وفاة إحسان القلعاوي.. نجمة الأدوار المميزة ورائدة الإذاعة المصرية بروفايل
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
في حياة فنية امتدت لعقود، أثرت الفنانة الكبيرة إحسان القلعاوي الساحة الفنية المصرية بأعمالها التي لا تُنسى، قبل أن ترحل عن عالمنا في عام 2018 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث دُفنت في مقابر المسلمين هناك، تاركة وراءها إرثًا فنيًا استثنائيًا.
ويبرز جريدة وموقع الفجر عن أبرز المحطات الفنية لـ إحسان القلعاوي
نشأة فنية في بيت الإبداع
إحسان القلعاوي لم تكن غريبة على الفن منذ نعومة أظافرها؛ فقد وُلدت في بيت يعشق الإبداع.
ترعرعت في بيئة فنية خالصة ساهمت في تشكيل وجدانها ودفعها لدخول عالم الفن بقوة. هذا المثل، "ابن الوز عوام"، تجسد في مسيرتها، حيث أثبتت نفسها كممثلة موهوبة تحمل على عاتقها إرث عائلتها الفني.
بداية مشرقة من الميكروفون إلى الشاشة
حصلت إحسان على ليسانس الآداب في اللغة الفرنسية، إلى جانب تخرجها في معهد الفنون المسرحية. بدأت حياتها المهنية في الإذاعة خلال خمسينيات القرن الماضي، واشتهرت بشخصية "خالتي بمبة" في برنامج "ربات البيوت"، الذي جذب آذان المستمعين وساهم في ترسيخ مكانتها كمبدعة في المجال الإذاعي. من بين أدوارها الإذاعية البارزة كانت شخصية "زنوبة" في مسلسل "عودة الروح"، و"عزيزة" في المسلسل الإذاعي الشهير "عائلة مرزوق أفندي".
أدوار مميزة في التلفزيون والسينما
لم يكن التلفزيون أقل حظًا من موهبة إحسان القلعاوي، حيث قدمت العديد من الأدوار اللافتة، مثل دورها في مسلسل "هارب من الأيام"، الذي نالت عنه تكريمًا من التلفزيون المصري، ومسلسل "قضية نسب" مع الفنانة عبلة كامل، بالإضافة إلى آخر أعمالها التليفزيونية، "هيما: أيام الضحك والدموع".
على الشاشة الكبيرة، أضافت إحسان بصمتها الخاصة في أفلام مثل "ليلة سقوط بغداد"، "رحلة مشبوهة"، و"لست قاتلًا "ساعدتها ملامحها وموهبتها الفريدة على أداء أدوار الزوجة غير المرغوب فيها، والحماة القاسية، والأم الصلبة، وهي أدوار أظهرت براعتها في تقديم شخصيات واقعية تترك أثرًا لدى المشاهد.
حياة عائلية وفنية متوازنة
بعيدًا عن الأضواء، كانت إحسان القلعاوي زوجة للسيناريست محمد أبو يوسف، وأمًا لثلاث بنات: مايسة، وإيناس، ومنال. نجحت في التوازن بين حياتها الأسرية ومسيرتها الفنية الطويلة، مما جعلها نموذجًا ملهمًا للعديد من النساء في الوسط الفني.
رحيل بصمت، ولكن بذكريات لا تُنسى
في عام 2018، رحلت إحسان القلعاوي عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالإنجازات. رغم رحيلها، تبقى أعمالها شاهدة على إبداعها، لتظل واحدة من علامات الفن المصري التي لا تُنسى.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بروفايل الفجر الفني ذكرى وفاة إحسان القلعاوي
إقرأ أيضاً:
الموقف الأوروبي تجاه غزة.. تناقض مواقف أم تبادل أدوار؟
"يا أهلَ مكة، أنأكلُ الطعامَ ونلبس الثياب، وبنو هاشم هَلْكى؟! واللهِ لا أقعد حتى تُشَقَّ هذه الصَّحيفةُ القاطعة الظَّالمة".
تلك مقولة قالها زهير بن أبي أمية المخزومي، الذي كان مشركا أيام حصار قريش للرسول والمؤمنين في شعب أبي طالب، ثم أسلم.
من يتأمل العبارة يجد أن قائلها لم يكتف بالقول والدعوة فقط، فأقسم "واللهِ لا أقعد حتى تُشَقَّ هذه الصَّحيفةُ القاطعة الظَّالمة"، وتخبرنا بقية القصة أن ما أراده تم.
