عندما نتنفس الحرية في لحظة بيضاء او داكنة.
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
بقلم : د. مظهر محمد صالح ..
انتهت الحرب قبل اكثر من عشرين عاماً والبلاد كانت تتخبط على حصاد يابس ولا مفر من اعلان الحرية ، ولكن كل منا وقتها كان يبحث عن ركن يتنفس فيه حريته التي كبحت تحت ويلات الحصار ودخان الحرب ، وظل البلاء يتقلب بين ظهرانينا ونحن على شفا حفرة مهلكة من الفناء.
وفي خضم البحث عن الامل لم اكن مصدقا وانا اتلقى بضعة كلمات تقول لي اذهب ايها الرجل إلى الجزائر البريطانية غدا لاتمام مهمتك الوظيفية لبضعة ايام ، واترك خلفك حديث الاتربة والدخان واثار المدرعات الثقيلة ، والفوضى العسكرية الضارية التي تجوب البلاد والخوف من المجهول وغادرهم فوراً ، لنتساعد سراعاً على النهوض ببلادنا .
حينها قلْب الرجل من بين يديه القرار ، وعيناه السوداويتان تخترقان وجهي، كأنهما مرآتان تعكسان أسراراً دفينة. ففي تلك النظرة، انكشفت أشياء لم تُقال، وكأنّ العالم بأسره توقف ليستمع إلى الصمت الذي يفيض بالكلام.…ثم قال بهدوء وتصميم لا مفر من حسم الموقف فوراً ، انا اعمل من اجل خير بلادي و لنخرج مجتمعين من محنة الحرب بأقل الخسائر.
شعرنا يومها جميعاً باننا مطالبون ان نغادر من فورنا تبلدنا وخيبات املنا بسبب الاحتلال ، وان نعمل بحياة متجددة بعد ان غدت جامدة متبدده عاطلة من تألقها المعهود.
انه صيف منتصف العام 2003 ، حيث غادرت فندقي عصراً لحظة وصولي العاصمة البريطانية ،قبل ان اباشر مهمة فحص العملة الوطنية الجديدة ، عملة ما بعد الحرب التي كانت تطبع في تلك البلاد ، وسرت في وسط شارع يسمى فكتوريا ستريت ربما تعود بعض عماراته وابنيته الى عهد الملكة فكتوريا وانا هائم بهدوء لم اعهده لسنوات طويلة كي تتلقفني دار لبيع الكتب … هنا انتابني شعور لحظي بأنني (اتنفس حرية) لم اعهدها من قبل فاستنشقت في تلك اللحظات حرية ممزوجة بالاوكسجين الخالي من اتربة الاحتلال والدخان كي اقتني لي كتاب في علم الاقتصاد ، وتذكرت وعيني تقع على اسم عالمة الاقتصاد جوان روبنسون (Joan Robinson)
التي كتبت في الحرية الاقتصادية بالمعنى الاجتماعي في العام 1971 بكتابها هرطقات اقتصادية Economic Heresies .اذ كانت روبنسون الاقتصادية البريطانية البارزة من قادة مدرسة كمبردج قد عُرفت بمساهماتها المهمة في علم الاقتصاد ،رغم أنها لم تكن مرتبطة مباشرة بمفهوم “الحرية الاقتصادية” كما هو متداول في الأدبيات الاقتصادية الكلاسيكية، إلا أن أعمالها سلطت الضوء على قضايا أساسية تتعلق بالعدالة الاجتماعية وتوزيع الدخل والقدرة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي.
كما كانت روبنسون من أبرز المؤيدين والمطورين لنظرية جون مينارد كينز، حيث دعمت فكرة تدخل الدولة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتقليل البطالة ، اذ يعارض هذا الموقف الفكرة التقليدية للحرية الاقتصادية التي تعتمد على الحد الأدنى من التدخل الحكومي.
فجوان روبنسون لم تكن تدافع عن “الحرية الاقتصادية” بالمعنى الليبرالي الكلاسيكي، بل كانت ترى أن العدالة الاجتماعية والاقتصادية جزء لا يتجزأ من أي نقاش حول الحرية في الاقتصاد. اذ لا تزال اعمالها مصدر إلهام للنقاشات في تحقيق التوازن بين الحرية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
وهنا عرفتُ ان عالمة الاقتصاد جوان روبنسون الكنزية الاصيلة قد وفرت لي عاصفة خالية من كل شي الا (الحرية كي اتنفسها) بعد انقطاع طويل.
