قال المؤرخ والخبير الإسرائيلي هاريل حوريف، إن "عملية السلطة في مخيم جنين تهدف إلى إقناع تل أبيب والإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، بأنها قادرة على السيطرة على الوضع الأمني بما في ذلك غزة".

وأضاف حوريف في مقال نشرته القناة الـ12 العبرية وترجمته "عربي21" أن "عملية السلطة الاستثنائية في جنين منذ ثلاثة أسابيع، والتي يشارك فيها 300 عنصر من الأجهزة الأمنية، تنبع من رغبة السلطة في إثبات أنها قادرة على فرض السيطرة الأمنية كشرد ضروري لأي تسوية سياسية مقبلة".



وتابع قائلا: "هذه السيطرة تتضمن أيضا قطاع غزة، نظرا لعدم ثقة تل أبيب الواضحة في قدرة السلطة على أن تكون جزءا من أي تسوية تتم في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب في غزة".

وذكر أن "المشكلة في جنين ومخيمات الضفة لا تقتصر على القدرة على استخدام القوة، بل هناك تحدي اجتماعي لا تقل أهميته عن الجانب الأمني"، موضحا أن "المخيم يمتد على مساحة تقل عن نصف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه 16 ألفا، ومعظمهم من اللاجئين من منطقة قيسارية وحيفا".

وتابع قائلا: "مخيم جنين لفت انتباه العالم خلال عملية السور الواقي، عندما اقتحمته القوات الإسرائيلية، وخاضت معارك أودت بحياة 23 جنديا و52 فلسطينيا، ومنذ ذلك الحين، نفذ الجيش العديد من الغارات على المخيم، وآخرها في أيلول/ سبتمبر الماضي، ولا توجد عائلة فلسطينية فيه لم تقدم أحد أبنائها على الأقل، ما خلق روح البطولة والتضحية الوطنية".



وشدد الخبير الإسرائيلي على أن "مخيم جنين يعد أيضا بؤرة للفقر والظروف الصعبة، ما يزيد من الارتباط بين العامل السياسي للمقاومة والعامل الاجتماعي المتمثل بزيادة الفقر، وهو أيضا جوهر المشكلة في باقي المخيمات الأخرى من شعفاط إلى بلطة ونور شمس".

وأردف قائلا: "تتميز مخيمات اللاجئين بالفقر والنظام الاجتماعي الهش، ما يخلق تحديا كبيرا لدى قيادة السلطة الفلسطينية على مدى أجيال".

واستكمل بقوله: "السلطة عازمة على السيطرة على جنين، لكن لا تزال أمامها أيام كثيرة، لأن المسلحين لن يستسلموا، وهي لا تزال تفتقر للوسائل المناسبة للتعامل مع التحدي الأمني الذي يمثله المخيم، كالعربات المدرعة".

وختم قائلا: "رغم الموافقة الإسرائيلية على تزويد السلطة بها، لكنها ليست كافية لاستكمال العملية في المخيم، مع أن إنجاز المهمة لا يقتصر على الوسائل القتالية، وإخضاع المسلحين فحسب، بل على معالجة الأسباب الجذرية للمشاكل الاجتماعية التي تعمل على تقوية العناصر الصلبة المناوئة للسلطة في جنين وشمال الضفة الغربية لعدة عقود".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية السلطة جنين الضفة السلطة جنين المقاومة الضفة التنسيق الأمني صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی جنین

إقرأ أيضاً:

بسبب تجويع غزة..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيب

أطلقت مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة رسالة علنية دعت فيها إلى فرض عقوبات دولية صارمة على تل أبيب، بسبب ما وصفته بـ"تجويع سكان غزة" والحملة العسكرية الوحشية ضدهم. اعلان

طالبت مجموعة من الشخصيات العامة الإسرائيلية البارزة، من بينها أكاديميون وفنانون ومفكرون، المجتمع الدولي بفرض "عقوبات قاسية تُشلّ قدرات إسرائيل"، في ظل تزايد الغضب العالمي إزاء ما وصفوه بـ"تجويع غزة حتى الموت".

وضمّت الرسالة، التي نُشرت في صحيفة "ذا غارديان"، 31 توقيعًا، من بينهم الفائز بجائزة الأوسكار يوآف أبراهام، والمدعي العام الإسرائيلي السابق ميخائيل بن-يائير، ورئيس الكنيست الأسبق ورئيس الوكالة اليهودية السابق أبراهام بورغ، إلى جانب عدد من الحائزين على "جائزة إسرائيل"، أرفع وسام ثقافي في البلاد.

وجاء في الرسالة :"تُمارس إسرائيل حملة وحشية تتمثل في تجويع سكان غزة حتى الموت، والنظر في التهجير القسري لملايين الفلسطينيين من القطاع".

وأضاف الموقعون: "يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات قاسية تُشلّ قدرات إسرائيل حتى توقف هذه الحملة الوحشية وتنفّذ وقفًا دائمًا لإطلاق النار".

