عاجل - سر الـ100 عام.. كيف ساهم الضحك والفول السوداني والرياضة في إطالة عمر جيمي كارتر رغم المرض والتحديات؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
عاش الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر 100 عام ليكون بذلك أطول رئيس عاش في تاريخ الولايات المتحدة، ورغم أنه دخل دار رعاية المسنين في فبراير 2023 بعد تدهور حالته الصحية، اعتقدت عائلته أنه لم يتبق له سوى أيام قليلة ليعيشها، إلا أن تلك التوقعات لم تتحقق، حيث عاش أكثر من عام آخر حتى توفي أمس الأحد، ليترك وراءه تساؤلات حول النمط الحياتي الذي كان يعيشه.
نشرت مجلة "Time" الأمريكية تقريرًا يجيب على تلك التساؤلات المتعلقة بحياة الرئيس الأمريكي الأسبق وروتينه الصحي، مشيرة إلى أنه على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها «كارتر»، أبرزها السرطان الذي تم تشخيصه في عام 2015، والذي بدأ من الجلد وامتد إلى الكبد والدماغ، كما عانى من إصابات متعددة جراء سقوطه المتكرر أدت إلى كسور في العظام، لكنه نجح في التعافي بفضل العلاج المناعي والإشعاعي وإجراء عملية جراحية.
عوامل طول العمر في حياة كارتروأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن إحدى السمات البارزة في حياة «كارتر» هي قدرته على إدارة التوتر بشكل فعال، فبعد دخوله الحياة السياسية، كان من المعروف عنه دائمًا تهدئة نفسه والاستمرار في الابتسامة رغم التحديات، ويعتبر الخبراء أن ذلك من العوامل الرئيسية التي تساهم في الحياة الطويلة، حيث أن الضغط النفسي المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
كما كان كارتر، يستمتع بتناول الفول السوداني حيث كان يحتفظ أثناء رئاسته بأكياس من الفول السوداني في مكتبه، ما كان يمثل بشكل عام مصدرا صحيا للدهون والألياف والمعادن مثل المغنيسيوم وحمض الفوليك.
وجود هدف للحياة مع الحس الفكاهيوجود هدف في الحياة كانت واحدة من العوامل الأساسية التي ساهمت في إطالة عمر «كارتر»، حيث كان يشدد دائمًا على ضرورة أن يكون لدى الإنسان غاية واضحة في الحياة، قائلًا: "لدي حياة واحدة وفرصة واحدة لجعلها ذات قيمة"، مؤكدًا أن إيجاد هدف حياتك هو حافز قوي لعيش نمط حياة صحي.
ومن العوامل الأخرى التي ساعدت "كارتر" في العيش لفترة طويلة هي روح الفكاهة والضحك الذي لا يفارقه، والذي كان سببًا في أن يكون محبوبًا لدى الناس في جميع أنحاء العالم، حيث كان يعرف بقدرته على نشر المرح حتى في أصعب المواقف، وهو ما يعزز الرفاهية العقلية ويساعد في تقليل التوتر.
العلاقات الأسريةوكان "كارتر" يتمتع بعلاقات قوية مع أسرته، فقد كانت علاقته بزوجته روزالين، التي استمرت لمدة 77 عامًا، أحد أسباب استقراره العاطفي والصحي، وكان يعتبر أن هذه العلاقة كانت «شراكة كاملة»، مؤكدًا على دور زوجته في نجاحاته المهنية والشخصية.
حيث أكد الأطباء لمجلة "Time": "إن وجود أشخاص داعمين في حياتك مثل الزوج يمكن أن يوفر الدعم العاطفي والدافع والمساءلة الصحية التي تجعل من السهل تبني العادات الصحية والحفاظ عليها".
الروح الرياضيةومن الأمور التي أثرت بشكل إيجابي على طول حياة «كارتر» هي ممارسته المستمرة للأنشطة البدنية، حتى في التسعينيات من عمره، حيث كان يمارس رياضة الركض وركوب الدراجات والسباحة بانتظام، وهو ما يساعد في الحفاظ على صحة القلب والعضلات.
كما كان يشترك في العديد من الأنشطة الرياضية الجماعية مثل كرة السلة والتنس، وهو ما يساعد في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وزيادة القوة والقدرة على التحمل.
