قبيل صدور كتابه زمن المعارك.. ماذا طلب ساركوزي من ماكرون بشأن العلاقات الفرنسية مع الجزائر والمغرب؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
نص: عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد
في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" نشر الأربعاء بمناسبة كتابه الجديد "زمن المعارك" (دار فايار) الذي سيصدر قريبا، أعرب الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عن قلقه من تأثير جهود تحسين علاقات باريس مع الجزائر على العلاقة مع المغرب التي تمر أيضا بصعوبات.
وقال ساركوزي "هذا التوجه يُبعدنا عن المغرب.
ودعا ساركوزي الرئيس إيمانويل ماكرون إلى عدم محاولة "بناء صداقة مصطنعة" مع القادة الجزائريين وإلى التنبه للخطر أيضا من تدهور العلاقات بين باريس والرباط.
وفي معرض تعليقه على كتابه الجديد، قال ساركوزي "لقد دعمت الرئيس ماكرون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. هذا لا يعني أننا نتفق في كل شيء".
"كبش فداء"وأضاف "دعونا لا نحاول بناء صداقة مصطنعة مع قادة جزائريين يستخدمون فرنسا بشكل منهجي كبش فداء لتبرير إخفاقاتهم وافتقارهم للشرعية".
وتابع "سيرفضون على الدوام. إنهم بأمس الحاجة لتحويل الانتباه عن الفشل الذي أغرقوا فيه بلدهم من خلال تحميل فرنسا بانتظام كل الشرور".
ويسعى ماكرون إلى تحقيق تقارب مع الجزائر على شكل مصالحة تاريخية، كان من المقرر أن تتحقق في الربيع بزيارة دولة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس. لكن هذه الزيارة لم يحدد موعدها حتى الآن، ما يشير إلى استمرار الخلافات بين البلدين.
وكان تبون أكد في 6 آب/أغسطس للتلفزيون الجزائري أن الزيارة "لا تزال قائمة" لكنه ينتظر إعلان الرئاسة الفرنسية عن برنامجها.
وأضاف تبون "الأمر لا يتعلق بزيارة سياحية، ولكن لا بد لها من نتائج".
دعم دارمانانوبخصوص الشخصية التي قد يساندها ساركوزي في الانتخابات الرئاسية 2027، أبدى رغبته في أن يرى وزير الداخلية الحالي جيرالد دارمانان في قصر الإليزيه.
وقال ساركوزي عن دارمانان إنه يملك خصالا "مؤكدة" مضيفا أنه سيكون سعيدا بنجاح أحد أصدقائه.
وبدأ دارمانان جس النبض لخوض الانتخابات الرئاسية في العام 2027 لخلافة ماكرون، بتحذيره من أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قادرة على بلوغ الإليزيه في حال واجهت خصما غير مناسب.
وعلى رغم أنه لم يتجاوز الأربعين، بنى دارمانان مركزا وازنا في فرنسا، معولا على مواقف مثيرة للجدل وحيوية لا تعرف الكلل، في أسلوب يذكر بمرشده السياسي ساركوزي.
وقال دارمانان في تصريحات لصحيفة لوفيغارو الفرنسية "لم يعد النظر إلى ما جرى في 2017 و2022 يثير اهتمامي. ما يقلقني الآن هو ما سيحصل في 2027".
وحذر من "وضع مستقبلنا" بين يدي التكنوقراط و"استخدام مفردات لا يفهمها الفرنسيون على الدوام".
وأضاف "علينا التحدث من القلب الى القلب لا عبر الإحصاءات"، محذرا من أنه بحال تقدم مرشح غير مناسب "سيتم انتخاب مارين لوبان" رئيسة للجمهورية.
مواقف مثيرة للجدل بشأن العلاقة مع روسيابخصوص الحرب في أوكرانيا، أثارت دعوات ساركوزي إلى إبقاء أوكرانيا "محايدة" وإجراء استفتاء يفضي إلى "الاعتراف" بضم شبه جزيرة القرم، موجة انتقادات من جانب سياسيين وخبراء فرنسيين اعتبروا أن مواقفه "مخزية" وروسيا "اشترته".
وأظهر ساركوزي معارضته للسياسة الخارجية الفرنسية من خلال الدفاع عن "حل وسط" مع موسكو، حتى لو حصل ذلك على حساب شبه جزيرة القرم التي رأى بشأنها أن "أي عودة إلى ما كانت عليه الأمور هو وهم".
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الموقف الرسمي لم يتغيّر قائلة "موقف فرنسا بشأن الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا معروف جيدًا".
وقال رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية الفرنسية بيير ألكسندر أنغلاد "طالما كان ذلك ضروريا، سيكون كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي حاضرين إلى جانب الأوكرانيين".
"منطق إجرامي"بدورها، علقت السلطات الأوكرانية بلسان مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك على مواقف ساركوزي، معتبرةً أنها تستند إلى "منطق إجرامي"، "يبرر حرب العدوان". واعتبر بودولياك أن مواقف ساركوزي ترقى إلى "تواطؤ مباشر" رافضاً أي تلميح بإجراء استفتاء.