ذاك الرجل لم يكن مسلما بعد، لكنه كان إنسانا، لم يتعامل مع المسألة على أنها سياسية بحتة، حركته النخوة والمروءة تجاه عذابات الناس في شعب أبي طالب، أزعجه أنهم لا يُسمح لهم بالطعام والشراب والزواج والحركة.
ما حدث آنذاك لم يكن الوحيد من نوعه في التاريخ الذي تخرج فيه فئة من الجهات المُحاصِرة لنصرة الفئة المُحاصَرة، بعد أن استيقظت ضمائرهم.
ما حدث من مطعم وأصحابه لم يكن خدعة، بدليل أنهم وقفوا وقفة قوية وجادة أمام قريش وطالبوا بإنهاء الحصار عن المسلمين، ومنهم من آمن بالله ورسوله.
لا أستعبد أن يكون ذلك مسرحية امتصاصا لغضب الجماهير، ولكن ورغم ذلك فإن هذا يجب استثماره بسرعة لقياس جدية الدول الغربية والعمل لتحويله لواقع ملموس، وكوني من غزة أشعر بأن مواقف الغرب الرسمي والشعبي أفضل من مواقفه السابقة
حديثا، ومنذ بدء العدوان على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، دعمت الدول الأوروبيّة الكيان الصهيوني بكل ما لديها وبكل ما يرغب، واستمرت وتنوعت وسائل الدعم إلى أن وصلنا لمرحلة بدأ فيها الموقف الأوروبي الرسمي والشعبي بالتغير والمطالبة بضرورة وقف الحرب ورفع الحصار.
لكن هل هذا التحول حقيقي وينمّ عن صحوة ضمير، أم خدعة تتبادل فيها الأدوار؟
هذا التغير خضع لعدة تفسيرات، البعض اعتبره خدعة وآخرون حقيقة، ولكل فريق أدلة يدعم بها موقفه، فالقائلون بأنه تغير حقيقي يرون أن جرائم العدو لم تعد تخفى على أحد، وأن الدعم المطلق له لم يعد مقبولا، خاصة أن تلك الدول الداعمة هي من يؤيد ويدعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ودعم مبادئ العدالة والمساواة.
أما القائلون بأنه مسرحية خادعة، يرون أن تغيير الآراء هو نتيجة لعرَض طارئ سيزول بزوال العرض، وهو الغضب الشعبي الأوروبي وانسجاما مع رأي الشعوب باعتبارها المُقرِرة لمن يصعد لسدة الحكم ومن ينزل عنها، وأن أوروبا الرسمية ليست مستعدة للتخلي عن دعم الكيان نظرا لتوغل الصهاينة في صناعة وصياغة كثير من تفاصيل الحياة في تلك البلدان، خاصة أن الغضب الشعبي بدأ يخرج عن المألوف في أمريكا وأوروبا، مثلما حدث في أمريكا حيث قتل رجل أمريكي اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية هناك، وحوادث أخرى.
شخصيا، لا أستعبد أن يكون ذلك مسرحية امتصاصا لغضب الجماهير، ولكن ورغم ذلك فإن هذا يجب استثماره بسرعة لقياس جدية الدول الغربية والعمل لتحويله لواقع ملموس، وكوني من غزة أشعر بأن مواقف الغرب الرسمي والشعبي أفضل من مواقفه السابقة.
ومما يؤيد موقفي أن الغرب الرسمي لن يكون حريصا على دماء أهل غزة العرب والمسلمين، أكثر من العرب والمسلمين الرسمين، خاصة أن التآمر العربي الرسمي واضح وجلي للجميع، وكثير من الدول العربية تتباهى بذلك، وليس أدل على ذلك أو أذل من ذلك ما جاء على لسان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط؛ الذي قال إن مقاطعة إسرائيل ليس من الحكمة السياسية، في حين أن مؤسسات ودول وشخصيات غربية قاطعت وفعّلت برامج مقاطعة لم تقم بها أي دولة عربية.
ومن باب الإنصاف نرى أن مواقف الدول الغربية، وهي أكثر جرأة من كل الدول العربية، حيث منهم من استدعي سفير الكيان لديه، ومن طالب بقوة الكف عن الجرائم وقرر تعليق صفقات السلاح.
لكن على رأي المثل المصري: "أسمع كلامك أصدقك، أشوف أمورك أستعجب".