عاش الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر 100 عام ليكون بذلك أطول رئيس عاش في تاريخ الولايات المتحدة، ورغم أنه دخل دار رعاية المسنين في فبراير 2023 بعد تدهور حالته الصحية، اعتقدت عائلته أنه لم يتبق له سوى أيام قليلة ليعيشها، إلا أن تلك التوقعات لم تتحقق، حيث عاش أكثر من عام آخر حتى توفي أمس الأحد، ليترك وراءه تساؤلات حول النمط الحياتي الذي كان يعيشه.

نشرت مجلة "Time" الأمريكية تقريرًا يجيب على تلك التساؤلات المتعلقة بحياة الرئيس الأمريكي الأسبق وروتينه الصحي، مشيرة إلى أنه على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها «كارتر»، أبرزها السرطان الذي تم تشخيصه في عام 2015، والذي بدأ من الجلد وامتد إلى الكبد والدماغ، كما عانى من إصابات متعددة جراء سقوطه المتكرر أدت إلى كسور في العظام، لكنه نجح في التعافي بفضل العلاج المناعي والإشعاعي وإجراء عملية جراحية.

عوامل طول العمر في حياة كارتر

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن إحدى السمات البارزة في حياة «كارتر» هي قدرته على إدارة التوتر بشكل فعال، فبعد دخوله الحياة السياسية، كان من المعروف عنه دائمًا تهدئة نفسه والاستمرار في الابتسامة رغم التحديات، ويعتبر الخبراء أن ذلك من العوامل الرئيسية التي تساهم في الحياة الطويلة، حيث أن الضغط النفسي المستمر يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.

كما كان كارتر، يستمتع بتناول الفول السوداني حيث كان يحتفظ أثناء رئاسته بأكياس من الفول السوداني في مكتبه، ما كان يمثل بشكل عام مصدرا صحيا للدهون والألياف والمعادن مثل المغنيسيوم وحمض الفوليك.

وجود هدف للحياة مع الحس الفكاهي

وجود هدف في الحياة كانت واحدة من العوامل الأساسية التي ساهمت في إطالة عمر «كارتر»، حيث كان يشدد دائمًا على ضرورة أن يكون لدى الإنسان غاية واضحة في الحياة، قائلًا: "لدي حياة واحدة وفرصة واحدة لجعلها ذات قيمة"، مؤكدًا أن إيجاد هدف حياتك هو حافز قوي لعيش نمط حياة صحي.

ومن العوامل الأخرى التي ساعدت "كارتر" في العيش لفترة طويلة هي روح الفكاهة والضحك الذي لا يفارقه، والذي كان سببًا في أن يكون محبوبًا لدى الناس في جميع أنحاء العالم، حيث كان يعرف بقدرته على نشر المرح حتى في أصعب المواقف، وهو ما يعزز الرفاهية العقلية ويساعد في تقليل التوتر.

العلاقات الأسرية

وكان "كارتر" يتمتع بعلاقات قوية مع أسرته، فقد كانت علاقته بزوجته روزالين، التي استمرت لمدة 77 عامًا، أحد أسباب استقراره العاطفي والصحي، وكان يعتبر أن هذه العلاقة كانت «شراكة كاملة»، مؤكدًا على دور زوجته في نجاحاته المهنية والشخصية.

حيث أكد الأطباء لمجلة "Time": "إن وجود أشخاص داعمين في حياتك مثل الزوج يمكن أن يوفر الدعم العاطفي والدافع والمساءلة الصحية التي تجعل من السهل تبني العادات الصحية والحفاظ عليها".

الروح الرياضية

ومن الأمور التي أثرت بشكل إيجابي على طول حياة «كارتر» هي ممارسته المستمرة للأنشطة البدنية، حتى في التسعينيات من عمره، حيث كان يمارس رياضة الركض وركوب الدراجات والسباحة بانتظام، وهو ما يساعد في الحفاظ على صحة القلب والعضلات.

