غرة رجب تصادف بداية العام الميلادي الجديد.. هل توجد دلالة دينية؟
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
تستعد الأمة الإسلامية لاستقبال شهر رجب لعام 1446 هجريًا، حيث أكدت الحسابات الفلكية التي أجراها المعهد القومي للبحوث الفلكية أن غرة شهر رجب ستكون يوم الأربعاء 1 يناير 2025.
يأتي هذا الإعلان بعد أن أعلنت دار الإفتاء المصرية أنها ستستطلع هلال شهر رجب يوم الثلاثاء المقبل الموافق 31 ديسمبر ، فهل إذا صادف غرة رجب مع بداية شهر يناير له دلالة دينية هذا ما يشغل بال الكثير .
يُعتبر شهر رجب من الأشهر الحرم التي لها مكانة خاصة في الإسلام، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ذلك في محكم آياته، تُشير الحسابات إلى أن هذا العام يبرز دلالة رمزية مثيرة، حيث يتزامن أول أيام رجب مع بداية العام الميلادي الجديد، مما يفتح المجال لتأملات حول معاني هذا التزامن.
التقويم الهجري، الذي أنشأه الخليفة عمر بن الخطاب، يعتمد على الدورة الشهرية للقمر، ويتكون من 12 شهرًا، من بينها رجب الذي يحتل مكانة رفيعة في قلوب المسلمين. وقد دعت دار الإفتاء إلى ضرورة استثمار هذا الشهر في الطاعات، مشيرة إلى مشروعية الصيام فيه.
وفي سياق حديثها عن صيام رجب، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصيام في هذا الشهر جائز ولا حرج فيه، سواء كان ذلك ليوم أو أكثر، واستشهدت بأحاديث نبوية تشير إلى فضل الصيام في رجب، معتبرة أن هذا الشهر يعد فرصة للتقرب إلى الله وطلب المغفرة.
تتضمن الأشهر الهجرية، كما هو معروف، عدة أشهر حرم، يُعد رجب واحدًا منها، وقد وردت الكثير من النصوص الدينية التي تدل على أهمية هذه الأشهر، بما في ذلك التحذير من الظلم فيها. وبالتالي، فإن بدء رجب في بداية العام الميلادي الجديد يمكن أن يُعتبر بمثابة دعوة للتأمل والتفكر في المعاني الروحية لهذا التزامن، حيث يجسد بداية جديدة في الزمان والفضاء.
يتطلع المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى هذا الشهر المبارك، آملاً في أن يكون بداية لبركات جديدة وفرص للتغيير الروحي، يتعين علينا أن نكون واعين لأهمية رجب ونسعى لتعزيز الطاعات فيه، سواء من خلال الصيام أو الأعمال الصالحة، لنحظى بمغفرة الله ورحمته.
في الختام، يظل السؤال مطروحًا: هل هذا التزامن بين 1 رجب و1 يناير يحمل دلالات دينية خاصة؟ بالتأكيد، يُعتبر تذكيرًا للمسلمين بأهمية الوقت ودوره في تعزيز الروحانية والانضباط الشخصي، مما يستدعي منا التأمل والتفكير في كيفية استثمار هذه اللحظات في العبادة والتقرب إلى الله.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء شهر رجب غــرة شهـــر رجـــــب حكم صيام رجب بداية يناير فضل الصيام في رجب المزيد هذا الشهر الصیام فی شهر رجب
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: الحشيش محرم شرعًا لما فيه من ضرر بالعقل والنفس والبدن
تابعت دار الإفتاء المصرية ما أُثير حول حكم تناول مخدر الحشيش، وتؤكد دار الإفتاء أن الشرع الشريف قد كرَّم الإنسان، وجعل المحافظة على نفسه وعقله مِن الضروريات الخمس التي دعت إلى مراعاتها جميع الشرائع، وهي: النفس، والعقل، والدين، والعرض أو النسل، والملك أو المال؛ حتى يتحقق في الإنسان معنى الخلافة في الأرض فيقوم بعِمارتها.
وأكدت دار الإفتاء أن الإسلام حرَّم تحريمًا قاطعًا كل ما يضُرُّ بالنفس والعقل، ومن هذه الأشياء التي حرمها: المخدِّرات بجميع أنواعها على اختلاف مسمياتها من مخدِّرات طبيعية وكيمائية، وأيًّا كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب، أو الشم، أو الحقن؛ لأنها تؤدي إلى مضارَّ جسيمةٍ ومفاسدَ كثيرةٍ، فهي تفسد العقل، وتفتك بالبدن، إلى غير ذلك من المضارِّ والمفاسد التي تصيب الفرد والمجتمع؛ والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ويقول أيضًا: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].
كما أن الشرع كما حرَّم كل مُسْكِر فقد حرم كل مخدِّر ومُفتِر؛ فقد روى الإمام أحمد في "مسنده" وأبو داود في "سننه" عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: "نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ".
وتابعت: وقد اتفق العلماء على تحريم كل ما هو مخدِّر ومُفْتِر ولو لم يكن مُسْكِرًا، ونَقَل الإجماع على هذه الحُرمة الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه "البناية" حيث قال في خصوص جوهر الحشيش: إنه مخدر، ومفتر، ومكسل، وفيه أوصاف ذميمة؛ فوقع إجماع المتأخرين على تحريمه.
وأشارت إلى أن القواعد الشرعية تقتضي القول بحرمة المخدِّرات بجميع أصنافها وأنواعها؛ حيث ثبت أَنَّ إدمانها فيه ضرر حسِّي ومعنوي، وما كان ضارًّا فهو حرام؛ لما جاء في الحديث الشريف: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».
كما أن المشرع القانوني قد نص على تجريم تعاطي المخدرات ومعاقبة متعاطيها، وتجريم الاتجار فيهما بالعقوبة المضاعفة؛ لما يترتب على ذلك من الضرر والإضرار والفساد في المجتمع.
وشددت دار الإفتاء المصرية على أهمية الوعي والتثبت وأخذ الفتوى من مصادرها الصحيحة الموثوقة عند البحث عن الحكم الشرعي، إذ هي مهمة عظيمة، فالمفتي مبلِّغ عن الله تعالى، ونائب عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.