سودانايل:
2025-07-02@10:57:18 GMT

حلم لن يتحقق لهم

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

كلام الناس
مع كل التقدير لدولة أستراليا الرحيبة التي احتضنتنا ضمن من احتضنت من كل أنحاء العالم لم أستطع عزل نفسي عن ما يجرى في السودان خاصة بعد هذه الحرب العبثية التي لاتخدم حتى مصلحة مؤججيها.
أصبحت هذه الأيام كثير الأحلام التي تقلق منامي حول ما يجري في السودان من أحداث مؤسفة اخرها كان حلم ليل أمس الذي جسد ردة عسكرية نفذها نفس قادة انقلاب الإنقاذ.


لن أذكر أسماء القادة الذين رأيتهم في المنام وهم ينفذون انقلابهم لاسترداد سلطتهم التي أسقطتها الجماهير الثائرة عبر ثورة ديسمبر الشعبية2019م لأنهم ظلوا يتامرون عليها إلى أن نجحوا في إحداث إنقلاب 25 أكتوبر 2021م بل وفي قيام هذه الحرب العبثية.
كانت أحداث الحلم الانقلابي تجري وكأنني طرف في مواجهتها، كلما نحقق نصراً يسارعون في التصدي له بصورة محبطة إلى أن استيقظت لأجد نفسي في هذه القارة النائية.
يعلم الجميع أن هذه الحرب العبثية مصنوعة بخبث من أجل استمرار السلطة الانقلابية وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي وقيام الحكم المدني لكنهم لن يفلحوا كما لم يفلحوا في تشكيل حكومة تنفيذية حتى اليوم.
يعلمون أيضاً أن حربهم العدمية لن تنتهي لصالح طرف على الاخر رغم الأخبار المضللة من الطرفين عن سيطرة طرف على الاخر، وتعمدوا إشعال النزاعات المسلحة في الولايات غير المستقرة أصلاً ليشغلوا العالم عن جرائمهم غير الإنسانية في العاصمة المثلثة.
رغم كل ذلك فإنهم لن يحققوا أغراضهم في استرداد التمكين والقهر وفرض ديكتاتورية عسكرية أو مدنية موالية لهم.
هذا يتطلب تكثيف الحراك السياسي الذي انتظم وسط قوى الحرية والتغيير بالتنسيق مع الحراك الإقليمي والدولي لوقف الحرب واسترداد الديمقراطية ومواصلة مسيرة التغيير الثوري والإصلاح المؤسسي في كل مرافق الدولة خاصة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وتحقيق السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان وبسط العدالة والكرامة الإنسانية في الدولة المدنية الديمقراطية.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا

الخرطوم- باندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل/نيسان 2023 وجد الصحفي أبو عبيدة عبد الله نفسه بلا عمل، فتنقل بين مهن لا يتقنها كالتجارة والاتصالات، وأخيرا سائقا يتجول بين الولايات على متن سيارته.

يقول عبد الله -الذي كان مدير تحرير صحيفة "اليوم التالي"- إنه عقب اندلاع الحرب توقفت كل المؤسسات الصحفية والمطابع التي كانت متمركزة في وسط الخرطوم، وظل في العاصمة لمدة شهر، ثم حزم أمتعته وغادرها باتجاه مدينة الأبيّض في ولاية شمال إقليم كردفان مسقط رأسه.

أول أزمة واجهها هناك كانت البحث عن مصدر دخل يعول به أسرته، فعمل في البداية في توزيع المشروبات الغازية، لكنه لم يحقق من هذه المهنة الجديدة العائد المطلوب، فانتقل إلى توزيع الأكياس للمحلات التجارية التي كانت تصل إلى الأبيّض من مدينة ود مدني وسط السودان، لكن العمل توقف بعد اجتياح قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة والسيطرة على ود مدني في 19 ديسمبر/كانون الأول 2023.

أرباح وخسائر

استأجر أبو عبيدة (40 عاما) وأشقاؤه محلا تجاريا في سوق الأبيض وافتتحوا "سوبر ماركت"، استطاعوا تحقيق أرباح جيدة لكن المصاريف كانت أكثر من العائد فتعثر المحل وتم إغلاقه.

بعد ذلك اشترى جهاز "ستارلينك" لتوزيع الإنترنت، وظل يعمل به مدة 4 أشهر وحقق منه أرباحا جيدة مكنته من توفير حاجيات أسرته، لكن المشروع توقف بعد عودة شبكة الاتصالات إلى مدينة الأبيّض.

لم يتبق له خيار بعد فك الحصار عن المدينة سوى العودة إلى الخرطوم بعد استعادتها من قبل الجيش السوداني والعمل بسيارته التي تركها في منطقة آمنة بمدينة أم درمان، وأصبح حاليا سائقا محترفا يتنقل بسيارته بين مدن شمال البلاد (شندي، وعطبرة، ومروي، ودنقلا).

ويبدي أبو عبيدة أسفه الشديد لأن ناشري وملّاك الصحف "لم يعيروا منسوبيهم أدنى اهتمام منذ اندلاع الحرب، فتركوهم يواجهون مصيرهم وحدهم ولم يقدموا لهم أي مساعدة أو بدائل".

