آمنة الكتبي (دبي)
أخبار ذات صلةعززت الإمارات، خلال 2024، مكانتها واحدة من أبرز الدول الفاعلة في مجال الفضاء وعلومه، محققة سلسلة من الإنجازات والمشاريع الطموحة التي تعكس رؤيتها المستقبلية وتوجهاتها نحو ريادة هذا القطاع الحيوي، حيث انضمت الإمارات إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway»، وهو تعاون دولي يُعدّ خطوة مهمة نحو تمكين البعثات المستقبلية إلى القمر والمريخ.
شهد العام مراجعة التصميم الأولي لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، وهو أحد أضخم المشاريع الوطنية في مجال الفضاء. وتم توقيع اتفاقية مع شركة «ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة» لتوفير خدمات الإطلاق باستخدام الصاروخ H3 عام 2028 لإطلاق المركبة «المستكشف محمد بن راشد».
وأطلقت الإمارات مشروع «الأسطرلاب الفضائي» بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو برنامج يعزز الأبحاث الفضائية. كما واصل «مسبار الأمل» الإماراتي مهامه العلمية لفهم أسرار كوكب المريخ، بينما بدأت الدولة ثاني دراسة لمحاكاة الفضاء، وهو مشروع يعزز فهم تأثير البيئات الفضائية على الإنسان.
وفي سياق التطور التكنولوجي، بدأ العمل على تطوير القمر الاصطناعي HCT-Sat 1، وهو قمر نانومتري صغير الحجم لرصد الأرض، بما يعكس التزام الإمارات بابتكار حلول متقدمة في صناعة الأقمار الاصطناعية، كما وقعت شركة «الياه سات» للاتصالات الفضائية عقداً مع شركة «سبيس إكس» لإطلاق قمريها الصناعيين الجديدين «الياه 4» و«الياه 5» باستخدام صاروخ «فالكون 9»، ويعد هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 3.9 مليار درهم (1.1 مليار دولار) نقلة نوعية في برنامج تطوير الأقمار الصناعية، حيث يشمل المركبة الفضائية والبنية التحتية الأرضية والإطلاق والتأمين. وفي أغسطس الماضي، أعلنت شركة «بيانات» بالتعاون مع «الياه سات»، نجاح إطلاق أول قمر صناعي ضمن البرنامج الفضائي الإماراتي لرصد الأرض باستخدام تقنية الرادار ذي الفتحة التركيبية (SAR)، مما يفتح آفاقاً جديدة في تقنيات الاستشعار عن بُعد. كما شهد ديسمبر إعلان مشروع مشترك بين «سبيس 42» الإماراتية و«آيس آي» العالمية لتصنيع الأقمار الصناعية الرادارية (SAR) في الإمارات. واعتمد مجلس الوزراء الإماراتي في أكتوبر الماضي قراراً بإنشاء المجلس الأعلى للفضاء، الذي سيعمل على تنظيم السياسات العامة لقطاع الفضاء، وتحديد الأولويات الوطنية والتقنيات المستهدفة، بما يعزز السيادة التكنولوجية للدولة.
تبرز اختصاصات ومهام المجلس الأعلى للفضاء، في تولي اعتماد كل من السياسة العامة لتنظيم قطاع الفضاء والأنشطة الأخرى ذات الصلة بالقطاع، والأولويات الوطنية للدولة في قطاع الفضاء وتحديد التقنيات المستهدفة، بما يضمن السيادة التكنولوجية للدولة في هذا القطاع، وأولويات الاستثمار والاستحواذ للقطاعين العام والخاص العاملة في مجال الفضاء وأنشطتها.
كما يختص المجلس ضمن مهامه باعتماد الخطط والاستراتيجيات الهادفة إلى تحقيق الأمن الفضائي بالتعاون مع الشركاء الدوليين، والمخطط الشمولي لإدارة البنية التحتية والمرافق والأصول في قطاع الفضاء، بما يحقق التكامل بين القطاعات ذات الصلة كافة، والخطة العامة لبناء القدرات في قطاع الفضاء وتنظيم الشراكات على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، بما يعود بالنفع على قطاع الفضاء والقطاعات الأخرى ذات الصلة، واعتماد مخرجات التشريعات والسياسات والاستراتيجيات والبرامج الوطنية والاستراتيجية المتعلقة بقطاع الفضاء بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وفي احتفالية عيد الاتحاد الـ 53، منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «أوسمة الفضاء» لخمسة من أبناء الوطن تقديراً لدورهم في دفع عجلة قطاع الفضاء في الدولة، في لفتة تؤكد أهمية العنصر البشري المؤهل في تحقيق الطموحات الوطنية.
