويترك للقارئ مساحة للتفكير.

وفي الحديث عن علاقة القارئ العربي اليوم بالشعر فترى الشاعرة أن الشعر هنا كائن مسالم، أقرب إلى الفطرة السليمة، لكنه يتراجع كلما اشتدت وتيرة الحرب والموت، وكلما صُبغت الأرض باللون الأحمر، مشيرة إلى أن القارئ العربي يعيش حالة من الإحباط لكل ما يجري حوله، مدهوش ومرتبك ومشغول جدًا بكل ما تمنحه له التكنولوجيا من تطور، وربما وضع قلبه على الصامت وأسكت صوت الشعر بداخله، لأنه صوت الضمير والإنسانية، صوت السلام والجمال، وكل هذه الأصوات غير مقبولة اليوم، فأصبح موقع الشعر اليوم متأرجح كغريق يحاول النجاة.

وهنا حيث قادنا الحديث عن مدى إسهام وسائل التواصل الاجتماعي في تقريب الشعر من الناس، أو ربما في تشويهه، فبينت الشاعرة أن وسائل التواصل الاجتماعي فتحت كل البوابات المغلقة في وجه النشر، وأعطت الشعراء فرصة كبيرة ليصنع كل واحد منهم منبره الخاص، ليكتب وينشر دون قيود ولا شروط، مما خلق جوًّا مختلفًا ومنفتحًا، كُسرت فيه الحواجز كثيرًا، لكنها في الوقت ذاته حولته إلى مادة مبتذلة في كثير من الأحيان، ومكّنت من لا موهبة لهم من اعتلاء المنصات، ليختلط الغث بالسمين، الأمر الذي جعل المشهد يبدو ضبابيًّا، ومزدحمًا، وفارغًا، ولكن يكمن التحدي في أن تبقى القصيدة بعيدًا عن صخب المزايدة أو الاستسهال.

وذكرت أن الحرية هي الموضوع الذي تريد مقاربته شعريًّا، لكنها كلما حاولت الكتابة عنها شعرت بأن القصيدة تُغلق أبوابها في وجهها، وحسب وصفها، كأنها في تحدٍّ ساخر، فتقول ربما تريد منها الحرية أن تقترب منها أكثر، تفهمها وتعيشها بصدق، تعرف ثمنها، وقدر الهالة العظيمة المحيطة بها، وتصف المشهد برؤية أخرى فتقول إنه ربما الحرية بعيدة رغم اقترابها منها، أو ربما هي سراب صعب الوصول إليه، فما أكثر القيود التي تحاصرنا، حيث تشعر بأنها لن تستطيع كتابتها كما تستحق، في تساؤل هل لأنها أكبر من القصيدة؟ أم لأنها أثقل من المعنى؟

وعن الطموح والمستقبل فقالت بأنها تحلم أن تكتب عملًا شعريًّا بصريًّا يتجاوز الورق، يجمع بين الكلمة والمشهد والصوت، ربما يكون مسرحًا شعريًّا، أو قصيدة تُعرض لا تُقرأ، في تجربة حية، كاملة، تُحرّك المشاعر وتلامس أوتار القلب، في إشارة منها إلى حب العمل المشترك مع الفنون الأخرى، الذي يُثمر إبداعًا حقيقيًّا مختلفًا قد يُعيد للشعر مكانته، تحلم للقصيدة بحريتها التامة، لتخرج من الكتاب وترقص على المسرح، أو تتحول لمشهد سينمائي.

وأضافت أنها تطمح لتجربة كتابة الشعر للأطفال بلغة تحترم وعيهم، وتثري خيالهم، وتخلق لهم عالمًا سحريًّا مختلفًا وجديدًا.

جديرٌ بالذكر أن للشاعرة كتابين هما، "يرقصان على جنوني" و "قميص يغرق البحر"، وكل كتاب منها محاولة من الشاعرة لفهم ذاتها بصوت مختلف، فهي لا تكتب لأن لديها أجوبة، بل لأنها مليئة بالأسئلة.

مقالات مشابهة

  • المركز الوطني للامتحانات: السماح باستخدام آلة الجيب فقط في امتحان الرياضيات
  • افتتاح النسخة الثانية من المعرض السعودي للمستودعات والخدمات اللوجستية في الرياض
  • كلمة رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في الفعالية الجماهيرية “حلب مفتاح النصر” على مدرج قلعة حلب
  • قيم الشيوخ: موقف مصر في رفض العدوان على غزة ثابت ويعكس مسئوليتها الإقليمية والإنسانية
  • وليد درويش في افتتاح ورشة عمل FIFA: بناء الكوادر أهم خطوات المستقبل
  • الدور البارز للسلطات المحلية في إنجاح النسخة الثانية من مهرجان التبوريدة بتمصلوحت.
  • بينالي الفنون الإسلامية يختتم نسخته الثانية في جدة
  • فاطمة محسن: أنا لا أكتب لأن لدي أجوبة.. بل لأنني مليئة بالأسئلة!
  • 19 فنانا يعرضون أعمالهم في النسخة الثانية من معرض سطوع بدار الفنون الموسيقية
  • فورد تبيع الوهم لعملائها بسيارات الطرق الوعرة.. والشركة تواجه القضاء