وعلقت روسيا على كلام ساركوزي بنبرة مختلفة حيث أشاد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بـ "تصريحات شجاعة ومنصفة".
وأعرب خبراء في العلاقات الدولية عن خيبتهم من هذه التصريحات، على غرار فرنسوا هيسبورغ عضو مؤسسة البحوث الإستراتيجية الذي تحدث عن "مقابلة مخزية مؤيدة لبوتين" يمكن أن توقع الرئيس الفرنسي الأسبق "في مأزق"، "وليس فقط سياسيا".
تصريحات "مخزية" مثيرة لـ"الشفقة"من جهته، تحدث عضو آخر في مؤسسة البحوث الإستراتيجية هو برونو تيرتريس بسخرية عن مقابلة "يمكن أن تثير الضحك أو البكاء أو الشفقة".
بدوره، قال جيروم بوارو مستشار شؤون الاستخبارات السابق لساركوزي، لتلفزيون "إل سي إي" إن تصريحات الرئيس الأسبق "مخزية".
وتساءل "ما هي الخطوط الحمراء للرئيس ساركوزي؟ ما هي رؤيته لأمن فرنسا؟ مجرد الاستسلام لكل ما يريده فلاديمير بوتين؟".
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر مونديال السيدات ليبيا ريبورتاج نيكولا ساركوزي فرنسا المغرب الجزائر
إقرأ أيضاً:
انقسامات داخل الجمهوريين تربك جهود لوكورنو لتشكيل الحكومة الفرنسية
يواجه رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو سباقا مع الزمن لتشكيل حكومة بحلول الموعد النهائي لتقديم الميزانية غدا الاثنين، إذ ظهرت انقسامات داخل حزب الجمهوريين المحافظ بشأن قبول الحقائب الوزارية في حكومته.
فبعد يومين فقط من إعادة تعيينه يتعين على لوكورنو تقديم مشروع قانون الميزانية إلى مجلس الوزراء والبرلمان غدا الاثنين، مما يتطلب شغل المناصب الوزارية الرئيسية فورا، وسط أشد أزمة سياسية تشهدها فرنسا منذ عقود.
ونقلت صحيفة لوموند عن قيادة حزب الجمهوريين أمس السبت قولها إن "الثقة غير متوفرة والظروف غير مناسبة" للانضمام إلى حكومة لوكورنو، ومع ذلك فإن أغلبية أعضاء البرلمان في الحزب يؤيدون تولي مناصب وزارية للتأثير على الميزانية.
إصلاح نظام التقاعدووضع رئيس الوزراء السابق ميشيل بارنييه -وهو شخصية كبيرة في حزب اليسار وعضو في البرلمان- شروطا صارمة للمشاركة المحتملة لحزبه في الحكومة، بما في ذلك الحفاظ على إصلاحات قانون المعاشات المثير للجدل الذي رفع سن التقاعد إلى 64 عاما.
وكتب بارنييه على منصة إكس أمس السبت "يجب أن يظل دعمنا حثيثا ومخلصا للمعارك التي نخوضها من أجل الفرنسيين"، وأشار إلى تخفيض العجز والإبقاء على إصلاح معاشات التقاعد والتدابير الأمنية وتنافسية الأعمال كشروط غير قابلة للتفاوض.
ميزانية لتقليص العجزكما يتعين على رئيس الوزراء التعامل مع هذه المطالب المتناقضة أثناء تشكيل حكومة قادرة على تقديم خطة ميزانية ذات مصداقية لخفض العجز في فرنسا من 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام إلى ما بين 4.7% و5% العام المقبل.
وإذا لم يحصل لوكورنو على دعم البرلمان فستحتاج فرنسا إلى تشريع طارئ مؤقت للسماح بالإنفاق اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني حتى اعتماد ميزانية كاملة، وهو السيناريو الذي حدث في ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما أطاح البرلمان بحكومة ميشيل بارنييه.
إعلانوتعهد لوكورنو بتشكيل حكومة "تجديد وتنوع"، لكنه لم يعلن بعد عن أي تعيينات قبل 24 ساعة على الموعد النهائي الذي يحدده الدستور.
يذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عيّن رئيس الوزراء الحالي في 9 سبتمبر/أيلول الماضي في المنصب خلفا لفرانسوا بايرو عقب حجب البرلمان الثقة عن حكومته، وبعد 27 يوما في المنصب قدّم لوكورنو استقالته لماكرون لكن الأخير أعاد تكليفه.
وأثار قرار ماكرون إعادة تعيين لوكورنو غضب بعض أشد معارضيه الذين يجادلون بأن السبيل الوحيد للخروج من أسوأ أزمة سياسية تشهدها فرنسا منذ عقود هو دعوة الرئيس إلى انتخابات تشريعية جديدة أو استقالته، وأعلن ماكرون مرارا تمسكه بالبقاء رئيسا حتى انتهاء ولايته الحالية عام 2027.