ويشير الكاتب والباحث حسن العيدروس إلى أن تلك القوى تستخدم أدواتها لإعادة تصنيع الفوضى وخلق حالة احتقان دائم تمنع الشعب اليمني من الاستقرار أو الرخاء، بعد أن دفعته خلال السنوات الماضية إلى إنهاك اقتصادي ونفسي عميق يجري استغلاله لدفع مشاريع التفتيت، موضحاً أن نموذج المرتزق عيدروس الزبيدي يكشف حجم التناقضات التي تُطبخ في مطابخ إماراتية وسعودية، إذ يجمع صفات متعارضة لا يمكن أن تجتمع في سياق سياسي طبيعي، لكنها تصبح ممكنة ضمن مشاريع تُدار من الخارج وتُفرض على الواقع اليمني.

 

ويوضح أن هذه التحركات ليست وطنية ولا تعالج معاناة الشعب، بل تُعيد إنتاج الأزمة نفسها، لأن غياب المشروع الوطني الحقيقي وفشل أدوات الارتزاق في فك ارتباطها بالخارج يجعلان الجنوب يدور في الدوامة ذاتها كل مرة. 

ويلفت إلى أن المناطق المحتلة تعيش حالة سياسية فريدة وغير قابلة للنجاح، ولن تصل إلى نتيجة طالما لا يرفع الشعب شعار التحرر الحقيقي من التدخلات الخارجية، مشدداً على أن أي محاولة لحل الأزمة ستكون عبثية ما لم يرتكز الفعل السياسي على مشروع وطني مستقل يرفض الوصاية ويستعيد السيادة.

وفي السياق ذاته، يوضح الوزير السابق أحمد العليي أن المشروع الذي صاغته بريطانيا منذ سنوات يُنفذ اليوم بأدوات عربية ومحلية، مؤكداً أن الإمارات والسعودية تلتقيان على هدف واحد، وهو فصل حضرموت والمهرة عن اليمن وتحويل البلد إلى مناطق ممزقة يسهل التحكم بها. 

ويشير إلى أن الخطوات المتسارعة خلال اليومين الماضيين في حضرموت والمهرة تعكس حجم التنسيق بين الرياض وأبوظبي، بدءاً من إرسال لجان سعودية لتمكين أدوات الإمارات من السيطرة على مناطق واسعة في حضرموت، وصولاً إلى الدفع نحو المهرة. 

ويصف العليي هذا التحرك بأنه "خبث سعودي وإجرام إماراتي يُنفذ على أرض اليمن"، مؤكداً أن تمرير المشروع البريطاني ليس أمراً سهلاً طالما أن هناك رجالاً يرفضون الانصياع له ويقفون بصلابة في مواجهة المخطط. 

ويوضح أن السماح السعودي لأدوات الإمارات بالتوسع في حضرموت يكشف عن اتفاق مشترك بين الطرفين لتمرير أجندات تمزيق اليمن وتحويل مناطقه إلى ساحات حرب جديدة، مؤكداً أن ما يجري لا علاقة له بما يسمى "الشرعية"، بل هو مشروع تقسيم صريح يستهدف المحافظات الكبرى وفي مقدمتها حضرموت والمهرة. 

ويؤكد العليي أنه لا خيار أمام اليمنيين إلا التوحد حول المشروع الوطني الجامع الذي يقوده السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مشروع العزة والاستقلال واستعادة اليمن الكبير، مشدداً على أن الاصطفاف الوطني هو الطريق الوحيد لمواجهة الخطر الذي يتهدد البلاد، وأن وحدة الموقف الشعبي هي السد المنيع أمام مخططات العدو وأدواته التي تسعى لتمزيق اليمن وضرب استقراره.

 

قناة المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: حضرموت والمهرة

إقرأ أيضاً:

مسؤول يمني يعلن انتهاء المواجهات بحضرموت

أعلن فرج البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، طيّ صفحة ما وصفه بتمرد الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت، وانسحابه من مواقع حماية الشركات النفطية بالمحافظة.

وأوضح البحسني، في بيان، أن إنهاء ما سماه التمرد لم يكن مجرد إجراء أمني، بل رسالة واضحة أن حضرموت محصّنة من محاولات فرض أمر واقع، وأن زمن ابتزاز مؤسسات الدولة انتهى إلى غير رجعة.