وذلك إلى جانب صيد الأسماك والمشي لمسافات طويلة التي كانت من هوايات "كارتر" المفضلة، مع قضاء الكثير من الوقت في الهواء الطلق، حيث كان يؤكد دائمًا: "إن قضاء الوقت في الهواء عادة صحية للغاية يجب تنميتها".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جيمي كارتر عمر جيمي كارتر حياة جيمي كارتر السرطان العلاج المناعي إدارة التوتر الصحة العقلية التغذية الصحية الفول السوداني هدف الحياة العلاقات الأسرية روزالين كارتر الدعم العاطفي الانشطة البدنية ممارسة الرياضة صحة القلب صيد الأسماك المشي لمسافات طويلة الهواء الطلق مجلة Time العادات الصحية الحياة الطويلة الرئيس الامريكي الاسبق حیث کان
إقرأ أيضاً:
كيف ساهم تطبيق تجسس في إسقاط نظام الأسد؟
أدى هجوم إلكتروني متطور، تنكّر في صورة مبادرة مساعدات إنسانية، إلى إضعاف الجيش السوري كثيرا، مما يُعتقد أنه ساهم في الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
وحسب معلومات كشف عنها تحقيق للصحفي السوري كمال شاهين، ونُشر في 26 مايو 2025 بموقع مجلة نيوز لاين الأميركية، فإن هذه العملية تُسلط الضوء على حقبة جديدة من الحرب السيبرانية التي يمكن للأدوات الرقمية فيها، أن تُطيح بقوة عسكرية تقليدية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيلlist 2 of 2هآرتس: دولة تحتفل بالإبادة الجماعية فقدت عقلها كلياend of list
عملية خداع مزدوج
الاستغلال بدأ بتطبيق مزيف يطلق عليه: STFD-686، وهو يحاكي تطبيق "الأمانة السورية للتنمية" الرسمي، والذي كانت تُشرف عليه أسماء الأخرس زوجة الأسد.
وتم توزيع هذا التطبيق عبر قناة تلغرام غير موثقة، مستهدفاً الضباط الذين يعانون من ضائقة اقتصادية شديدة، مع وعود بمساعدات مالية مثلت الطُّعم الذي جذب الآلاف منهم لتحميله، وتوفير معلومات شخصية وعسكرية كجزء من إجراءات التسجيل.
لكن بمجرد تثبيته، لم يكتفِ التطبيق بجمع بيانات حساسة عبر نماذج تصيد احتيالي (مثل رتب الضباط، ومواقع خدمتهم، وتفاصيل عائلاتهم)، بل استخدم كذلك برنامج التجسس SpyMax.
هذا البرنامج المتقدم سمح للمهاجمين بالوصول الكامل إلى سجلات المكالمات، والرسائل النصية، والصور، والمستندات، وحتى تفعيل الكاميرات والميكروفونات من بُعد على الأجهزة المُخترقة.
إعلانهذه العملية المعقدة، التي جمعت بين الخداع النفسي والتجسس الإلكتروني المتطور، تُشير إلى تخطيط دقيق ومُحكم، وفقا لشاهين.
انهيار من الداخل
ظل برنامج التجسس هذا يعمل خمسة أشهر على الأقل قبل "عملية ردع العدوان" التي شنتها قوات المعارضة السورية، والتي أدت إلى سقوط النظام وسيطرتها على حلب في ديسمبر/كانون الأول عام 2024.
البيانات التي تم جمعها وفرت للمهاجمين خريطة حية لانتشار القوات ونقاط الضعف الإستراتيجية، مما منحهم نافذة آنية على الهيكل العسكري السوري، ويُرجح أن المعلومات المُخترقة ساعدت الثوار في تحديد الثغرات الدفاعية والتخطيط لهجمات مفاجئة وسريعة.
تُسلط هذه الحادثة الضوء على نقطة فريدة، وهي أن حملة التجسس هذه لم تستهدف أفرادًا بعينهم، بل مؤسسة عسكرية بأكملها. ويُمكن أن يُفسر هذا الاختراق الواسع النطاق للقيادة العسكرية حالات تضارب الأوامر والفوضى داخل الجيش السوري خلال الأيام الأخيرة للنظام، وحتى حوادث النيران الصديقة التي شهدتها ساحة المعركة وبالذات في حماة.
الحرب السيبرانية:ورغم أن المخططين الحقيقيين لهذا الاختراق لا يزالون مجهولين، فإن ثمة تلميحات تشير إلى جهات فاعلة مختلفة، بما فيها فصائل المعارضة السورية وأجهزة استخبارات إقليمية أو دولية، فإن فعالية الهجوم كانت واضحة.
وتُجسد هذه الحادثة كيف يمكن للأدوات الرقمية منخفضة التكلفة، أن تُدمر قوة عسكرية تقليدية، وتوضح كيف أن نقاط الضعف المنهجية مثل انخفاض الروح المعنوية، وانخفاض الأجور، ونقص الوعي الأمني الرقمي، والفساد، يُمكن أن تُصبح ثغرات تُستغل في الحروب الحديثة.
ومن الصعب تحديد عدد الهواتف التي تعرضت للاختراق في الهجوم بدقة، ولكن يُرجّح أن يكون العدد بالآلاف، وقد أشار تقرير نُشر على قناة تلغرام نفسها في منتصف يوليو/تموز إلى إرسال 1500 تحويل مالي ذلك الشهر، مع منشورات أخرى تُشير إلى جولات إضافية من توزيع الأموال، و"لم يوافق أيٌّ من الذين تلقوا الأموال عبر التطبيق على التحدث معي، مُشيرين إلى مخاوف أمنية" على حد تعبير شاهين.
إعلانوخلص التحقيق إلى أن الكشف عن هذا الهجوم السيبراني ساعد في تفسير كيف سقط نظام كان مهيمنًا في السابق بهذه السرعة وكيف كانت مقاومته ضعيفة إلى هذا الحد.