قال تقرير لصحيفة واشنطن بوست إن تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأخيرة حول الاستحواذ على غرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما، واعتبار كندا الولاية الأميركية رقم 51، تشير إلى أن نظرته للقوة الأميركية مبنية على التوسع الإقليمي، وهو ما يمثل تحولا صارخا عن الأعراف الدبلوماسية السائدة.

وبرأي كاتبتي التقرير (جاكلين أليماني مراسلة تحقيقات شؤون الكونغرس، وكات زاكريفسكي مراسلة متخصصة في سياسة التكنولوجيا) قد تعيد منهجية ترامب غير التقليدية في الدبلوماسية -التي تتسم بالخطاب التوسعي والتكتيكات غير المتوقعة- تشكيل العلاقات الخارجية الأميركية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: صواريخ غزة واليمن تصعيد ملفت في الحربlist 2 of 2موقع روسي: هل تنتهي الحرب في أوكرانيا عام 2025؟end of list

وقال مسؤول انتقالي في إدارة ترامب إن ما يربط بين تعليقات الرئيس المنتخب حول كندا والمكسيك وغرينلاند وبنما هو رغبته بمواجهة النفوذ الروسي والصيني، حسب التقرير.

ووفق التقرير، دافعت كيلي ماكناني المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي عن تصريحاته، واصفة إياها بأنها إستراتيجية ومحسوبة لاستعادة قوة الولايات المتحدة، وأكدت أن "قادة العالم مقبلون على التفاوض بسبب وفاء الرئيس ترامب بوعده بجعل أميركا قوية مرة أخرى".

وذكر التقرير أن تعليقات ترامب واجهت مقاومة على الصعيدين المحلي والدولي، ورفضها القادة الكنديون، كما أكد رئيس وزراء غرينلاند على سيادة الجزيرة، وبدوره نفى رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو بشكل قاطع مزاعم ترامب بوجود جنود صينيين في القناة وضرورة التدخل العسكري، وصرح مولينو بأنه "لا يوجد جنود صينيون في القناة".

إعلان  آراء النقاد

وحذر النائب السابق كارلوس كوربيلو (جمهوري عن ولاية فلوريدا) من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى توتر العلاقات الدولية، وظهر على شاشة قناة "إم إس إن بي سي" وهو يقول "هذا النوع من الإهانات يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مع الولايات المتحدة" ولكنه استبعد احتمال نشوب صراع عسكري.

وأشار ريان بيرغ، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إلى أن تركيز ترامب على شؤون نصف الكرة الغربي -مثل قناة بنما- يعكس اعتقاده بأن نفوذ الولايات المتحدة أقوى فيها مقارنة بمناطق أخرى متنازع عليها مع روسيا والصين، حيث النفوذ الأميركي أضعف.

ويرى النقاد -وفق التقرير- أن خطاب ترامب يخاطر بتصعيد التوترات دون داع، ووصف مستشار محافظ في السياسة الخارجية ميل الجمهوريين للحلول العسكرية، خصوصا فيما يتعلق بمشكلة المخدرات القادمة من المكسيك بأنه "خطير".

التداعيات الإستراتيجية

ووفق التقرير، تعد غرينلاند محورية بالنسبة لصانعي السياسة الأميركية، نظرا لموقعها الإستراتيجي في القطب الشمالي ومواردها، ويعود اهتمام ترامب بالاستحواذ على غرينلاند إلى عام 2019.

وفي حين رفضت الدانمارك تصريحات ترامب، قال دبلوماسي دانماركي سابق للصحيفة إن اهتمام الولايات المتحدة بغرينلاند يتماشى مع مصالحها الإستراتيجية.

وتنبأ هذا الدبلوماسي بأن "شيئا ما سيحدث على الأرجح مع غرينلاند خلال 10 أو 15 سنة المقبلة، وربما تستقل، وهذه الاحتمالات تدفع الولايات المتحدة لأن تتحرك الآن تحسبا لأي تغيرات مستقبلية".

وأكمل التقرير أن الأهمية الإستراتيجية لقناة بنما تكمن في دورها المحوري كمعبر بحري حيوي يربط المحيط الأطلسي والمحيط الهادي، مما يجعلها ممرا رئيسيا للبضائع والحركة العسكرية الأميركية.

كما أن هناك مخاوف أميركية متزايدة من النفوذ الصيني على الموانئ العالمية، خصوصا القريبة من القناة، مما يعزز قلق الولايات المتحدة من التأثير على عملياتها العسكرية في حالة حدوث أزمة وطنية أو نزاعات تتعلق بأمنها القومي، مثل الصراع على تايوان.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

الكرملين: نأسف لتباطؤ التطبيع مع واشنطن وملتزمون بالسلام في أوكرانيا

أعرب الكرملين اليوم الثلاثاء عن أسفه لما وصفه بـ"تباطؤ" وتيرة تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة رغم ما أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نوايا إيجابية منذ عودته إلى البيت الأبيض.

وأشار الكرملين إلى أن هذا التباطؤ تزامن مع موقف واشنطن تجاه موسكو، والذي أصبح أكثر صرامة في ظل تعثر المحادثات بشأن الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في تصريحات للصحفيين "حصل تباطؤ بالفعل"، مضيفا أن موسكو مهتمة بالفعل بعملية تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.

وجاءت هذه التصريحات بعد إعلان ترامب عن "مهلة جديدة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي بدأت قبل أكثر من 3 سنوات.

وردا على ذلك قال بيسكوف "أخذنا علما بتصريح الرئيس ترامب أمس"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "العملية العسكرية الخاصة لا تزال متواصلة".

وأكد أن موسكو "لا تزال ملتزمة بعملية سلام لحل النزاع بشأن أوكرانيا، مع المحافظة على مصالحنا الإستراتيجية".

وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه سيضغط من أجل التوصل إلى اتفاق سريع ينهي الحرب في أوكرانيا، دون أن يوضح طبيعة الآليات أو التنازلات المتوقعة من كلا الطرفين.

مقالات مشابهة

  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
  • الكرملين: نأسف لتباطؤ التطبيع مع واشنطن وملتزمون بالسلام في أوكرانيا
  • كندا وأمريكا تكثفان محادثاتهما بشأن الرسوم الجمركية
  • واشنطن بوست: نتنياهو يستغل عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة
  • بروكسل: الاتفاق الحالي مع الولايات المتحدة أفضل من الحرب التجارية
  • واشنطن بوست: أهل غزة يتضورون جوعا فما أثر الجوع على جسم الإنسان؟
  • الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتوصلان لاتفاق تجاري بشأن الرسوم الجمركية
  • دول أوروبية تعتمد آلية جديدة لتوريد الأسلحة لأوكرانيا… ستارمر يخطط لمحادثات مع ترامب حول إنهاء النزاع
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