زنقة20ا الرباط

أدانت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بجرائم الأموال لدى محكمة الاستئناف بالرباط، مساء اليوم الإثنين 23 دجنبر الجاري، محمد الحميدي رئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة، بسنتين حبسا، منها سنة موقوفة التنفيذ، من أجل تهم “تبديد واختلاس أموال عمومية والتزوير في محررات رسمية واستغلال النفوذ”.

وأدانت المحكمة في نفس الملف ثلاثة أعضاء بغرفة الصناعة التقليدية، بالحبس سنة نافذة لكل واحد منهم.

كما قضت ببراءة ثلاث متابعين على خلفية الملف.

وأسدل الستار اليوم بعد سنوات من التأجيل، بعدما أدانت رئيس الغرفة السابق محمد الحميدي، وأعضاء آخرين بالغرفة بالسجن النافذ.

وتعود فصول هذه القضية إلى سنة 2011، عندما تقدم عضو غرفة الصناعة التقليدية بطنجة، عبد السلام بنجيد، بشكاية معززة بوثائق إلى الوكيل العام للملك باستئنافية طنجة، يتهم من خلالها رئيس الغرفة، محمد الحميدي. حينها، بـ”التزوير واستغلال النفوذ وتزوير أحكام”.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

قصة النفوذ اليهودي في بنما

بنما سيتي- تقع عين أي زائر إلى العاصمة بنما سيتي على اسم "جادة- شارع إسرائيل" كأحد أهم شوارع المدينة في إشارة واضحة لعلاقة الارتباط العميقة التي تجمع بين بنما وإسرائيل.

وعلى عكس أغلب دول أميركا الوسطى والجنوبية، لم تعترف الجمهورية البنمية بدولة فلسطين، ولم تشهد جامعاتها مظاهرات أو احتجاجات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ورغم تقارب أعداد مسلمي ويهود بنما عند 20 ألف شخص لكل منهما، يتمتع يهود بنما بنفوذ سياسي طاغ، في حين يحظى عربها بنفوذ تجاري واقتصادي ملموس.

ودفع نفوذ يهود بنما لجعلها أحد أول دول العالم اعترافا بإسرائيل بعد احتلالها فلسطين عقب نكبة 1948.

مع إسرائيل

وفي نوفمبر/تشرين ثاني 2012، كانت بنما واحدة من 9 دول عارضت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن قبول السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة كدولة مراقب غير عضو، ومؤخرا، امتنعت بنما ورفضت إدانة إسرائيل في تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرارات المتعلقة بعدوانها المستمر على غزة.

بعد اعترافها المبكر بإسرائيل، وخلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948، قدَّمت بنما سفينة أسلحة لإسرائيل، وهو ما عكس علاقات خاصة بين الدولتين استمرت حتى اليوم.

ومنذ عام 1963، عرفت علاقات الدولتين تفاهمات واسعة عبر تبادل المعلومات العلمية والإنتاج الفني والمدرسين، وشكَّل التعليم حجر الزاوية بينهما، حيث درس مئات الطلاب البنميون مناهج برامج زراعية وتكنولوجية إسرائيلية.

كما تقوم إسرائيل بتدريب قوات الأمن البنمية، وعزَّزت قدراتها في مجالات تأمين قناة بنما وأمن الحدود، وأفاد ذلك التعاون الطرفين، حيث اكتسبت بنما خبرات جديدة، وثبتت إسرائيل وجودها بالمنطقة.

وتعود جذور يهود بنما إلى يهود إسبانيا والبرتغال ممن عانوا ويلات محاكم التفتيش والعنصرية ضدهم في القرون الوسطى، مما دفع بعضهم إلى الهجرة للعالم الجديد في دول الأميركيتين.

إعلان

وكان الكثير من اليهود بين المستوطنين الأوروبيين الذين نزلوا بالسواحل البنمية خلال القرنين الـ17 والـ18، وأصبحوا جزءا أصيلا من نسيج المجتمع الجديد.

واتجه كثيرون منهم مبكرا للتجارة والأعمال وهو ما نما على مدار العقود الماضية، إلا أن النسبة الأكبر من يهود بنما أتت من سوريا ولبنان أوائل القرن الـ20، ثم يهود من دول أوروبا الشرقية إبان الحرب العالمية الثانية.

وجذب نمو قناة بنما والفرص التجارية الناتجة عنها العديد من رجال الأعمال اليهود، فأنشأت الجالية اليهودية مدارس ومعابد ومنظمات مدنية مما عزَّز وجودها ونفوذها في الحياة البنمية.

النسبة الأكبر من يهود بنما أتت من سوريا ولبنان أوائل القرن الـ20 (غيتي)تمييز رغم الحضور

ويُرجع المسؤول التنفيذي بإحدى الشركات البنمية، روبين فاري، قوة النفوذ اليهودي لعلاقات بنما القوية بالولايات المتحدة تجاريا وماليا.

ويقول للجزيرة نت "رأس المال الأميركي هو عماد الحياة الاقتصادية والتجارية والبنكية في بنما، وبما أن يهود نيويورك يلعبون دورا كبيرا في وول ستريت، فمن الطبيعي أن تكون لعلاقاتهم بيهود بنما تأثير إيجابي على أوضاع هذه الجالية المؤثرة والنافذة داخل بنما".

وعكس انصهار يهود بنما في نسيجها الوطني وصول يهودييْن بنمييْن لمنصب الرئاسة في ستينيات وثمانينيات القرن الماضي، وهما ماكس ديلفالي، وابن أخيه إريك أرتورو ديلفالي.

