شخصية سياسية بارزة في بريطانيا يغضب ويهدد بمقاطعة BBC
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
غضب نايجل فاراج، السياسي البريطاني المعروف، بشكل شديد تجاه شبكة الـBBC وهدد بمقاطعتها، متهماً المؤسسة الإعلامية بـ”ازدواجية مذهلة” في تعاطيها مع قضايا العنصرية. جاء هذا التصعيد بعد سلسلة من الانتقادات التي طالته والشخصيات الأخرى من قبل الـBBC بسبب تصريحات أو مواقف يُنظر إليها على أنها عنصرية، بينما يرى فاراج أن الشبكة تعامل الأمور بحيادية انتقائية، متجاهلة مواقف مماثلة لأشخاص آخرين.
وقال فاراج في تصريحاته إن الـBBC تتبنى موقفاً مزدوجاً يميز بين الأفراد على أساس أيديولوجياتهم أو مشاربهم السياسية، وهو ما يراه غير مقبول، مؤكداً أن هذا السلوك يضر بالمصداقية الإعلامية للمؤسسة ويخالف المبادئ الأساسية التي يُفترض أن الإعلام العام يلتزم بها. وأضاف أن استمرار هذا النهج قد يدفعه إلى الابتعاد تماماً عن متابعة أو التعاون مع الشبكة، وهو ما اعتبره تحذيراً شديد اللهجة.
الجدير بالذكر أن فاراج ليس الوحيد الذي وجه انتقادات للـBBC حول التحيز الإعلامي، فقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من الحوادث التي اتهمت فيها الشبكة بالانحياز في تغطياتها لقضايا سياسية حساسة، سواء على صعيد السياسة الداخلية البريطانية أو السياسة الدولية. ويأتي موقف فاراج ضمن سلسلة من المواقف العلنية التي اتخذها في السنوات الأخيرة ضد ما يسميه “التحيز الإعلامي”، خاصة بعد نجاحه في قيادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي شهدت جدلاً واسعاً حول كيفية تغطية الإعلام لهذه العملية الاستفتائية.
التحليل السياسي لهذا التصعيد يرى أن فاراج يسعى من خلال هذا الهجوم إلى تعزيز صورته كمدافع عن الشفافية والمصداقية الإعلامية، خصوصاً في ظل الانتقادات التي يواجهها شخصياً على الساحة السياسية. كما أن تهديده بمقاطعة الـBBC يحمل في طياته رسالة واضحة للجمهور ومؤسسات الإعلام الأخرى بأن هناك خطاً أحمر فيما يخص معاملة السياسيين والمعلقين الإعلاميين بشكل متساوٍ، دون تمييز أو ازدواجية في المعايير.
وبالرغم من أن تصريحات فاراج أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيديه ومعارضيه، إلا أن هذا الموقف يعكس بشكل واضح التوتر المستمر بين بعض الشخصيات السياسية البريطانية ووسائل الإعلام الكبرى، ويطرح تساؤلات حول دور الإعلام في المجتمع وما إذا كان قادراً على تحقيق العدالة في تغطية الأحداث والقضايا المثيرة للجدل، بما يضمن المصداقية والحياد
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بريطانيا سياسي نايجل فاراج
إقرأ أيضاً:
متحف زايد الوطني.. جسر تواصل ومنارة معرفية بارزة في قلب المنطقة الثقافية بالسعديات
يشكل متحف زايد الوطني، منارة معرفية وثقافية بارزة في قلب المنطقة الثقافية في السعديات، حيث يحتفي المتحف الوطني لدولة الإمارات بإرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ويستعرض سردية شاملة للتاريخ العريق للدولة، منذ العصور القديمة وحتى يومنا الحاضر، في إطار رؤية تسعى لترسيخ التواصل بين الأجيال وتعزيز الوعي بالهوية الوطنية.
وأكد معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أن المتحف يمثل منصة معرفية إستراتيجية للأجيال القادمة، تربط بين الابتكار والتاريخ، وتتيح للزوار التعرف على تاريخ الدولة العريق بأساليب تفاعلية مبتكرة وملهمة.
وقال إن متحف زايد الوطني يحتفي بالقيم الأصيلة المتجذرة في مجتمع دولة الإمارات منذ عقود، وهي القيم التي تلهم الأجيال وتحفزها على تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات الوطنية.
