حفرة الموت.. عربي21 ترصد مكان مجزرة التضامن وتروي تفاصيلها (شاهد)
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تعد مجزرة التضامن واحدة من أشهر جرائم النظام السوري المخلوع خلال سنوات الثورة السورية، حيث كانت المشاهد المصورة التي جرى تسريبها صادمة بسبب وحشيتها، إلا أن هذه المجزرة لا تتعدى كونها واحدة من سلسلة من الجرائم المروعة التي شهدها أهالي الحي الواقع بالعاصمة دمشق.
ولا تزال آثار الدمار الكبير شاهدة على ما عاناه أهالي حي التضامن في ظل حكم النظام المخلوع، حيث يرى المتجول هناك الأبنية المسواة بالأرض والمدمرة بشكل كلي أو جزئي حيثما أدار ناظريه.
ومن بين ركام المنشآت والمباني السكنية، تظهر بقايا عظام بشرية متناثرة بين الحجارة والأوساخ المتراكمة في المنطقة، وهي دليل على وجود العديد من المقابر الجماعية لدفن أهال من المنطقة بعد التنكيل بهم، حسب فواز محمد الذي رافق "عربي21" خلال توثيق المجزرة المروعة.
ويقول محمد الذي يسكن في المنطقة منذ سنوات طويلة، إن هذه العظام شواهد حقيقة على المجازر التي قامت بها عصابات نظام بشار الأسد، موضحا أن النظام كان يعتقل أهالي المنطقة من الحواجز المحيطة بالمنطقة على الهوية من أجل تصفيتهم بالطريقة التي جرى تسريبها للعالم.
وفي 16 نيسان / أبريل عام 2013، ارتكبت قوات النظام المخلوع مجزرة مروعة بحق المدنيين في منطقة التضامن جرى الكشف عنها بعد تسريب مقطع مصور يظهر عددا من المعتقلين معصوبي اليدين والأعين وهم مكومين فوق بعضهم البعض في حفرة واسعة.
ويظهر المقطع المسرب الذي نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية عام 2022 قوات النظام وهي تقتاد المعتقلين أمام الحفرة وتطلب منهم الركض إلى الأمام ليقعوا داخل الحفرة، في حين يقوم مجند بإطلاق النار على المعتقل وهو يطلق صيحات التهكم والسخرية.
وتم التعرف على المجند المشار إليه، وهو ضابط في مخابرات النظام المخلوع ويدعى أمجد يوسف، حيث ظهر وجهه بوضوح خلال المقطع المصور الذي تسبب في صدمة من وحشية نظام الأسد في قمعه للثورة التي اندلعت عام 2011.
بحسب محمد، فإن يوسف هو عبارة عن شخص برتبة مساعد بالأمن العسكري الذي كان يساعد ما كان يُعرف بـ"الدفاع الوطني" الذي يعتبر من القوات الرديفة في نظام الأسد المخلوع.
ووفقا للشهادات التي حصلت عليها "عربي21" من أهالي المنطقة، فإن قائد "الدفاع الوطني" المسؤول عن منطقة التضامن كان يدعى "أبو منتجب"، وكان مسؤولا عن ارتكاب أكثر المجازر وحشية بحق الأهالي هناك.
ويشدد محمد على أن المجزرة المروعة المعروفة باسم "حفرة التضامن" هي عبارة عن جريمة واحدة من سلسلة من الجرائم بحق سكان المنطقة خلال عهد النظام المخلوع.
ومن الممكن تمييز موضع الحفرة في منطقة التضامن إلى الآن، حيث تظهر علامات الردم الذي قامت به قوات النظام المخلوع والمليشيات المتحالفة معها من أجل إغلاقها بشكل كامل.
ويؤكد محمد على إمكانية الاستدلال على موقع الحفرة من خلال التراب الأحمر الذي خلفته قوات النظام بعد ردم الحفرة وإغلاقها بالكتل الحجرية، فضلا عن تطابق المنطقة والبناء المحيط بها مع المقطع المصور المسرب عام 2022.
وتحدث مراسل "عربي21" مع والد أحد ضحايا مجزرة التضامن خلال تجوله في المنطقة، لكن الأخير رفض الحديث بسبب عدم قدرته على تمالك نفسه خلال سرد ما حصل مع ولده عام 2013. في حين قال مصطفى الظاهر الذي يقطن على بعد عشرات الأمتار من الحفرة إنه فقد ما يقرب من 70 شخصا من أقاربه على أيدي قوات النظام.