ولم يصدر تعليق للشيخ بن حبريش بشأن ما جرى.

وجاءت هذه التطورات بعد يوم من توقيع اتفاق برعاية سعودية بين السلطة المحلية بحضرموت وحلف قبائل حضرموت الذي يتزعمه بن حبريش، والذي نص على وقف التصعيد بين الجانبين.

وأعلنت سلطات حضرموت، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق تهدئة مع "حلف قبائل حضرموت"، يضمن استئناف الإمدادات النفطية في المحافظة.

ويأتي الاتفاق بعدما أعلنت شركة "بترو مسيلة" النفطية اليمنية، الاثنين الماضي، إيقاف عمليات الإنتاج والتكرير بصورة كاملة، جراء الأوضاع الأمنية المتدهورة التي شهدتها حضرموت لنحو أسبوع قبل ذلك، بعد إعلان الحلف سيطرته على منشآت تابعة للشركة شرقي مدينة المكلا، عاصمة المحافظة.

وجاء تحرك القبائل على خلفية الانتشار الكبير لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدد من المواقع الإستراتيجية في حضرموت، بينها مدينة المكلا، وعدد من الجبال والتلال المحيطة بمقر الشركة.

بنود الاتفاق

ووفق وكالة الأنباء اليمنية "سبأ نت"، أعلنت السلطة المحلية في حضرموت "التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حلف قبائل حضرموت، يضمن استئناف الإمدادات النفطية، بوساطة محلية، ورعاية سعودية".

وأفادت بأن "الاتفاق تضمّن الوقف الفوري للتصعيد العسكري والأمني والإعلامي والتحريضي، واستمرار الهدنة بين الطرفين إلى أن تنتهي لجنة الوساطة من أعمالها والوصول إلى اتفاق كامل بين الطرفين".

إعلان

كما يتضمن الاتفاق "انسحاب قوات الحلف بدءا من الثامنة من صباح الخميس، إلى المحيط الخارجي للشركة بمسافة لا تقل عن كيلومتر واحد، وعدم اعتراض الدخول والخروج من وإلى الشركات للمعنيين بأعمال مدنية وعسكرية داخل الشركات".

كما أشار إلى "إعادة تموضع قوات حماية الشركات إلى مواقعها السابقة لتأمين الشركات، وعودة موظفي الشركة المسؤولة عن تشغيل وإنتاج النفط في شركة بترو مسيلة ومزاولة أعمالهم".

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، توقف تصدير النفط اليمني جراء هجمات شنها الحوثيون على موانئ نفطية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة.

الوضع الميداني

وعسكريا، تخضع مدن ساحل حضرموت، من بينها المكلا والشحر التاريخية لقوات النخبة الحضرمية التي تخضع للمجلس الانتقالي الجنوبي، في حين تسيطر على مدن وصحراء وادي حضرموت ألوية عسكرية تتبع الحكومة اليمنية.

من جهة أخرى، قالت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة المهرة الحدودية، شرقي اليمن، إن قوات المجلس بسطت السيطرة على المواقع العسكرية والأمنية والمرافق الحيوية في المحافظة.

مقالات مشابهة

  • المجلس الانتقالي يسيطر على معسكري للجيش اليمني ويوسع في حضرموت والمهرة
  • مسؤول يمني يعلن انتهاء المواجهات بحضرموت
  • جبهة التحرير الجنوبية تتهم واشنطن وحلفاءها بإدارة مشروع تقسيم اليمن
  • أسيران فلسطينيان محرران على هامش ندوة بالجامعة العربية: مصر أفشلت مخطط تهجير الفلسطينيين
  • ‏ ماذا وراء ‏‏إسقاط حضرموت والمهرة
  • ما الذي يحدث للجسم بعد 24 ساعة بلا نوم؟.. خبراء يجيبون
  • باختصار.. شاهد آخر التطورات في وداي حضرموت وحقيقة ما يحدث (صورة)
  • تحليل: تصعيد عسكري يفكيك آخر معاقل الإخوان في وادي حضرموت والمهرة
  • رئيس الدولة وحكام الإمارات والشيوخ يشهدون الاحتفال الرسمي بعيد الاتحاد الـ 54 الذي أقيم في متحف زايد الوطني