كما كان يشترك في العديد من الأنشطة الرياضية الجماعية مثل كرة السلة والتنس، وهو ما يساعد في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وزيادة القوة والقدرة على التحمل.

وذلك إلى جانب صيد الأسماك والمشي لمسافات طويلة التي كانت من هوايات "كارتر" المفضلة، مع قضاء الكثير من الوقت في الهواء الطلق، حيث كان يؤكد دائمًا: "إن قضاء الوقت في الهواء عادة صحية للغاية يجب تنميتها".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جيمي كارتر عمر جيمي كارتر حياة جيمي كارتر السرطان العلاج المناعي إدارة التوتر الصحة العقلية التغذية الصحية الفول السوداني هدف الحياة العلاقات الأسرية روزالين كارتر الدعم العاطفي الانشطة البدنية ممارسة الرياضة صحة القلب صيد الأسماك المشي لمسافات طويلة الهواء الطلق مجلة Time العادات الصحية الحياة الطويلة الرئيس الامريكي الاسبق حیث کان

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء

أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن الاقتصاد الأصفر يُعد أحد الحلول المبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يُعد قطاع الطاقة الشمسية أحد النماذج البارزة في هذا السياق، ويُسهم في توفير مصادر طاقة نظيفة ومتجددة، مما يدعم الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي، كما أنه من أهم أنواع الطاقة المتجددة التي من المتوقع أن تحتل الصدارة في عام 2030 من بين أنواع الطاقة المتجددة المساهمة في توليد الكهرباء على مستوى العالم، حيث تتوقع الوكالة الدولية للطاقة (IEA) أن تبلغ نسبة مساهمة الطاقة الشمسية في إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر الطاقة المتجددة نحو 16% في عام 2030 مقارنة بنحو 5% عام 2023.

جاء ذلك خلال تقرير أصدره المركز تحت عنوان «الاقتصاد الأصفر.. لون اقتصادي داعم للتنمية المستدامة والمناخ»، تضمن عدداً من الأقسام تناولت ملامح الاقتصاد الأصفر «الطاقة الشمسية» في الاقتصاد العالمي، وأفاقها المستقبلية، وتأثير الطاقة الشمسية في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة، وأبرز التجارب الدولية الرائدة في قطاع الطاقة الشمسية.

وأوضح المركز مفهوم الاقتصاد الأصفر وعلاقته بالطاقة الشمسية، مشيراً إلى أنه من الشائع اليوم استخدام الألوان بشكل متزايد لوصف الاقتصاد، فهناك الاقتصاد الأخضر والأزرق والفضي والبرتقالي والأسود، ولكل لون من تلك الألوان دلالة ونشاط اقتصادي معين، ومن بين تلك الألوان الاقتصادية الاقتصاد الأصفر الذي تعددت وجهات النظر حول مفهومه حيث يتم النظر إليه من قبِل البعض على أنه "الاقتصاد الذي يدور بشكل أساسي حول الابتكار من أجل تحقيق استخدام أفضل للموارد وزيادة الإنتاجية"، وذلك وفقًا لبنك Santander بإسبانيا، في حين ينظر إليه الاتحاد الأوروبي باعتباره الاقتصاد الذي يصف "الأنشطة الاقتصادية التي تتم في سياق التصحر انطلاقًا من كون الرمال مرتبطة باللون الأصفر وارتباط هذا اللون أيضًا بالشمس الحارقة وهي سمة من سمات الحياة في الصحراء"، وبشكل عام يرى الاتحاد الأوروبي أنه يمكن استخدام الاقتصاد الأصفر لوصف مجموعة متنوعة من التقنيات والعمليات التي تخفف من ظروف الجفاف المستمر أو الطاقة الشمسية التي يمكن الحصول عليها وتزيد ظروف المناخ القاسية أهمية ذلك النوع من الاقتصاد، وبحسب مركز التدريب الدولي فإن الاقتصاد الأصفر هو: "نماذج وفرص التنمية الجديدة في الصحراء كاستخدام الطاقة المتجددة المرتبط بالصحراء وذلك كالطاقة الشمسية.