كسر للمحظورات داخل إسرائيل

تكتسب الرسالة أهميتها لكونها تتضمن نقدًا غير مسبوق لإسرائيل، كما أنها تكسر المحظور داخل البلاد، حيث يسعى سياسيون إسرائيليون منذ سنوات إلى تمرير قوانين تُجرّم من يدعو إلى فرض عقوبات على الدولة.

من بين الموقعين أيضًا الرسّامة ميخال نعمان، والمخرج الوثائقي الحائز على جوائز رعنان ألكساندروفيتش، والمخرج صاموئيل معوز الحائز على "الأسد الذهبي" عن فيلمه "لبنان"، والشاعر أهارون شبتاي، ومصممة الرقص إنبال بينتو.

صدمة داخلية وغضب في الجاليات اليهودية

وتتزايد مظاهر الغضب داخل إسرائيل نفسها، كما في أوساط الجاليات اليهودية حول العالم، وسط مشاهد لأطفال فلسطينيين يعانون من الجوع الحاد، وتقارير عن إطلاق جنود إسرائيليين النار على فلسطينيين جائعين في مراكز توزيع الغذاء.

,نُشرت الرسالة تزامنًا مع إعلان وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى في الحرب المستمرة منذ 21 شهرًا تجاوز 60 ألف شخص.

كما أصدرت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان معروفتان، "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان"، تقارير أكدت للمرة الأولى أن إسرائيل تنتهج سياسة "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في غزة، ما شكّل خرقًا جديدًا لمحظورات الخطاب السياسي الإسرائيلي.

Related غزة على حافة المجاعة: أطفال يموتون جوعًا وسط حصار مطبق وتحذيرات أممية"غزة تواجه خطر المجاعة الشديدة".. برنامج الأغذية العالمي يحذر: الوقت ينفدمع تفاقم الكارثة في غزة.. تصاعد الانتقادات لنهج نتنياهو وترامب يدعوه لاعتماد مقاربة جديدة

وفي السياق نفسه، أدلت حركة الإصلاح اليهودية في الولايات المتحدة، وهي أكبر طائفة يهودية في البلاد، بتصريحات قالت فيها إن الحكومة الإسرائيلية "تتحمل المسؤولية" عن المجاعة المتفاقمة في غزة.

وقالت الحركة في بيانها :"لا ينبغي لأحد أن يبقى غير متأثر بالجوع المتفشي الذي يعانيه آلاف الغزيين. لا ينبغي أن ننشغل بالتفسيرات التقنية بين المجاعة والجوع الحاد، فالوضع كارثي وقاتل. ولا يمكننا القبول بأن يُلقى اللوم فقط على حماس، من دون الاعتراف بأن الدولة اليهودية أيضًا تتحمّل مسؤولية هذه الكارثة الإنسانية".

واعتبرت أن "منع الغذاء والماء والدواء والكهرباء – وخاصة عن الأطفال – أمر لا يمكن الدفاع عنه. يجب ألّا تجعلنا أحزاننا قساة القلوب، ولا ينبغي لحبنا لإسرائيل أن يعمينا عن صرخات الضعفاء. علينا أن نرتقي إلى مستوى التحدي الأخلاقي في هذه اللحظة".

إسرائيل تنفي وجود مجاعة في غزة

تأتي هذه المواقف في أعقاب تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت لصحيفة "ذا غارديان" هذا الشهر، قال فيها إن "المدينة الإنسانية" التي اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي إنشاؤها على أنقاض رفح ستكون "معسكر اعتقال"، وإن إجبار الفلسطينيين على الانتقال إليها يُعد "تطهيرًا عرقيًا".

من جهته، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون في حكومته ومنظمات يمينية نفي وجود مجاعة في غزة ناتجة عن السياسات الإسرائيلية، رغم الأدلة الواسعة التي تؤكد العكس، بما في ذلك بيانات "نظام تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل" التابع للأمم المتحدة، وإقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بوجود "مجاعة حقيقية" في القطاع.

وأشارت صحيفة "ذا غارديان" إلى أنها تواصلت مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على تعليق على مضمون الرسالة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • تسريبات من تل أبيب: قرارات كبرى خلال أيام..وواشنطن تترقّب
  • سرايا القدس تبثّ رسالة أخيرة لأسير إسرائيلي في غزة: أموت جوعًا.. أدخلوا الطعام
  • أسير إسرائيلي يناشد من غزة: أدخلوا الطعام قبل أن أموت من الجوع
  • غضب إسرائيلي من غوتيريش.. كيف تحول أمين عام الأمم المتحدة إلى خصم لتل أبيب؟
  • استشهاد شاب فلسطيني في سلواد في هجوم للمستوطنين طال أيضا رمون وأبو فلاح
  • قوات العدو الصهيوني تحتجز عدداً من أهالي مخيم جنين
  • الاحتلال يحتجز عدداً من أهالي مخيم جنين حاولوا الوصول إلى منازلهم
  • الاحتلال يحتجز عدد من أهالي مخيم جنين حاولوا الوصول إلى منازلهم
  • بسبب تجويع غزة..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيب
  • خبير إسرائيلي يوجه تحذيرا شديدا لجيش الاحتلال يتعلق بمصر والأردن