لجريدة عمان:
2025-07-28@21:28:46 GMT

السيّاب..ستّون عاما من الغياب

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

ككلّ عام، لم تمرّ ذكرى وفاة الشاعر الرائد بدر شاكر السيّاب التي توافق الرابع والعشرين من ديسمبر، مرورا عابرا، فقد أشعلت الأوساط الثقافـية فـي مناطق عديدة من عالمنا العربي، الشموع على روحه، مستذكرة دوره الريادي البارز فـي الشعرية العربية، وهو دور كرّسه منجزه الشعري الضخم الذي تركه الشاعر المولود فـي البصرة عام 1926م والمتوفّى فـي الكويت 1964م، رغم عمره القصير، فلم يكن يومها قد «لامس حدود الأربعين»، على حدّ وصف زميلته الشاعرة لميعة عباس عمارة بقولها فـي قصيدة أهدتها لروحه:

«يوم أحببتكَ أغمضتُ عيوني

لم تكن تعرفُ ديني

فعرفنا وافترقنا دمعتين

عاشقاً مُتَّ ولم تلمسْ حدود الأربعين

وأنا واصلتُ أعواميَ

أو .

.. واصلتُ تسديد ديوني»

فإذا ما شطبنا سنوات الطفولة، والمراحل الدراسية الأولى، سوف يتبقّى حوالي عشرين سنة أنجز خلالها جلّ عطائه الشعري الذي غيّر به خريطة الشعر العربي الحديث، وقد ظلّ متدفّقا حتى فـي سنوات مرضه الذي هاجم جسده النحيل فـي عام 1961م حين بدأ يشعر بآلام شديدة فـي الظهر، تبعه ضمور فـي القدمين، لإصابته بمرض فـي جهازه العصبي حدّ من حركته، وبدأ يشلّها، شيئا فشيئا، وقد بذل الأطباء جهودا فـي بغداد، وبيروت، ولندن، دون جدوى، وكانت خاتمة الرحلة فـي المستشفى الأميري بالكويت الذي تلقّى به العلاج بمساعدة صديقه الشاعر الكويتي علي السبتي.

شعراء كثيرون ظهروا مع السياب وقبله وبعده، لم ينالوا ما نال السيّاب من الشهرة والدراسة، والتقدير، وظلّ علامة فارقة، فـي الشعر العربي، يرى الناقد د. محمد لطفـي اليوسفـي فـي محاضرة له ألقاها فـي مركز سلطان بن زايد عام 2012م أن «المعنى بدأ بالأفول منذ عصر السياب».

ونتيجة لتفرّده استحقّ الاحتفاء، والأمم المتقدّمة تحتفـي بشعرائها البارزين، وقد روى لي الشاعر الكبير الراحل عبدالرزّاق عبدالواحد أنه حين فاز بوسام بوشكين فـي مهرجان الشعر العالمي الذي أقيم بموسكو عام 1976م وتزامنت زيارته مع احتفالات روسيا بيوم ولادة بوشكين ( 1799 - 1837م) الذي يوافق السادس والعشرين من مايو من كل عام، ورأى المكانة التي يحتلّها هذا الشاعر ذو الأصول الحبشية فـي روسيا، فالمسارح تعرض مسرحياته، وبلدية موسكو تضع لافتات على الشوارع تشير إلى أماكن كان يجلس فـيها بوشكين، وخصصت الإذاعة الرسمية ومحطّة التلفزيون برامج خاصة عن شاعر روسيا الكبير، ويزور الروس تماثيله ويضعون عليها باقات الورود، وكم تمنّى أن ينال الشاعر العربي مثل هذا التقدير فـي أمّة كان الشعر له مكانة عليا فـي أيّامها الزاهرة فهو ديوانها وسجلّ أيّامها ! ومع ذلك يظلّ السيّاب هو الأوفر حظّا فـي التكريم بين الشعراء، فقد نال من التكريمات ما لم يحظ به شاعر عربي، وللأسف جاء ذلك بعد رحيله، فقد أزيح الستار عن تمثال له فـي مدينته البصرة عام 1972م أي بعد ثمانية أعوام عن رحيله، وأعيدت طباعة دواوينه عدّة مرات، وكُتبت عن شعره مئات الرسائل الجامعية وصدرتْ مئات الكتب عنه، وأدرجت قصائده وسيرته فـي المناهج الدراسية، ونالت مجايلته الشاعرة نازك الملائكة التي توفـيت فـي عام 2007م بعضا من هذا التقدير بدرجة أقلّ، ونظر لها البعض كونها ناقدة أهم منها شاعرة، بينما تجاهلت المؤسسات الثقافـية الشاعر عبدالوهّاب البيّاتي، ثالثهما فـي ريادة الشعر الحديث!

ورغم تبدل الأنظمة السياسية فـي العراق إلا أن تقدير السياب ظلّ من الثوابت الثقافـيّة، وهذا الاهتمام لم يأت عن فراغ، فالأثر الشعري الذي أحدثه السيّاب فـي الشعر العربي لم يكن قليلا، والمنجز الشعري الذي تركه ليس بالهيّن، وسيبقى صوته مؤثّرا فـي الأجيال القادمة، وقد أسرني شعره منذ أول نص قرأته له فـي عام 1972 فـي مقال نُشر فـي صحيفة (المزمار)، يومها، وجدت نفسي منجذبا إليه، فقد شعرتُ كأنه يتحدّث معي، وفهمتُ أنّ الشعر هو حديث الروح للروح، وقد علقتْ بعض كلماته فـي ذهني لليوم:

«وداعا يا صحابي يا أحبائي

إذا ما شئتمو أن تذكروني فاذكروني ذات قمراءِ

وإلّا فهو محض اسم تبدّد بين أسماء

وداعا يا أحبائي»

وكم سُعدتُ عندما كلّفني ولده المهندس غيلان السياب المقيم فـي أمريكا بتسلم درع تكريم والده فـي مهرجان الشعر العربي الذي أقيم فـي إسطنبول عام 2021م نيابة عنه بعد تعذّر حضوره، وكما قال: «النخل الذي أحاط بالوالد وظلّله هو الذي أحاط بك وظلّلك، والماء الذي سقاه هو ما سقاك، والتراب الذي كوّن جسمه هو ما كوّنك. وفوق هذا وذاك، فالأدب رحِمٌ بين أهله».

