كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى تنظيم وحوكمة وتشريعات قانونية في ظل التطورات المتلاحقة التي تثير الكثير من المخاوف، وذلك للحفاظ على التوازن بين الابتكار التكنولوجي والأمن، وفقا للكاتب علي أوغوز ديريوز في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" بنسختها التركية.
وقال الكاتب، وهو أستاذ مشارك بجامعة توب للاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة، إن هناك بالفعل جهودا دولية من أجل سن تشريعات تضبط استخدام الذكاء الاصطناعي تضع له أطرا قانونية، حيث يركز الاتحاد الأوروبي حاليا على إدارة المخاطر الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، في حين شرعت الهند بصياغة تدابير تنظيمية أكثر صرامة، لكنه يرى أن تجنب الآثار السلبية يحتاج إلى جهود إضافية وتعاون دولي أوسع.
وأوضح أن تلك الجهود يجب أن تشمل تنظيم العملات المشفرة والأصول الرقمية، لأن مخاطرها تتجاوز الاعتبارات الأمنية وتمسّ سيادة الدول، معتبرا أن جمع الضرائب وإصدار العملات النقدية يجب أن يبقى حكرا على الحكومات.
وحسب رأيه، فإن الجهود التنظيمية في مجال العملات المشفرة يجب أن تركز على مكافحة غسل الأموال وتمويل الأنشطة الإجرامية وعمليات الاحتيال المالي، خاصة أن البورصات غير المنظمة للعملات الرقمية قد تهدد استقرار الأسواق والاقتصادات الوطنية.
إعلان
إجراءات تنظيمية أكثر صرامة
أضاف الكاتب أنه رغم قدرة التكنولوجيا على تسهيل حياتنا اليومية وزيادة كفاءة أعمالنا، فإنها تشكّل تهديدا على مستقبل بعض الوظائف.
وفي هذا السياق، أقر الاتحاد الأوروبي قانونا جديدا للذكاء الاصطناعي يعتمد على تقييم المخاطر، ويفرض قواعد صارمة لمجابهتها، كما يحظر بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُصنَّف بأنها ذات مخاطر غير مقبولة.
وأشار الكاتب إلى أن الهند التي تتبوأ مكانة رائدة إقليميا وعالميا في إدارة بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي تبنّت في الماضي نهجا منفتحا تجاه الابتكارات في هذا المجال، قد تكون في طريقها نحو سياسة تنظيمية جديدة أكثر صرامة.
وأضاف أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي كان يتحدث باستمرار عن فوائد الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الابتكار والمشاريع الجديدة، اعتمد في الفترة الأخيرة نهجا يلمح إلى أن الهند تسعى لتحقيق توازن بين الابتكار والتنظيم لمواجهة المخاطر والتحديات الأمنية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وشدد الكاتب على أن تركيا مطالبة بمتابعة التطورات التقنية، ليس فقط في سياق الاتحاد الأوروبي، نظرا لارتباط تركيا بالعديد من المؤسسات الأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضا في دول مجموعة بريكس مثل الهند.
وقال إنه من الملاحظ أن تركيا، كدولة تفخر بامتلاكها نفوذا في المجال التكنولوجي، تبنّت مؤخرا موقفا أكثر حذرا تجاه تنظيم الذكاء الاصطناعي، مما يعكس إدراكها للتحديات والفرص المصاحبة لهذه التقنيات.
قمم عالمية منتظرة
ذكر الكاتب أن العديد من الدول ستشارك في اجتماعات وقمم دولية في عام 2025 لمناقشة كيفية الموازنة بين مزايا الذكاء الاصطناعي ومخاطره، ومن بينها "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي" التي ستُعقد في العاصمة الفرنسية باريس في فبراير/ شباط 2025.
ومن المنتظر أن تتناول القمة 5 محاور رئيسية، تشمل الذكاء الاصطناعي لصالح الجمهور ومستقبل الوظائف والابتكار والثقافة والثقة في الذكاء الاصطناعي والحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
إعلانوأكد الكاتب أن التعاون الدولي يعدّ ضرورة ملحة للتعامل مع عيوب الذكاء الاصطناعي قبل استفحالها، حيث إن تجاهل هذه العيوب قد يؤدي إلى مشكلات أكبر في المستقبل، معتبرا أن هذه الجهود تتطلب مشاركة الحكومات والشركات والمجتمع الدولي لضمان إدارة هذه التقنيات بشكل يخدم الصالح العام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
شاهد: أحدث وسيلة للغش بواسطة قلم الذكاء الاصطناعي
ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من المقاطع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لأداة يستخدمها الطلاب للغش في الامتحانات، وهي أداة تشبه قلمًا يعمل كماسح ضوئي يقرأ النص المكتوب، ثم يقوم بالإجابة عليه في شاشة صغيرة.
ورغم تشكيك البعض في وجود هذه الأداة، فإنها تُعد من أحدث الابتكارات المعتمدة على نماذج الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا على "شات جي بي تي" بوصفه الأشهر في هذا المجال.
يقوم القلم بنقل المعلومات الموجودة في الورقة أيًا كانت إلى نموذج الذكاء الاصطناعي المتصل به، لتظهر الإجابة أو المعلومات المتعلقة بهذا النص في الشاشة الصغيرة المرفقة بالأداة.
كما تملك الأداة مجموعة متنوعة من الاستخدامات التي تتعدى مجرد الغش في الامتحانات، إذ يمكن استخدامها للترجمة الفورية للنصوص الموجودة باللغات التي لا يتقنها المستخدم، وهو ما يعد الاستخدام الأشهر والأبرز للأداة حتى الآن.
ويمكن الاعتماد عليها أيضًا لقراءة المستندات الطبية الناتجة عن الفحوص المعملية، إذ يمكنها تفسير هذه النتائج وتبسيطها لغير الأطباء وذوي الخبرة الطبية.
وبشكل عام يمكن الاعتماد على هذا القلم في أي مهمة تحتاج لإدخال نصوص إلى نموذج الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعله خيارًا مثاليًا للعديد من المهام اليومية المختلفة.
إعلانيتوفر العديد من النماذج المعتمدة على هذا القلم، ويمكن الحصول عليه من مختلف مواقع التجارة الإلكترونية سواء كانت "علي إكسبريس" أو "أمازون" إلى جانب بعض المواقع المخصصة التي تبيعه.