غرفة دبي للاقتصاد الرقمي شريكاً إستراتيجياً للنسخة الثالثة من قمة المليار متابع
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
أعلنت قمة المليار متابع، أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، والأكبر من نوعها على مستوى العالم، انضمام غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، إلى قائمة الشركاء الإستراتيجيين للنسخة الثالثة من القمة، التي تنظمها أكاديمية الإعلام الجديد في دبي خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير 2025، تحت شعار “المحتوى الهادف”.
وتجسد هذه الشراكة جهود الجانبين لتهيئة المناخ المثالي لنمو الصناعات الإبداعية التي تعتمد على البنية الرقمية المتطورة، كما تهدف إلى دعم صناعة محتوى يواكب التطورات الاقتصادية، ويتضمن تحليلات متعمقة لاتجاهات الاستثمار والفرص التي يمكن اقتناصها في التقنيات المتطورة والاقتصادات الناشئة، بما يساعد الشباب على معرفة قطاعات الأعمال المستقبلية والتوجه للاستثمار فيها.
وتمثل هذه الشراكة فرصة مهمة أمام غرفة دبي للاقتصاد الرقمي لعرض المزايا التنافسية التي تتمتع بها دبي، أمام الشركات الناشئة وشركات الاستثمار والاستشارات وصناع المحتوى ورجال الأعمال المتخصصين بالاقتصاد الرقمي المشاركين في القمة.
كما أن الغرفة شريك في برنامج “الاستثمار مع صناع المحتوى”، الذي يعد الأول من نوعه عالمياً، والذي يستهدف توفير التمويل والدعم المالي للشركات الناشئة والأفراد ممن يمتلكون أفكاراً ريادية في صناعة المحتوى لطرحها أمام لجنة تحكيم مكونة من نخبة من كبار المستثمرين والشركات التي تتولى بدورها رعاية الفكرة والاستثمار فيها.
ويجمع البرنامج الذي سيتم تدشينه خلال النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، بين الشركات الناشئة والأفراد المتخصصين في صناعة المحتوى ونخبة من المستثمرين على مدار ثلاثة أيام من العروض الحية والمناقشات المثمرة.
وبموجب الشراكة بين الجانبين، ينضم ممثل عن الغرفة إلى أعضاء لجنة تحكيم الطلبات المشاركة في برنامج “الاستثمار مع صناع المحتوى” التابع للقمة والتي تتألف من نخبة من الخبراء وكبار المستثمرين ورؤساء كبرى شركات الاستثمار في المنطقة.
وقال سعيد القرقاوي، نائب رئيس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، إن الغرفة تعمل على ترسيخ مكانة دبي لتكون في قلب الاقتصاد الرقمي عالمياً، من خلال جذب الشركات الرقمية والمواهب العالمية إلى الإمارة، إضافة إلى توفير بنية تحتية رقمية عالمية المستوى لدعم المنظومة الديناميكية للشركات الناشئة وتعزيز قدرتها على الازدهار والإبداع.
وأضاف أن الغرفة تسعى من خلال الشراكة مع قمة المليار متابع، إلى تعزيز التعاون مع أبرز الجهات الفاعلة في مجال الإعلام الرقمي، بما يساهم في تطوير المحتوى المبتكر والهادف، ويعزز مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد الرقمي ، كما تشكل هذه الشراكة بيئة مناسبة للالتقاء مع أهم المؤثرين وصناع المحتوى والمستثمرين ومسؤولي شركات التكنولوجيا العالمية، للتعريف بالتسهيلات التي توفرها إمارة دبي لدعم الشركات الرقمية في التوسع محلياً وفي الأسواق العالمية انطلاقاً من دبي.
من جانبها، قالت عالية الحمادي، الرئيس التنفيذي لأكاديمية الإعلام الجديد، إن دولة الإمارات تشكل بيئة جاذبة للأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ومع التطورات التقنية أصبحت وجهة للمبدعين ورواد الأعمال الذين يتطلعون إلى الانطلاق بأعمالهم إلى العالمية، ومن شأن الشراكة مع غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أن توفر محتوى اقتصادياً واستثمارياً وتجارياً للشباب الراغبين في إطلاق مشاريعهم الخاصة، ويقدم لهم وصفات لأسرار النجاح، ويطلعهم على آخر التطورات الاقتصادية في العالم، من خلال المشاركة وحضور الندوات وجلسات الحوار والورش والدورات التدريبية التي ستشهدها فعاليات قمة المليار متابع.