وعليه، يركز تقرير المركز على الطاقة الشمسية باعتبارها جزءًا أساسيًا من مكونات الاقتصاد الأصفر والتي تعتبر من بين أكثر الحلول كفاءة لتقليل البصمة الاقتصادية والبيئية للطاقة وأفضل الحلول لاستغلال البيئات الصحراوية والجافة.

تناول التقرير آليات توليد الطاقة الشمسية كأحد النماذج البارزة للاقتصاد الأصفر وتتم من خلال إحدى الطرق التالية:

1- الطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV)، تستخدم الأجهزة الإلكترونية والتي تعُرف باسم الخلايا الشمسية وتعمل على تحويل ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء، وهي واحدة من أسرع تقنيات الطاقة المتجددة نموًا، وتلعب دورًا متزايد الأهمية في تحول الطاقة العالمي، حيث انخفضت تكلفة تصنيع الألواح الشمسية بشكل كبير في العقد الماضي، مما يجعلها ليست ميسورة التكلفة فحسب، بل أرخص شكل من أشكال توليد الكهرباء، حيث انخفضت أسعار وحدات الطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى 93% بين عامي 2010 و 2020، وخلال الفترة نفسها انخفضت تكلفة الكهرباء على مستوى العالم ذات (LCOE) المتوسط المرجح لمشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق بنسبة 85%.

2- الطاقة الشمسية المركز (CSP)، تستخدم المرايا لتركيز الأشعة الشمسية فتتولد الحرارة مما ينتج عنه بخار لتشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء، وتتمثل إحدى المزايا الرئيسة لمحطات توليد الطاقة الشمسية المُركزة مقارنةً بمحطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية في أنه يمكن تزويدها بأملاح منصهرة يمكن تخزين الحرارة فيها مما يسمح بتوليد الكهرباء بعد غروب الشمس، ومع النمو السريع لسوق الطاقة الشمسية وتطور عمليات الإنتاج انخفضت تكلفة تخزين الطاقة الحرارية مما جعل مدة التخزين تبلغ 12 ساعة وهو ما أدى إلى زيادة مدة التخزين في أنظمة الطاقة الشمسية المركزة مما يعني أنه على الرغم من عدم تقديرها في كثير من الأحيان يمكن أن تلعب الطاقة الشمسية المركزة دوراً متزايد الأهمية في المستقبل.

وقد بلغ حجم السعة الإجمالية للطاقة الشمسية 1418 ألف ميجاوات في عام 2023، مقارنةً بـ 103 آلاف ميجاوات في عام 2012 وذلك بنسبة نمو بلغت نحو 1277%، وكان التركيز الأكبر في السعة الكهربائية للطاقة الشمسية للعالم للتكنولوجيا الكهروضوئية مقارنة بالطاقة الشمسية المُركزة حيث تجاوزت سعة التكنولوجيا الكهروضوئية نظيرتها من التكنولوجيا المركزة بمقدار 1404.1 آلاف ميجاوات في عام 2023.

وتناول التقرير تأثير الطاقة الشمسية في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة (2030 SDGs)، حيث تلعب دورًا مهمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وذلك من خلال توفير مصادر طاقة نظيفة وبأسعار معقولة وموثوقة، وكحل لمواجهة تداعيات المناخ التي يواجهها العالم، وفي ظل ارتباط الطاقة المتجددة النظيفة ارتباطًا قويًا بالتنمية والنمو المستدامين فإن الطاقة الشمسية تؤثر بشكل غير مباشر على الهدفين الأول والثاني المرتبطين بالقضاء على الفقر وعلى الجوع وتوفير الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة حيث يؤدي الوصول إلى الطاقة بتكلفة منخفضة إلى التنمية المستدامة والتحسين في المناطق الريفية ويعزز الأنشطة الاقتصادية بما يوفر فرص العمل ويخفض من تكلفة الخدمات، حيث يمكن تركيب الألواح الشمسية على الأراضي الزراعية بما يمكن المزارعين من ضخ المياه الجوفية إلى الأراضي وتحلية المياه للزراعة في المناطق التي تعاني من ندرة المياه الصالحة للزراعة، بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية والاستخدام المنزلي في الأرياف.