وحين اعتليت المنصّة، شعرتُ برهبة، فاسم السيّاب له وقع خاص فـي الوجدان، واليوم ونحن نحتفـي بمرور ستين سنة على غيابه المبكّر، سيبقى هذا الاسم الذي حفره فـي تاريخ الشعر العربي، حاضرا، بقوّة، لأجيال قادمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشعر العربی

إقرأ أيضاً:

أفضل مشروبات طبيعية لجمال البشرة والشعر

عصير الجزر،عصير الشمندر، ماء الليمون الفاتر مع العسل، ماء جوز الهند، الشاي الأخضر، كلها مشروبات طبيعية يجب على كل أنثى تناولها من أجل تعزيز حيويتها وطاقتها طوال اليوم، وللحصول على بشرة وشعر أكثر حيوية، أو لعلاج مشاكل الدورة الشهرية، أو يجب شربها طوال فترة الحمل، فيما يلي تعرفي معنا في هذه المقالة إلى مجموعة المشروبات الطبيعية المهمة والمفيدة للنساء:

اقرأ ايضاًمشروب الريتينول لجمال وصحة ونضارة البشرةأفضل مشروبات طبيعية لجمال البشرة والشعر

فيما يلي قائمة بأفضل المشروبات الطبيعية التي تعزز جمال البشرة وصحة الشعر، وذلك بفضل احتوائها على مضادات الأكسدة، والفيتامينات، والماء الذي يرطّب الجسم من الداخل:

عصير الجزر

يقوي فروة الرأس ويحفز نمو الشعر، وغني بفيتامين A والبيتاكاروتين، يعزز إنتاج الكولاجين ويمنع جفاف البشرة.

عصير الشمندر (البنجر)

يطهر الدم ويمنح البشرة إشراقة صحية، وأيضاً يحتوي على الحديد والفيتامين C المفيدين لنمو الشعر.

ماء الليمون الفاتر مع العسل

من فوائد ماء الليمون الفاتر مع العسل يخلص الجسم من السموم، وأيضاً يعزز إنتاج الكولاجين ويقلل من البقع الداكنة.

عصير الصبار (الألوفيرا)

يعتبر عصير الصبار غني بالأنزيمات والمعادن التي تغذي فروة الرأس، ويرطّب البشرة ويهدّئ الالتهابات.

الشاي الأخضر

يعد غني بمضادات الأكسدة التي تحارب الشيخوخة، وبالإضافة إلى أنه يعزز نمو الشعر ويقلل من تساقطه.

سموذي الفراولة أو التوت

يحارب الجذور الحرة التي تؤذي خلايا الجلد والشعر، ومليء بفيتامين C، الضروري لإنتاج الكولاجين.

ماء جوز الهند

يرطّب الجسم بعمق من الداخل، ويعتبر مصدر ممتاز للمعادن التي تغذي البشرة والشعر.

مشروب الكركم بالحليب (الحليب الذهبي)

مضاد قوي للالتهابات، ويفتح لون البشرة ويوحّد لونها بفضل مضادات الأكسدة.

كلمات دالة:أفضل مشروبات طبيعية لجمال البشرة والشعرعصير الجزرالشاي الأخضر تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند أفضل مشروبات طبيعية لجمال البشرة والشعر نصائح عند اختيار ألوان أبواب الخشب الداخلية لغرف المنزل آيسكريم الفراولة المثلج صحي ومثالي للصيف عبارات فيروزية صباحية بدلات رسمية مفعمة بالأناقة والأنوثة للمرأة العاملة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

اقرأ ايضاًطبق الخبز المحمص الفرنسي بالكسترد للفطور © 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الشاعر البيومي عوض رئيساً لنادي الأدب المركزي بالغربية
  • ملتقى مالي للشعر العربي الرابع يحتفي بمبدعي لغة الضاد
  • بالفيديو... السيّدة فيروز تبكي حزناً على وفاة إبنها زياد
  • فلسفة الذم والشتائم في الأدب.. كيف تحوّل الذم إلى غرض شعري؟
  • بالفيديو... ​السيّدة رندى برّي قدّمت واجب العزاء بوفاة زياد الرحباني
  • أفضل مشروبات طبيعية لجمال البشرة والشعر
  • حقق نجاحًا باهرًا.. ألبوم «حاجة غير» لـ آمال ماهر يتصدر تريند تيك توك
  • طبيب بيراميدز: رمضان صبحي يعاني من شد خفيف في العضلة الضامة ويخضع لأشعة لتحديد فترة الغياب
  • نازك الحريري معزية السيّدة فيروز: إرث العملاق زياد الرحباني سيبقى خالداً
  • يعلن مكتب الهيئة العامة للأوقاف أنه تقدم اليها رسام الشاعر بطلب تجديد عقد إيجار