التفاصيل الصغيرة تصنع الحكايات الكبيرة.. أسرار الكتابة الإبداعية في معرض جدة للكتاب
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أمسية ملهمة ضمن فعاليات "معرض جدة للكتاب 2024"، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، أُقيمت ورشة عمل بعنوان "من أين تأتي الفكرة؟". قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وافتتح سعود المقحم الورشة بتقديم لمحات من سيرة السماري، ثم أفسح له المجال للإجابة عن السؤال المركزي للورشة حول مصادر الأفكار لدى الكاتب.
استهل السماري حديثه باستدعاء مقولة للمؤلف المسرحي الروماني أوجين يونسكو، الذي يرى أن حياة الكاتب تنقسم إلى قسمين: الكتابة، والرصد من أجل الكتابة. وأكَّد أن معظم الكُتّاب يُنشئون دفاتر أو ملفات لتدوين الأفكار والملاحظات العابرة، مشيرًا إلى أن هذه العادة قد تسهم في صنع أعمال أدبية مميزة، حتى وإن لم تُستخدم كل تلك التدوينات.
أوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة: جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام.
وأكَّد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثِّل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وفي استطراده، شدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة، وقال: "دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة".
عزَّز حديثه بمقولة للروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي، الذي وصف الكاتب بأنه "مُتلصِّص على الجميع، وكل شيء متاح له".
وأضاف السماري مقتبساً من حوار تابوكي مع جمانة حداد: "الكاتب سارق لطيف، يسرق من الواقع ليُعيد تشكيله، وكلنا نمارس هذا الفعل بشكل أو بآخر عندما نرصد تفاصيل الحياة من حولنا".
يُذكر أن "معرض جدة للكتاب 2024" يستقبل الزوار يومياً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 منتصف الليل، باستثناء يوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة من الساعة 2 ظهراً، ويستمر حتى 21 ديسمبر الجاري
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التفاصيل الصغيرة هيئة الأدب والنشر والترجمة حياتنا اليومية معرض جدة للكتاب معرض جدة للكتاب 2024
إقرأ أيضاً:
الجارديان: وفاة الكاتب الكيني نجوجي واثيونجو عن 87 عامًا
أعلنت أسرة الكاتب الكيني البارز نجوجي واثيونجو، أحد أبرز أعلام الأدب الإفريقي الحديث، عن وفاته أمس الأربعاء عن عمر ناهز 87 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالنضال الفكري والسياسي والأدبي.
وأكدت ابنته، الكاتبة وانجيكو واثيونجو، خبر الوفاة في منشور على فيسبوك قالت فيه: "نعلن بقلوب مثقلة رحيل والدنا نجوجي واثيونجو صباح هذا الأربعاء. لقد عاش حياة مليئة، وخاض نضالًا نزيهًا".
وأضاف ابنه، الشاعر والروائي موكوما واثيونجو، عبر منصة X: "أنا ما أنا عليه بفضله، كابنه وككاتب وباحث... لا أدري كيف سيكون الغد من دونه".
واثيونجو توفي في مدينة أتلانتا الأمريكية، على أن تعلن تفاصيل الجنازة لاحقًا.
ولد نجوجي عام 1938 إبان الاستعمار البريطاني لكينيا، لعائلة متعددة الزوجات وضخمة العدد، وشهد مراهقته خلال فترة ثورة الماو ماو التي قمعت بوحشية. قتل شقيقاه خلال الثورة، وطرد والده من أرضه.
هذه التجربة شكلت الخلفية لروايته الأولى الشهيرة “لا تبكِ يا ولدي”، الصادرة عام 1964، والتي حكت قصة فتى ينال التعليم لأول مرة في عائلته وسط اضطرابات سياسية.
بعد اعتقاله عام 1977 بسبب تأليفه مسرحية باللغة المحلية "الكيكويو" تنتقد الحكومة، قرر نجوجي أن لا يكتب مرة أخرى بالإنجليزية، قائلاً: “لماذا اعتقلت فقط عندما كتبت بلغتي؟ لماذا لم يحدث ذلك عندما كتبت بالإنجليزية؟” منذ ذلك الحين، كتب وترجم أعماله بنفسه من الكيكويو إلى الإنجليزية.
في حديثه مع الجارديان عام 2018، قال نجوجي: "المقاومة هي أفضل وسيلة للبقاء. قد تكون فقط قول 'لا' للظلم... إذا كنت مؤمنًا بأنك على حق، فتمسك بموقفك، وسيساعدك ذلك على النجاة".