وقد وفر قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية 7.1 مليون وظيفة في عام 2023، مقارنةً بـ 4.9 ملايين وظيفة في عام 2022 وذلك بمعدل نمو بلغ 44.9%، وذلك بحسب إحصائيات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA).

استعرض التقرير الإنتاج العالمي للطاقة الشمسية، حيث انتقلت القدرة العالمية لتصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية بشكل متزايد من أوروبا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين على مدار العقد الماضي، واستثمرت الصين أكثر من 50 مليار دولار أمريكي في مجال توريد الطاقة الكهروضوئية الجديدة وهو ما يزيد على عشرة أضعاف الاستثمارات الأوروبية، وتراوح نصيب الطاقة الشمسية بنوعيها (الكهروضوئية والمركزة) ما بين (44% - 62%) من إجمالي الاستثمارات العالمية الموجهة إلى الطاقة المتجددة بمختلف مصادرها في خلال الفترة (2013 - 2022)، والتي بلغ إجماليها نحو 3.4 تريليونات دولار خلال تلك الفترة، وقد بلغ إجمالي نصيب الطاقة الشمسية بنوعيها نحو 1.8 تريليون دولار.

وقد لعبت اعتبارات التكلفة دورًا محوريًا في تحديد جدوى تقنيات الطاقة الشمسية واعتمادها على نطاق واسع، فرغم الكفاءة العالية لتقنيات الطاقة الشمسية المركزة إلا أنها واجهت تحديات في القدرة التنافسية من حيث التكلفة وارتفاع البصمة البيئية مقابل الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي استحوذت وحدها على النصيب الأكبر من إجمالي الاستثمارات الموجهة للطاقة المتجددة، وذلك بنسبة 6% من إجمالي الاستثمارات الموجهة إلى الطاقة المتجددة في عام 2022، وهو ما يشير إلى تزايد الاهتمام العالمي باستثمارات الطاقة الشمسية وزيادة الاعتماد عليها كمصدر متجدد للطاقة مقارنة بالمصادر الأخرى للطاقة المتجددة.

وقد بلغ معدل النمو في إضافات الطاقة الشمسية الكهروضوئية 350% خلال الفترة (2016- 2023) والتي ارتفعت من 83.3 جيجاوات/ساعة في عام 2016 إلى 374.9 جيجاوات/ساعة في عام 2023، وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن تتضاعف تلك الإضافات بحلول عام 2028 لتصل إلى 539.6 جيجاوات/ساعة.

واستعرض مركز المعلومات من خلال التقرير البلدان والمناطق التي أحرزت تقدمًا ملحوظًا في تطوير الطاقة الشمسية الكهروضوئية في عام 2022 وفقاً للوكالة الدولية للطاقة وذلك على النحو التالي:

- الصين: تولت الريادة من حيث إضافات القدرة على الطاقة الشمسية الكهروضوئية، بإضافة 100 جيجاوات في عام 2022 بنسبة ارتفاع بلغت 60% مقارنًة بعام 2021.

- الاتحاد الأوروبي: عمل على تسريع نشر الطاقة الشمسية الكهروضوئية استجابة لأزمة الطاقة، بإضافة 38 جيجاوات في عام 2022 بزيادة قدرها 50% مقارنة بعام 2021، ومن المتوقع أن تكون السياسات والأهداف الجديدة المقترحة في خطة (REPowerEU) وخطة الصفقة الخضراء الصناعية بمثابة محركات مهمة لاستثمار الطاقة الشمسية الكهروضوئية في السنوات القادمة.