وفي خريف عام لاحق من خلال عملي الاقتصادي، سرت باتجاه لا على التعيين في العاصمة واشنطن وانا اعبر احد الجسور على الطرق السريعة ،صادفني رجلاً يقاربني في العمر ذو سحنة داكنة ونظرة ساخنة تغشاها كآبة افترش فيها الارض ، وغابت الحرية عن انفاسه وطلب دولاراً واحداً لا اكثر ،فمنحته من فوري وقلت في سري لينضم هذا الرجل الفقير الاسود الى فقراء بلادي ممن اكتووا بحصار ظالم اطلق عليه بالحرب الخرساء، هنا تبسم الرجل وهو يقرأ في عيني شيئا جميلا ينتظر خطواتي التي سارت بلا هواده لتدخلني بعد دقائق في حي قديم من احياء العاصمة واشنطن القديمة يسمى جورج تاون ، دون ان اعرف ذلك الحي الجميل من قبل … فبين زحام السائحين وجمال المعروضات وهدوء الحياة ، توقفت دقيقة على الرصيف الايمن ثم (تنفست شيئا من الحرية )بعد ان جاد الزمان بالرؤية وانا اتقلب في عالم جديد وارجلي تسير بتلقائية لم اعهدها من قبل، متوجهة الى دار كتب عملاقة ، اسمها بارنز آند نوبل” (Barnes & Noble) وهي واحدة من أكبر سلاسل المكتبات في الولايات المتحدة الأمريكية وأشهرها. تأسست في عام 1886، وتشتهر بتوفير مجموعة واسعة من الكتب والمنتجات المتعلقة بالثقافة والأدب.
تسلقت من فوري الطابق الثالث وأدهشني سيل الاصدارات في علم الاقتصاد والادارة .
ثم لامست بعدها كتب الفلسفة التي تبحث عن (اوكسجين الحرية) وتجسد امامي سيل من الكتاب والفلاسفة .فقلت في سري نعم، انها الحرية كانت دائمًا ومازالت موضوعًا رئيسًا في كتابات العديد من الفلاسفة والأدباء، لكن فكرة “تنفس الحرية” كحالة وجودية أو بديل عن الاحتياجات الأساسية قد نوقشت بشكل رمزي ومجازي في عدد من اعمال ممن كتبوا عن الحرية منهم :جان بول سارتر: فيلسوف الوجودية الفرنسي الذي ركز على الحرية كجوهر الوجود الإنساني في كتابه “الوجود والعدم” (Being and Nothingness) اذ يرى أن الإنسان “محكوم بالحرية”، وأن الاختيار هو جزء لا يتجزأ من طبيعة الإنسان.
و كذلك هنري ديفيد ثورو: في كتابه “والدن” (Walden) حيث كتب عن التحرر من قيود الحياة المادية والتوجه نحو بساطة الحياة الطبيعية، وهو ما يمكن أن يُفسر على أنه (تنفس للحرية ) بعيدًا عن التعقيدات والقيود الاجتماعية.
ورينيه ديكارت: فيلسوف العقلانية الذي اعتبر الحرية نوعًا من التحرر العقلي. اذ يمكن رؤية أفكاره عن الشك والتحرر الفكري كأساس (لتنفس الحرية الفكرية).
اما ألبير كامو: في كتاباته مثل “أسطورة سيزيف” يوم تناول كامو الحرية من زاوية الوعي بالعبثية. وهو يرى أن الحرية الحقيقية تأتي من مواجهة العبث وقبول الحياة كما هي.
في حين ذهب جبران خليل جبران: في كتاب “النبي”، متحدثاً عن الحرية كجزء من الروح الإنسانية، حيث قال: “أنتم أحرار عندما تكون إرادتكم هي التي تتولى قيادتكم “.
وهنا انتهت متعة الحرية في رحلة متعاقبة وانا مازلت اعيش وجدانها واسترخائها ، ليستمر الحال لاقل من
عقد من الزمن ، حيث تكاثرت المسؤوليات وتكاثر الخونه الاصدقاء وهم يسحبون بساط الحرية من تحت ارجلي ليضيقوا انفاسي الى مربع المجهول كما يحاصر الايمان وحملة حريته في ظلام المعبد ، فلم اجد نفسي الا انا قد غادرت همومي عاشقا (لأنفاس الحرية )للمرة الثالثة ولكن خلف القضبان.
وتذكرت من فوري فيكتور إميل فرانكل ، وهو طبيب أعصاب وطبيب نفسي نمساوي جسد في كتابه “الإنسان يبحث عن معنى” (Man’s Search for Meaning) حيث يتحدث فرانكل عن تجربة الحرية الداخلية حتى في أكثر الظروف قمعًا، مثل معسكرات الاعتقال النازية وغيرها.
وهو يرى أن الإنسان دائماً يمتلك حرية اختيار مواقفه الداخلية رغم القيود الخارجية.
وهنا استنشقت الحرية في يوم داكن من خلف القضبان لاشفي غليل ذلك الصديق الخائن .