وتحدث دبلوماسي شرق أوسطي يخدم في بنما سيتي للجزيرة نت قائلا إن "يهود بنما جزء من المجتمع، ولا يعانون أي تفرقة أو تمييز، ولا ينظر إليهم كغرباء أو مهاجرين جدد، وعكس ذلك هي الصورة النمطية المرتبطة بمسلمي بنما، فبالرغم من نجاح عرب ومسلمي بنما اقتصاديا وماليا وتجاريا، فمن الصعب اعتبارهم جزءا متسقا مع بقية أطياف المجتمع البنمي".

مسجد كبير في قلب منطقة سكنية بمدينة كولون عند مدخل قناة بنما على المحيط الأطلسي (الجزيرة)

ويتمتع الإسلام بحضور غني وقديم في بنما، ويعود أقدم وجود مسجد للمسلمين في بنما إلى 1552 عندما وصلت مجموعة من رجال قبائل الماندينكا، الذين جاؤوا من مناطق أفريقيا، إلى ساحل المحيط الأطلسي، وأُحضروا كعبيد للعمل في مناجم الذهب.

وحديثا، جرت الموجة الأولى من هجرة المسلمين لبنما من شبه القارة الهندية، تليها جالية مسلمة عربية كبيرة في مدينة كولون، معظمها من أصل لبناني، وانضم إليها لاحقا فلسطينيون وسوريون، وبدؤوا بتشكيل مجتمع إسلامي أوائل تسعينيات القرن الماضي.

واستلزم نمو عدد السكان المسلمين إنشاء مساجد، وفي 1981 تم إنشاء المركز الثقافي الإسلامي في كولون، والذي كان بمثابة نقطة محورية للمسلمين في بنما.

وساهم الكثير من عرب بنما بنجاحها التجاري، وبرزوا في مجالات البيع بالتجزئة والجملة والتجارة، وساهمت روح المبادرة لديهم في نمو منطقة التجارة الحرة في كولون.

ويمتد تأثير المجتمع العربي والمسلم إلى الثقافة الرياضية في بنما، لا سيما في كرة القدم، ففي عام 1994، أسست مجموعة من أبناء المهاجرين العرب نادي "أرابي يونيدو" (Árabe Unido) وتعني "عربي متحد" أو (ديبورتيفو رابي يونيدو) في مدينة كولون، وأصبح النادي أحد أنجح فرق كرة القدم في بنما، وفاز ببطولات عديدة.

بنما سيتي مركز مالي وتجاري ضخم يعكس قوة التجارة التي يعتمد عليها اليهود والمسلمون (الجزيرة)علاقة المال

وتحتضن كولون عند المدخل والمخرج الشرقي لقناة بنما على المحيط الأطلسي أكبر سوق حرة بين دول أميركا الوسطى والجنوبية، ويقول سائق سيارة أجرة محلي بالمدينة للجزيرة نت إن "اليهود والمسلمين يسيطرون على هذه السوق، ولغة المال بينهما جعلتهما يشاركان الجهود للضغط على مجلس المدينة للحفاظ على مكاسب المحال التجارية والشركات التي تستفيد من وجودها في المناطق المحيطة بقناة بنما".

إعلان

ورغم الفقر والإهمال المنتشر بالمدينة التجارية والعاصمة الثانية لبنما، لا يمكن تجاهل الوجود الإسلامي واليهودي القوي في كولون، الذي يظهر في عدد من المساجد الإسلامية والمعابد اليهودية المنتشرة، وتمكنت الجماعتان الدينيتان من عزل نفسيهما عن الصراعات في الشرق الأوسط.

وتعد الاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال العرب واليهود في بنما شائعة، مما يعكس التزاما مشتركا بالازدهار الاقتصادي والتعايش السلمي وتحييد القضايا السياسة المرتبطة بهوياتهم الدينية والوطنية.

وبالرغم من الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل وفلسطين، يبدو أن العلاقات الإسلامية اليهودية في بنما محصَّنة ضد سياسات الشرق الأوسط.

ويعد المسلمون واليهود أنجح مجموعتين عرقيتين تجاريتين في بنما، تتقاطع أنشطتهما التجارية بكثير من الحالات، واستقر رجال الأعمال العرب في المنطقة الحرة في كولون أواخر الستينيات لإدارة معاملاتهم التجارية.

وقال تاجر مسلم -لم يكشف هويته- للجزيرة نت "بصفتنا رجال أعمال مهتمين بالتجارة، هذه الانقسامات الطائفية بين مسلم ومسيحي ويهودي، لا تعنينا في شيء.. كلنا هنا بنميون، نعمل جميعا على نجاحنا الاقتصادي، ومن أجل الصالح العام للجمهورية البنمية".

مقالات مشابهة

  • جنح الإسكندرية تقضي ببراءة المتهمين قضية سفاح الإسكندرية
  • قصة النفوذ اليهودي في بنما
  • رئيس الوزراء للتجار والمصنعين: حان وقت خفض الأسعار بعد توفر الدولار
  • عمومية غرفة السياحة ومجالس إدارتها تجدد الثقة في رؤساء الغرف الفرعية
  • رئيس اتحاد طنجة: الزمالك دفع أقل من الشرط الجزائي
  • رئيس اتحاد طنجة: عبد الحميد معالي فضل الزمالك على الدنمارك وفرنسا
  • توقيف ضابط فرنسي سابق بتهم اعتداءات جنسية على أطفال بأفريقيا
  • الذهب يلمع مع تبديد تراجع الدولار لأثر الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي
  • إحالة متهم للجنايات بتهمة اغتصاب طفلة واستغلال حاجتها
  • جنايات الإسكندرية تقضى بالإعدام شنقا لـسفاح المعمورة.. فيديو