حوار أبوظبي للفضاء
اختتمت الإمارات عام 2024 باستضافة النسخة الثانية من «حوار أبوظبي للفضاء» يومي 10 و11 ديسمبر، بحضور أكثر من 1000 مشارك من صانعي القرار وممثلي القطاعين العام والخاص. ناقش الحدث التحديات والفرص في قطاع الفضاء، وشهد دعوات لتحويل الحوار إلى سياسات ملموسة تُسهم في استدامة مستقبل الفضاء عالمياً.
محاكة الفضاء
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، نجاح المرحلة النهائية من ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء بنجاح، وذلك في إطار أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية «هيرا» التابعة لوكالة ناسا، وأتم طاقم المهمة المكون من الإماراتي عبيد السويدي، إلى جانب كل من كريستن ماجاس، تيفاني سنايدر، وأندرسون ويلدر، مهمتهم بنجاح.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفضاء الإمارات محطة الفضاء القمرية المستكشف محمد بن راشد مركز محمد بن راشد للفضاء الأقمار الصناعية فی قطاع الفضاء محمد بن راشد
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يطالب بتدمير محطة الفضاء الدولية.. ما السبب؟
في خطوة جديدة تثير الجدل، دعا إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، وكالة ناسا مجددًا إلى تدمير محطة الفضاء الدولية (ISS).
هذه الدعوة جاءت بعد أن نشر مهندس سابق في الوكالة تفاصيل مثيرة حول مشاكل خفية في هيكل المحطة التي تشغلها منذ 26 عامًا.
كشفت التقارير أن كيسي هانمر، وهو فيزيائي ومهندس عمل في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، أبدى قلقه البالغ بشأن سلامة محطة الفضاء الدولية.
وقد أشار هانمر عبر حسابه في موقع X إلى أن حالة هيكل المحطة قد تكون أسوأ مما يُعتقد. وصرح قائلًا: “قد نستيقظ غدًا ونكتشف، دون سابق إنذار، أن المحطة فشلت بشكل كارثي.”
ماسك يطالب بتدمير المحطةردًا على هذه التحذيرات، أعرب الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن قلقه العميق بشأن الوضع الحالي للمحطة.
على الرغم من أن شركة سبيس إكس قد تحقق أرباحًا كبيرة من خدماتها المتعلقة بالمحطة، إلا أن إيلون أشار إلى ضرورة تدميرها بحلول عام 2027، متحدثًا عن الأجزاء القديمة جدًا التي تتسبب في زيادة المخاطر مع مرور الوقت.
توجه ماسك يأتي بعد تأجيل مهمة رواد فضاء من قِبل شركة أكسيوم سبيس بسبب تسرب ضغط في أحد أقسام المحطة، مما أثار القلق بشأن جودة الهواء.
وأشار هانمر إلى أن التسريبات أصبحت أكثر تكرارًا في المحطة، حيث اكتشف العديد من موظفي ناسا السابقين "شقوقًا متعددة" رغم أنه لم يكن من المفترض أن يتعرض أي من هذه الأقسام إلى هذا النوع من الأضرار.
أزمة تسريب محطة الفضاءتأجل إطلاق مهمة أكس-4 الخاصة برواد الفضاء الخاصين إلى محطة الفضاء الدولية، بسبب تسرب في وقود صاروخ فالكون 9 التابع لشركة سبيس إكس.
وأعلنت الشركة الأمريكية في 10 يونيو تأجيل الإطلاق الذي كان مقرراً في 11 يونيو، دون تحديد موعد جديد حتى الآن.
جاء التأجيل بعد اكتشاف تسرب في الأكسجين السائل خلال فحص ما بعد اختبار إطلاق صاروخ فالكون 9 الثابت في 8 يونيو.
وقالت سبيس إكس إن فريقها بحاجة إلى مزيد من الوقت لإصلاح التسرب، مشيرة إلى أنه بمجرد الانتهاء من الإصلاحات وتوفر الأذونات اللازمة، سيتم الإعلان عن موعد جديد للإطلاق.
مستقبل محطة الفضاء الدوليةتتزايد قائمة المشاكل المتعلقة بصيانة المحطة، مما دفع وكالة ناسا والجهات المتعاونة معها، بما في ذلك روسيا واليابان وكندا و11 دولة أوروبية، إلى وضع خطط لإخراج المحطة من الخدمة بحلول عام 2030.
ومع ذلك، أبدى ماسك رغبته في أن يتم الإعلان رسميًا عن توصيته بإخراج المحطة من المدار في غضون عامين.
وتأتي دعوات إيلون ماسك لتدمير محطة الفضاء الدولية في وقت يسود فيه القلق بشأن سلامتها. وبحسب الخبراء سواء كانت هذه التحذيرات تندرج تحت المخاوف الحقيقية أم لا، فإن الأمر يبقى مفتوحًا للنقاشات حول مستقبل البحوث والأبحاث الفضائية وكيفية إدارتها بشكل آمن.