كلام الناس
مع كل التقدير لدولة أستراليا الرحيبة التي احتضنتنا ضمن من احتضنت من كل أنحاء العالم لم أستطع عزل نفسي عن ما يجرى في السودان خاصة بعد هذه الحرب العبثية التي لاتخدم حتى مصلحة مؤججيها.
أصبحت هذه الأيام كثير الأحلام التي تقلق منامي حول ما يجري في السودان من أحداث مؤسفة اخرها كان حلم ليل أمس الذي جسد ردة عسكرية نفذها نفس قادة انقلاب الإنقاذ.
لن أذكر أسماء القادة الذين رأيتهم في المنام وهم ينفذون انقلابهم لاسترداد سلطتهم التي أسقطتها الجماهير الثائرة عبر ثورة ديسمبر الشعبية2019م لأنهم ظلوا يتامرون عليها إلى أن نجحوا في إحداث إنقلاب 25 أكتوبر 2021م بل وفي قيام هذه الحرب العبثية.
كانت أحداث الحلم الانقلابي تجري وكأنني طرف في مواجهتها، كلما نحقق نصراً يسارعون في التصدي له بصورة محبطة إلى أن استيقظت لأجد نفسي في هذه القارة النائية.
يعلم الجميع أن هذه الحرب العبثية مصنوعة بخبث من أجل استمرار السلطة الانقلابية وقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي وقيام الحكم المدني لكنهم لن يفلحوا كما لم يفلحوا في تشكيل حكومة تنفيذية حتى اليوم.
يعلمون أيضاً أن حربهم العدمية لن تنتهي لصالح طرف على الاخر رغم الأخبار المضللة من الطرفين عن سيطرة طرف على الاخر، وتعمدوا إشعال النزاعات المسلحة في الولايات غير المستقرة أصلاً ليشغلوا العالم عن جرائمهم غير الإنسانية في العاصمة المثلثة.
رغم كل ذلك فإنهم لن يحققوا أغراضهم في استرداد التمكين والقهر وفرض ديكتاتورية عسكرية أو مدنية موالية لهم.
هذا يتطلب تكثيف الحراك السياسي الذي انتظم وسط قوى الحرية والتغيير بالتنسيق مع الحراك الإقليمي والدولي لوقف الحرب واسترداد الديمقراطية ومواصلة مسيرة التغيير الثوري والإصلاح المؤسسي في كل مرافق الدولة خاصة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وتحقيق السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان وبسط العدالة والكرامة الإنسانية في الدولة المدنية الديمقراطية.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
السودان كان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع
اليوم بالذات أشعر أننا بدأنا حرب جديدة في السودان، بنسخة خطيرة، فبعد أن كان السودان قاب قوسين أو أدني من التخلص من مليشيا الدعم السريع، وبعد أن كنا على بعد خطوات بسيطة من الاستقرار وعودة المواطنين إلى منازلهم وعودة الحياة
تتحول الحرب إلى حرب مسيرات أكبر بكثير من امكانات الدعم السريع، التي انتهت قوتها الصلبة في الخرطوم وخرجت هاربة مذعورة إلى حواضنها في دارفور.
الحرب في السودان إلى مربع جديد، أطرافه ليست الدعم السريع وجهات تدعمها، بل دخلت الجهات الداعمة طرفا أصيلا في الحرب، وأظن انه على الجيش السوداني أن يبحث عن حليف استراتيجي لمواجهة هذه التطورات، لكن خطورة هذا السيناريو هو تحول الحرب إلى حرب إقليمية مدمرة ستكون تبعاتها خطيرة جدا على المنطقة الهشة بطبيعة الحال.
ارفعوا ايديكم عن السودان، فالضغط للجلوس إلى التفاوض ليس بهذا الدمار والخراب للمنطقة بأكملها.
Sabah Mousa
إنضم لقناة النيلين على واتساب