وأشار الظاهر في حديثه مع "عربي21"، إلى أن قوات النظام وما يُعرف بالدفاع الوطني كانت تقتل المدنيين بالسكاكين في المنطقة قبل إضرام النار بجثامينهم.
عرض هذا المنشور على Instagram
تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية مجزرة التضامن الأسد سوريا الأسد مجزرة التضامن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام المخلوع قوات النظام فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا.. وبعضهم فوجئوا بالإشارة إليهم
أكد الدكتور عاصم الجزار، رئيس حزب الجبهة الوطنية، أن الاستقرار السياسي والأمني هو الشرط الأساسي لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية، مشددًا على أن الدولة الوطنية القوية التي تحتكر وحدها أدوات السلطة المشروعة هي الضامن الوحيد لعدم الانزلاق نحو الفوضى، وأي تجاوز لهذا المبدأ يؤدي حتمًا إلى الصدام والانهيار، كما رأينا في نماذج إقليمية قريبة شهدت اقتتالًا داخليًا بسبب غياب الدولة المركزية الموحدة.
وأشار الجزار، خلال لقائه في برنامج “بالورقة والقلم”، إلى أن الدولة المصرية قدّمت نموذجًا ناجحًا في مشروعات مثل العلمين الجديدة ورأس الحكمة، موضحًا أن القطاع الخاص لا يغامر بالدخول إلى مناطق جديدة إلا بعد أن يرى نموذجًا ملموسًا للنجاح صنعته الدولة أولًا. وأضاف أن القيمة الحقيقية للاستثمار لا تُخلق فقط بالمكان، بل بقدرة الدولة على خلق بيئة جاذبة ومؤهلة للحياة والنجاح.
واختتم الجزار بالتأكيد على أن مشروع الجمهورية الجديدة لا يمكن أن يُبنى بالشعارات، بل بالعمل على الأرض، من خلال إنشاء بنية تحتية قوية ومناخ آمن يعكس جدية الدولة، ليأتي بعده دور القطاع الخاص شريكًا حقيقيًا في مسيرة التنمية.
أكد الدكتور عاصم الجزار، رئيس حزب الجبهة الوطنية، أن اختيار مرشحي الحزب في انتخابات مجلس الشيوخ تم وفق معايير موضوعية، بعيدة تمامًا عن المال السياسي، مشددًا على أن الخبرة والكفاءة والقدرة على تمثيل المواطنين والتواصل مع الشارع، كانت هي المعايير الحاكمة في عملية الاختيار.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج بالورقة والقلم على قناة ten مع الإعلامي نشأت الديهي: “لا يمكن أن يكون المال هو معيار الاختيار، وإن كانت الإمكانيات المادية تُعد عاملًا مساعدًا في دعم العمل الحزبي من خلال كوادر الحزب ومنتسبيه، لكنها لم تكن يومًا شرطًا أو معيارًا حاكمًا للترشح”.
وأوضح أن موارد الحزب تعتمد على التبرعات والاشتراكات، كما هو معمول به في مختلف الدول الديمقراطية، مؤكدًا أن المال لم يكن أبدًا هو المحدد الأساسي في اختيار المرشحين.
وكشف الجزار أن بعض المرشحين فوجئوا باختيارهم، في دلالة على عدالة المعايير التي اعتمدها الحزب، وابتعاده عن المحسوبية أو الوساطة، قائلاً: “فيه ناس اتفاجئت، وفيه نائب رئيس حزب انضم لنا بعد ما تواصلت معاه بنفسي من غير أي وساطة أو ترتيب مسبق”. كما أكد أن الحزب كان شديد الدقة في اختيار أماناته بالمحافظات.
وأشار إلى أن الدور المجتمعي للحزب لا يجب أن يكون مجرد “عطية” مشروطة، موضحًا أن الحزب لم ينشأ من أجل العمل الخيري، بل لتقديم رؤية سياسية وبرامج طموحة تعبّر عن المواطنين وتلبي احتياجاتهم. وقال: “إذا قررنا تقديم دور مجتمعي، فسيكون من خلال مؤسسة مجتمعية رسمية تتبع الدولة”.
وأوضح أن مشاركة الحزب في مبادرات مثل “حياة كريمة” تتم عبر دعم مؤسسات الدولة، وضرب مثالًا بتجربة ينفذها الحزب في محافظة القليوبية، حيث تم تدريب شباب من القرى وتشجيعهم على تأسيس شركات صغيرة تتولى إدارة بعض المرافق بالتعاون مع الجهات المعنية.