الإيمان بالبدايات الجديدة وانتظارها يجعلنا نتخذ من خلالها فرصًا للتغيير نحو الأفضل والإصلاح.... بداية كل عام جديد ليست مجرد تاريخ أو تقويم، والعام الجديد ليس مجرد رقم يزداد عبر السنين، بل هو قرار داخلي وإرادة بأن نعيش حياة أفضل.... ويبقى العام الجديد دعوة وصحوة إيجابية لنبدأ عهدًا جديدًا مع الله وأنفسنا والناس من حولنا.

كل عام جديد يأتي محملًا بالأمل وبالفرص التي لا تُعد ولا تُحصى.... صفحة بيضاء نسطر فيها أحلامنا ونحدد فيها أهدافنا الجديدة، خاصة لو كنا من هؤلاء الأشخاص المتفائلين والمحبين للحياة وتسكنهم روح المغامرة والإبداع.

من المهم ألا ننسى الماضي وألا نتجاهله.... السنوات الماضية نأخذ منها الدروس والعبر التي تفيدنا في العام الجديد.... من المهم أن نبتعد عن المقارنات بيننا وبين غيرنا؛ لأن كل إنسان له ظروفه ومقاييسه الخاصة.... وأن نكتفي بمقارنة أنفسنا بين الماضي والحاضر، وبمقارنة نجاحاتنا وإنجازاتنا الخاصة.... ومن ضمن النجاحات والانجازات الشخصية أو الخاصة أن نعزز من علاقاتنا الإنسانية، سواء مع من نحب، مع الأصدقاء القدامى، مع أفراد العائلة، أو حتى بناء صداقات جديدة.

علينا تحديد الأهداف برؤية واضحة، سواء كانت هذه الأهداف تتعلق بالصحة، أو العلاقات، أو العمل، أو تطوير الذات، فإن وجود خطة مكتوبة يضمن لنا متابعة تقدمنا.... إيجاد وقت لأنفسنا في زحمة الحياة من أهم الأهداف؛ لأن ذلك يخلق فرصة لاكتشاف الذات أكثر والعمل على تغيير العادات السلبية التي تسببت في مشكلات في السنوات الماضية.... نجاحنا الشخصي لا يُقاس بالنتائج بقدر ما يُقاس باتخاذ خطوة نحو الهدف، فشرف المحاولة والسعي في حد ذاته نجاح.

أيام تفصلنا عن عامنا الجديد 2025.... كل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة.... ندعو الله أن يفرح قلوبنا وأن يجعل أحلامنا واقعًا نعيشه، وأن يمنحنا القوة لتخطي العراقيل.... نأمل أن يكون العام الجديد فرصة لتحسين الحياة من الناحية الإنسانية والمادية والصحية.... فرصة لاكتشاف الذات وتحقيق الأهداف المرجوة.... علينا أن نتحلى بروح التفاؤل والأمل، ونستقبل القادم بحب وفرح، وأن نشكر الله على نعمة الحياة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العام الجديد الإصلاح عام جديد المزيد

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يوم في حياة كاتب)

والعنوان مأخوذ من رواية سولزنستين “يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش”، وإيفان مسجون في سيبيريا أيام الشيوعية… وبعد مضي العام الأول وهو في السجن، إيفان يرقد في فراشه وهو يقول لنفسه:
هانت يا إيفان… لم يبقَ لك هنا إلا خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستون يوماً فقط.
وقالوا إن جاره يسمعه ويتمتم بشيء كأنه يتنهد. وإيفان يسأله:
• كم يوماً لك هنا؟
قال: ألف ويومان.
قال: وكم بقى لك؟
قال: ثلاثة آلاف وأربعة عشر.
قال إيفان: إذن فأنت مثلي… منتبه للرقم.
قال الرجل ساخراً:
• بالطبع، فأنا من عشر سنوات أقول لنفسي إنه لم يبقَ لها إلا ثلاثة آلاف وأربعة عشر…
الإجابة هي اليأس المطلق وتعني أنه يعلم أنه لن يخرج أبداً…
………
ونحن نمشي في الطريق ننظر إلى تراب الطريق السياسي. ونستعيد قصة صغيرة قال كاتبها المسكين:
كنت أمشي في الطريق ووجدت جنيهاً ذهبياً،
ومن يومها وأنا أمشي وعيناي على تراب الطريق،
حتى الآن ما حصلت عليه هو:
أربع قطع عملة… خمس دبابيس شعر… ثلاثة أقلام… قطع فلين… وظهر منحني ونظر قصير… وحياة بائسة جافة…
ونحن نمشي في طريق السياسة والإعلام، وبعد أربعين سنة ما نحصل عليه أقل قليلاً مما وجده صاحب الحكاية في الطريق…
ونمر بدار للإسلاميين ونستعيد إنشاد ونشيج حافظ إبراهيم وهو يودع محمد عبده:
سلام على الإسلام بعد محمد
سلام على أيامه النضرات
سلام على الدين والدنيا…
على العلم والحِجى… على الخطرات
لقد كنت أخشى عادي الموت قبله
والآن أخشى أن تطول حياتي
اللهم إن سوداناً من أهله فلان وفلان هو سودان لا نريده.
ونسمع شاعرة تتحدث عن العرب،
وسوداني لعله يحمل في صدره ما نحمل يجاري الشاعرة – التي تبكي من الذل العربي – يقول عن المتعاونين مع الجنجا:
أبيع خائن على السكين
أبيعو.. أبيع ولو بالدين
أبيع اتنين… جنيه واحد
وأيدك لو تدور اتنين
أبيع خاين.. تجره يمين.. تجره شمال
يبيع أمه عشان المال
………
لنجد – ونحن نمشي في درب الإعلام – من يقول:
الجوع، هل هو الغريزة الأعظم؟… لا
الجنس… الخوف… الطمع… الـ… الـ؟ لا
قال:
من يبيع أمه عشان المال هو شخص ما يفعل شيئاً مقابل شيء… بينما المتعاون له غريزة هي الذل دون مقابل…
نحن، بعض من السودانيين، يبلغون الكشف عن غريزة لا تخطر بالبال.
ومن يقرأ السطور هذه يقول لنا:
ابنة عمدة في جبال النوبة أيام الإنجليز تقود عصابة وتصعد الجبل تقاتل الإنجليز بعد أن شنقوا والدها… وحتى بعد أن استشهد جميع من معها ظلت تقاتل.
وفي التاريخ، في العالم من يفخرون يصرخون بـ (جيش من رجل واحد)،
بينما نحن في السودان نصرخ بـ (جيش من امرأة واحدة… وضد الجيش الإنجليزي).
في السطور الأولى للحديث هذا نتجه إلى أن نقول إننا سئمنا الحياة في بلد فيه من يبيع أمه ودينه، ونشتهي الموت.
ثم يأتينا من أخبار عمليات كردفان الآن ما يملأ الصدر… من دعاش العزة

إسحق أحمد فضل الله

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: والحرب الحقيقية تبدأ الآن
  • انت الحياة.. صبا مبارك تثير الجدل بعد تعليقها على صورتها مع كريم فهمي
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • كريم عبد العزيز ينعى الراحل لطفي لبيب: شرفت بالعمل معه
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (رصف الدخان)
  • بطولة كريم عبد العزيز.. «المشروع X» في المركز الثالث بقائمة إيرادات الأفلام أمس
  • خالد عبد العزيز يوجّه دعوة رسمية للإعلاميين الرياضيين لهذا السبب
  • عبيدات يكتب ( نقلة نوعية في قطاع النقل العام )
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (يوم في حياة كاتب)
  • محمد معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة