يمانيون/ تقارير

قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مساء الخميس الماضي خطاباً تاريخياً، توعوياً، استثنائياً، حول المخاطر المحدقة بالأمة، والأطماع الأمريكية الصهيونية بالمنطقة.

وتطرق السيد في خطابه للكثير من العناوين المهمة وما يدور في منطقتنا من أحداث تستوجب الإصغاء لما يقدمه من تنبيهات، ورسائل، ونصائح، ومخاطر، مقدماً الحلول الناجعة لها، وكيف يمكن المواجهة والانتصار على كل التحديات والمخاطر، سواء في فلسطين المحتلة، أو سوريا، ولبنان، وبقية المنطقة.

يؤكد -حفظه الله- أن العدو الرئيس للأمة هي أمريكا، وهي التي تتحكم بأذرعها في المنطقة، وتقدم لها الدعم والمساندة، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، معطياً مثالاً على ذلك، ما يحدث في قطاع غزة، فالعدوان المتواصل على المدنيين في القطاع لأكثر من 440 يوماً يتم بالشراكة الأمريكية، حيث يستهدف العدو الإسرائيلي سكان القطاع بالقنابل والصواريخ الأمريكية المدمرة والحارقة، ويتم القاؤها حتى على مخيمات النازحين.

لذلك، فإن كل ما يحدث في قطاع غزة من تجويع، وقتل، وإبادة، وتهجير، وقصف للمستشفيات، وظلم لا يطاق، من أبرزه منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، وتعمد جيش الاحتلال على إبقائها في الشوارع لتنهشها الكلاب، فإن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في ذلك؛ كونها الداعم الأول، والأبرز للعدو الإسرائيلي، والمشجع له على ارتكاب كل هذه الجرائم.

وإذا كان هذا الحال في قطاع غزة، فإن ما يحدث في لبنان يمضي في هذا السياق، فالعدو الإسرائيلي ينكث بعهده ووعده والتزاماته، وهو عدوٌ غدار، مخادع -كما يقول السيد القائد- فالأجواء اللبنانية لا تزال مستباحة، وجيش الاحتلال يحتل مناطق لم يدخلها من قبل، واللجنة المشرفة على الاتفاق تتعامل بتدليل مع العدو الإسرائيلي، فهو ابنهم غير الشرعي المدلل، يدللونه على حساب ما يرتكبه من جرائم بحق العرب، وبحق شعوب هذه المنطقة، والكلام للسيد القائد.

وجهان لعملة واحدة

ويكتمل التناغم والانسجام بين الأمريكي والإسرائيلي من خلال التطورات والأحداث الأخيرة في سوريا، فالعدو الإسرائيلي يعمل وفق مسارين:

الأول: احتلال أجزاء واسعة من سوريا.

الثاني: استكمال تدمير القدرات العسكرية لسوريا.

ويرى السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مستمر في قضم الأراضي السورية، ويتوغل باتجاه السويداء، ويسعى لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والسيطرة الأمريكية، موضحاً أن التحرك الإسرائيلي بهذه الطريقة يأتي في محاولة تنفيذ مخططه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل الذي يصله بالأمريكي في المناطق التي يحتلها الأمريكي ويسيطر عليها في سوريا في المناطق الكردية، وصولاً إلى نهر الفرات، وهذا ما يحلم به الإسرائيلي ويأمله، ويسعى إلى تحقيقه، ويرى الفرصة متاحة أمامه لتحقيق ذلك، فهو يسعى للاتصال إلى الامتداد الأمريكي الممتد إلى الفرات، في ما يسميه العدو الإسرائيلي بـ”ممر داوود” كما يقول السيد القائد.

ولهذا، فإن العربدة الإسرائيلية في سوريا، والسيطرة على مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، واستباحة سوريا براً وبحراً وجواً، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، يضع تساؤلات عدة من أبرزها: ما الذي يشجع العدو الإسرائيلي على ما يفعله من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان؟

يؤكد السيد القائد هنا أن الأمريكي له دور أساسي في كل ما يفعله الإسرائيلي، لأنه شريكٌ معه، وكلاهما وجهان لعملةٍ واحدة، هي الصهيونية، وكلاهما يؤمن ويعتقد بالصهيونية، لافتاً إلى أن كل هذه الاعتداءات بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقاً، فإن الأمريكيين والغربيين يسمونها “دفاعاً عن النفس”.

ويفند السيد القائد هذه الادعاءات الماكرة، مؤكداً أن ما يحدث في منطقتنا هي اعتداءات، واحتلال، وقتل لشعوب أمتنا، ونهب لثرواتها، ومقدراتها، وإذلال لها، وامتهان للكرامات، متسائلاً: إذا كان من يمارسه ويقوم به هو الإسرائيلي أو الأمريكي يُسمَّى دفاعاً عن النفس؛ فماذا عن التحرك الفعلي والمشروع لشعوبنا المظلومة والمستباحة والمعتدى عليها؟

 

تغيير ملامح المنطقة

وللتأكيد على واحدية المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، يتطرق السيد القائد إلى نقطتين مهمتين في خطابه:

النقطة الأولى: تدمير الأمة من الداخل عن طريق حرف بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة، حيث يعمل العدوّان الأمريكي والإسرائيلي على حظر أي نشاط لتعبئة الأمة وتوعيتها عن العدو الإسرائيلي وخطورته، بما فيها أبسط الأشياء مثل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى الضياع والتيه الذين يعيشهما كثير من الناشطين والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومناصرة بعض القنوات الفضائية للعدو الإسرائيلي، والعمل لصالح أمريكا، وتغييب القضايا الكبرى للأمة.

النقطة الثانية: تغيير الشرق الأوسط الجديد: يؤكد السيد القائد أن هذا المشروع هو صهيوني بحد ذاته، وهو مشروع تدميري، كارثي على أمتنا الإسلامية، ولا يجوز التغاضي عنه أو تجاهله، لافتاً إلى أن العدو بات يتحدث عنه بكل جرأة ووقاحة، والمؤسف أن تنفيذ جزء كبير من المشروع في الخطة الإسرائيلية الأمريكية موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، ويتحمَّل الوكلاء أعباءه الكبرى في التمويل، وفي التكاليف المالية.

ويهدف المشروع الصهيوني -وفقاً للسيد القائد- إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو الإسرائيلي على الأرض العربية، وفق الخريطة الإسرائيلية المرسومة، بعنوان [إسرائيل الكبرى]، كما يسعى إلى تدمير البلدان العربية، وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة، متناحرة على الدوام، تحت عناوين طائفية، وقومية، ومناطقية، وسياسية، وفي محيطها ومسيطِرٌ عليها العدو الإسرائيلي في كيانٍ كبيرٍ محتل لرقعة واسعة من هذه البلدان.

ويوضح السيد القائد أن المشهد الأخير للمشروع الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني، هو أن تكون منطقتنا العربية مستباحة بأكملها للإسرائيلي، مستباحة في أرضها وعرضها، بحيث يسيطر الثنائي الشيطاني (أمريكا، إسرائيل) على ثروات المنطقة، ومياهها العذبة، ونهب أحسن الأشياء فيها، ثم تتحول هذه الأمة إلى أمة مبعثرة، وإلى دويلات وكيانات صغيرة؛ أمَّا العدو الإسرائيلي فيكون هو الكيان الأكبر، المحتل الغاصب، وتتحول كل المنطقة -في نهاية المطاف- بكل مميزاتها، وبما فيها، إلى موقع سيطرة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى؛ لأن الإسرائيلي يراد له أن يكون الوكيل الأمريكي الحصري في هذه المنطقة.

ولتحقيق هذه الأطماع يسعى الأمريكيون والإسرائيليون إلى التهيئة -كما يقول السيد القائد- من خلال نشر الفتن، والصراعات، وتزييف الوعي، وتغيير المناهج، ثم الدخول في جولة أخرى للتوسع أكثر، ثم استنزاف للأمة من جديد، وإغراقها في أزمات، وحروب، وصراعات، وتدجين للأمة أكثر وأكثر؛ لتكون أمةً مستباحة، كالدجاج والغنم.

الجهاد في سبيل الله هو الحل

وأمام هذا الواقع المخيف، والأطماع الكبرى للعدوين الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، وبعد أن قدم السيد القائد تشخيصاً للأحداث، وتقييماً لها، يقدم الحل الأنجع لمواجهة هذه المخططات، مستنداً إلى رؤية قرآنية أصيلة.

يؤكد السيد القائد أن “الموقف الذي فيه العزة، الكرامة، الحُرِّيَّة، الشرف، النجاة من الذل والاستعباد والهوان، هو الجهاد في سبيل الله تعالى، والمواجهة للعدو، والتحرك وفق تعليمات الله، والاهتداء بهدي الله تعالى”.

ويشير إلى أن التحرك في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ضد المشروع الصهيوني، والعدو اليهودي، وللتصدي للأمريكي والإسرائيلي، هو ما يمثل حالياً -في الأساس- العائق الفعلي للعدو الإسرائيلي وللأمريكي عن اكتساح المنطقة بكل سهولة.

ويدعو السيد القائد إلى ضرورة الجهاد، والتحرك في الاتجاه الصحيح، كما هو حال النموذج الراقي في غزة، ولبنان، واليمن، وهذا الذي سيعيق المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ويفشلها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی للعدو الإسرائیلی السید القائد أن الإسرائیلی فی فی سبیل الله فی المنطقة ما یحدث فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

السيد القائد : عملية مساء الثلاثاء أربكت العدو وكانت قوية ومؤثرة وناجحة


وقال السيد القائد في كلمته اليوم ..جبهة الإسناد من يمن الإيمان والجهاد في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس مستمرة بالعمليات العسكرية والقصف إلى عمق فلسطين المحتلة
وأضاف السيد القائد .. في هذا الأسبوع نفذت العمليات بـ11 صاروخا باليستيا وفرط صوتي وطائرة مسيرة على أهداف تابعة للعدو في حيفا ويافا وأسدود
وتابع .. من عملياتنا لهذا الأسبوع 5 صواريخ كانت باتجاه مطار اللد الذي يسميه العدو الإسرائيلي باسم المجرم بن غوريون في يافا المحتلة
وقال السيد القائد .. كان من أبرز عملياتنا في هذا الأسبوع عملية مساء الثلاثاء كانت عملية قوية ومؤثرة وناجحة بفضل الله سبحانه وتعالى
مشيرا الى ان من نتائج عملية مساء الثلاثاء إحداث إرباك وتخبط واضح في المنظومة الدفاعية للعدو الإسرائيلي
لافتا الى ان العدو الإسرائيلي أطلق العديد من الصواريخ الاعتراضية مساء الثلاثاء بعضها تزامن مع إقلاع إحدى الطائرات من مطار اللد
وقال السيد القائد.. عملية مساء الثلاثاء أجبرت الملايين من المغتصبين والصهاينة اليهود على الهروب إلى الملاجئ وتفعيل صافرات الإنذار في مئات المدن والبلدات المغتصبة
واضاف السيد القائد.. عملياتنا لهذا الأسبوع تأتي في إطار العمل المستمر الهادف لفرض حصار جوي على العدو الإسرائيلي
واكد السيد القائد.. قواتنا تسعى لتحقيق الحصار الجوي ردا على تصعيد العدو الإسرائيلي وارتكابه جرائم الإبادة
مؤكدا ان الحصار البحري في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب هو مستمر والملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي وهو متوقف عن الملاحة في مسرح العمليات

 

مقالات مشابهة

  • السيد القائد ..نؤيد الرد الإيراني وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع
  • العودة إلى نهج الولاية أو السقوط في مستنقع التبعية .. قراءة في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى يوم الولاية (تفاصيل)
  • السيد القائد :العدوان الإسرائيلي على إيران اعتداء ظالم وإجرامي لايراعي أي اعتبارات
  • بعد الهجوم الصهيوني على ايران..بيان عاجل للمكتب السياسي لأنصار الله
  • (نص) كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات 16 ذو الحجة 1446هـ
  • السيد القائد: العدوان الإسرائيلي مستمر منذ 20 شهراً ومجازره تكشف فشل الرهانات وتسقط أوهام التسوية
  • السيد القائد : عملية مساء الثلاثاء أربكت العدو وكانت قوية ومؤثرة وناجحة
  • السيد القائد ينتقد تواطئ بعض الانظمة مع العدو الصهيوني
  • السيد القائد ..خيارالمقاومة حتمي لردع العدوان الصهيوني على لبنان وسوريا
  • السيد القائد :حصيلة جرائم العدو الإسرائيلي في غزة هذا الأسبوع أكثر من 2400شهيد وجريح