إعلان تحديات

بدوره، يقول عثمان سيد أحمد (56 عاما) -وهو مهندس صيانة في شركة "دال" الغذائية، متزوج وأب لـ8 أطفال- إن يوم اندلاع الحرب سيظل عالقا في ذاكرته، فبعد البقاء لنحو 45 يوما في الخرطوم قرر المغادرة إلى ولاية الجزيرة واستقر المقام بهم في قرية "الترجمة" واندمجوا مع أهلها بسرعة.

بحث عثمان وأبناؤه عن عمل لأيام، فوجدوا واحدا في مزرعة منحهم صاحبها مبلغا ماليا جيدا مراعاة لظروف نزوحهم (40 ألف جنيه سوداني، أي أقل من 20 دولارا).

ورغم عدم إلمامهم بهذه المهنة فإنهم نجحوا في زراعة 15 فدانا بالكامل وحصلوا على مبلغ جيد، لكن مع بدء موسم الخريف تنعدم مصادر الدخل تماما، فأصبح عثمان يعتمد على ما ادخره سابقا.

السوداني عثمان سيد أحمد كان مهندس صيانة ولجأ للعمل في الزراعة (الجزيرة)

قرر عثمان أن يدخل مجال الزراعة، ووجد أرضا استأجرها مقابل 60 ألف جنيه وقرر زراعتها بامية وعجور (الفقوس).

نجح مشروعه في البداية، لكن الأمطار الغزيرة التي هطلت وتحولت إلى سيول قضت عليه، لكنه لم ييأس وبعد جفاف المياه أعاد الزراعة مرة أخرى ثم بدأ الحصاد، وأول إنتاج من البامية وزعه على أهل القرية مجانا.

واستعان بأبنائه في تقطيع البامية وحصد منها 22 شوالا، ثم بدأ حصاد العجور، وكان يبيع الشوال الواحد بـ15 ألف جنيه، وبعد ذلك فكر في زراعة البقوليات وجهز الأرض لذلك.

ويقول "بعد نجاح التجربة بدأت أنسى الحرب، لكن ونحن نستعد للزراعة اجتاحت مليشيا الدعم السريع ولاية الجزيرة، فتوقفت الحياة تماما وانقطعت الاتصالات والكهرباء بعد أن بدأت في مداهمة المنازل والنهب والسرقة".

قرر عثمان مغادرة الجزيرة، ودفع كل ما ادخره للنجاة هو وأسرته، وكانت الوجهة مدينة شندي شمالي الخرطوم واستقروا في قرية الجوير، وظل يعمل في حصاد البصل لمدة شهرين حتى توقف العمل مع دخول شهر رمضان، وبدأت رحلة البحث عن بدائل انطلقت ببيع الملابس والأحذية ثم المواد الغذائية، لكن العائد كان ضئيلا جدا.

الصحفي أبو عبيدة في محله التجاري بسوق الأبيّض (الجزيرة) العودة

ويوضح عثمان "عندما طرقت الحرب أبواب مدينة شندي بعد استهدافها بالطائرات المسيّرة من الدعم السريع والهجوم على منطقة حجر العسل جنوبي المدينة بدأت الحياة في الركود، وكثيرون غادروها".

التقى عثمان بأحد معارفه في مدينة بحري، واقترح عليه العمل في "ركشة" (دراجة نارية تحمل 3 أشخاص) ومنحها له صاحبها بدون مقابل على أن يقوم بصيانتها فقط، وكان يحصل من مهنته الجديدة على مبلغ زهيد بالكاد يلبي حاجيات عائلته.

ويقول "استمررنا في هذا الواقع المرير لمدة عام، بعد ذلك حرر الجيش ولاية الجزيرة وبحري والخرطوم، فبدأ السكان بالعودة وكنت منهم، ورجعت إلى بحري".

يقيم عثمان حاليا في مدينة الكدرو شمالي بحري، ويعمل في مجال البناء بأجر يومي يتراوح بين 7 آلاف و10 آلاف جنيه، كما يقوم بصيانة الأجهزة الكهربائية.

وأكبر درس خرج به من هذه التجربة التي وصفها بـ"القاسية والمريرة جدا" أنه "من الممكن أن تعيش وتتدبر حياتك بأبسط الأشياء".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: واشنطن تعلق بعض الشحنات العسكرية إلى أوكرانيا
  • السودان.. حرب بلا معنى (2)
  • العدل .. مناقشة الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب
  • قرقاش: الإمارات ستواصل العمل لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • مجمع اللغة العربية يرصد لغة الحرب في السودان.. من “جغم” إلى “بل بس“
  • طرق الحياة تعود بين صنعاء وعدن.. تفاصيل الصفقة السرية التي ستُنهي سنوات القطيعة
  • مبادرة للارتقاء بالواقع الخدمي في مدينة الحراك بريف درعا
  • صحف عالمية: ترامب يريد إنهاء حرب غزة ويتجنب الضغط على نتنياهو
  • حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
  • هدنة الفاشر -سلام السودان