- الولايات المتحدة الأمريكية: أدرجت تمويلًا جديدًا للطاقة الشمسية الكهروضوئية في قانون خفض التضخم الذي تم تقديمه في عام 2022 مما سيعطي دفعة قوية لقدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتوسيع سلسلة التوريد.

- الهند: قامت بتركيب 18 جيجاوات من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية خلال عام 2022 مما مثل زيادة بنسبة 40% مقارنةً بالعام السابق. ويُتوقع أن يدعم هدفها الجديد -الذي يسعى إلى زيادة القدرة السنوية للطاقة الشمسية المعروضة في المزادات إلى 40 جيجاوات جنبًا إلى جنب مع التطور المستمر لسلاسل التوريد المحلية- تسارعاً أكبر في نمو مشروعات الطاقة الشمسية في المستقبل القريب.

- البرازيل: أضافت ما يقرب من 11 جيجاوات من قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في عام 2022، مما أدى إلى مضاعفة نموها مقارنة بعام 2021، ومن المتوقع أن يظل النشر على هذا المستوى في الأجل المتوسط بفضل الطلب المستمر على الطاقة المتجددة من الصناعة وتجار التجزئة للكهرباء.

واتصالًا، وفيما يتعلق بإنتاج الوحدات الخاصة بالطاقة الشمسية، فقد تبينَّ هيمنة من الشركات الصينية على المراكز العليا في التصنيفات العالمية لمصنعي وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية، فبحسب تصنيف شركة (Wood Mackenzie) لعام 2023 جاءت 9 شركات صينية من بين أفضل 12 شركة: مصنعة حول العالم، ومنها: (LONGi Green Energy و Jinko Solar و Trina Solar و JA Solar DMEGC Solar و Astronergy و TW Solar و Risen New Energy)، وبحسب هذا التصنيف فإن 8 شركات من بين أعلى 12 شركة وجُِد أن لديها اكتفاء ذاتيًا في صناعة الخلايا الشمسية.

وأوضح التقرير تطور مساهمة الطاقة الشمسية في الاقتصاد العالمي وآفاقها المستقبلية، حيث بلغت مساهمة الكهرباء المتولدة من مصادر الطاقة النظيفة في القدرة الجديدة المضافة إلى نظام الكهرباء في العالم نحو 80% في عام 2023، وذلك مدفوع بتزايد الاستثمار العالمي في تصنيع الطاقة النظيفة، نتيجة السياسات الصناعية التي انتهجتها الدول، وطلب السوق على الطاقة، مما جعل مساهمة الطاقة النظيفة في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي تبلغ 10% في عام 2023، وذلك من خلال إضافة نحو 320 مليار دولار أمريكي إلى الاقتصاد العالمي، وهذه القيمة تفوق القيمة المضافة لصناعة الطيران العالمية في عام 2023 أو ما يعادل إضافة اقتصاد بحجم دولة التشيك إلى الناتج العالمي، وقد بلغت مساهمة الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء على مستوى العالم 5.5% في عام 2023، ارتفاعًا من 0.57% في عام 2013.

تتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن تشكل مصادر الطاقة المتُجددة بشكل عام ما يقرب من نصف توليد الكهرباء العالمي بحلول عام 2030، مع مضاعفة حصة طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى 30%، على أن تصبح الطاقة الشمسية الكهروضوئية هي أكبر مصدر مُتجدد، متجاوزة كلًا من طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية التي تعد حاليًا أكبر مصدر لتوليد الطاقة المتجددة، والنسبة المتوقعة لمساهمة الطاقة الشمسية في إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة من جميع مصادر الطاقة المتجددة عالميًا 16% في عام 2030مقارنًة بـ 5% عام 2023.

وأضاف المركز أنه مما سبق يمكن القول بأن الطاقة بشكل عام هي المحرك الأساسي للأنشطة الاقتصادية، وأنه في ظل التوجه العالمي نحو التحول الأخضر، فإن الطاقة الشمسية ستأتي في صدارة مصادر الطاقة المُتجددة كأكبر مُساهم في توليد الكهرباء من الطاقة المُتجددة عام 2030، وعليه كمساهم أكبر في تشغيل الأنشطة الاقتصادية ضمن مصادر الطاقة المتجددة، ومن ثم الناتج المحلى الإجمالي العالمي.