وأضاف أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والقادة المؤسسين، أسسوا الدولة على إرث حضاري يمتد لآلاف السنين، وحرصوا على دعم البعثات الاستكشافية والأثرية التي كشفت عن عمق التاريخ الإماراتي على مر العصور.
وأوضح معاليه أن المنطقة الثقافية في السعديات، بما تضمه من متاحف متنوعة ومتخصصة، تمثل منهجا علميا متكاملا للأجيال يلهمها ويهيئها للمستقبل، فهذه المتاحف ليست مجرد وجهات ثقافية، بل منصات معرفية تقدم سردية متطورة ومتعددة الأبعاد للنشء والمجتمع.
وأشار إلى أن متحف زايد الوطني، بصفته المتحف الوطني للدولة، يقدم رسائل سامية مستلهمة من إرث الوالد المؤسس "طيب الله ثراه"، ومن التزامه العميق بالتراث الثقافي والتعليم وتعزيز الهوية والانتماء.
وشدد معاليه على أهمية وجود مثل هذه المتاحف في دولة الإمارات، وفي منطقة الخليج العربي والعالم العربي بصورة عامة، قائلاً: "قصتنا يجب أن نرويها نحن، وأن نعرف العالم بمسيرتنا الملهمة وحضارتنا العريقة وتاريخنا التليد، فمتحف زايد الوطني ليس مجرد متحف، بل هو بوابة لإبراز هوية الإمارات ورسالتها الحضارية إلى العالم."
أخبار ذات صلة
وأكد أن افتتاح متحف زايد الوطني يعد محطة تاريخية فارقة في مسيرة الدولة الثقافية، ويجسد التزامها الراسخ بحماية تراثها وتعزيز حضورها الثقافي العالمي.
ويضم متحف زايد الوطني ست صالات عرض رئيسة وهي، صالة "بداياتنا" التي تسلط الضوء على جوانب متعددة من حياة وإرث وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأسلوب قصصي غني وأصيل، وصالة "عبر طبيعتنا" التي تستعرض تنوّع تضاريس دولة الإمارات وتأثيراتها التاريخية على أنماط الحياة، أما صالة "إلى أسلافنا" فتستكشف النشاط البشري الذي يعود إلى نحو 300 ألف سنة، بجانب حركة التجارة المبكرة في الخليج العربي.
وتستعرض صالة "ضمن روابطنا" تطور اللغة العربية وانتشار الإسلام وما تركه أبناء الإمارات من أثر معرفي وابتكاري، فيما تركز صالة "في سواحلنا" على تطور المستوطنات الساحلية اعتمادا على الغوص بحثا عن اللؤلؤ وصيد الأسماك والتجارة، ودورها في تعزيز الهوية الإماراتية عبر التبادل السياسي والتجاري والثقافي.
كما تأخذ صالة "من جذورنا" الزوار في رحلة إلى أساليب الحياة التقليدية والعادات الاجتماعية والاقتصادية القديمة، في حين تشكل "حديقة المسار" صالة خارجية تتيح تتبع حياة الشيخ زايد "طيب الله ثراه" عبر البيئات الطبيعية التي شكلت رؤيته، وتضم نباتات محلية من الصحراء والواحة والمناطق الحضرية.
وتغطي صالات العرض نحو 300 ألف عام من التاريخ البشري، بدءا من العصر الحجري القديم وحتى العصر الحديث، وتضم مجموعة المتحف أكثر من 3000 قطعة، منها 1500 قطعة تعرض ضمن الصالات، وتشمل مكتشفات أثرية من مختلف أنحاء الدولة، إلى جانب إعارات دولية وإقليمية ومساهمات محلية تثري التجربة وتبرز ثراء التراث الإماراتي.
ويقدم المتحف مجموعة من البرامج التعليمية المتنوعة للأجيال الناشئة، ويدعم الأبحاث التاريخية والأثرية عبر صندوق متحف زايد الوطني للبحوث، الذي يوفر منحًا بحثية لدراسة التراث والثقافة الإماراتية، بما يسهم في إعداد جيل جديد من الباحثين والمؤرخين وعلماء الآثار، ويفتح آفاق التعاون مع المعلمين والمؤسسات التعليمية لتشجيع الشباب على الانخراط في هذه التخصصات الحيوية.
المصدر: وام