وأضافت أن الإكاديمية تعمل مع شركائها في قمة المليار متابع على تقديم محتوى مبتكر يسلط الضوء على الفرص الاستثمارية الجديدة والتوجهات التجارية العالمية، مع التركيز على توفير معلومات قيمة تساعد رواد الأعمال على اتخاذ قرارات إستراتيجية مدروسة، مما يسهم في تعزيز بيئة الأعمال ويدعم النمو الاقتصادي المستدام في دولة الإمارات والعالم.
وتكرس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي جهودها لبناء اقتصاد المستقبل وتطوير بنية تحتية رقمية عالمية المستوى لدعم المنظومة الديناميكية لعمل الشركات الناشئة في دبي، إضافة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزا عالميا رائدا للتكنولوجيا المتقدمة، حيث تدعم الغرفة مصالح شركات التكنولوجيا وتعمل على زيادة مساهمة القطاعات الرقمية في اقتصاد الإمارة، بما يتماشى مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية “D33”، والتي تسعى إلى مضاعفة حجم اقتصاد دبي بحلول عام 2033 وترسيخ مكانتها ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية حول العالم.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خوارزميات صعود التافهين وإدمان الضحالة
خوارزميات صعود التافهين وإدمان الضحالة
محمد الحسن محمد نور
لقد تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى غرفة عمليات تُدار فيها عملية إعادة تشكيل الوعي البشري بالخفاء. نحن لسنا مستخدمين أحرارًا كما نظن، بل نحن ضحايا خوارزميات صُممت بعناية لتحويلنا إلى مدمنين ومستهلكين دائمين للمحتوى.
هذا المقال لا يبحث فى موضوع إدانة المنصات بقدر ما هو ترياق يقدم وصفة للنجاة من فخاخها وحبائلها.
يكمن الضرر الأعمق في آليات هذه المنصات التي تُطلق عليها اسم “فقاعات التصفية” Filter Bubbles”. أنت لست في حاجة للبحث عن الأخبار، فالخوارزمية هي التي تبحث عنك وتتعهدك حتى تغرقك بما “تحبه” وبما “تؤمن” به.
وللإجابة على السؤال الأهم: لماذا تفعل ذلك؟ لأن الخوارزمية ليست مصممة لخدمة الحقيقة أو المجتمع، بل لخدمة نموذج العمل التجاري للمنصة. هدفها الأساسي هو الحفاظ على “تفاعل” عينيك وأصبعك لأطول فترة ممكنة كي تبقيك مستهلكا دائماً وتتمكن المنصة من عرض الإعلانات عليك. لذلك، هي لا تهتم بصحة المعلومة، بل بقدرتها على إثارة استجابتك العاطفية- سواء كانت غضبًا، حماسة، أو خوفًا.
ولا ننسى أن عملية بناء هذا السجن تبدأ بملفات تعريف الارتباط (Cookies) التي تسجل كل تحركاتك الرقمية؛ هذه الملفات هي أداة جمع البيانات الرئيسية التي تُمكّن الخوارزمية من بناء ملفك الشخصي الدقيق، ومن ثم تحديد المحتوى الأكثر قدرة على حبسك داخل هذه “الفقاعة”.
كل نقرة، كل مشاركة، وكل ثانية تقضيها على منشور، هي بمثابة صوت منك يقول للخوارزمية: “أريد المزيد من هذا!”. هكذا، تصبح محبوسًا داخل سجن افتراضي من الآراء المكررة التي تؤكد تحيزاتك، وتغيب عنك وجهات النظر الأخرى أو الحقائق المعقدة، فينمو ويتشكل في العقل الباطن الميلُ إلى الركون للأفكار المتوافقة، والإعراض عن كل ما هو مخالف لها.
وفي هذه البيئة المعزولة، تزدهر الأخبار الكاذبة والمضللة، معتمدة على قوة الإثارة؛ فهي تنتشر بسرعة تفوق الحقيقة بعشرة أضعاف، لأنها تستهدف منطقة المشاعر لا منطقة المنطق في دماغك. هذه الآلية تغذّي الاستقطاب المجتمعي الحاد، فتجعلنا نصدق روايات تافهة لمجرد أنها توافق أهواءنا، ونرفض كل مصادر المعلومات الموثوقة فيما يشبه الحالة المرضية، إما لأنها لا تناسب اتجاه مفاهيمنا، أو لأنها تتطلب مجهودًا لفهم أغوارها.