ووفقًا لسيناريوهات الوكالة الدولية للطاقة بشأن الحد من الانبعاثات الكربونية، يتوقع أن تتوسع إضافات سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بنحو 60% في سيناريو السياسات المعلنة (STEPS) بحلول عام 2035، وتتضاعف في سيناريو التعهدات المعلنة (APS) وتزيد بمقدار 2.5 ضعف في سيناريو انبعاثات صفرية صافية (NZE)، ومن الملاحظ زيادة إضافات سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بشكل كبير بحلول عام 2030 في كل سيناريو.

أما على مستوى الطاقة الشمسية المركزة، فحتى الماضي القريب، كان التطبيق التجاري الرئيس لتقنياتها هو توليد الكهرباء في محطات الطاقة على نطاق المرافق، لكن اليوم تتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أنه في ظل سيناريو يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس (تلبية هدف 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050)، سيحتاج العالم إلى وصول قدرة الطاقة الشمسية المركزة العالمية المركبة إلى 196.7 جيجاوات بحلول عام 2030 و 872.6 جيجاوات بحلول عام 2050.

وبلغ حجم الاستثمارات التراكمية المطلوبة للتوسع في تقنيات الطاقة الشمسية المركزة خلال الفترة (2022 حتى 2030) نحو 657 مليار دولار، تليها استثمارات إضافية بقيمة 1.83 تريليون دولار من عام 2030 إلى عام 2050، وكذلك توظيف ما يزيد على 449 ألف فرد بحلول عام 2030، ويزيد إلى 767 ألف بحلول عام 2050.

وأكد مركز المعلومات في ختام التقرير أن الاقتصاد الأصفر يُعَد نموذجًا واعدًا لدعم التنمية المستدامة والمناخ من خلال التركيز على الطاقة الشمسية كأبرز مصادر الطاقة المتجددة استخدامًا حول العالم وأقلها تكلفة وأكثرها جذبًا للمنتجين، إذ إن تبني تقنياتها يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى ذلك فإن الاستثمار في هذه التقنيات يعزز الابتكار ويوفر فرص عمل جديدة مما يدعم الاقتصاد المحلي والعالمي.

اقرأ أيضاًوزير الأوقاف: شراكة الإعلام مع المؤسسات الدينية مشهد وطني مهم وغير مسبوق

لقاءات مجتمعية لمناقشة المخطط الاستراتيجي وتطوير المدينة الحدودية بحلاليب

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء»: الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستصبح أكبر مُساهم في توليد الكهرباء
  • بعد عطل في المسرح.. «بيونسيه» تستبدل «السيارة الطائرة» بحصان ذهبي في جولة «كاوبوي كارتر»|شاهد
  • عاجل | الرئيس التركي: التغيرات التي حصلت في سوريا والعراق ساعدتنا في التعامل مع الإرهاب
  • مسؤولون اسرائليون .. نتنياهو تعمّد إطالة أمد حرب غزة وغلّب مصلحته السياسية والشخصية
  • إيكاد: سفينة "إترينتي سي" التي استهدفها الحوثيون كانت متجهة لميناء جدة السعودي وليست إلى إسرائيل
  • عاجل| مصادر للجزيرة: خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال
  • تحقيق عاجل مع 12 طبيبًا وموظفًا بوحدة ننا الصحية ببني سويف لتغيبهم عن العمل
  • مزيج من الفرص والتحديات.. توقعات برج الدلو لشهر يوليو 2025 | خاص
  • مهندس ماليزيا مهاتير محمد يكمل عامه الـ100 بطموح متواصل
  • عاجل تحديث في "منصة قبول" يتيح للطلاب الإطلاع على الرغبات التي لم يحققوا فيها شروط الأهلية الخاصة بالجامعات والتخصصات