واخيرا ، فبين شارع فكتوريا في لندن وشارع جورج تاون في واشنطن العاصمة وشارع 52 في بغداد ، مجالاً حيويا وأحداً سواء اكان أبيضا ام اسود فقد (تنفست فيهم الحرية جميعا ) خلال عقد من الزمن.
فمثلما غادرتني الحرب واجواء الاحتلال كي اتنفس حرية، غادرتني مكائد الاصدقاء الخونة وثقل المسؤولية ، كي ارمي جسدي باثقاله في زاوية مظلمة (متنفسا الحرية) للمرة الثالثة ولكن من خلف القضبان هذه المرة ، و
امام عيني نيلسون مانديلا ومذكراته تجول في خاطري وعنوانها : مسار طويل نحو الحرية
Long Walk to Freedom 1994 يوم عبر عن لحظات التحرر الروحي رغم سنوات السجن الطويلة التي تنفس فيها مانديلا الحرية الداكنة قبل ان يتنفسها جميع الاحرار في العالم وهي بيضاء.
ختاماً ، يقول الاديب والكاتب الروسي الكبير ديستوفسكي (انه لم يبق في الذاكرة سوى ما نريد نسيانه….!! )حقا ما نريد نسيانه…!! ونحن نتنفس الحرية .
د.مظهر محمد صالحالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الحریة الاقتصادیة الحریة فی
إقرأ أيضاً:
مكالمات الواتساب بين الحرية الفردية والقيود الأمنية والتجارية
في عام 2009م استطاع الأمريكيّ براين أكتون، والأوكرانيّ بان كوم أن يكتشفا برنامجا يسهل عمليّة التّواصل بين البشر، بعيدا عن تكاليف الرّسائل النّصيّة، وبرامج التّواصل المليئة بالإعلانات، وجعلا له اسم «What’s up» إشارة إلى التّرحيب والتّواصل، كما جعلاه ميسّرًا.
وتطوّر من الرّسائل النّصيّة إلى سهولة الاتّصال الصّوتيّ والمرئيّ، ليصبح هذا البرنامج من أكثر البرامج التّواصليّة استخداما على مستوى العالم، وأصبح عابرا للجغرافيا سهل التّعامل لا يكلّف شيئا، ولا يرتبط بالإعلانات المزاحمة والمزعجة أيضا، ولا يحتاج إلى مبالغ لتحميله أو توثيقه. يستخدمه الغنيّ والفقير، الكبير والصّغير على حدّ سواء، كما يحمل شيئا من الخصوصيّة؛ نتيجة التّشفير بين الطّرفين، وسهولة حذف المحادثات، أو توقيتها لتنحذف بذاتها.
هناك من الدّول من منعت هذا البرنامج كليّا، كالصّين وروسيا وكوبا وإيران قبل الحرب الأخيرة، وأنتجت برامج اجتماعيّة تواصليّة لها خصوصيّتها القطريّة. وأسباب منعها تكمن في الجوانب الأمنيّة بشكل أكبر، وساعدها في توفير برامج بديلة الثّقلُ السّكانيّ. كما أنّ بعضها ليست منفتحة بشكل كبير على السّياحة الخارجيّة، ومع هذا نجد في هذه الدّول من يتجاوز هذا المنع عن طريق استخدام كاسر الحجب VPN؛ حيث إنّ الواتساب أصبح عالميّا، ويكاد المتفرّد اليوم في برامج التّواصل الاجتماعيّ من حيث السّهولة مع وجود برامج أخرى كالفيس بوك وأكس والإنستغرام وتك توك والتّلجرام، وبرامج لها خصوصيّات في العلاقات الاجتماعيّة أو التّجاريّة، بيد أنّ الواتساب يحمل خطّا أفقيّا واسعا يجمع عوالم قطريّة مختلفة، وجعل الشّرق والغرب عالما واحدا متقاربا على بعضه.
لهذا اضطّرت بعض الدّول إلى السّماح باستخدامه، ورفع الحجب عنه، كما فعلت إيران بعد الحرب الأخيرة. كما أنّ بعض الدّول لم تستطع إنزال العقوبات المترتبة على استخدام كاسر الحجب VPN؛ حيث إنّ فئة كبيرة من المجتمع تستخدمه، ولا تلتفت إلى قوانين المنع والعقوبات المترتبة عليه.
كما أنّ هذه الدّول لا يمكن لها متابعة الجميع ومحاسبتهم على فتح الكاسر، ورأت أنّ الضّرر الأمنيّ أكبر، فسهلت على فتح هذا البرنامج وما يماثله من برامج، أو فتح بعضها بشكل جزئيّ.