هذا التواطؤ الخوارزمي هو ما أدى إلى ظاهرة صعود التافهين والجهلاء ليصبحوا “نجومًا” و”مؤثرين”. المنصات لا تكافئ الكفاءة أو العمق المعرفي، بل تكافئ الجاذبية السطحية والاستجابة الفورية. ليس هذا فحسب، بل إن المكافآت النقدية والبرامج التمويلية التي تقدمها هذه المؤسسات للمؤثرين لزيادة الإنتاج تُصنَّف كعمل انتهازي للنظام؛ فهي تحفز صناع المحتوى على عدم الاهتمام بالعمق والجودة والدقة في سبيل إنتاج محتوى ضحل سريع التداول يخدم الهدف التجاري للمنصة.
المحتوى الذي يتطلب تفكيرًا عميقًا أو وقتًا طويلاً للنقاش لا يجد له مكاناً في قائمة المكافآت الرقمية؛ وبالتالي يتراجع دور العلماء والمفكرين لصالح مقدمي محتوى سريع الاستهلاك.
لقد أصبح النجاح هنا مرهونًا بمدى قدرة الشخص على تسطيح المعلومة إلى حد الإضحاك أو الاستفزاز، بل ويتجاوز الأمر ذلك ليطال المحتوى الذي يعتمد على الإثارة الجسدية المباشرة والمضامين المخلة بالآداب (المواقع الإباحية) التي لا يقل ضررها الاجتماعي والنفسي عن ضرر الجرائم ضد الإنسانية.
وهذا النوع من المحتوى يحقق أعلى درجات التفاعل والوقت المستهلك، مغذيًا نموذج الإدمان الرقمي على حساب سلامة القيم والأخلاق وحتى الصحة الجسدية والنفسية. والنتيجة هي تدهور جماعي في مستوى النقاش العام، وضعف في مهاراتنا على التركيز الطويل، وتشكيل جيل يتخذ من السطحية قيمة عليا.
ولكن النجاة ممكنة. فأنت الضحية، وأنت أيضًا صاحب القرار الأخير. الترياق يبدأ داخليًا؛ في اللحظة التي تدرك فيها أنك لست مجبرًا على التفاعل. ابدأ بخطوات عملية: قلل من وقتك على المنصات باستخدام أدوات ضبط الوقت، وعطِّل الإشعارات غير الضرورية، واستخدم أدوات حظر الإعلانات لتفكيك جزء من نموذجها التجاري.
ولكي تكسر الفقاعة، أبحث عن حسابات تقدم آراءً مخالفة لرأيك عمداً، واتبع مصادر إخبارية موثوقة بدلاً من الاعتماد على خلاصتك.
الترياق الحقيقي هو “التفكير النقدي” الذي يجب أن يتحول إلى عادة يومية: اسأل نفسك دومًا، “ما هو مصدر هذه المعلومة؟” و”ماذا لو كانت كاذبة؟”.
تمهل قليلا في الحكم على المعلومات المعروضة أمامك، لا تسمح لمشاعرك بأن تكون بوابة العبور لكل ما تراه؛ توقف عن إعادة نشر أي شيء يثير غضبك أو سخطك قبل أن تتحقق منه ثلاث مرات على الأقل عبر منصات التدقيق المعتمدة.
على المستوى الأسري، يجب أن نتحول من حظر المنصات إلى تعليم الأبناء “التربية الإعلامية”؛ كيف يحللون المحتوى، وكيف يفرّقون بين الإعلان والرأي والحقيقة، وذلك من خلال مناقشة ما يشاهدونه وإرشادهم إلى قنوات تعليمية موثوقة.
أما اجتماعيًا، فالترياق هو دعم ومطالبة المؤسسات التعليمية والإعلامية بتعزيز برامج تدقيق الحقائق وإدخال “مادة التفكير النقدي والثقافة الإعلامية” كأولوية قصوى في مناهج التعليم، لتنشئة جيل قادر على تمييز الحقيقة من الوهم.
استرداد الوعي ليس قرارًا سهلاً، ولكنه ضرورة تجاوزها هلاك. فليس أمامنا إلا أن نتحول من مُستهلكين سلبيين إلى مفكرين نقديين، لنتمكن من إنقاذ عقولنا ومجتمعنا من غرق المعرفة في بحر الوهم الرقمي.
الوسومالإعلام التفكير النقدي الثقافة الإعلامية المؤسسات التعليمية المعلومات الوعي البشري خوارزميات محمد الحسن محمد نور وسائل التواصل الاجتماعي