هناك من الدّول من منعته جزئيَّا فيما يتمثّل بحظر المكالمات. ويغلب تعليل هذا لأسباب تجاريّة، كما في الإمارات وعُمان. وفي بعض الدّول يسمحون، ولكن مع بعض التّقييدات المبطئة للاتّصالات، وهذا يؤثّر على المدى البعيد على المجالات التّواصليّة والسّياحيّة. فالعالم ـ كما أسلفت ـ يستخدم هذا البرنامج في التّواصل الدّاخليّ والخارجيّ، وهو يمثّل حقّا من حقوقه الفرديّة؛ لكونه يدفع لشركات الاتّصال مبلغا من المال بشكل شهري، أو لأجل الاشتراك. فلا معنى لحصره في المكالمات أو ما يسمّى بالاتّصال الصّوتيّ عبر شبكة الهاتف، فهذا أقرب إلى الاحتكار واستغلال حاجة المستخدم.
فهناك دول فقيرة، أو مستوى دخلها أضعف بكثير من دول الخليج مثلا، لكن نجد خيارات الاتّصال في برامج التّواصل -ومنها الواتساب- ميسرة بشكل كبير، كما أنّ تكلفة الاشتراك منخفضة، وفيها خيارات متعدّدة، وهذا تجده مثلا في الهند وسيريلانكا وتايلند وغيرها.
وأمّا تأثيره على الجانب السّياحيّ فيعود إلى أنّ العديد من السّائحين يأتون من دول لا يوجد لديها الحجب الكلّيّ أو الجزئيّ للواتساب، فهم يتواصلون مع أهاليهم، أو مع مجموعات المسافرين معها، كما يقضون أعمالهم في بلادهم، ومنهم تجّار وروّاد أعمال يكثرون من الاتّصال؛ فهنا هم أمام خيارين: إمّا أنّ يكتفوا بشريحة هاتف بلدهم إذا كانت تعمل في الحدود الجغرافيّة التي فيها تقييد على اتصالات الواتساب، أو برامج التّواصل الاجتماعيّ عموما، وهذا يضعف من الاشتراك في شركات الاتّصال بالبلد المزار،وإما أن يضطّروا إلى استخدام كاسر الحجب، كما يعطي صورة سلبيّة عن البلد، ومقدار الحريّات الفرديّة المعقولة فيه.
أمّا تأثيره على الجانب الأمنيّ بدعوى التّشفير فهناك برامج عديدة أكثر خصوصيّة، ويصعب متابعتها لحذفها الرّسائل مباشرة، وتتيح التّواصل الفرديّ والجمعيّ بكلّ سهولة وسريّة مطلقة.
كما أنّه يصعب اليوم كسر الحواجب؛ لهذا كثر تحميل الكاسر في الهواتف.
على أنّ غالب الاستخدام للواتساب وغيرها من وسائل التّواصل الاجتماعيّ يكون لأسباب اجتماعيّة وتعارفيّة ومعرفيّة، ولقضاء حوائج تجاريّة أو ماليّة. وهي تسهل على النّاس التّواصل بينهم، وتفتح لهم خيارات أكثر من الاتّصال الصّوتيّ عبر شبكة الهاتف فقط.
وأنا شخصيّا مع الإبداع في إيجاد برامج تعارفيّة محليّة على المستوى القُطريّ، أو على مستويات قطريّة متقاربة تحمل خصوصيّات جغرافيّة معينة، لكن في الوقت ذاته لا يمكن أن نعزل أنفسنا عن العالم؛ فالعالم اليوم يعيش ـ نتيجة الشّبكة العالمية ووسائل التّواصل الاجتماعيّ ـ في قرية متقاربة رقميّا، وإن تباعدت جغرافيّا.
ويشكّل الواتساب اليوم أكثر وسيلة رقميّة جعلت البعيد قريبا منّا، وسهلت التّواصل مع الجميع. فبعدما كان الإنسان يتواصل مع أهل بلده وقريته أصبح يتواصل مع عوالم أوسع وهو جالس في بيته. مستخدم برنامج الواتساب عادة تجده يعيش مع أصدقاء من أقطار مختلفة من العالم حسب مواهبه وميولاته يسامرهم ويسامرونه في اللّحظة ذاتها؛ فلا معنى لحصر الواتساب في الرّسائل المكتوبة، فهو بحاجة أن يتواصل معهم هاتفيّا بكلّ سهولة. وقد يعيش من أبنائنا وإخواننا في الخارج طلبا للعلم، أو كان موظفا في غير بلده، أو سائحًا في أقطار العالم، وهذا أيضا بحاجة أن يراسل عائلته وأصدقاءه في بلده عن طريق هذا البرنامج صوتًا وصورة، وهذه من الحقوق الفرديّة في الفضاء المفتوح للنّاس جميعا.